• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم   الدر الثمين   سلسلة 10 أحكام مختصرة   فوائد شرح الأربعين   كتب   صوتيات   مواد مترجمة  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في: شهر الله المحرم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في الأضحية (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في 10 ذي الحجة (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    الدعاء لمن أتى بصدقة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: صدقة لم يأكل منها
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: هو لها صدقة، ولنا هدية
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (ترك استعمال آل النبي على الصدقة)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: «كخ كخ، ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    شرح حديث: سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    التعريف بالخوارج وصفاتهم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: ألا تأمنوني؟ وأنا أمين من في السماء
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم من الزكاة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (إعطاء من سأل بفحش وغلظة) (2)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (إعطاء من سأل بفحش وغلظة) (1)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. صغير بن محمد الصغير / خطب مكتوبة
علامة باركود

بين عظمته صلى الله عليه وسلم ومحبته ومولده!

د. صغير بن محمد الصغير

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/11/2017 ميلادي - 5/3/1439 هجري

الزيارات: 25055

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بين عظمته صلى الله عليه وسلم ومحبته ومولده!


الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولَهُ؛ ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون﴾[آل عمران:102]، ﴿ يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾[النساء:1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾[الأحزاب:70 و 71].

 

أَمَّا بَعْدُ:

فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كَلَامُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَشَّرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

 

أيها الأخوة:

إنَّ مِنَ الظلم لمحمد صلى الله عليه وسلم، وإنَّ مِنَ الظلم للحقيقة، أن نقيسَه عليه الصلاة والسلام بواحدٍ من هؤلاء الآلاف من العظماء الذين لمعت أسماؤهم من دياجي التاريخ، من يوم وُجد التاريخ، فإنَّ مِن العظماء من كان عظيم العقل، ولكنه فقير في العاطفة وفي البيان، ومنهم من كان بليغ القول وثَّاب الخيال، ولكنه عادي الفكر، ومنهم من برع في الإدارة أو القيادة، ولكن سيرته وأخلاقه كانت أخلاق السوقة الفجار.

 

ومحمد صلى الله عليه وسلم هو وحده الذي جمع العظمة من أطرافها، وما من أحد من هؤلاء إلا كانت له نواحٍ يحرص على سترها، وكتمان أمرها، ويخشى أن يطَّلع الناس على خبرها، نواحٍ تتصل بشهوته، أو ترتبط بأسرته، أو تَدُلُّ على ضعفه وشذوذه، ومحمد صلى الله عليه وسلم هو وحده الذي كشف حياته للناس جميعًا، فكانت كتابًا مفتوحًا، ليس فيه صفحةُ مُطبَقَة، ولا سطرٌ مطموس، يقرأُ فيه من شاء ما شاء.

 

وهو وحده الذي أذن لأصحابه أن يذيعوا عنه كلَّ ما يكون منه ويبلغوه، فرووا كلَّ ما رأوا من أحواله في ساعات الصفاء، وفي ساعات الضعف البشري، وهي ساعات الغضب، والرغبة، والانفعال.

وروى نساؤه كلَّ ما كان بينه وبينهنَّ، هاكم أمّ المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – تعلن في حياته وبإذنه أوضاعه في بيته، وأحواله مع أهله، لأنَّ فعله كلَّه دين وشريعة... وكتب الحديث والسير والفقه ممتلئة بها.

لقد رووا عنه في كلِّ شيء حتى ما يكون في حالات الضرورة البشرية، فعرفنا كيف يأكل، وكيف يلبس، وكيف ينام، وكيف يقضي حاجته، وكيف يتنظف من آثارها.

فأروني عظيماً آخر جَرُؤَ أن يغامر فيقول للناس: هاكم سيرتي كلها، وأفعالي جميعًا، فاطلعوا عليها، وارووها للصديق والعدو، وليجد من شاء مطعنًا عليها؟

أروني عظيماً آخر دُوِّنَت سيرته بهذا التفصيل، وعرفت وقائعها وخفاياها بعد ألف وأربعمائة سنة، مثل معرفتنا بسيرة نبينا؟[1]

إنهّا لسيرةٌ تدعو للفخر والاعتزاز والمحبة..

 

عن عبدالله بن هشام قال: كُنَّا مَعَ النبي صلى الله عليه وسلم وَهْوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ كُلِّ شيء إِلاَّ مِنْ نَفْسِى.

فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم « لاَ وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ ».

فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَإِنَّهُ الآنَ وَاللَّهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ نَفْسِى.

فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم «الآنَ يَا عُمَرُ». أخرجه البخاري [2]

 

قال سهل: مَن لم يرَ ولايةَ الرسول عليه في جميع الأحوال، ويرى نفسه في ملكه صلى الله عليه وسلم لا يذوق حلاوة سنته، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه[3]) الحديث.[4]

 

أيها الأخوة:

ومحبته صلى الله عليه وسلم بأبي وأمي تكون بنصرته في حياته ونصرة سنته بعد موته صلى الله عليه وسلم، قال الإمام النووي رحمه الله: "قال القاضي عِياض رحمه الله: ومن محبته صلى الله عليه وسلم نصرة سُنته، والذَّب عن شريعته، وتمنِّي حضور حياته، فيبذل ماله ونفسه دونه"[5].ا ه.

 

وامتثال أمره و اتباعه، إذ كيف تدّعي محبته وأنت لا تتبع أوامره و تنتهي عن نواهيه؟، قال تعالى: ﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾[ آل عمران: 31/32] .

 

والحرص على تبليغ سنته والدعوة إليها، وكثرة الصلاة عليه -عليه الصلاة والسلام، فعن أُبي بن كعب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثُلثُا الليل قام فقال: "يا أيها الناس، اذكروا الله، اذكروا الله، جاءت الراجفة تَتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه"، قال أُبيّ: قلت: يا رسول الله، إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: ما شئتَ، قال: قلت: الرُّبع؟ قال: ا شئت، فإن زدت، فهو خيرٌ لك، قلت: النصف؟ قال: ما شئت فإن زدت، فهو خيرٌ لك، قال: قلت: فالثلثين؟ قال: ما شئت، فإن زدت، فهو خيرٌ لك، قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذًا تُكفى همَّك، ويُغفَر لك ذنبُك " رواه الترمذي وصححه الألباني[6].

 

قال ابن كثير رحمه الله في قوله تعالى: ﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾[آل عمران:31]: هذه الآية الكريمة حاكمةٌ على كل من ادعى محبة الله، وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر، حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأحواله، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد [7]". ولهذا قال: ﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾ أي: يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه، وهو محبته إياكم، وهو أعظم من الأول، كما قال بعض الحكماء العلماء: ليس الشأن أن تُحِب، إنما الشأن أن تحَب، وقال الحسن البصري وغيره من السلف: زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله بهذه الآية، فقال:﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾[8]

 

نعم أيها الأخوة هذه هي حقيقة محبته صلى الله عليه وسلم: طَاعَتُهُ فِيمَا أَمَرَ، وَتَصْدِيقُهُ فِيمَا أَخْبَر، واجْتِنَابُ مَا نَهَى عَنْهُ وَزَجَر، وأَلا يُعْبَدَ اللهُ إِلا بِمَا شَرَعَ، وليست محبته باحتفالات وموالد بدعيّة ما أنزل الله بها من سلطان..

 

وفي مثل هذه الأيام من كل عام تعرض الفضائيات المشاهد البدعية للاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، ومع خطورة ذلك وأثره على جهلة المسلمين المقلدين، فإن كثيرًا من مناصري هذه البدعة عبر الإعلام اخترعوا مسوغاتٍ لفعلها، وأضفَوْا عليها شيئًا من الشرعية، التي تخدع المتلقي الجاهل، وحجبوا الرأي الآخر في القضية، وهاجموا كل من ينكر هذه البدعة.

 

إنهم أخفوا عن المشاهد أصل هذه البدعة، وتاريخها، وحقيقة مَن أحدثها في الإسلام، والظروف التاريخية التي أحدثت فيها، وما هو قصد مَن أحدثها مِن هذا الابتداع!!

 

إن أمة الإسلام مضت قرونها الثلاثة الأولى لم تعرف هذه البدعة، ولا احتُفل فيها بها، وهي القرون التي زكاها النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبر أن الخلاف والبدع تكون بعدها. وهذا من علاماتِ نبوته، إذ وقع ذلك كما أخبر به عليه الصلاة والسلام ففي القرن الرابع الهجري ظهر بنو عبيد، المتسمَّوْن زورًا بالفاطميين، انتسابًا إلى فاطمة بنت محمد عليه الصلاة والسـلام ورضي الله عنها وأرضاها.

 

ومن ثم خرجوا على الخلافة العباسية، وأقاموا الدولة الفاطمية في مصر والشام. ولم يرتضِ المسلمون في مصر والشام سيرتهم في الحكم، وطريقتهم في إدارة شؤون الناس، فخاف بنو عبيد من ثورة الناس عليهم، فحاولوا استمالة قلوبهم، وكسب عواطفهم بإحداث الاحتفالات البدعية، فاخترع حاكمهم آنذاك الملقب: المعز لدين الله العبيدي: مولد النبي صلى الله عليه وسلم وموالد لفاطمة وعلي والحسن والحسين ولجماعة من سلالة آل البيت رضي الله عنهم وأرضاهم..

وتتابعت في دولتهم احتفالات أخرى اخترعوها، لم تكن من قبلُ في الإسلام، كالاحتفال بالهجرة، ورأس السنة الهجرية، وليلة الإسراء والمعراج، وغيرها كثير.

 

وظلّت هذه الموالد عند بني عبيد في مصر وبعض الشام، إلى أن انتهت دولتهم، وورثها مَن كانوا بعدهم، ولا يعرفها بقية المسلمين في شتى البقاع، بل أنكروها ولم يقبلوها تكملة القرن الرابع، وطيلة القرن الخامس والسادس، إذ انتقلت عدوى هذه الاحتفالات في أوائل القرن السابع من مصر إلى أهل إربل في العراق، نقلها شيخ صوفي يدعى الملا عمر، وأقنع بها ملك إربل في العراق أبا سعيد كوكبري ثم انتشرت بعد ذلك في سائر بلدان المسلمين، بسبب الجهل والتقليد الأعمى، حتى وصلت إلى ما تشاهدونه في العصر الحاضر.

إذًا كان الهدف الرئيس من إحداث الموالد هدفًا سياسيًّا لتثبيت حكم بني عبيد، ولم يكن لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم ولا لمحبة آل بيته فيه أي نصيب.[9]

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية فيهم: "وهؤلاء القوم -يقصد بني عبيد (الفاطميين)- تشهد عليهم الأمة وأئمتها أنهم كانوا ملحدين زنادقة، يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، وجمهور الأمة تطعن في نسبهم، ويذكرون أنهم من أولاد اليهود أو المجوس، وهم يدّعون علم الباطن، الذي مضمونه الكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وعندهم: لا جنة ولا نار ولا بعث ولا نشـور... ويستهينون باسم الله ورسوله، حتى يكتب أحدهم الله في أسفلِ نعله سبحانه وتعالى عمّا يقول الظالمون علوًا كبيرًا".[10]

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾[ فاطر: 8].

أقول قولي هذا وأستغفر الله.

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله..

أيها الأخوة: لفت نظري قول بعضهم: -عندما تبيّن له سنّة أو تنكر عليه بدعة أو معصية- هذا مما تعارف عليه الناس وعملوه، ولو كان منكرًا ما فعله الناس، ولا قاله فلان وعلان..

 

وهنا يفنّد لنا الإمام الشاطبي رحِمه الله تعالى حجتهم بقوله "ولما كانت البدع والمخالفات وتواطأ النَّاس عليْها، صار الجاهل يقول: ولو كان هذا منكرًا لما فعله النَّاس[11]..." ثمَّ قرر ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحِمه الله في "اقتضاء الصراط المستقيم" بقوله: إنَّ مَن اعتقد أنَّ أكثر هذه العادات المخالفة للسُّنن مُجمع عليها بناءً على أنَّ الأمَّة أقرَّتْها ولم تنكرها، فهو مخطئ في هذا الاعتقاد، فإنَّه لم يزل ولا يزال في كلّ وقت مَن ينهى عن عامَّة العادات المحدثة المخالفة للسنَّة، ولا يجوز دعوى إجْماع عمل بلد أو بلادٍ من بلدان المسلمين، فكيْف بعمل طوائف منهم؟!...[12]". إلخ كلامه رحِمه الله تعالى.

 

قال الإمام مالك رحمه الله: "منِ ابتدع في الإسلام بدعةً يراها حسنة، فقد زعَم أنَّ محمَّدًا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة؛ لأنَّ الله تعالى قال: ﴿ اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً ﴾ [المائدة: 3]، فما لم يكن يومئذٍ دينًا، فلا يكون اليوم دينًا".[13] أ. هـ. رحِمه الله.



[1] من مقال للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله بعنوان " عظمة محمد صلى الله عليه وسلم - موقع الدرر السنيّة بتصرف يسير.

[2] صحيح البخاري ج8، ص129 برقم: 6632

[3] مسند أحمد ج4، ص336.

[4] الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم للقاضي عياض، ج1، ص24

[5] شرح صحيح مسلم ج2، ص16.

[6] سنن الترمذي ج4، ص636، برقم 2457.

[7] صحيح البخاري، ج3، ص69.

[8] تفسير ابن كثير، ج2، ص32.

[9] من خطبة للشيخ د. ابراهيم الحقيل بعنوان: "الاحتفال بالمولد النبوي نشأته، تاريخه، حقيقة من أحدثوه" بتصرف.

[10] مختصر الفتاوى المصرية، ج1، ص440.

[11] الاعتصام للشاطبي، ج،1 ص460.

[12] اقتضاء الصراط المستقيم، ج2، ص42.

[13] الاعتصام للشاطبي، ج1، ص64.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • محبة النبي صلى الله عليه وسلم
  • محبة النبي - صلى الله عليه وسلم
  • محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - بين الغلو والجفاء
  • محبة النبي صلى الله عليه وسلم (سعادة الدنيا ونجاة الآخرة)
  • محبة النبي صلى الله عليه وسلم (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم: كان صلى الله عليه وسلم رحيما بالمؤمنين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كان بين مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الجدار ممر الشاة(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • شرح قول النبي صلى الله عليه وسلم اتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • جوانب من عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عظمة منزلة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • عظمة منزلة النبي صلى الله عليه وسلم في الآخرة (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • مظاهر العظمة النبوية في شبابه صلى الله عليه وسلم(مقالة - ملفات خاصة)
  • سر عظمة الرسول - صلى الله عليه وسلم -(مقالة - ملفات خاصة)
  • عظمة محمد صلى الله عليه وسلم(مقالة - ملفات خاصة)

 


تعليقات الزوار
1- بوركت
محمد عبدالله اليحيى - Saudi Arabia 07-11-2019 06:22 PM

خطبة ممتازة ومختصرة وتكفي من يبحث عن الحق

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب