• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم   الدر الثمين   سلسلة 10 أحكام مختصرة   فوائد شرح الأربعين   كتب   صوتيات   مواد مترجمة  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في: شهر الله المحرم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في الأضحية (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في 10 ذي الحجة (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    الدعاء لمن أتى بصدقة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: صدقة لم يأكل منها
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: هو لها صدقة، ولنا هدية
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (ترك استعمال آل النبي على الصدقة)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: «كخ كخ، ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    شرح حديث: سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    التعريف بالخوارج وصفاتهم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: ألا تأمنوني؟ وأنا أمين من في السماء
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم من الزكاة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (إعطاء من سأل بفحش وغلظة) (2)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (إعطاء من سأل بفحش وغلظة) (1)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري / مقالات
علامة باركود

العنوسة: أسبابها وعلاجها

الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/7/2017 ميلادي - 6/11/1438 هجري

الزيارات: 36181

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العُنوسةُ: أسبابها وعلاجها

 

الحمدُ لله ﴿ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ﴾ [النساء: 1]، أبدعَ ما خلَقَه، وأحكمَ ما شَرَعَه، وأعطى كُلَّ نفسٍ هُداها، أحمَدُه حمداً كثيراً لا يَتناهى، وأشكُرُه على نِعَمٍ أَوْلاها وأعطاها، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه أفضلُ البريَّةِ وأزكاها، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسانٍ وسلّم تسليماً.


أما بعدُ: فيا أيها الناسُ، اتقوا الله واشكرُوه ﴿ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]،فالزواجُ سُنَّةُ الأنبياء والمرسلين عليهم السلام، ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ﴾ [الرعد: 38]، وهو سبيلُ المؤمنين، استجابةً لأمرِ الله: ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 32]، فهذا أمرٌ من الله عزَّ شأنه للأولياء بإنكاح مَن تحتَ ولايتهم من الأيامى - جمعُ أَيِّم - وهم مَن لا أزواج لهم من رجالٍ ونساء، طَلَباً للعفَّةِ والصيانةِ من الفاحشةِ، واستجابةً لأمرِ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا معشرَ الشباب، مَن استطاعَ منكم الباءةَ فليتزوَّج، فإنه أغضُّ للبصَرِ، وأحصنُ للفرْجِ، ومَن لم يستطع فعليه بالصومِ فإنه له وِجَاءٌ) متفقٌ على صحَّته، والأحاديث في معناه كثيرة، ومن دُعاء عباد الرحمن: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74].


ولهذه المعاني وغيرها، لا يختلف المسلمون في مشروعية الزواج، وأنَّ الأصل فيه الوجوب لمن خافَ على نفسه العَنَت والوقوع في الفاحشة، لا سيَّما مع رقَّة الدِّين، وكثرة المغريات، إذ العبد مُلزمٌ بإعفاف نفسه، وصرفها عن الحرام، وطريق ذلك: الزواج، ولهذا نهى الله سبحانه عن العَضْلِ، وهو: منع المرأة من الزواج، قال الله تعالى: ﴿ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ ﴾ [البقرة: 232]، فالزواجُ: صلةٌ شرعية تُبْرَمُ بعقدٍ بين الرجل والمرأة بشروطه وأركانه المعتبرة شرعاً، ولأهميته قَدَّمه أكثر المحدِّثين والفقهاء على الجهاد، ولأن الجهاد لا يكون إلاَّ بالرِّجال، ولا طريق له إلاَّ بالزواج، لِما ينطوي عليه من المصالح العظيمة، والحكم الكثيرة، والمقاصد الشريفة، منها:

1- حفظ النسل، ولذا حثَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على تكثير الزواج، فعن أنس رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تزوَّجُوا الولود الودود، فإني مُكاثرٌ بكم الأُمَم يومَ القيامة) رواه الإمام أحمد.


2- حفظ العرض: وصيانة الفرج، وتحصيل الإحصان، والتحلِّي بفضيلة العفاف عن الفواحش والآثام، وهذا المقصد يقتضي تحريم الزنى ووسائله من التبرُّج والاختلاط والنظر، ويقتضي الغيرة على المحارم من الانتهاك، وتوفير سياجات لمنع النفوذ إليها، ومن أهمها: ضرب الحجاب على النساء، فانظر كيفَ انتظمَ هذان المقصدان العمل على توفير أصول الفضيلة كما تقدَّم.


3- تحقيق مقاصد الزواج الأخرى: من وجود سكن يطمئن فيه الزوج من الكدر والشقاء، والزوجة من عناء الكدِّ والكسب: ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [البقرة: 228]، فانظر كيف تتمُّ صلة ضعف النساء بقوَّة الرِّجال، فيتكامل الجنسان، والزواج من أسباب الغنى ودفع الفقر والفاقة، قال الله تعالى: ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 32].


وبالوقوف على مقاصد الزواج، تُعرف مضار الانصراف عنه، من انقراض النسل، وانطفاء مصابيح الحياة، وخراب الدِّيار، وقبض العفَّة والعفاف، وسوء المنقلب.

ومن أقوى العلل للإعراض عن الزواج: ضعف التربية الدينية في نفوس الناشئة، وتفشِّي أوبئة السفور والتبرُّج والاختلاط.

وواجبٌ لمكافحة الإعراض عن الزواج: سُرعة مُعالجة ارتفاع عدد العوانس.

قال الجوهريُّ: (عَنَسَت الجاريةُ:.. إذا طال مُكْثها في منزلِ أهلِها بعدَ إدراكها حتَّى خَرَجَت من عداد الأبكار، هذا ما لم تتزوَّج، فإن تزوَّجت مرَّةً فلا يُقال عَنَسَتْ) انتهى.


وكم هيَ مُخيفةٌ ومُحزنة تلك الإحصائيات والأرقام التي تُشيرُ إلى أعدادِ الفتياتِ المتأخِّرات عن سنِّ الزواج في بلادنا، فقد ذكرت الهيئة العامة للإحصاء في المملكة في إحصائيتها للربع الثالث من العام الماضي 1437 أن عدد السعوديات اللاتي بلغن سنَّ الخامسة عشرة فأكثر ولم يسبق لهنَّ الزواج هي: 2261946 اثنين مليون وواحد وستين ألفاً وتسعمائة وستة وأربعين امرأة، وأن عدد اللواتي تجاوزن الثانية والثلاثين من العمر ولم يسبق لهنَّ الزواج 227860 مائتان وسبعة وعشرين ألفاً وثمانمائة وستين امرأة. ولا حول ولا قوة إلا بالله.


أيها المسلمون: إن العنوسة ظاهرةٌ عمَّت المجتمعات، ودخلت جُلَّ البيوتات، وحطَّمت آمال كثيرٍ من النساء والرِّجال، وخوَّفت كثيراً من الصالحين على بناتهم، فما أسباب انتشارها، وما علاجها.


إن الأسباب الرئيسة التي تقف وراء العنوسة على سبيل الإجمال: خمسة أسباب:

(1) العادات والتقاليد.

(2) الآباء والأمهات.

(3) الفتيات.

(4) أسباب اجتماعية.

(5) الوسائل الإعلامية.


أولاً: العادات والتقاليد: ومن العادات والتقاليد السيئة التي ساهمت في تفشِّي العُنوسة: المغالاة في المهور والتباهي بها، وما يُسمى بقصور الأفراح، والإسراف في ولائم الخطبة وولائم الزواج وما بعده من تكاليف السفر والولائم بعد الرجوع من السفر، واشتراط أن يكون من قبيلةٍ مُعيَّنة، والتزام الترتيب بين البنات، فلا يُزوِّجون الصغرى حتى تتزوَّج الكُبرى.


ثانياً: الآباء والأمهات: فيمتنع بعض الآباء عن تزويج بناته الموظفات طمَعَاً في رواتبهنَّ، قصة ابن منيع، ومنها: كثرة الشروط على الخُطَّاب، وسوء سمعة الأب أو الأم.


ثالثاً: الفتيات: رفضهنَّ للزواج بحجَّة إكمال الدراسة، فإذا انتهت من دراستها لم تجد أحداً تقدَّم لها، ومنها: رفض كثير من الفتيات للزواج إذا كان الخاطب متزوِّجاً، وأيضاً: صاحبات السوء، والحرص على الوظيفة، والغرور، وسوء سمعتها كأن تكون صاحبة تبرُّج، وتأثر بعضهنَّ بالدَّعَوات الفاجرة للتحلُّل من الشريعة.


رابعاً: الأسباب الاجتماعية: كأزمة المساكن وارتفاع أسعار الإيجارات، وضيق فُرََص العمل.


خامساً: الوسائل الإعلامية كبعض القنوات الفضائية وما يُسمَّى بالشبكة العنكبوتية: من الدعوة بمساواة المرأة بالرجل، ومحاربة وتشويه تعدُّد الزوجات والزواج المبكِّر، وتشجيع الصداقة بين الشباب والفتيات، ونشر الصور والأفلام المحرَّمة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.


وأيضاً: ضعفُ التديُّن لدى كثيرٍ من الشباب، وأصحاب السوء، والسفر للخارج... الخ.

وأما الحلول لمعالجة ظاهرة العُنوسة: أولاً: تخفيفُ المهُورِ وتسهيلها: (قالَ عُمَرُ بنُ الخطابِ: ألا لا تُغالُوا صَدُقَةَ النساءِ، فإنها لَو كانت مَكْرُمَةً في الدُّنيا، أوْ تقوَى عندَ اللهِ لكانَ أولاكُم بها نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، ما عَلِمتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ نَكَحَ شيئاً مِن نِسائِهِ ولا أَنكَحَ شيئاً مِن بَناتِهِ على أكثرَ من ثِنْتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً) رواه الترمذي وصحَّحه.


فمقدار صَداق رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقتنا الحاضر ما يُقارب 2875 ريالاً إذا كان جرام الفضة ريالين ونصف، ولما رأى صلى الله عليه وسلم على عبدالرحمن بن عوف أَثَرَ صُفرةٍ وهو من أكثر الصحابة مالاً، أو أكثرهم مالاً، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما هذا؟ قالَ: إني تزَوَّجتُ امرأةً على وَزْنِ نَواةٍ مِن ذهَبٍ، قالَ: باركَ اللهُ لكَ، أوْلِمْ ولو بشاةٍ) رواه البخاري ومسلم، والنواةُ من الذهب تُعادل خمسة دراهم، فيكون تقدير مهر عبدالرحمن بن عوف في وقتنا الحاضر تقريباً 1175 ريالاً.


وأما ولائمه صلى الله عليه وسلم: فكان أعظم ولائمه صلى الله عليه وسلم معَ زواجه بزينب رضي الله عنها، حيث (أوْلَمَ بشاة) رواه البخاري ومسلم، وأولمَ صلى الله عليه وسلم في زواجه بصفية رضي الله عنها (بتمرٍ وسويق) رواه أحمد وأبو داود وغيرهما، وليس ذلك لقلَّةٍ وفاقةٍ، فإنه بعد غنائمه لخيبر التي أنزل الله فيها: ﴿ وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ ﴾ [الفتح: 20]، وأولم صلى الله عليه وسلم على بعض نسائه (بمُدَّينِ من شعيرٍ) رواه البخاري.


قال شيخُ الإسلام رحمه الله: (والمُستَحَبُّ في الصَّدَاقِ معَ القُدرَةِ واليَسَارِ: أنْ يكونَ جميعُ عاجلِهِ وآجلِهِ لا يَزِيدُ على مَهْرِ أزواجِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ولا بَناتِهِ.. فهذِهِ سُنَّةُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مَن فَعَلَ ذلكَ فَقَدْ اسْتَنَّ بسُنَّةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في الصَّدَاقِ.. فَمَنْ دَعَتْهُ نفسُهُ إلى أنْ يَزِيدَ صَدَاقَ ابنَتِهِ على صَدَاقِ بناتِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ اللَّواتي هُنَّ خَيرُ خلقِ اللهِ في كُلِّ فضيلَةٍ وهُنَّ أفضلُ نساءِ العالمينَ في كُلِّ صِفَةٍ: فهُوَ جاهلٌ أَحْمَقُ) انتهى.


أفمَا لكم في رسولِ الله أُسوةٌ حسنةٌ، وقدوةٌ مُستحسنةٌ، أفبغيرِ رسولِ الله نقتدي؟ أفبغير هديِ رسولِ الله نهتدي؟ وهو صلى الله عليه وسلم يقول: (وإنَّ الرَّجُلَ ليُثَقِّلُ صَدَقَةَ امرأتِهِ حتى يكونَ لَهَا عَدَاوةٌ في نَفْسِهِ) رواه ابنُ ماجه وحسنه الألباني.

ومن الطُرُق لتخفيف المهر: جعله على دفعتين مُقدَّمٌ ومؤخَّرٌ، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: (ولو أننا نسلك طريقةً لتسهيل الأمر وتخفيف حدَّة المغالاة بتأجيل بعض المهر، بأن نُقدِّم من المهر ما دَعَت الحاجة إليه في النكاح، ونُؤجِّلُ الباقي في ذمَّة الزوج، لكان هذا جائزاً وحَسَناً، وفي ذلك تسهيلٌ على الزوج ومصلحة للزوجة، فإن ذلك أدعى لبقائها معه، لأنه لو طلَّقها لحلَّ المهرُ المؤجَّلُ إذا لم يكن له أجَلٌ مُعيَّنٌ) انتهى.


بل إن الآباء الصالحين يختارون ويَعرضون بناتهم على الأكفاء، قال صاحبُ مدين لموسى عليه السلام: ﴿ قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ﴾ [القصص: 27]، قال القرطبيُّ: (فيهِ عَرْضُ الولي ابنته على الرَّجُلِ، وهذِهِ سُنَّةٌ قائمةٌ، عَرَضَ صالحُ مَدْيَنَ ابنَتَهُ على صالحِ بني إسرائِيلَ، وعَرَضَ عمرُ ابن الخطَّابِ ابنَتهُ حفْصَةَ على أبي بكرٍ وعُثمانَ، وعَرَضَتِ الموهُوبَةُ نفسَهَا على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فَمِنَ الحَسَنِ عرْضُ الرَّجُلِ ولِيَّتَهُ، والمرأَةُ نفسَها على الرَّجُلِ الصالحِ، اقتداءً بالسلَفِ الصالحِ، قالَ ابنُ عُمَرَ: لَمَّا تأيَّمَتْ حفصةُ قالَ عُمَرُ لعُثمانَ: إنْ شِئتَ أُنكِحُكَ حفصةَ بنتَ عُمَرَ) انتهى.


اللهمَّ ارزق بناتنا وبنات المسلمين الأزواج الصالحين، آمين.

♦ ♦ ♦ ♦

 

إِنَّ الحمدَ للهِ، نَحمَدُه ونستعينُه، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ مُحمَّداً عبدُه ورسولُه.

 

أمَّا بعدُ: من الحلول ثانياً: سرعة مبادرة من وَجد المهر والنفقة للزواج، وقد وعد الله من يريد العفاف بالإعانة، قال تعالى: ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 32]، وقال صلى الله عليه وسلم: (ثلاثةٌ حقٌّ على اللهِ عَونُهُم: المجاهدُ في سبيلِ اللهِ، والمُكاتَبُ الذي يُرِيدُ الأَداءَ، والناكِحُ الذي يُرِيدُ العَفَافَ) رواه الترمذي وحسنه.


ومن الحلول ثالثاً: مبادرة المتزوجين إلى تعدُّد الزوجات، وله خطبة مستقلة إن شاء الله. حديث ابن مسعود.


ومن الحلول رابعاً: أن تعتبر المرأة بحال من رفضت الزواج بحجة إكمال الدراسة ثم بحجة الوظيفة حتى فاتها الزواج، وانعدم الخُطَّاب، وندمت على زمان مضى رفضت فيه الزواج، حتى اضطرت بعضهن لعرض نفسها في بعض مواقع الشبكة العنكبوتية، أو الرضى بزواج تتنازل فيه عن حقوقها الزوجية، ولا حول ولا قوة إلا بالله.


ومن الحلول خامساً: أن تقوم وسائل الإعلام والمؤسسات العلمية والاجتماعية والخيرية والخطباء والدعاة والمعلمون والمعلمات بواجباتهم التربوية والتوجيهية للتنبيه على خطورة هذه الظاهرة، وعلاجها بالوسائل الشرعية، والقيام بحملات توعوية شاملة.

ومن الحلول أيضاً: كثرة الحديث عن فضائل النكاح الدينية والدنيوية والأخروية، والتحذير من العزوبة وأنها ليست من أمر الإسلام في شيء.


ومن الحلولِ أيضاً: إعانةُ الأغنياءِ وبيوت المال وإيقاف الأوقاف لغير القادرين على الزواج، قال ابن كثير في سيرة عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: (وكانَ مُنادِيهِ في كُلِّ يومٍ يُنادي: أينَ الغارِمُونَ؟ أينَ الناكِحُونَ؟ أينَ المساكينُ؟ أينَ اليَتامَى؟ حتَّى أَغنَى كُلاًّ مِن هؤلاءِ) انتهى.


اللهم ارزق بناتنا وبنات المسلمين الأزواج الصالحين، آمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حلول عملية لمشكلة العنوسة
  • العنوسة خطر يهدد المجتمعات الإسلامية
  • سماسرة الزواج يتاجرون بمشكلة العنوسة!
  • العنوسة الظاهرة المقلقة أسبابها وعلاجها
  • أسباب العنوسة وعلاجها
  • العنوسة مرض .. وأهم دعائمه المغالاة في الزواج
  • مشكلة العنوسة: الأسباب والحلول (خطبة)
  • ظاهرة العنوسة (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • العنوسة أسبابها وأثارها(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • علاج وقت الفراغ، وخاصة في ظل العنوسة(استشارة - الاستشارات)
  • قبلت الخطبة خوفا من العنوسة(استشارة - الاستشارات)
  • استشارة عن العنوسة(استشارة - الاستشارات)
  • استشارات عاجلة لقضية العنوسة (PDF)(كتاب - موقع الموسوعات الثقافية المدرسية)
  • هيروشيما العنوسة (PDF)(كتاب - موقع الموسوعات الثقافية المدرسية)
  • مصابة بخلع وركي وأخاف من العنوسة(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • الرماني: غلاء المهور أكبر معضلة من العنوسة والعزوبية(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • العنوسة، وكيف تعامل معها الإسلام؟ (WORD)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • مفاسد العنوسة(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب