• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم   الدر الثمين   سلسلة 10 أحكام مختصرة   فوائد شرح الأربعين   كتب   صوتيات   مواد مترجمة  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في: شهر الله المحرم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في الأضحية (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في 10 ذي الحجة (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    الدعاء لمن أتى بصدقة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: صدقة لم يأكل منها
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: هو لها صدقة، ولنا هدية
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (ترك استعمال آل النبي على الصدقة)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: «كخ كخ، ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    شرح حديث: سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    التعريف بالخوارج وصفاتهم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: ألا تأمنوني؟ وأنا أمين من في السماء
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم من الزكاة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (إعطاء من سأل بفحش وغلظة) (2)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (إعطاء من سأل بفحش وغلظة) (1)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. محمود بن أحمد الدوسري / خطب
علامة باركود

خطبة: حق المسلم على المسلم

خطبة: حق المسلم على المسلم
د. محمود بن أحمد الدوسري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/7/2022 ميلادي - 14/12/1443 هجري

الزيارات: 138932

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حَقُّ المُسْلِم على المُسْلِم

 

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعد: جعل الإسلامُ للمُسْلِم حقوقًا على أخيه المُسْلِم؛ حِفاظًا على الأخوة الإيمانية، وتقويةً للتَّرابط بين المسلمين؛ فقال صلى الله عليه وسلم: «حَقُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ سِتٌّ: إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَشَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ» رواه مسلم.

 

الحقُّ الأوَّل: تُسَلِّمُ عليه إذا لَقِيتَه، وتَرُدُّ عليه السَّلامَ إذا سلَّم عليكَ؛ وإفشاءُ السَّلامِ من خَيرِ أعمالِ الإسلام، فقد سأل رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَيُّ الإِسْلاَمِ خَيْرٌ؟ قَالَ: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ» رواه البخاري ومسلم. ومن السُّنة إلقاءُ السَّلامِ، أمَّا ردُّه فهو واجب، ويتعيَّن الردُّ على المُسلَّم عليه، وإنْ لم يَرُدْ أَثِمَ؛ لقوله تعالى: ﴿ وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ﴾ [النساء: 86].

 

ومِنْ فَوائِد إفشاءِ السَّلام: تَصْفِيَةُ القلوب، وتَطْهِيرُها من الضَّغائن، وزَرْعُ المحبَّةِ والمودَّة فيها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا. أَوَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ» رواه مسلم. فكلُّ واحدٍ من المتلاقِيَين يدعو للآخَر بالسَّلامة من الشُّرور، وبالرَّحمة الجالِبَةِ لِكُلِّ خيرٍ، وفي حديثٍ آخَر: «أَفْشُوا السَّلاَمَ تَسْلَمُوا» حسن - رواه أحمد والبيهقي. أي: تَسْلَمُوا من كُلِّ مُوجِبٍ للفُرقَةِ والقَطِيعة، فكيف إذا انضمَّ إلى هذا بشاشَةُ الوَجْهِ، وحُسْنُ التَّرحيبِ، وجَمالُ الأخلاق.

 

الحقُّ الثَّاني: تُجِيبُه إذا دَعَاكَ؛ ولا تتأخَّر عن الدَّعوةِ إلاَّ من عُذرٍ مُعْتَبَر. وتَنْوِي بإجابته إكرامَ أخيكَ المُسْلِمَ لِتُثَابَ عليه، فتَنْقَلِب العادةُ إلى عِبادة. ولا تُمَيِّز في إجابة الدَّعوة بين فقيرٍ وغَنِي؛ لأنَّ في عدم إجابة الفقير كَسْراً لخاطِرِه. وألاَّ يتأخَّرَ من أجل صومِه بل يَحْضُر، فإنْ كان صاحِبُه يُسرُّ بأكْلِه أفْطَرَ؛ لأنه مِنْ أحَبِّ الأعمال إلى الله تعالى، وإلاَّ دعا له بالخير؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ فَلْيُجِبْ، فَإِنْ كَانَ صَائِمًا فَلْيُصَلِّ [أي: يدعو]، وَإِنْ كَانَ مُفْطِرًا فَلْيَطْعَمْ» رواه مسلم.

 

وينبغي التَأَدُّبُ بآدابِ الزِّيارة: فيحضر في الوقت المُناسِب؛ فلا يتأخَّر عليهم فيقلقهم، ولا يُعجِّل المجيء فيفاجئهم قبل الاستعداد، ويَطْرقُ البابَ بِرِفْقٍ، ويُعرِّف بنفسِه، ويَغُضُّ بصرَه، ولا يرفع صوتَه، ولا يتصدَّر المجلسَ، بل يتواضع ويقعد حيث يُجْلِسُه صاحِبُ البيت، ولا يُكْثِر التأمُّلَ فيما حوله، ولا يُحاول التَّجَسُّسَ على أهل البيت، ولا يُطِيل الزِّيارةَ دون ضرورة، ويستأذن عند انصرافه، ولا يُغادر إلاَّ أنٍ يأذَنَ له صاحِبُ البيت، ويَشْكُر صاحِبَ الضِّيافة على حُسْنِ استضافته، فمَنْ لم يشكر الناسَ لم يشكر الله.

 

الحقُّ الثَّالث: تَنْصَحُ له إذا طَلَبَ مِنْكَ النَّصِيحةَ؛ والنَّصِيحةُ مِنْ خُلُقِ الأنبياء عليهم السلام؛ لأنهم أنْصَحُ الخَلْقِ، وأبرُّهم وأنقاهم، قال اللهُ تعالى عن نوحٍ عليه السلام أنه قال لقومِه: ﴿ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ ﴾ [الأعراف: 62]. وقال عن هودٍ عليه السلام: ﴿ وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ ﴾ [الأعراف: 68]. ونَبِيُّنا الكريمُ محمدٌ صلى الله عليه وسلم هو أعْظَمُ الخَلْقِ نُصْحاً، وأكثَرُهم شَفَقَةً على أُمَّتِه، ونُصْحاً لهم، وخوفاً عليهم.

 

والنَّصِيحَةُ: هي القيام بحقوق المنصوح له مع المَحَبَّةِ الصَّادقة، قال جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه: «بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى إِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ» متفق عليه.

 

والنَّصِيحَةُ من صِفَةُ الصَّالِحين المُصْلِحين، قال الفُضَيلُ بنُ عِياضٍ رحمه الله: (لَمْ يُدْرَكْ عِنْدَنَا مَنْ أَدْرَكَ بِكَثْرَةِ صِيَامٍ وَلَا صَلَاةٍ؛ إِنَّمَا أَدْرَكَ بِسَخَاءِ الْأَنْفُسِ، وَسَلَامَةِ الصُّدُورِ، وَالنُّصْحِ لِلْأُمَّةِ).

 

ومِنْ أهَمِّ آداب النَّصِيحة: أنْ تكون خُفْيَةً؛ لأنها في المَلَأِ تَقْرِيعٌ، ورُبَّما لا تُجْدِي في المَنْصُوح. ويكون النَّاصِحُ صادِقاً في نصيحته، مُخْلِصًا لله في نُصْحِه، قَصْدُه الإصلاحَ؛ لا التَّعْييرَ، والشَّمَاتَةَ بالناس، والفَرَحَ بعيوبهم، ويكون عالِماً بما يَنْصَح، وإلاَّ كان ما يُفسِد أعظم مِمَّا يُصْلِح، ويَخْتَارُ الأُسلوبَ المُناسِبَ لِلنُّصْح.

 

الحقُّ الرَّابع: تُشَمِّتُه إذا عَطَسَ وحَمِدَ اللهَ، واللهُ تعالى يُحِبُّ العُطاسَ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ العُطَاسَ، وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ، فَإِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ وَحَمِدَ اللَّهَ؛ كَانَ حَقًّا عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ - أَنْ يَقُولَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ» رواه البخاري.

 

ولا يُشَمَّتْ إلاَّ مَنْ حَمِدَ اللهَ تعالى؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَحَمِدَ اللَّهَ؛ فَشَمِّتُوهُ. فَإِنْ لَمْ يَحْمَدِ اللَّهَ؛ فَلاَ تُشَمِّتُوهُ» رواه مسلم. ويَشْهَدُ له: قَولُ أَنَسٍ رضي الله عنه: عَطَسَ رَجُلاَنِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ فَشَمَّتَ أَحَدَهُمَا، وَلَمْ يُشَمِّتِ الآخَرَ. فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! شَمَّتَّ هَذَا، وَلَمْ تُشَمِّتْنِي؟ قَالَ: «إِنَّ هَذَا حَمِدَ اللَّهَ، وَلَمْ تَحْمَدِ اللَّهَ» رواه البخاري.

 

وقد عَلَّمَنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم صِفَةَ التَّشْمِيتِ، وصِفَةَ الرَّدِّ؛ فقال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ: الحَمْدُ لِلَّهِ. وَلْيَقُلْ لَهُ أَخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ. فَإِذَا قَالَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ؛ فَلْيَقُلْ: يَهْدِيكُمُ اللَّهُ، وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ» رواه البخاري.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله...

 

الحقُّ الخامس: تَعُودُه إذا مَرِضَ؛ ويتأكَّد هذا الحَقُّ إذا كان المَرِيضُ من ذَوِي الأرحام، أو كان جاراً. واللهُ تعالى يُعاتِبُ عبدَه يوم القيامة على تَرْكِهِ لِعِيادَةِ المَرِيض؛ قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ - يَوْمَ القِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ! مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي. قَالَ: يَا رَبِّ! كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ العَالَمِينَ؟! قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلاَنًا مَرِضَ؛ فَلَمْ تَعُدْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ؛ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ» رواه مسلم.

 

وفي عِيادَةِ المَرِيضِ أَجْرٌ عَظِيمٌ، وثوابٌ كَبِير؛ ومِمَّا جاء في فَضْلِ عِيادَةِ المريض وثوابِها؛ أنَّ العائِدَ ما يزال يَجْنِي من ثِمارِ الجَنَّةِ ونعيمِها حتى يَرْجِع؛ لقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَادَ مَرِيضًا؛ لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الجَنَّةِ». قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَمَا خُرْفَةُ الجَنَّةِ؟ قَالَ: «جَنَاهَا» رواه مسلم.

 

وعائِدُ المَرِيضِ تُصَلِّي عليه الملائكةُ وتَسْتغفِرُ له؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوَةً إِلاَّ صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنْ عَادَهُ عَشِيَّةً إِلاَّ صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ» صحيح - رواه الترمذي. وفي روايةٍ: «مَا مِنْ رَجُلٍ يَعُودُ مَرِيضًا مُمْسِيًا إِلاَّ خَرَجَ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ حَتَّى يُصْبِحَ» صحيح موقوف - رواه أبو داود. ويدعو له أَهْلُ السَّماء؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَادَ مَرِيضًا أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ؛ نَادَاهُ مُنَادٍ: أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ، وَتَبَوَّأْتَ مِنَ الجَنَّةِ مَنْزِلاً» حسن - رواه الترمذي.

 

الحقُّ السَّادس: تَتْبَعُ جَنازَتَه إذا مَاتَ؛ ومن فوائِد ذلك: أنْ يَعْلَمَ المرءُ مِقدارَ ضَعْفِه، ويتذكَّرَ مَصِيرَه ومآلَه، فيستعد لذلك بالتَّزَوُّدِ من الصَّالحات؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «عُودُوا المَرْضَى، وَاتَّبِعُوا الجَنَائِزَ؛ تُذَكِّرُكُمْ الآخِرَةَ» حسن - رواه أحمد والبزار. ويقولُ جِبْرِيلُ عليه السلام: «يَا مُحَمَّدُ! عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ» حسن – رواه الحاكم والبيهقي. فاليومَ يُصَلَّى على أخيه، وغدًا يُصَلَّى عليه؛ لأنَّ الموتَ حَقٌّ على الجَمِيع، وإنما هي آجَالٌ، قال تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ﴾ [الأنبياء: 35].

 

ويَتَذَكَّر – وهو يَحْمِلُ أخاه على عُنُقِه – أنه سَيُحْمَلُ غدًا على الأعناق إلى المقابر مَهْمَا طال به العُمُرُ، وعلا به المَنْصِبُ، فلا بُدَّ من الخروج من هذه الدنيا.

 

كُلُّ ابْنِ أُنْثَى وَإِنْ طَالَتْ سَلَامَتُهُ
يَوْمًا عَلَى آلَةٍ حَدْبَاءَ مَحْمُولُ

ويَتَذَكَّر – وهو يَدْفِنُ أخاه في القَبْر – أنه غدًا سَيُدْفَنُ في هذا المكان، وأنَّ القَبْرَ أوَّلُ مَنازِلِ الآخرة، فإنْ كان خيرًا فما بَعْدَه خَير، وإنْ كان شرًّا فما بَعْدَه شرٌّ؛ يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا وُضِعَتِ الجِنَازَةُ فَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ؛ فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً قَالَتْ: قَدِّمُونِي، وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ قَالَتْ لأَهْلِهَا: يَا وَيْلَهَا أَيْنَ يَذْهَبُونَ بِهَا! يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلاَّ الإِنْسَانَ، وَلَوْ سَمِعَ الإِنْسَانُ لَصَعِقَ» رواه البخاري. ومع ذلك نرى كثيرًا من الناس يُصَلُّون على الجِنَازَةَ، ويَذْهَبون إلى المقابر، ولا يَتَذَكَّرون، ولا يَتَّعِظون!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حق المسلم على المسلم (خطبة)
  • حق المسلم واحد ولا فرق بين الحي والميت
  • شرح حديث أبي هريرة: "حق المسلم: رد السلام"
  • شرح حديث أبي هريرة: "حق المسلم: عيادة المريض"
  • شرح حديث أبي هريرة: "حق المسلم: اتباع الجنائز"
  • أخطاء في حق المسلم
  • حق المسلم على المسلم

مختارات من الشبكة

  • شرح حديث: المسلم أخو المسلم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حرمة المسلم على أخيه المسلم (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • شرح حديث أبي هريرة: "المسلم أخو المسلم لا يخونه"(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حق المسلم على أخيه المسلم (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • حق المسلم على المسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حق المسلم على المسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حق المسلم على المسلم(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • حق المسلم على المسلم(محاضرة - موقع الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله)
  • من حقوق المسلم على المسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من حقوق المسلم على المسلم(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب