• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم   الدر الثمين   سلسلة 10 أحكام مختصرة   فوائد شرح الأربعين   كتب   صوتيات   مواد مترجمة  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في: شهر الله المحرم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في الأضحية (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في 10 ذي الحجة (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    الدعاء لمن أتى بصدقة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: صدقة لم يأكل منها
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: هو لها صدقة، ولنا هدية
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (ترك استعمال آل النبي على الصدقة)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: «كخ كخ، ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    شرح حديث: سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    التعريف بالخوارج وصفاتهم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: ألا تأمنوني؟ وأنا أمين من في السماء
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم من الزكاة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (إعطاء من سأل بفحش وغلظة) (2)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (إعطاء من سأل بفحش وغلظة) (1)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري / مقالات
علامة باركود

بر الوالدين

بر الوالدين
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/3/2017 ميلادي - 2/6/1438 هجري

الزيارات: 13586

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بر الوالدين

 

الحمدُ لله الرؤوفِ الرحيم، الواسع العليم، ذي الفضل العظيم، والإحسان العميم.

نحمَدُه على ما أولانا من النِّعم، ونشكره على ما دفعَ من النِّقم، ونستغفره ونتوبُ إليه، ونُعوِّل في جميع أُمورنا عليه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ذُو الجلال والإكرام، وأنَّ محمداً عبده ورسوله سيِّد الأنام ومصباح الظلام، اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آله وصحبه وأتباعهم المرتقين في برِّ الوالدين إلى أعلى مقامٍ.


أمَّا بعد: فيا أيها الناسُ، اتقوا الله ربَّكُم الذي خلقكم ورزقكم وأعطاكم، واعلموا أنه لا تستقيمُ لكم التقوى حتى تقوموا بواجبات الوالدين، وتَدَعُوا ما زَجَرَكم الله عنه من القطيعةِ والعُقوق، ألا وإنَّ برَّ الوالدين: منجاةٌ للعبد من شُرور الدنيا والآخرة، ومُوصلةٌ إلى دار السلام، وصلة الوالدين تَصلُ الأرزاق والأعمار، وقطيعتهما تُوجبُ سَخَطَ الله وقطعَ العُمرِ والرِّزقِ والخزيَ والبَوَار، للأدلةِ من الكتابِ والسنةِ الصحيحة الصريحة، فمنها:

قَرَنَ اللهُ حقَّ الوالدينِ والإحسانِ إليهما بعبادته سبحانه وتعالى، كما قَرَنَ شُكرَهُما بشكره: قال تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23، 24]، قال الطبريُّ: (يقولُ: وأَمَرَكُم بالوالدينِ إحساناً أنْ تُحسنُوا إليهِما وتَبَرُّوهُمَا.. وقولُه: ﴿ فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ ﴾ [الإسراء: 23] يقولُ: فلا تُؤَفِّفْ مِن شيءٍ تَراهُ مِن أحَدِهِما أو منهُما مِمَّا يَتأذَّى بهِ الناسُ، ولكنِ اصبرْ على ذلكَ منهُما، واحتَسِبْ في الأجرِ صَبْرَكَ عليهِ مِنهُمَا كَمَا صَبَرا عليكَ في صِغَرِكَ.. قال مجاهدٌ: إمَّا يَبْلُغانِ عندَكَ الكِبَرَ فلا تَقُل لَهُما أُفٍّ حينَ تَرَى الأذى، وتُميطُ عنهُمَا الخَلاءَ والبوْلَ، كمَا كَانا يُمِيطانِهِ عنكَ صغيراً، ولا تُؤذِهِمَا... وقوله: ﴿ وَلَا تَنْهَرْهُمَا ﴾ [الإسراء: 23] قالَ عطاءٌ: لا تَنْفُضْ يَدَكَ على والديكَ... ﴿ وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ [الإسراء: 23] قال قتادةُ: أيْ قولاً لَيِّناً سَهْلاً.. ﴿ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 24] يقولُ تعالى ذِكْرُهُ: وكُنْ لَهُمَا ذليلاً رَحمةً مِنكَ بهِمَا تُطيعُهُما فيما أمَرَاكَ بهِ مما لَم يكُن للهِ مَعصِيَةً، ولا تُخالفهُمَا فيما أَحَبَّا) انتهى.

 

وقال تعالى: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ [لقمان: 14]، قال الطبريُّ: (يقُولُ تعالى ذِكْرُه: وأَمَرنا الإنسانَ ببرِّ والديهِ ﴿ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ ﴾ [لقمان: 14] يقولُ: ضَعْفاً على ضَعْفٍ، وشِدَّةً على شِدَّةٍ.. وقولُه: ﴿ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ ﴾ [لقمان: 14] يقولُ: وفِطامُه في انقضاءِ عامَينِ.. وقولُه: ﴿ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ ﴾ [لقمان: 14] يقولُ: وعَهِدْنا إليهِ أن اشكُرْ لي على نِعَمِي عليكَ، ولوَالدَيكَ تَربِيَتَهُما إيَّاكَ، وعلاجَهُمَا فيكَ ما عَالَجا من المشقَّةِ حتى اسْتَحْكَمَ قُوَاكَ.. وقولهُ: ﴿ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ [لقمان: 14] يقولُ: إلى اللهِ مَصِيرُكَ أيُّها الإنسانُ، وهُوَ سائلُكَ عمَّا كانَ منْ شُكْرِكَ له على نِعَمِهِ عليكَ، وعَمَّا كان من شُكْرِكَ لوالديكَ، وبرَّكَ بهِمَا على ما لَقِيَا مِنكَ من العَنَاءِ والمشقَّةِ في حالِ طُفُولَتِكَ وصِبَاكَ، وما اصْطَنَعا إليكَ في برِّهِما بكَ وتَحَنُّنِهِما عليكَ) انتهى.

 

برُّ الوالدينِ أحبُّ الأعمال إلى الله بعد الصلاة: سُئلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللهِ؟ قال: الصلاةُ على وَقتِها، قال: ثُمَّ أيٌّ؟ قال: ثُمَّ برُّ الوالدينِ، قال: ثُمَّ أيٌّ؟ قال: الجهادُ في سبيلِ اللهِ) رواه البخاري ومسلم.

 

برُّ الوالدينِ المسلمينِ آكَدُ من الجهادِ في سبيلِ اللهِ: (جاءَ رجُلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فاستأذنهُ في الجهادِ، فقالَ: أحَيٌّ والِدَاكَ؟، قال: نعم، قال: ففِيهِما فجَاهِد) رواه البخاري ومسلم.

 

برُّ الوالدينِ المسلمينِ آكَدُ من الهجرةِ في سبيلِ اللهِ: (أقْبَلَ رجُلٌ إلى نبيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: أُبايعُكَ على الهجرةِ والجهادِ أبتَغي الأجرَ من اللهِ، قالَ: فهل من والديكَ أحَدٌ حَيٌّ؟ قال: نَعَم، بل كلاهُما، قالَ: فتبتغي الأجرَ منَ اللهِ؟ قال: نَعَم، قال: فارجِع إلى والديكَ فأحسِنْ صُحْبَتَهُما) رواه مسلم.

 

وعن أبي سعيدٍ الخُدرِيِّ: (أنَّ رَجُلاً هاجرَ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ اليَمَنِ، فقالَ صلى الله عليه وسلم: هلْ لَكَ أحَدٌ باليَمَنِ؟ قالَ: أبَوَايَ، قالَ صلى الله عليه وسلم: أَذِنَا لَكَ؟ قالَ: لا، قالَ صلى الله عليه وسلم: ارْجِعْ إليهِما فاستأذِنهُمَا، فإن أذِنا لَكَ فجاهِدْ، وإلاَّ فَبرَّهُمَا) رواه أبو داود وصحَّحه ابن حبان.

 

قال النووي: (هذا كُلُّهُ دليلٌ لِعِظَمِ فضيلَةِ برِّهِما وأنهُ آكَدُ من الجهادِ، وفيهِ حُجَّةٌ لِما قالَهُ العُلَمَاءُ أنهُ لا يَجوزُ الجهادُ إلاَّ بإذنِهِما إذا كانا مُسلِمَينِ أو بإذنِ المسلِمِ مِنهُمَا، فلو كانا مُشرِكَيْنِ لَم يُشتَرَط إذنُهمَا عندَ الشافعيِّ ومَن وافَقَهُ، وشَرَطَهُ الثورِيُّ، هذا كُلُّهُ إذا لَم يَحْضُرِ الصَّفَّ ويَتَعَيَّن القِتالَ، وإلا فحينئذٍ يَجوزُ بغيرِ إذنٍ، وأَجْمَعَ العُلَمَاءُ على الأمرِ ببرِّ الوالدينِ وأنَّ عُقُوقَهُما حَرَامٌ من الكَبَائرِ) انتهى.

 

وقال الشيخ ابن عثيمين: (والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يُبلِّغ أُمَّته أنَّ برَّ الوالدين مُقدَّمٌ على الجهاد في سبيل الله بدون تفصيل، وقد دلَّ الكتابُ والسنَّةُ وإجماع المسلمين على أن برَّ الوالدينِ واجبٌ وُجوبَ عينٍ، وأن عُقوقَهُما محُرَّمٌ.. وأما الجهادُ فإنما يَجبُ في صُوَرٍ مُعيَّنةٍ لا تنطبقُ على كلِّ جهادٍ.. وأمَّا برُّ الوالدينِ فواجبٌ على كُلِّ مولودٍ أن يَبَرَّ والديه) انتهى.


برُّ الوالدين سببٌ لرضى الله تعالى: قال صلى الله عليه وسلم: (رِضَى الرَّبِّ في رِضَى الوالدِ، وسَخَطُ الرَّبِّ في سَخَطِ الوالدِ) رواه الترمذي وصحَّحه الحاكم والألباني.

 

قال الشيخ السعديُّ رحمه الله: (في هذا الحديث: ذكرُ غايةِ البرِّ ونهايته التي هي رضى الوالدين، فالإحسانُ مُوجبٌ وسببٌ، والرضى أثرٌ ومُسبَّبٌ، فكلُّ ما أرض الوالدين من جميع أنواع المعاملات العُرفية، وسلوك كلِّ طريقٍ ووسيلةٍ تُرضيهما، فإنه داخلٌ في البرِّ.. ولكنَّ ذلك مُقيُّدٌ بالطاعة لا بالمعصية) انتهى.

برُّ الوالدينِ أوسطُ أبواب الجنة: قال صلى الله عليه وسلم: (الوالدُ أوسَطُ أبوابِ الجنَّةِ، فإن شئتَ فأَضِعْ ذلكَ البابَ أوِ احفَظْهُ) رواه الترمذيُّ وصحَّحه.

 

وجاءَ جاهِمَةُ رضي الله عنه إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: (يا رسولَ اللهِ أرَدْتُ أن أغْزُوَ وقد جِئتُ أستَشيرُكَ، فقالَ صلى الله عليه وسلم: هلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ؟ قالَ: نَعَم، قالَ صلى الله عليه وسلم: فَالْزَمْها، فإنَّ الجنَّةَ تَحْتَ رِجْلَيْها) رواه النسائيُّ، وقال الألبانيُّ: (حسنٌ صحيح).

 

النبيُّ صلى الله عليه وسلم يدعو على مَن قصَّرَ في برَّ والديه: قال صلى الله عليه وسلم: (رَغِمَ أنفُ، ثمَّ رَغِمَ أنفُ، ثمَّ رَغِمَ أنفُ، قيلَ: مَنْ يا رسولَ اللهِ؟ قالَ صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَدْرَكَ أبوَيْهِ عندَ الكِبَرِ، أحَدَهُمَا أو كِلَيْهِما فَلَم يَدخُلِ الجنَّةَ) رواه مسلم.

 

قال القرطبيُّ: (هذا من النبيِّ صلى الله عليه وسلم دُعاءٌ مُؤكَّدٌ على مَن قصَّرَ في برِّ أبويه.. وتخصيصُه عند الكِبَرِ بالذكرِ وإن كان برُّهما واجباً على كلِّ حالٍ: إنما كان ذلك لشدَّةِ حاجتهما إليه، ولضعفهما عن القيام بكثيرٍ من مصالحهما، وليبادرَ الولدُ اغتنامَ فرصة برِّهما، لئلا تفوتَهُ بموتهما، فيندم على ذلك) انتهى.

 

متى يستطيعُ الولدُ أن يُكافأ والده؟: قال صلى الله عليه وسلم: (لا يَجزِي وَلَدٌ والداً إِلاَّ أنْ يَجِدَهُ مَملُوكاً فيَشتَرِيَهُ فيُعتِقَهُ) رواه مسلم.

قال النووي: (أي: لا يُكافِئُهُ بإحسانهِ وقَضاءِ حقِّهِ إلاَّ أنْ يُعْتِقَهُ) انتهى.

 

وعن أبي بُردَةَ قالَ: (سَمِعتُ أبي يُحدِّثُ أنهُ شَهِدَ ابنَ عُمَرَ رضي الله عنه ورَجُلٌ يَمَانيٌّ يَطُوفُ بالبيتِ، حَمَلَ أُمَّهُ وَرَاءَ ظهرِه، يقُولُ:

إنِّي لَهَا بَعـيرُها الْمُـذلَّلُ ♦♦♦ إنْ أُذْعِرَتْ رِكَابُها لَمْ أُذْعَرِ

 

ثمَّ قالَ يا ابنَ عُمَرَ: أَتُراني جَزَيْتُهَا؟ قالَ: لا، ولا بزَفْرَةٍ واحِدَةٍ) رواه البخاري في الأدب المفرد وصحَّحه الألباني.

لِينُ الكلام للوالدين من أسباب دخول الجنة: قال طَيْسَلَةُ بنُ مَيَّاسٍ: (قال لي ابنُ عُمَرَ: أَتَفْرَقُ النارَ، وتُحبُّ أن تَدْخُلَ الجنَّةَ؟ قُلتُ: إي واللهِ، قالَ: أَحَيٌّ والداكَ؟ قُلتُ: عِندِي أُمِّي، قالَ: فواللهِ لَوْ أَلَنْتَ لَهَا الكَلامَ، وأَطْعَمْتَها الطعَامَ، لَتَدْخُلَنَّ الجنَّةَ ما اجْتنَبتَ الكبائِرَ) رواه البخاري في الأدب المفرد، وقال البوصيري: (رواته ثقات)، وصححه الألباني.

 

وعن أبي مُرَّةَ: (أنهُ رَكِبَ مَعَ أبي هريرَةَ إلى أَرْضِهِ بالعَقِيقِ، فإذا دَخَلَ أرضَهُ صاحَ بأعلَى صوتِهِ: عليكِ السلامُ ورحمَةُ اللهِ وبركاتُه يا أُمَّتاهُ، تقُولُ: وعليكَ السلامُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ، يقولُ: رَحِمَكِ اللهُ رَبَّيْتِني صغيراً، فتقولُ: يا بُنيَّ، وأنتَ فجزاكَ اللهُ خيراً ورَضيَ عنكَ كَمَا بَرَرْتَني كبيراً) رواه البخاري في الأدب المفرد وحسنه الألباني.

 

طاعةُ الوالدين في غير معصية: قال صلى الله عليه وسلم: (وأطعْ وَالِدَيْكَ وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ دُنْيَاكَ فَاخْرُجْ لَهُمَا) رواه البخاري في الأدب المفرد وحسنه الألباني.

أسألُ الله لي ولكم ووالدينا وأهلينا عافية الدُّنيا والدِّين، ويرزقنا برَّ الوالدين والإحسان إليهما، ويُتمَّ نعمته بنصر المؤمنين في كلِّ مكان، اللهم آمين.

♦ ♦ ♦


أما بعد: فمن الأحكام المتعلِّقة ببرِّ الوالدين:

تفضيلُ الأُمِّ على الأب في البرِّ: عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: (جاءَ رجُلٌ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسولَ اللهِ، مَن أحَقُّ الناسِ بحُسنِ صَحابتي؟ قالَ: أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أَبُوكَ) متفقٌ عليه.

 

قال النووي: (قال العُلَماءُ: وسَبَبُ تقديمِ الأُمِّ كَثرَةُ تَعَبها عليهِ، وشَفَقَتُها وخِدْمَتُها، ومُعَاناةُ الْمَشاقِّ في حَمْلِهِ ثمَّ وَضْعِهِ ثمَّ إِرضاعِهِ، ثُمَّ تَرْبيَتِهِ وخِدْمَتِهِ وتَمْرِيضِهِ وغيرِ ذلكَ، ونَقَلَ الحارِثُ الْمُحاسِبيُّ إجماعَ العُلَماءِ على أنَّ الأُمَّ تُفَضَّلُ في البرِّ على الأَبِ، وحَكَى القاضي عِيَاضٌ خلافاً في ذلكَ فقالَ الجُمهُورُ بتفضيلِها) انتهى.


الولد ومالُه لأبيه: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِى مَالاً وَوَلَدًا وَإِنَّ وَالِدِى يَجْتَاحُ مَالِى. قَالَ « أَنْتَ وَمَالُكَ لِوَالِدِكَ إِنَّ أَوْلاَدَكُمْ مِنْ أَطْيَبِ كَسْبِكُمْ فَكُلُوا مِنْ كَسْبِ أَوْلاَدِكُمْ) رواه أبو داود وقال الألباني حسن صحيح.

 

أَبَرُّ البرِّ بالوالدين: قال صلى الله عليه وسلم: (أبَرُّ البرِّ أنْ يَصِلَ الرَّجُلُ وُدَّ أَبيهِ) رواه مسلم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (فصلةُ أقاربِ الميِّتِ وأصدقائهِ بعدَ موتهِ هُوَ مِن تَمَامِ برِّهِ) انتهى.


أربعُ خصالٍ من البرِّ بعد موت الوالدين: (قالَ أبو أُسَيْدٍ رضي الله عنه: بينما أنا جالسٌ عندَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذ جاءَهُ رجُلٌ منَ الأنصارِ، فقالَ: يا رسولَ اللهِ، هلْ بقيَ عليَّ مِن برِّ أبَوَيَّ شيءٌ بعدَ مَوتِهِما أبَرُّهُما بهِ؟ قالَ صلى الله عليه وسلم: نَعَمْ خِصَالٌ أَرْبَعَةٌ: الصلاةُ عليهِما، والاستغفَارُ لَهُما، وإنفَاذُ عَهدِهِما، وإِكرَامُ صديقِهِما، وصِلَةُ الرَّحِمِ التي لا رَحِمَ لَكَ إلاَّ مِنْ قِبَلِهِما، فهُوَ الذي بَقِيَ عليكَ مِنْ برِّهِمَا بعدَ مَوْتِهِمَا) رواه الإمام أحمد وحسنه ابن حجر.

 

الصلاة عليهما: صلاة الجنازة، والدعاء لهم بالرحمة ﴿ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 24] وهو من أعظم البرِّ، وإنفاذ عهدهما: أي وصيتُهما، وصلة الرحم: من أعمامك وعمَّاتك، وأخوالك وخالاتك.

 

وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا ماتَ الإنسانُ انقَطَعَ عنهُ عَمَلُهُ إلا من ثلاثةٍ: إلا من صَدَقَةٍ جارِيَةٍ، أو عِلمٍ يُنتَفَعُ بهِ، أو وَلَدٍ صالحٍ يَدعُو لَهُ) رواه مسلم.

و (عن عائشةَ رضيَ اللهُ عنها: أنَّ رَجُلاً قالَ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: إنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا، وأظُنُّهَا لو تكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، فهل لَهَا أجرٌ إن تَصَدَّقْتُ عنها؟ قَالَ: «نَعَمْ) متفق عليه.

 

قال النووي: (وفي هذا الحديثِ أنَّ الصَّدَقَةَ عنِ الميِّتِ تَنفَعُ الميِّتَ ويَصِلُهُ ثوَابُهَا، وهُوَ كذلكَ بإجماعِ العُلَمَاءِ، وكذا أجْمَعُوا على وُصُولِ الدُّعاءِ وقضاءِ الدِّينِ بالنُّصُوصِ الوارِدَةِ في الجميعِ) انتهى.

رزقني الله وإياكم البرَّ بالوالدين، وأعاذنا من العقوق.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • بر الوالدين.. من الإيمان
  • بر الوالدين من الأخلاق الإسلامية
  • خطبة عن بر الوالدين
  • خطبة عن بر الوالدين
  • مواعظ مؤثرة عن بر الوالدين لابن الجوزي
  • بر الوالدين

مختارات من الشبكة

  • فضل بر الوالدين (وبرا بوالديه)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • العيد موسم لأعمال البر(مقالة - ملفات خاصة)
  • وجوب بر الوالدين والتحذير من عقوق الوالدين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أصدق البر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بر الوالدين في مشكاة النبوة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • درس وعظي: رمضان وبر الوالدين (9)(مقالة - ملفات خاصة)
  • الليلة العاشرة: (بر الوالدين)(مقالة - ملفات خاصة)
  • رسالة في: بر الوالدين (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • خطبة: بر الوالدين (باللغة النيبالية)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة بر الوالدين (2)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب