• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم   الدر الثمين   سلسلة 10 أحكام مختصرة   فوائد شرح الأربعين   كتب   صوتيات   مواد مترجمة  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في: شهر الله المحرم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في الأضحية (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في 10 ذي الحجة (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    الدعاء لمن أتى بصدقة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: صدقة لم يأكل منها
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: هو لها صدقة، ولنا هدية
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (ترك استعمال آل النبي على الصدقة)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: «كخ كخ، ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    شرح حديث: سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    التعريف بالخوارج وصفاتهم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: ألا تأمنوني؟ وأنا أمين من في السماء
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم من الزكاة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (إعطاء من سأل بفحش وغلظة) (2)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (إعطاء من سأل بفحش وغلظة) (1)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. حسني حمدان الدسوقي حمامة / بحوث ودراسات
علامة باركود

الشيخوخة

الشيخوخة
د. حسني حمدان الدسوقي حمامة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/5/2014 ميلادي - 6/7/1435 هجري

الزيارات: 46264

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الشيخوخة


أولاً: (تنكيس الخلق)

1- النصوص القرآنية:

﴿ وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ ﴾ [يس: 68].

 

﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ﴾ [الروم: 54].

 

الحقيقة العلمية: الشيخوخة تنكيس في الخلق.

 

2- قواعد عامة من التفسير:

1- طول العمر يصير الشباب هرمًا، والقوة ضَعفًا، والزيادة نقصًا، والنشاط عجزًا، وهذا هو الغالب.

 

2- اختلاف زمان ابتداء الشيخوخة: رجح الأُلوسي اختلاف زمان ابتداء تغيُّرات الشيخوخة وقال: (والحق أن زمان ابتداء الضعف وانتقاص البنية مختلف لاختلاف الأمزجة والعوارض). وقيل: إذا بلغ الثمانين سنة تغيَّر جسمه وضعُفت قوَّته.

 

3- الشيخوخة: تغيرات ظاهرة وباطنة، أكَّد ابن كثير اشتمال النص الكريم الدلالة على تغيرات باطنة للشيخوخة، بالإضافة إلى التغيرات الظاهرة؛ فقال: (تتغير الصفات الظاهرة والباطنة).

 

4- الشيخوخة تدرُّج في التنكيس: قال أبو السعود: (فلا يزال يتزايد ضَعفه وتتناقص قوته، وتنتقص بِنيته، ويتغيَّر شكله وصورته، حتى يعود إلى حالة شبيهة بحال الصبي في ضَعْف الجسد وقلة العقل، والخلو عن الفَهم والإدراك).

 

وقال البغوي: أي تضعُف جوارحه بعد قوتها، ونردها إلى نُقصانها بعد زيادتها).

 

3-من صفات الشيخوخة:

أ- وهَنُ العظْم والشيبة: يقول تعالى على لسان زكريا عليه السلام: ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ﴾ [مريم: 4].

 

ب- الكبر: يقول تعالى: ﴿ قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا ﴾ [مريم: 8].

 

ت- الضَّعف الجنسي عند الرجل والعقم عند المرأة: يقول تعالى على لسان امرأة إبراهيم عليه السلام: ﴿ قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ ﴾ [هود: 72].

 

والبعولة من الذكورة والفحولة، ولا يوصَف بها سوى الذكر، فكأنه أخبر ضمنًا عن تحوُّل نشاطه إلى الضَعف عندما أصبح شيخًا، وأما لفظ عجوز المشتق من العجز، فقد صيَّره على وصف الأنثى المقطوع بعجزها عن الإنجاب بتجاوزها سنَّ الحيض.

 

4- أرذل العمر وضَعف الذاكرة قمة الشيخوخة:

يقول تعالى:

﴿ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ﴾ [النحل: 70]

.

﴿ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ﴾ [النحل: 70].

 

وقد رُوي عن علي رضي الله عنه ((أَرْذَلِ الْعُمُرِ)) خمس وسبعون عامًا، وفي هذا السن يحصل له ضَعف القوى والخرَف، وسوء الحفظ وقلة العلم؛ ولهذا قال: ﴿ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا ﴾ [النحل: 70]؛ أي: بعد ما كان عالما أصبح لا يدري شيئًا من الفَنَد والخَرَف، وقد روى البخاري عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو: ((أعوذ بك من البخل والكسل، والهرم وأرذل العُمُر، وعذاب القبر وفتنة الدجَّال، وفتنة المحيا والممات)).

 

5- أطوار الإنسان من الطفولة إلى الشيخوخة:

رائع حقًّا أن تتفق معطيات العلم عن قدرات الإنسان في مختلف مراحل العلم، مع وصْف القرآن الكريم، ووَفقًا للمنحنى الذي نقلناه عن الدكتور: محمد دودح، نلحظ ثمانية أطوار أو مراحل يمر بها الإنسان منذ نعومة أظافره، وتنشئته في الحِلية حتى أرذل العُمُر.

 

 

والملاحظ أولا أن المنحنى ما هو إلى ترجمة عامة لقوله تعالى:﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ﴾ [الروم: 54].

 

ومن آيات القرآن ذات الصلة ومنحنى أطوار الإنسان يتضح الآتي:

1- أن الضعف الأول يتمثل في مرحلتي الطفولة (Childhood) (من المولد حتى قرابة 13 سنة)، والبلوغ الجنسي(Puberty)، (من نهاية مرحلة الطفولة حتى قرابة العشرين سنة)، وقد عبَّر القرآن عن مرحلة الطفولة في آيات عده؛ منها قوله تعالى:

أ- في وصف فترة المهد: ﴿ أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ ﴾ [الزخرف: 18].

 

ب- في وصف فترة الغلمنة: ﴿ وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ ﴾ [يوسف: 19].

 

والجدير بالذكر أن كلمة غلام في القرآن تشير إلى الولد الذكر.

 

كما عبَّر القرآن عن مرحلة البلوغ الجنسي أو الحُلُم في كثيرٍ من المواضع؛ منها قوله تعالى:

• ﴿ قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ﴾ [الأنبياء: 60].

 

• ﴿ وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [يوسف: 30].

 

• ﴿ إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ﴾ [الكهف: 10].

 

ومن القرآن نفهم أيضًا أن مرحلة البلوغ الجنسي يصحبها استحياءٌ شديد، نفهم ذلك من قوله تعالى: ﴿ فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [القصص: 25].

 

2- مرحلة بلوغ الأشد والاستواء: يتضح من الآيات التي ذكرت فيها كلمة "الأشد" أن الكلمة تعبِّر عن مرحلة عنفوان القوة والنشاط التي تلي مرحلة الطفولة:

أ- يعبر القرآن عن فترة "الأشد" ثمان مرات بكلمة "أشدكم" (مرتان)، و"أشده" (5 مرات)، و"أشدهما" (مرة واحدة)، وذلك في قوله تعالى:

• ﴿ ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ﴾ [الحج: 5].

 

• ﴿ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا ﴾ [غافر: 67].

 

• ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ...... ﴾ [الأنعام: 152].

 

• ﴿ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾ [يوسف: 22].

 

• ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولًا ﴾ [الإسراء: 34].

 

• ﴿ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾ [القصص: 14].

 

• ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأحقاف: 15].

 

• ﴿ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ﴾ [الكهف: 82].

 

وهناك ملاحظتان هامتان في وصف القرآن لمرحل الأشد:

أولاهما: سبق الفعل "بلغ" لكلمة "الأشد"، الأمر الذي يوحي بأن مرحلة "الأشد" لها بداية محددة.

 

وثانيهما: أن فترة الأشد تليها مرحلة الاستواء التي يليها مرحلة الأربعين سنة، كما أن مرحلة الأشد توصَف في القرآن بأنها بداية مرحلة التعقل التي يستطيع اليتيم أن يتصرف في ماله ويستثمره، فهي المرحلة التي يؤتى الإنسان فيها العلم والحكمة.

 

ومن مراحل العمر نجد أن مرحلة الأشد والرشد (Young adulthood)، تمتد من 20 إلى 35 سنة، بينما تمتد مرحلة أوسط الشباب (Young Middle Adult) من سن 35 إلى سن 45، وهي سن الحكمة والمرحلة الفاصلة.

 

3- مرحلة الوهن والشيبة: تؤذن تلك المرحلة بوهن العظم، وشيب الرأس، وانعطاف القوى وتوقُّف الحيض، وهي تبدأ من الناحية العلمية من سن 45، وتنتهي عند سن 65، وهنا يتمنى الإنسان أن يعود الشباب الذي هو في الحقيقة قد ذهب، لتأتي بعده مرحلة الشيخوخة التي يظهر فيها جليًّا مرحلة التنكيس في الخلق، وتعرف الشيخوخة على أنها حالة متدرجة لا مَفرَّ منها من التدهور(Deterioration) والانهيار (Decline)، تصيب كافة الأجهزة والأعضاء والخلايا، فتضعُف قدرتها على التكيف والحفاظ على التوازن عند التعرض للضغوط، ويمر بها كل كائن حي عند الهرم، وفقًا لمدى عمره الزمني، إنها حالة تدمير ذاتي مقدر (Phenoptosis). والشيخوخة ليست حالة مرضية، وإنما هي مرحلة تكثر فيها الأمراض، وحينئذ تصبح شيخوخة مرضية (Senility) يختص بدراستها علم الشيخوخة (Gerontology)، وترد إشارات عدة في القرآن الكريم عن تلك المرحلة من العمر، نذكر منها:

• ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا ﴾ [مريم: 4].

• ﴿ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ﴾ [الروم: 54].

• ﴿ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ﴾ [القصص: 23].

• ﴿ قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا ﴾ [هود: 72].

• ﴿ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ ﴾ [يوسف: 78].

• ﴿ ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا ﴾ [غافر: 67].

 

4- مرحلة الشيخوخة المتأخرة (Old age): تبدأ تلك المرحلة من بعد سن 65، وتشهد انكاسا في الخلق وردة إلى أرذل العُمر، وقد وصفها القرآن وصفًا دقيقًا في قوله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ﴾ [النحل: 70].

 

منطق قرآني وإعجاز علمي:

عناصر القضية المنطقية:

1- بما أن الإنسان مخلوق من النطفة الأمشاج ومقدَّر في النطفة بدليل قوله تعالى:

﴿ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾ [الإنسان: 2].

﴿ مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ﴾ [عبس: 19].

 

2- وبما أن التنكيس مع العمر مصاحب للخلق بدليل قوله تعالى:

﴿ وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ ﴾ [يس: 68].

 

إذًا التنكيس مع العمر مسجل في النطفة الأمشاج، وحيث إن الصبغيات (الكروموزومات) من الخلائط؛ أي: الأمشاج، فمن المنطقي أن تكون شفرة التنكيس مسجلة في النطفة الأمشاج البشرية.

 

وجه الإعجاز: اتفاق العلم مع القضية المشتق عناصرها من النص القرآني، توصل العلم إلى أن الشيخوخة هي أمر مبرمج، وعلى أعلى وأرفع مستويات البرمجة؛ وذلك لأنها تمس الحامض النووي DNA))، وقد اتضح أن الصبغيات الخلوية (الكروموزومات) تتناقص في طولها؛ أي: تفقد جزءًا من المادة الوراثية الموجودة على طرفي الصبغي، ويتم ذلك بشكل مبرمج (منتظم)، وخلال عملية تضاعف المادة الوراثية التي تسبق انقسام الخلية، وينقص الصبغي من طوله ما يعادل 50 إلى مائة جزيء قاعدي من طرفيه في كل مرة يتضاعف فيها (الدنا DNA).

 

ومن المعتقد حاليًّا أن الخلايا مع تقدُّم العمر ((ومَنْ نُعَمِّرْهُ))، ونتيجة لعملية التقصير في (الدنا DNA) تشيخ وتموت ((نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ))، وهذا ما يسميه العلماء بالموت المبرمج للخلية.

 

ويذكر الدكتور محمد دودح تفصيلاً لبرنامج التنكيس في الخلق؛ حيث يشير إلى توصُّل العلماء إلى اكتشاف العلاقة بين شيخوخة الخلية، وتناقص طول الغطاء الطرفي في الخلايا، حينما اكتشف جريدر (Greider) وبلاكبورن (Blackburn) الإنزيم الباني للغطاء الطرفي (Telomerase) عام 1985م.

 

وكان هوارد كوك أول من ربط بين شيخوخة الخلية، وفقْد جزء من طول الغطاء الطرفي، وقد شُوهِد أن عملية "التقصير" تكون موجودة في خلايا المسنين مقارنة بحديثي الولادة.

 

وقد وجد أيضًا أن خلايا السرطان - (وهي خلايا تنقسم باستمرار ودون توقُّف) - تمتلك نشاطًا عاليًا لإنزيم التيلوميراز (شكل: ).

 

 

 

 

 

الإعجاز العلمي في ((وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي)) وهشاشة العظام:

أولاً: كلمة "وهن "، وقد وردت مادة "وهن" في القرآن الكريم تسع مرات، والوهن في جميعها يعني الضَّعف، نلحظ ذلك في قوله تعالى:

• ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا ﴾ [مريم: 4].

• ﴿ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [آل عمران: 146].

• ﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 139].

• ﴿ وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ ﴾ [النساء: 104].

• ﴿ فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ ﴾ [محمد: 35].

• ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ ﴾ [لقمان: 14].

• ﴿ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ ﴾ [العنكبوت: 41].

• ﴿ ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ ﴾ [الأنفال: 18].

• ﴿ وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي ﴾: ضَعُفَ ورَقَّ.

 

ثانيًا: وهن العظم وهشاشة العظم:

 

كتَب روزن في مجلة أمريكا للعلوم مقالا تحت عنوان: "ترميم العظام الهرمة" تصدره بالجملة التالية: "يمكن أن تتعطل حركة الإنسان نتيجة إصابته بهشاشة العظام، غير أن فهم كيفية بناء الجسم للعظم وكيفية فِقدانه، يؤدي إلى طرح خيارات أفضل للوقاية في الوقاية والمعالجة".

 

وبعد قراءتي للمقالة تبيَّن لي ثلاثة وجوه من وجوه الإعجاز العلمي:

الوجه الأول: يتعلق بدقة التعبير القرآني ﴿ وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي ﴾.

الوجه الثاني: يظهر إعجاز خلق الموت والحياة في عمليتي بناء العظام وهدم العظام: ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ ﴾.

الوجه الثالث: يوضح العطاء المتجدد في قوله تعالى: ﴿ وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا ﴾.

 

أولاً: وهن وهشاشة العظام:

1- هشاشة (تخلخل) العظام (Osteoporosis): هو اضطراب يتصف بفِقدان عظمي وخيم جدًّا، يصل درجة تحدث فيها الكسور تلقائيًّا، أو لمجرد صدمات خفيفة جدًّا، ولئن بدا العظم جامدًا لا حياة فيه، فهو نسيج حي يخرب ذاته ويعيد بناءها بلا توقف طوال حياة البالغين، وهنا نلاحظ التوافق الدقيق بين إرجاع الوهن إلى العظم في النص القرآني، وبين كلمات " فهو نسيج حي يخرب ذاته"، وأيضًا لما كان زكريا عليه السلام قد بلغ من الكبر عتيًّا، فإن التخريب ساد العظم وربما توقف بناء العظم تمامًا، وهنا تبدو دقة: ﴿ وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي ﴾.

 

وفي عملية إعادة بناء العظم يستبدل الهيكل العظمي بأكمله كل 10 سنوات، عن طريق ارتشافه (إعادة امتصاصه) والاستعاضه عنه بعظم جديد كليًّا، ولا شك في أن إعادة بناء العظام تقدم بعض الوظائف النافعة؛ كتحرير الكالسيوم من العظم؛ كي تستخدمه أنسجة مختلفة، وإصلاح الكسور الدقيقة.

 

2- دورة وهن العظام: يستمر تشكل العظم خلال الطفولة بمعدل أسرع من معدل ارتشافه؛ وهذا يسبب ازدياد الكثافة العظمية إلى أن يحقق الشباب ذِروة كتلتهم العظمية حول الثامنة عشرة من العمر، وتبقى الكثافة العظمية ثابتة أثناء الشباب؛ لأن تشكُّل العظم وارتشافه يستمران بالمعدل ذاته، وما أن يصل الفرد إلى سن الأربعين، حتى يبدأ بمعاناة بعض الترقق العظمى المرتبط بالعمر؛ إذ يبدأ الارتشاف بالتفوق على تشكُّل العظم.

 

3- بناء وهدم، أم موت وحياة: ارتشاف العظام وبناء العظام يضعنا وجهًا لوجه أمام آية خلق الموت والحياة في قوله تعالى: ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ﴾ [الملك: 2]، يقوم الجسم باستمرار بتجديد، أو إعادة تشكيل العظام طوال الحياة باستخدام نمطين من الخلايا؛ هما:

 

 

ناقضات العظم التي تخرب العظم الهرم، وبانيات العظم التي تصنع العظم الجديد، وتحدث هشاشة العظام حينما يختل التوازن الطبيعي بين نشاط الناقضات والبانيات، فترجح الكفة لصالح تخريب العظام، ولعل أصدق وصف للنمطين هو نمط موت العظام ونمط حياة العظام، أو باستلهام معاني القرآن "خلق الموت والحياة"؛ ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ ﴾ [الملك: 2].

 

ويحكم موت وحياة العظام آلية تعرف بالموت الخلوي المبرمج (Apoptosis)، وهو ما يدعى أيضًا "بانتحار الخلايا"، ويبدأ طور إعادة بناء العظام حينما تقوم البانيات بالتجمع عند حفرة الارتشاف، وملئها بعظم جديد عن طريق تخليق وإفراز الكلاجين وغيره من البروتينات العظمية.

 

4- الخلاصة: العظام عرضة دائمًا للتلاشي، ولإعادة الصنع طوال الحياة، وتحدث هشاشة العظام عندما تكون الخلايا المقوضة للعظم المسماة ناقضات العظم أكثر نشاطًا من الخلايا المكونة للعظم المسماة بانيات العظم.

 

إقامة الصلب مضاد للشيخوخة:

هذا عطاء علمي جديد لحديث الثلث يكشف عنه بحث جاد عن حبوب إطالة الشيخوخة، ويكشف البحث عن العلاقة بين كمية السعرات الحرارية والشيخوخة، ومن الرائع حقًّا أن نلاحظ التوافق بين العلم والهدي النبوي في حديث الثلث، ويكفي أن نقرأ أولاً صدر مقالة كتبها ثلاثة من علماء المهد القومي للشيخوخة (NIA) التابع للمعاهد القومية للصحة بالولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث كتب مارك لان، و دونالد إنجرام، و جورج روث ما نصه:

(فى المختبرات الحكومية، وفي غيرها يجري البحث عن عقار جديد يطيل العمر، ويديم زخم الشباب، وتُظهر الدراسات أن السبيل إلى ذلك هو الإقلال من السعرات (الكالوريات). وتذكرنا كلمات ذلك النص المقتبس بسبق إشار القرآن إلى محاولة بعض الناس السعي للخلود في الحياة الدنيا؛ حيث يقول تعالى: ﴿ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ﴾ [الشعراء: 129].

 

﴿ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 96].

 

وعلى الذين توصلو إلى أن الإقلال من السعرات (الكالوريات)، هو السبيل لإطالة العمر، عليهم أن يقرؤوا ثم يحفظوا، ثم يطبقوا ما في حديث الثلث.

 

روى الترمذي في صحيحه عن المقدام بن معدي كرب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما ملأ آدمي وعاءً شرًّا من بطنه، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنَفَسه).

 

كما روى ابن ماجه الحديث عن عن المقدام بن معدي كرب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما ملأ آدمي وعاءً شرًّا من بطن، حسب الآدمي لقيمات يقمن صلبه، فإن غلبت نفسه، فثلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث للنفس)، ورواه الإمام أحمد في مسنده عن نفس الصحابي.

 

يخبرنا الحديث النبوي السابق أن إقامة الصلب تحتاج إلى لقيمات، وتوحي نتائج الأبحاث العلمية اليوم أن بوسع الإقلال من السعرات الحرارية (الكلوريات)، وتحديدها أن يؤخرا الشيخوخة في البشر أيضًا، ولكي يحدث ذلك يجب أن يقلل الناس الكالوريات بنسبة 30%؛ كأن تنقص السعرات من 2500 إلى 1750 كالورى يوميًّا، ولعل هذا هو الحد الذي من الطعام الذي يقام به الصلب.

 

ثالثًا: الإعجاز العلمي في القرآن حول داء الخرف ومرض الزهايمر:

أعراض أمرض الخرف (العته):

1- شرود ذهني بسيط.

 

2- تكرار الأسئلة مرة أو مرتين.

 

3- فِقدان القدرة على متابعة المناقشات المعقدة أو الاهتمام بما كان يسليه من قبل.

 

4- تزايد النسيان باطراد - وتقل القدرة على الاهتداء إلى الطريق من الدكان الموجود على الناصية إلى البيت، أو حتى صعوبة التعرف على وجوه أحبائه.

 

5- الحاجة إلى المساعدة في جميع أوجه الحياة اليومية، من الاستحمام وارتداء الملابس، و المشي في الخارج.

 

ويصاب 15% تقريبًا من الأشخاص الذين يعيشون حتى سن 65 ببعض أشكال الخرف؛ في حين تزداد هذه النسبة إلى 35% على الأقل لدى بلوغ سن 85، ومن بين جميع أشكال الخرف يعد داء الزهايمر أكثرها قسوة، ويعاني هذه الحالة أربعة ملايين أمريكي، ويقدر الخبراء أن 22 مليون إنسان حول العالم سوف يصابون بأشكال الخرف هذه بحلول سنة 2005.

 

سبب داء الزهايمر:

قام طبيب الأعصاب الألماني التسهايمر بتحديد هوية هذا الداء سنة 1907، يظهر أن داء الزهايمر إنما ينشأ بسبب إخفاق جسيم في عملية التجهيز السوي لبروتينات معينة، يبعثر شدفًا من بروتين سام في داخل خلايا الدماغ وبين الخلايا، ويختلف العلماء فيما بينهم عن دور كل من العامل الوراثي والعامل البيئي لدى المصابين بهذا المرض، والأمر في ذلك لم يتَّضح تمامًا.

 

الشاهد القرآني:

يقول تعالى:

﴿ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ﴾ [النحل: 70].

 

في مختصر ابن كثير:

ومنهم من يتركه حتى يدركه الهرم، وقد رُوِي عن علي رضي الله عنه ((أرذل العمر) خمس وسبعون سنة، وفي هذا السن يحصل له ضَعف القوى والخرف، وسوء الحفظ وقلة العلم، ولهذا قال: ﴿ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا ﴾ [النحل: 70]؛ أي: بعد ما كان عالِمًا أصبح لا يدري شيئًا من الفَنَد والخَرَف.

 

في الجلالين: (والله خلقكم)، ولم تكونوا شيئًا، (ثم يتوفاكم) عند انقضاء آجالكم، (ومنكم من يُرد إلى أرذل العمر)؛ أي: أخسه من الهرم والخرَف؛ (لكي لا يعلم بعد علم)؛ قال عكرمة: مَن قرأ القرآن، لم يصر بهذه الحالة (شيئًا إن الله) بتدبير خلقه (عليم) على ما يريده.

 

في الطبري:

﴿ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدّ إِلَى أَرْذَل الْعُمُر ﴾ يَقُول: وَمِنْكُمْ مَنْ يَهْرَم، فَيَصِير إِلَى أَرْذَل الْعُمُر، وَهُوَ أَرْدَؤُهُ، يُقَال مِنْهُ: رَذُلَ الرَّجُل وَفَسُلَ، يَرْذُل رَذَالَة وَرُذُولَة وَرَذَلْته أَنَا، وَقِيلَ: إِنَّهُ يَصِير كَذَلِكَ فِي خَمْس وَسَبْعِينَ سَنَة.

 

16425 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْفَزَارِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن سَوَّار، قَالَ: ثنا أَسَد بْن عِمْرَان، عَنْ سَعْد بْن طَرِيف، عَنْ الْأَصْبَغ بْن نُبَاتَة، عَنْ عَلِيّ، فِي قَوْله: ﴿ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدّ إِلَى أَرْذَل الْعُمُر ﴾، قَالَ: خَمْس وَسَبْعُونَ سَنَة.

 

وَقَوْله: ﴿ لِكَيْ لَا يَعْلَم بَعْد عِلْم شَيْئًا ﴾، يَقُول: إِنَّمَا نَرُدّهُ إِلَى أَرْذَل الْعُمُر؛ لِيَعُودَ جَاهِلًا كَمَا كَانَ فِي حَال طُفُولَته وَصِبَاهُ، ﴿ بَعْد عِلْم شَيْئًا ﴾ يَقُول: لِئَلَّا يَعْلَم شَيْئًا بَعْد عِلْم كَانَ يَعْلَمهُ فِي شَبَابه، فَذَهَبَ ذَلِكَ بِالْكِبَرِ وَنَسِيَ، فَلَا يَعْلَم مِنْهُ شَيْئًا، وَانْسَلَخَ مِنْ عَقْله، فَصَارَ مِنْ بَعْد عَقْل كَانَ لَهُ لَا يَعْقِل شَيْئًا.

 

في القرطبي:

يَعْنِي أَرْدَأَهُ وَأَوْضَعهُ، وَقِيلَ: الَّذِي يُنْقِص قُوَّته وَعَقْله، وَيُصَيِّرهُ إِلَى الْخَرَف وَنَحْوه، وَقَالَ اِبْن عَبَّاس: يَعْنِي إِلَى أَسْفَل الْعُمُر، يَصِير كَالصَّبِيِّ الَّذِي لَا عَقْل لَهُ، وَالْمَعْنَى مُتَقَارِب، وَفِي صَحِيح الْبُخَارِي عَنْ أَنَس بْن مَالِك، قَالَ: كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذ يَقُول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذ بِك مِنْ الْكَسَل، وَأَعُوذ بِك مِنْ الْجُبْن، وَأَعُوذ بِك مِنْ الْهَرَم، وَأَعُوذ بِك مِنْ الْبُخْل)، وَفِي حَدِيث سَعْد بْن أَبِي وَقَّاص: (وَأَعُوذ بِك أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَل الْعُمُر)؛ الْحَدِيث خَرَّجَهُ الْبُخَارِي.

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ﴾ [الحج: 5].

 

في ابن كثير:

﴿ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدّ إِلَى أَرْذَل الْعُمُر ﴾، وَهُوَ الشَّيْخُوخَة وَالْهَرَم، وَضَعْف الْقُوَّة وَالْعَقْل وَالْفَهْم، وَتَنَاقُص الْأَحْوَال مِنْ الْخَوْف، وَضَعْف الْفِكْر؛ وَلِهَذَا قَالَ: ﴿ لِكَيْلَا يَعْلَم مِنْ بَعْد عِلْم شَيْئًا، ﴾ كَمَا قَالَ تَعَالَى ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ﴾ [الروم: 54]، وَقَدْ قَالَ الْحَافِظ أَبُو يَعْلَى أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْمُثَنَّى الْمَوْصِلِيّ فِي مُسْنَده: حَدَّثَنَا مَنْصُور بْن أَبِي مُزَاحِم، حَدَّثَنَا خَالِد الزَّيَّات، حَدَّثَنِي دَاوُد أَبُو سُلَيْمَان عَنْ عَبْداللَّه بْن عَبْدالرَّحْمَن بْن مَعْمَر بْن حَزْم الْأَنْصَارِيّ عَنْ أَنَس بْن مَالِك رَفَعَ الْحَدِيث، قَالَ: "الْمَوْلُود حَتَّى يَبْلُغ الْحِنْث مَا عَمِلَ مِنْ حَسَنَة كُتِبَتْ لِوَالِدِهِ أَوْ لِوَالِدَيْهِ وَمَا عَمِلَ مِنْ سَيِّئَة لَمْ تُكْتَب عَلَيْهِ وَلَا عَلَى وَالِدَيْهِ، فَإِذَا بَلَغَ الْحِنْث أَجْرَى اللَّه عَلَيْهِ الْقَلَم أَمَرَ الْمَلَكَانِ اللَّذَانِ كَانَا مَعَهُ أَنْ يُحَفِّظَا، وَأَنْ يُشَدِّدَا، فَإِذَا بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَة فِي الْإِسْلَام أَمَّنَهُ اللَّه مِنْ الْبَلَايَا الثَّلَاث: الْجُنُون وَالْجُذَام وَالْبَرَص، فَإِذَا بَلَغَ الْخَمْسِينَ خَفَّفَ اللَّه عَنْهُ حِسَابه، فَإِذَا بَلَغَ سِتِّينَ رَزَقَهُ اللَّه الْإِنَابَة إِلَيْهِ بِمَا أَحَبَّ، فَإِذَا بَلَغَ السَّبْعِينَ أَحَبَّهُ أَهْل السَّمَاء، فَإِذَا بَلَغَ الثَّمَانِينَ كَتَبَ اللَّه حَسَنَاته وَتَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئَاته، فَإِذَا بَلَغَ التِّسْعِينَ غَفَرَ اللَّه لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبه وَمَا تَأَخَّرَ وَشَفَّعَهُ فِي أَهْل بَيْته، وَكُتِبَ أَمِين اللَّه، وَكَانَ أَسِير اللَّه فِي أَرْضه، فَإِذَا بَلَغَ أَرْذَل الْعُمُر؛ لِكَيْ لَا يَعْلَم مِنْ بَعْد عِلْم شَيْئًا كَتَبَ اللَّه لَهُ مِثْل مَا كَانَ يَعْمَل فِي صِحَّته مِنْ الْخَيْر، فَإِذَا عَمِلَ سَيِّئَة لَمْ تُكْتَب عَلَيْهِ".

 

هَذَا حَدِيث غَرِيب جِدًّا وَفِيهِ نَكَارَة شَدِيدَة، وَمَعَ هَذَا قَدْ رَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد بْن حَنْبَل فِي مُسْنَده مُوَقْوِقًا وَمَرْفُوعًا، فَقَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْر حَدَّثَنَا الْفَرَج، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَامِر عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْداللَّه الْعَامِلِيّ عَنْ عَمْرو بْن جَعْفَر عَنْ أَنَس، قَالَ: "إِذَا بَلَغَ الرَّجُل الْمُسْلِم أَرْبَعِينَ سَنَة أَمَّنَهُ اللَّه مِنْ أَنْوَاع الْبَلَايَا مِنْ الْجُنُون وَالْبَرَص وَالْجُذَام، فَإِذَا بَلَغَ الْخَمْسِينَ لَيَّنَ اللَّه حِسَابه، وَإِذَا بَلَغَ السِّتِّينَ رَزَقَهُ اللَّه إِنَابَة يُحِبُّهُ اللَّه عَلَيْهَا، وَإِذَا بَلَغَ السَّبْعِينَ أَحَبَّهُ اللَّه وَأَحَبَّهُ أَهْل السَّمَاء، وَإِذَا بَلَغَ الثَّمَانِينَ تَقَبَّلَ اللَّه حَسَنَاته وَمَحَا عَنْهُ سَيِّئَاته، وَإِذَا بَلَغَ التِّسْعِينَ غَفَرَ اللَّه لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبه وَمَا تَأَخَّرَ، وَسُمِّيَ أَسِير اللَّه فِي أَرْضه، وَشُفِّعَ فِي أَهْله"، ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَام، حَدَّثَنَا الْفَرَج، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبْداللَّه الْعَامِرِيّ عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْداللَّه بْن عَمْرو بْن عُثْمَان عَنْ عَبْداللَّه بْن عُمَر بْن الْخَطَّاب عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْله، وَرَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد أيضًا: حَدَّثَنَا أَنَس بْن عِيَاض، حَدَّثَنِي يُوسُف بْن أَبِي بُرْدَة الْأَنْصَارِيّ عَنْ جَعْفَر بْن عَمْرو بْن أُمَيَّة الضَّمْرِيّ عَنْ أَنَس بْن مَالِك أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَا مِنْ مُعَمَّر يُعَمِّر فِي الْإِسْلَام أَرْبَعِينَ سَنَة، إِلَّا صَرَفَ اللَّه عَنْهُ ثَلَاثَة أَنْوَاع مِنْ الْبَلَاء: الْجُنُون وَالْبَرَص وَالْجُذَام"، وَذَكَرَ تَمَام الْحَدِيث كَمَا تَقَدَّمَ سَوَاء، وَرَوَاهُ الْحَافِظ أَبُو بَكْر الْبَزَّار عَنْ عَبْداللَّه بْن شَبِيب عَنْ أَبِي شَيْبَة عَنْ عَبْداللَّه بْن عَبْدالْمَلِك عَنْ أَبِي قَتَادَة الْعَدَوِيّ عَنْ اِبْن أَخِي الزُّهْرِيّ عَنْ عَمّه عَنْ أَنَس بْن مَالِك، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه: "مَا مِنْ عَبْد يُعَمَّر فِي الْإِسْلَام أَرْبَعِينَ سَنَة، إِلَّا صَرَفَ اللَّه عَنْهُ أَنْوَاعًا مِنْ الْبَلَاء الْجُنُون وَالْجُذَام وَالْبَرَص، فَإِذَا بَلَغَ خَمْسِينَ سَنَة لَيَّنَ اللَّه الْحِسَاب، فَإِذَا بَلَغَ سِتِّينَ سَنَة رَزَقَهُ اللَّه الْإِنَابَة إِلَيْهِ بِمَا يُحِبّ، فَإِذَا بَلَغَ سَبْعِينَ سَنَة غَفَرَ اللَّه لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبه وَمَا تَأَخَّرَ، وَسُمِّيَ أَسِير اللَّه وَأَحَبَّهُ أَهْل السَّمَاء، فَإِذَا بَلَغَ الثَّمَانِينَ تَقَبَّلَ اللَّه مِنْهُ حَسَنَاته، وَتَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئَاته فَإِذَا بَلَغَ التِّسْعِينَ غَفَرَ اللَّه لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبه، وَمَا تَأَخَّرَ وَسُمِّيَ أَسِير اللَّه فِي أَرْضه.

 

في الجلالين:

﴿ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ ﴾: أخسه من الهرم والخرف؛ ﴿ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا ﴾؛ عكرمة: من قرأ القرآن لم يَصِر بهذه الحالة.

 

في تفسير الإمام الطبري:

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: ﴿ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا ﴾، يَقُول تَعَالَى ذِكْره: وَمِنْكُمْ أَيّهَا النَّاس مَنْ يُتَوَفَّى قَبْل أَنْ يَبْلُغ أَشُدّه فَيَمُوت، وَمِنْكُمْ مَنْ يُنْسَأ فِي أَجَله فَيُعَمَّر حَتَّى يَهْرَم، فَيُرَدّ مِنْ بَعْد انْتِهَاء شَبَابه وَبُلُوغه غَايَة أَشُدّهُ إِلَى أَرْذَل عُمُره، وَذَلِكَ الْهَرَم، حَتَّى يَعُود كَهَيْئَتِهِ فِي حَال صِبَاهُ لَا يَعْقِل مِنْ بَعْد عَقْله الْأَوَّل شَيْئًا، وَمَعْنَى الْكَلَام: وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدّ إِلَى أَرْذَل الْعُمُر بَعْد بُلُوغه أَشُدّهُ ﴿ لِكَيْلَا يَعْلَم مِنْ بَعْد عِلْم ﴾ كَانَ يَعْلَمهُ ﴿ شَيْئًا ﴾.

 

في تفسير القرطبي:
﴿ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ﴾؛ أَيْ: أَخَسّه وَأَدْوَنه، وَهُوَ الْهَرَم وَالْخَرِف حَتَّى لَا يَعْقِل؛ وَلِهَذَا قَالَ: ﴿ لِكَيْلَا يَعْلَم مِنْ بَعْد عِلْم شَيْئًا ﴾، كَمَا قَالَ فِي سُورَة يس: ﴿ وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ ﴾ [يس: 68]، وَكَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو فَيَقُول: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذ بِك مِنْ الْبُخْل، وَأَعُوذ بِك مِنْ الْجُبْن، وَأَعُوذ بِك أَنْ أُرَدّ إِلَى أَرْذَل الْعُمُر، وَأَعُوذ بِك مِنْ فِتْنَة الدُّنْيَا وَعَذَاب الْقَبْر))؛ أَخْرَجَهُ النَّسَائِيّ عَنْ سَعْد، وَقَالَ: وَكَانَ يُعَلِّمهُنَّ بَنِيهِ كَمَا يُعَلِّم الْمُكْتِب الْغِلْمَان، وَقَدْ مَضَى فِي النَّحْل هَذَا الْمَعْنَى.

 

وجه الإعجاز:

تشير الآيتان السابقتان إلى أمراض الخرف وأقساها مرض الزهايمر، والتي أشار إليها القرآن الكريم قبل العالم التسهايمر بحوالى الف وثلاث مائة سنة، ويشير وجود حرف الجر في آية سورة النحل وعدم وروده في آية سورة الحج إلى التدرج في ظهور أعراض داء الخرف التي تمت الإشارة إليها من قبلُ، ثم إن لفظ ((منكم)) في الآيتين السابقتين قد يشير إلى تأثير الجانب الوراثي، وقد نشر في مجلة الإعجاز العلمي عند الحديث عن تأثير الصلاة منذ الصغر على كفاءة دورة الدم بالدماغ أن الذين حافظوا على صلواتهم منذ الصغر، وداوموا عليها غالبًا ما يحتفظون ببنيان قوي وذاكرة قوية، مقارنة بالذين لم يحافظوا على صلواتهم، وتظهر الذاكرة القوية عند حَفَظَة القرآن حتى مع تقدُّم العمر، وكأن الله يهيئ لهم بنيانًا عقليًّا سليمًا؛ ليحفظوا القرآن حتى يقال لصاحب القرآن:‌ اقرأ وارقَ، ورتِّل كما كنت ترتِّل في دار الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها)؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم..

 

المراجع:

القرآن الكريم.

تفسير مختصر ابن كثير.

• تفسير الجلالين.

• تفسير الإمام الطبري.

• تفسير الإمام القرطبي: الجامع لأحكام القرآن الكريم.

• مجموعة الأحاديث بتصحيح الألباني.

• تفسير الإمام الطبري.

• تفسير الإمام القرطبي: الجامع لأحكام القرآن الكريم.

• مجموعة الأحاديث بتصحيح الألباني.

• مجلة العلوم الأمريكية؛ داء الزهايمر؛ سان جورج هسلوب، المجلد 17 العددان 3-4، 2001.

• مجلة العلوم الأمريكية؛ بحث جاد عن حبوب مضادة للشيخوخة؛ لينو إنكرام وروث، المجلد 19 العددان 2-3، 2003.

 

• Neuropathology of Dementing Disorders. Edited by W.R. Markesbuury. Arnold, 1998.

• Alzheimer Disease. Edited by R.D.Terry, Katzman, K.L.Bick and S.S Sisodia.Second edition, Lippincott, Williams and Wil؛ins, 1999.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • يسمونها "شيخوخة الزواج" فماذا تسميها أنت؟
  • أسرار الماء في القرآن الكريم
  • التفسير العلمي ووجوه إعجاز القرآن الكريم
  • الوقاية من الشيخوخة في ضوء الحديث النبوي الشريف
  • الشيخوخة وتنكيس الخلق
  • شيخوخة الروح
  • أمراض الشيخوخة الشائعة

مختارات من الشبكة

  • نعمة الشيخوخة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الاستعداد لمرحلة الشيخوخة ومعاناة كبار السن(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الشيخوخة والقيادات الإدارية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • اكتشف جمال الشيخوخة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دراسة: الصيام يحسن الصحة ويحمي من الشيخوخة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الصوم له أثر في حيوية الخلايا وتأخير الشيخوخة(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • الشيخوخة والسلوكيات غير الطبيعية(استشارة - الاستشارات)
  • مكانة كبار السن في الإسلام (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شاهد عيان على الزهايمر(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • رعاية الشيوخ واجب ديني وأخلاقي وإنساني(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب