• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم   الدر الثمين   سلسلة 10 أحكام مختصرة   فوائد شرح الأربعين   كتب   صوتيات   مواد مترجمة  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في: شهر الله المحرم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في الأضحية (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في 10 ذي الحجة (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    الدعاء لمن أتى بصدقة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: صدقة لم يأكل منها
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: هو لها صدقة، ولنا هدية
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (ترك استعمال آل النبي على الصدقة)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: «كخ كخ، ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    شرح حديث: سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    التعريف بالخوارج وصفاتهم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: ألا تأمنوني؟ وأنا أمين من في السماء
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم من الزكاة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (إعطاء من سأل بفحش وغلظة) (2)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (إعطاء من سأل بفحش وغلظة) (1)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري / تفسير القرآن العظيم
علامة باركود

تفسير سورة البقرة .. الآية (193)

تفسير سورة البقرة .. الآية (193)
الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/8/2013 ميلادي - 30/9/1434 هجري

الزيارات: 18875

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير سورة البقرة

الآية (193)


وقال بعض العلماء: هي منسوخة بقوله تعالى: ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 193].


أقول وبالله التوفيق: من المعلوم المقرر أن المتأخر من النصوص ناسخ للمتقدم، ولكن على القول بنسخ السنة للقرآن أو تخصيصها تكون الآية محكمة، ويكون فيها أو في الحديث تخصيص لعموميات النصوص، وذلك بالبداءة في القتال، فأما من بادأنا هو بنوع من أنواع الحرب الفكرية أو العسكرية، فالآيات باقية على عمومها وإحكامها، فيجب علينا قتله وقتاله، في أي مكان، ولا ينتفع بلجوئه إلى الحرم مادام غير معظم لرب الحرم بالتزام دينه واحترام أهل ملته من العبث والطعن بعقيدتهم أو الطمع في حربهم، إذ من لم يعظم دين الله بل يسلك مسالك الإلحاد فيه لفتنة أهله، أو يعمد إلى حربهم وتخويفهم، فإنه يقاتل داخل الحرم لجنايته على العقيدة وأهلها، وحرمة العقيدة وأهلها أعظم من حرمة الحرم.


وعلى هذا فتبقى الآية على حكمها فيمن لم يبدأ بالقتال، مع أن مذهب الشافعي ومالك قوي يصعب رده لتأخر نزول آية براءة: ﴿ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ﴾ [التوبة: 5] فوجوب قتلهم عام في الحرم وغيره، ولا يشكل تخصيص الآية الأولى لعموم هذه مادامت متأخرة عنها بسنين، ولكن يسوغ الجمع بين النصوص بما ذكرته، والله أعلم.


قال ابن خويز منداد في قوله: ﴿ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾ [البقرة: 191] منسوخة، لأن الإجماع قد تقرر بأن عدوًّا لو استولى على مكة وقال: لأقاتلنكم وأمنعكم من الحج ولا أبرح من مكة، لوجب قتاله وإن لم يبدأ بالقتال، فمكة وغيرها من البلاد سواء، وإنما قيل فيها هي حرام تعظيمًا لها.


ثم ذكر بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - لخالد بن الوليد المتقدم ذكره، وتمسك بعض العلماء بهذه الآية في منع قتل الملتجئ إلى الحرم، والأولى أن الملتجئ إن كان هاربًا عن حد فلا يقام عليه، بل يحرج بالمقاطعة حتى يخرج على ما قاله بعضهم، وإن كان هروبه عن ردة عن الإسلام توجب قتله وجب قتله والحرم لا يعيذه.


وذكر المفسر الكبير الإمام ابن جرير أن هذه الآية: ﴿ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾ [البقرة: 191] أنها منسوخة بقوله تعالى: ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ ﴾ [البقرة: 193] وبقوله تعالى: ﴿ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ﴾ [التوبة: 5] وذكر أقوال قتادة والربيع وابن زيد مرجحًا لها، وهو الصواب الحقيق بالقبول، كما أوضحته من أن القائم بفتنة المسلمين فتنة حسية أو معنوية ليس معظمًا لرب الحرم، فلا يكون الحرم منجاة له، بل يقاتل القائمون بذلك إن كانوا جماعة ابتداءً لا دفاعًا ويقتل الفرادى في قلب الحرم ويدل على ذلك زيادة على الآيات، الحديث الذي رواه البخاري في صحيحة: ((أبغض الخلق إلى الله ثلاثة: ملحد في الحرم))[1] إلخ. ولا يجوز الإبقاء على حياة الذي هو أبغض الناس إلى الله.


ولما كان القتل في المسجد الحرام أمرًا عظيمًا يتحرج منه المسلمون، وجعل الله القتال مشروطًا ببداءة عدوهم، لم يكتف الله بما فهموه من الغاية في قوله: ﴿ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ ﴾ [البقرة: 191] بل كرر الإذن بالتأكيد حيث قال: ﴿ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ﴾ [البقرة: 191] أي: قابلوهم بالمثل ولا تتوقفوا عنهم أو تستسلموا لحرمة الحرم، فإنكم أمام عدو كافر لا يحترم رب الحرم، فجزاؤه دحره وردعه بالقتال، ولذا قال تعالى: ﴿ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 191] يعني في حكم الله أن يجازوا بمثل ما قاموا به من الاستهانة بحرمة الحرم ورب الحرم، فهم الظالمون المستحقون للنكال عن دينهم فتنة حسية أو معنوية، وذلك لا يحصل تركه من الكافر على المسلم إلا ببغض الكفر وتركه، والدخول في الإسلام والتمسك به و النصح له ولأهله، فبذلك ينال رحمة الله وغفرانه، لا بمجرد ترك القتال الحسي، فإن بيان القرآن واضح لا يدع للمتأول مجالًا، ومما يوضح أن مشروعية جهاد الكفار وقتالهم ليس للدفاع الذي هو بدؤهم لنا بالقتال وإنما هو كفرهم الموجب لفتنة المسلمين كما أسلفناه هو تكرار الله سبحانه لذلك في الآية (193): ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 193].


ففيها دليل واضح على أن مقصود الله من إيجاب الجهاد زوال الفتنة عن أهل دينه بتحطيم القوى المادية والسياسية التي تحول بين الناس وبينه، لأجل تعبيدهم لغير الله، والتي تظهر على الناس بأسماء وألقاب وأزياء مختلفة لدس السم في الدسم، منها ما يتسمى بالدين وينشط بوسائل التبشير، ومنها ما يظهر باسم البحث العلمي كالمستشرقين، ومنها ما يظهر بالمظهر السياسي متسميًا (بالجمهورية) يدعي العدالة والإخاء والمساواة، كما هو المخطط الماسوني الذي يتلون بتزعمه الثورات على الأوضاع، ويخص منها الدين بأفظع تركيز مبغض منفر، ومنها ما يظهر باسم الإصلاح العدالة الاجتماعية الخداعة التي نهايتها الإفساد والمساواة في البؤس والفقر، كالشيوعية وذيولها، ومنها ما يبرز بتقديس الوطن أو الجنسية العنصرية والعمل لذا أو ذاك مما حاصلة تقديس أشخاص تتمثل بهم الوطنية أو القومية ويخلع خلعة الإخلاص، ومنها ما يظهر بمذهب مادي أو نحلة جنسية شهوانية باسم الحرية البهيمية... إلى غير ذلك مما ظهر قديمًا وحديثًا، ولا يزال يتجدد ظهوره بالألقاب البراقة الخداعة المغرية على الشرود عن سبيل الله.


وقديمًا قال أكبر طاغوت ظالم فاتك مستكبر (هو فرعون) يرمي رسولًا مصلحًا محررًا كريمًا (هو موسى) يقول عنه الطاغوت الفرعوني: ﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ ﴾ [غافر: 26]، وأي دين لهم غير عبادة فرعون وتقديس العجول؟ ويقول أيضًا من مكره الخبيث: ﴿ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴾ [غافر: 29].


فالطاغوتية قديمة في مكرها وإفكها وتحايلها عل الناس، ومنطق الطواغيت المعاصرين لعهد نزول القرآن مشابهه لهذا، وأما منطق من بعدهم فهو أعمق في المكر والدهاء إلى يومنا هذا، وسيزداد خداعًا وضراوة.


ولما كان الإسلام الذي فيه تحرير بني الإنسان من عبادة بعضهم لبعض، ومن عبادتهم لأهوائهم النفسية وشهواتهم الجنسية، وتحريرهم من حاكمية البشر الذي يصنع المواثيق الوطنية الصالحة، ويشرع لهم من الأنظمة والقوانين ما يفسد حياتهم الاجتماعية، ويحطم أخلاقهم، ويفكك وشائج روابطهم، ويجعلهم من ناحية كالبهائم، ومن نواح أخرى أحط من البهائم.


أقول: لما كانت مهمة الإسلام والقائمين به تحرير البشرية من هذه العبودية والأوضاع البهيمية كان من الضروري أن يقف في وجهه كل حاكم جاهلي متسلط، وكل مغرض مفسد، فكان جهادهم من ضروريات قيامه، لأنهم لا يفسحون له المجال، بل يقومون بأنواع الفتنة لصد الناس عنه ومحاربتهم له.


وقد قال الله عن أعدائنا معشر المسلمين: ﴿ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ﴾ [النساء: 89] وقال: ﴿ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ﴾ [البقرة: 217] فهم لا يكفيهم العمل على إبقاء نفوذهم واستمرارهم على اغتصاب سلطان الله فحسب، بل يعملون على فتنة المسلمين بالحرب العسكرية والحرب الفكرية، ليصدوا المسلمين عن واجبهم من ناحية، وليعملوا على زحزحتهم عن دينهم من ناحية أخرى، بأنواع الغزو الفكري الفاتن لهم، المفسد لقلوبهم، المخبط لأدمغتهم، المصادر لعقولهم، وهو الذين أجمل الله اسمه بالفتنة، وحكم عليها بأنها أشد من القتل وأكبر.


ولو فرضنا أنهم لا يقومون بذلك - مع استحالته - فهل يحصل للمسلمين تحقيق هدفهم الرباني المقدس الذي هو إقامة حكم الله في الأرض وإزالة الطاغوتية المتنوعة المتحكمة في البشرية، ورفع يدها عن التسلط وإقامة شريعته وحدها وإلغاء ما سواها من القوانين الوضعية المخالفة لحكم الله؟


أقول: هل يحصل ذلك للمسلمين بمجرد البيان والتبليغ والموعظة الحسنة المكللة بالحكمة؟ من المستحيل أن يتنازل أولئك المتحكمون في البشر والفارضون إرادتهم وأنانياتهم عليه بمجرد التبليغ والبيان. ولو جاز ذلك لتيسر لجميع رسل الله إقامة دينه في الأرض بدون عسر ولا مشقة ولا جهاد ولا عقوبات سماوية، ولكن الواقع بعكس ذلك كما قرره التاريخ لجميع المرسلين.


إن دعوة كل رسول داعية وارث لمحمد خاتم الرسل - صلى الله عليه وسلم - تصطدم بعقبات كثيرة، عقبات اعتقادية مركبة من تصورات فاسدة لحقيقة الكون والحياة والتاريخ، وأخرى عقبات مادية فرضتها جاهليات مختلفة، خصوصًا في هذا الزمان التي ألبستها فيه الجاهليات الجديدة لباس العلم وأثواب الواقعية، وكذلك تصطدم بعقبات سياسية وتسيرها الأنانيات المختلفة، وعقبات اقتصادية واجتماعية وطبقية وعنصرية وشهوانية.


وجميع هذه العقبات تتفاعل وتتشابك في سبيل الوقوف ضد الإسلام ودعائه حتى إن بعض المسلمين بالوراثة يضيق ذرعًا بدعوة الإسلام الصحيحة؛ لأنه يعمل ببعض شعائر الإسلام وأحكامه ويترك البعض الآخر، مقتديًا باليهود الذين عملوا هكذا، فحكم الله عليهم بأنهم يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، كما مضى ذكرهم في تفسير الآية (84).


وإذا كانت هذه مهمة الإسلام وهذا واقعه مع خصومه بزيادة حصول الفتنة للمسلمين، فما بال بعض كتابنا المنهزمين يخجلون من الجهاد الحقيقي حتى يلتمسوا المبررات لجعل الجهاد مشروعًا للدفاع؟ وهل يجيزون لخصوم الإسلام الافتراء على الله والتحكم بعباد الله وتعبيدهم لهم إذا هادنوا المسلمين مهادنة عسكرية، وهم يقومون بالغزو الفكري الذي سماه الله فتنة؟ إن كانوا يسلكون تلك المسالك ويجيزون هذا فما أجهلهم بحقيقة الإسلام أو ما أجناهم عليه والعياذ بالله.


ولكن حقيقة أمرهم أنهم مهزومون روحيًا وعقليًا بما أصابهم من دهاء المكر الأوروبي، ودجل المستشرقين وأفراخهم ممن جعلوا الدين في قفص الاتهام، فصاروا يلجأون إلى المبررات المائعة للدفاع عن الإسلام كأنه دين لا يعرف القوة ولا يريدها ولا يعرف الجهاد إلا للدفاع عن الوطن الإسلامي أو للدفاع عن النفس، مع أن ذكر الوطن أو الدفاع غريبان على الحس الديني الإسلامي، فهي كلمات محدثة إذا استعملت خارج نطاق المفهوم الإسلامي، لأن الإسلام ليس نظامًا محليًا في وطن معين فتكون حربه دفاعية عن حدوده الإقليمية.


وفات هؤلاء المهزومون أن يعكسوا مقاصدهم عليهم، وأن يضعوا أيديهم على مواضع الجرب في أبدان هؤلاء الكفرة الماكرين الطاعنين في الإسلام، بدلًا من أن تغشى على أفكارهم تصورات أولئك الفاسدة للدين بأنه مجرد عقيدة في الضمير لا شأن لها بواقعيات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، مما لا يرضون به لمبادئهم ومذاهبهم البشرية، ومما يكذبه الحس الديني الصحيح، ولا يرضى به إلا المطفف مع الله تطفيفًا لا يعمله مع الله أدنى صديق.


والواجب عليهم أن يقولوا إن من حق الإسلام أن يتحرك ابتداء لأنه ليس مبدأ قوم ونحلة قوم، بل لأنه دين يلهب ضمائر أهله بحب الله وتعظيمه والغيرة لحرماته، ويبغض المخالفين لأوامره والكفر بالطواغيت الذين جعلوا لأنفسهم ميزة على الناس بالتسلط والتشريع، كما يوجب عليهم تحرير الناس من عبادة بعضهم لبعض وتأليه بعضهم لبعض، إلى عبادة الله وتأليهه وحده في واقعهم الاعتقادي والعملي. وجعل الحاكمية لله وحده بأن يكون التشريع لله يسري على صغيرهم وكبيرهم، وعلى حاكمهم ومحكومهم، فيكون الحاكم منفذًا لما شرعه الله، والمحكوم راضيًا به مسلمًا له، عكس ما هم عليه في الجاهلية الأولى والجاهليات الحديثة من عبادة بعضهم لبعض، لأنهم يتلقون التشريعات مما احتل الصدارة عليهم، فيعمل لهم ما يريد، ويحرم ما يريد، ويستبد عليهم بما يريد، ويستأثر عليهم بما يريد.


فكيف ترضى البشرية الصحيحة أن يتسلط عليها منها من يجعل له خصائص الإلوهية، كأن الله ليس إلهًا إلا في السماء فقط، أما الأرض فآلهتها لهؤلاء المقننين المتسلطين؟!!


إن أي بشر ادعى لنفسه حق التقنين والتشريع، أو وضع المواثيق الوطنية التي يلزم بها قومه من تلقاء نفسه، فقد جعل لها الإلوهية اختصاصًا وعملًا، سواء ادعاها تصريحًا أو لم يعلنها، وأي أناس اعترفوا له بذلك أو نفذوه عن رغبة وانشراح صدر دون إكراه وبغض، فقد اعترفوا له بحق الإلوهية، سواء نطقوا بذلك أو لم ينطقوا.


فكيف لا يكون قتال هؤلاء من موجبات الدين الإسلامي وضرورياته؟ إن من واجبات الكتّاب المسلمين ألا ينهزموا أمام هراء المستشرقين وتلاميذهم ممن صوروا الإسلام حركة قهرية بالسيف للإكراه على العقيدة، تشويهًا منهم لما يعرفونه من بواعث الجهاد الحقيقية، بل يصفعونهم بهذه الحقائق الناصعة التي تخرسهم وترغم أنوفهم بدلًا من تحرجهم عن تقاريرها.


فالإسلام ليس مجرد عقيدة حتى يكتفي أهله بإبلاغها، وإنما هو حركة تحرير عالمية شاملة، فللجهاد في الإسلام مبرر ذاتي من واقعه لا من ملابسات أخرى يتعلل بها المهزومون كالدفاع.


وليت شعري ما الذي أخرسهم عن مجاوبتهم بمنطق ربعي بن عامر وحذيفة بن محصن والمغيرة بن شعبة رضي الله عنهم حين أجابوا (رستم) قائد الجيوش الفارسية لما تساءل معهم عن السبب الذي جاء بهم إلى بلاده، فاتفق جوابهم، وكل واحد منهم لم يدر عن الآخر، فكل منهم قال له: الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسل رسوله بدينه إلى خلقه، فمن قبله منا قبلناه منه ورجعنا عنه وتركناه وأرضه، ومن أبى قاتلناه حتى نفضي إلى الجنة أو الظفر.


هكذا منطق المسلمين الذين فهموا حقيقة الإسلام ووظيفة أهله في الأرض، لم يقولوا: يا رستم، غزوناك للدفاع، وحاشاهم أن يقولوا ذلك، ومن المستحيل أن يقولوه، ولو قالوه لأجابهم بما يضطرهم إلى الرجوع من الأمان على عقيدتهم في عقر دارهم.


فقوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 193] أمر منه للمسلمين بتحطيم جميع القوى المادية التي تعرض الزحف بالدعوة، وتقف في وجه المد الإسلامي، سواء القوى الطبقية أو القوى السياسية المحيطة بالجزيرة العربية ممن تريد تعبيد الناس للناس، وتحول بينهم وبين حصر العبودية لله وحده، والتي تعمل على تخبيط الأدمغة بالتلبيس الفكري الذي فتنته أشد من القتل، وسبب غلطة كتابنا - سامحهم الله - أنهم يخلطون بين قوله تعالى: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ [البقرة: 256] وبين بواعث الجهاد التي هي تحرير الناس من عبادة الطواغيت المسيطرين على أبدانهم وعقولهم، ومطاردة شياطين الإنس من الطواغيت وأعوانهم، وتحطيم سلطانهم الذي فرضوه على الناس، وتقرير ألوهية الله وحده في الأرض، وألا يحكمهم أحد من البشر بأهوائه ونزواته التي يفرضها بلا برهان من الله لتحصل الحرية الكاملة للناس في سلوك ما يختارون مع قاعدة عدم الإكراه في الدين، فلا تعارض بينهما، ولا مجال للالتباس فيهما، ولكن المستشرقين الخبثاء وتلاميذهم خلطوا بينهما للتلبيس حتى انتصب الكتاب للدفاع عن الإسلام بأسلوب بعيد عن واقعه.


وحقيقة أن الجهاد كان في البداية للدفاع كما قدمنا تفصيل الإذن فيه أولًا ثم الأمر به ثانيًا لمن قاتلنا، لأن مجرد وجود هذا الدين في صورة إعلانه العام لحصر ألوهية الله على جميع الناس وتحريرهم من تأليه غيره وعبادة غيره، وإعلان الكفر بالطواغيت المتنفذين على البشر واللاعبين بعقولهم، ممن جعل له حق التشريع والتحليل والتحريم، وممن يتكهن ويدعي علم الغيب، وممن دعا الناس إلى عبادته بفرض ما يريده عليهم أو رضي بعبادتهم له، على غير ذلك من فرض نفسه في الأمور السياسية أو الروحانية.


كل هؤلاء الذين يوجب الدين الإسلامي الكفر بهم لتحقيق الإيمان بالله، كل هؤلاء لا يألون جهدًا في حرب الإسلام وسحقه، فلا بد له من الدفاع عنه ليذود عن نفسه شر من حوله من هذه المجتمعات التي لا تقتنع بالدعوة، ولا تتنازل عما فرضته لنفسها من الامتيازات إلا بالقوة.


لهذا كان الجهاد والقتال على مراحل وأولها الدفاع، لكنه لم يبق للدفاع إلا مدة يسيرة، ثم حصل الأمر بالمنابذة والهجوم العام على جميع الكفار والمشركين، معللًا بدرء الفتنة أولًا، ثم بتطهير الجزيرة عاصمة الإسلام من الكفر ثانيًا، ثم بقتال الموالين للجزيرة من الكفار ثالثًا، حتى لا يقف في وجه المد الإسلامي أحد.


وهكذا عرف الصحابة رضي الله عنهم حقيقة دينهم وواجبهم في مواصلة الجهاد إلى جميع المعمورة لتحرير البشرية من رق العبودية لغير الله، وهو التحرير المعنوي الواجب فعله على المسلمين، فانطلاقتهم العظيمة في قلب بلاد فارس وما ورائها من القوقاز وفرغانيا وغيرها، وفي قلب بلاد الروم وأفريقيا وغيرها، ليس الدفاع عن حدودهم الضيقة، ولكن لإعلاء كلمة الله بتحرير البشرية من حكم غير الله، وطواعية غير الله، وأن يكون الحكم لله وحده، وتنمحي أي فتنة وكل فتنة تقوم ضد الإسلام وأهله، ودين الله الذي هذه طريقته.


وهذا واجب أهله، فلا بد له من أن يزيل جميع العقبات التي تعترضه، فلا عيب فيه إذا أوجب الجهاد على أهله ما دامت المقاصد المفروضة على المجاهدين هي إعلاء كلمة الله، وقمع المفترين عليه، وإقامة حكمه، وتحرير البشرية من تسلطهم الذي جعلوا لأنفسهم ميزة على البشر كما قدمنا.


وما العيب والشنار إلا على أسياد المستشرقين الذين يتسابقون إلى غزو الشعوب والأمم في كل مكان، لإذلالهم واستعبادهم واستغلالهم وتخبيط أدمغتهم بأنواع الفتنة التي هي أشد من القتل، وإفساد أخلاقهم وبث المسكرات فيهم والمخدرات الفاتكة القاتلة التي أبادت منهم عشرات الملايين - حسب الإحصاءات الرسمية - فدولة (بريطانيا) المتبجحة بالديمقراطية والحرية والمدنية كيف مدنت (الصين)؟ مدنتهم بإجبارهم على تجارة (الأفيون) وتناوله، لأنها تربح منه مائة وخمسين مليونًا من الجنيهات سنويًا، بينما يموت بسببه من الصينين ستمائة ألف شخص سنويًا، كما جاء في إحصاء الدكتور (كريستليب) الذي روى لنا قول بعضهم للمبشرين بالنصرانية: (تسمموننا للقضاء علينا ثم تأتون لتعليمنا الفضيلة!!). فاحسب المدة الطويلة التي مكثت فيها تلك الدولة الفاجرة، واضرب بسنينها عدد الموتى ليظهر الحاصل ملايين كثيرة. هذا عدا الأمور الأخرى من الدمار الحسي والمعنوي. ثم كيف مدنيتهم في الهند وديمقراطيتهم الكاذبة؟


ننقل اعتراف الكاتب الإنكليزي (هندمان) الذي لا ينكره قومه إذ يقول: "إن من الأمور المخيفة جدًا إكراه الولايات الشمالية الشرقية في الهند على تصدير حبوبها إلى انجلترا مع موت ثلاثمائة ألف نفس جوعًا من أبنائها في بضعة أشهر.


ثم ذكر هذا الكاتب أنه مات سنة (1877م) في مقاطعة مدارس تسعمائة ألف وخمس وثلاثين ألف شخص حسب التقارير الرسمية، ولم يحدث إلا ما يزيد الحالة سوءًا لما ينجم من دفع الضرائب الباهظة البالغة سنويًا خمسمائة مليون جنيه، تدفعها الهند ثمنًا (لحكومة منظمة محبة السلام). ياللسخرية من هذا المبرر السخيف الذي نتيجته موت ملايين من الجوع!!


وقد عملوا في (أمريكا واستراليا) حرب إبادة لبعض العناصر كأنها من الجرذان لا من بني آدم، ثم وحشية فرنسا المتبجحة أيضًا بالديمقراطية والمكثرة من إصدار القوانين الإنسانية، فاقت وحشيتها وحشية الغاب بل زادت على وحشية التتار. ولا تنسى مخازيها في الهند والصين والبلاد العربية تونس ومراكش والجزائر.


ونكتفي بذكر مذبحة شهر مايو (1945م) حيث دمرت إحدى وأربعين قرية في الجزائر بكاملها، لم ينج منها طفل ولا امرأة، كما جاء باعتراف الحاكم العام الفرنسي في الجزائر في جوابه عن السؤال الموجه إليه بأن إحدى وأربعين قرية دكت بالطائرات وبالوحدات البحرية فلم يبق منها ديار ولا حيوان. وكتبت الصحف الفرنسية مفصلة هذا الحادث بما يندي له الجبين.


وأمريكا المتبجحة أيضًا بالعدالة والحرية جرى فيها من رؤسائها قبل (روزفلت) ما كتب فيه المؤلفات الضخمة من الوحشية بالعمال وابتزاز الأموال، ثم تحسنت حالتها في عهد (روزفلت) وعادت أحوالها إلى السوء بعده مما لا يسعني الإطالة بذكره، وهو معروف للمراقبين والمراجعين، فلو أن كتابنا أجابوا المستشرقين وتلاميذهم بما جرى من أشهر دولهم من المخازي المخجلة، وقابلوا ذلك بنزاهة المسلمين ورحمتهم وصدقهم ووفائهم لأخرسوهم دون أن يلجئوا إلى تحريف آيات الجهاد.


إن مشروعية الجهاد في الإسلام لغايات نبيلة، وتاريخ الفاتحين من المسلمين تاريخ مشرف، ونزاهة القائد والجندي مشهورة، إنهم يقاتلون لإعلاء كلمة الله بتحرير الشعوب من المستعبدين لها، ولم يقاتلوا لابتزاز الأموال، ولا للذات، ولا للألقاب العسكرية التي شقي الناس بأهلها في هذا الزمان.


إن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - ربّى المسلمين ليربي بهم العالم أجمع، وهدم الجاهلية التي في العرب ليهدم بهم الكسروية والقيصرية والفرعونية، وغيرها من صنوف الحكم الجاهلي، وحطم أصنامهم الحجرية الصامتة، ليعلمهم تحطيم الأصنام الناطقة أصنام المجد الكاذب، وليعطي الأمم المستعبدة حرية الحياة في ظل إله واحد، رحمن رحيم، يجعلهم جميعًا بنعمته إخوانًا.


قال ابن جرير في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 193] يقول جلّ ذكره لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -: وقاتلوا المشركين الذين يقاتلونكم حتى لا تكون فتنة.


يعني: حتى لا يكون شرك بالله، وحتى لا يعبد دونه أحد، وتضمحل عبادة الأوثان والآلهة والأنداد، وتكون العبادة والطاعة لله وحده دون غيره من الأصنام والأوثان.


ثم ساق ثمانية آثار في ذلك عن التابعين، ثم قال: "وأما (الدين) الذي ذكره الله في هذا الموضع فهو العبادة والطاعة لله في أمره ونهيه. واستشهد بقول الأعشى المشهور. ثم قال: حدثت عن عمار بن الحسن قال: حدثنا ابن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع: ﴿ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 193] يقول: حتى لا يعبد إلا الله، وذلك (لا إله إلا الله) عليه قاتل النبي - صلى الله عليه وسلم - وإليه دعا.


قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إني أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله)).


قلت: وهذا الحديث رواه البخاري في صحيحه في باب (17) رقم (25) باب: ﴿ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 5] كما رواه غيره من علماء الحديث، ولو لم يرد في الجهاد سوى هذا الحديث لكفى ردًّا على المهزومين القائلين بأن مشروعية الجهاد للدفاع.


وقد تكلمت عليه في شرحه الخاص من كتابي (للحق والحقيقة من كلام خير الخليقة) وأوضحت أنه نص عام يدل بمنطوقه على وجوب قتال الناس جميعًا، سواء بدءوا بالقتال أو لم يبدءوا، بل هو قتال هجوم لإقامة حق الله في الأرض، وذلك أن (لا إله إلا الله) يجب أن تنحصر فيها جميع مناهج الحياة الإنسانية، وهي القاعدة الكلية التي يقوم عليها الإسلام، وهي إفراد الله سبحانه وتعالى بالألوهية والربوبية والقوامة والسلطان والحاكمية، اعتقادًا في الضمير، ونطقًا باللسان، وعبادة في الشعائر، وشريعة يحتكم إليها في هذه الصورة المتكاملة المقتضية لمعانيها الجدية الحقيقية، كما أنها أيضًا تستلزم تحقيق ما فيها من النفي الذي هو الكفر بالطاغوت بجميع أنواعه بأي ثوب ظهر وبأي سمة اتسم، فإن الطواغيت على اختلاف أنواعهم هم الحواجز والعقبات بين الناس وبين قول (لا إله إلا الله) متمثلة بجميع معانيها، بل قد يحولون بين الناس وبين فهمها، فضلًا عن تطبيقها، ولم يشرع الله القتال إلا لحيلولة الطواغيت دون الدعوة والوقوف في وجهها، فإنهم يشكلون قوة مادية أو سياسية أو روحية كاذبة تحول دون قبول الناس لمقتضى ألوهية الله وتقيد حريتهم، لأن مجرد الدعوة باللسان والبيان لا يكفي، بل لا تجدي شيئًا أمام تلك الحواجز والمؤثرات من صنوف الطواغيت حتى يخلى بينها وبين الأفراد كما أوضحناه سابقًا، إذ معنى (لا إله إلا الله) لا يتحقق أبدًا إلا أن تعود حياة البشر بجملتها إلى الله، لا يقضون في أي شأن من شئونهم جميعًا من تلقاء أنفسهم بل يرجعون فيه إلى حكم الله وما يحبه فيه، وحكم الله يجب عليهم أن يتلقوه من مصدر واحد هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لأنه شطر الشهادة الثاني من أركان الإسلام، ولذا قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36]، وقول ابن جرير الماضي: "وقاتلوا المشركين الذين يقاتلونكم" ليس معناه ما يفهمه المهزومون من الدفاع، وإنما معناه: قاتلوا الذي يقدرون على قتالكم من الرجال الأقوياء دون النساء والضعفاء. فقد قال ابن جرير في أول الموضوع: اختلف أهل التأويل في هذه الآية، فقال بعضهم: هي أول آية نزلت في أمر المسلمين بقتال أهل الشرك، وقالوا: أمر فيها المسلمون بقتال من قاتلهم من المشركين والكف عمن كف عنهم، ثم نسخت ببراءة، وذكر الأثر عن الربيع وابن زيد. ثم قال: وقال الآخرون: بل ذلك أمر من الله للمسلمين بقتال الكفار لم ينسخ وإنما الاعتداء الذي نهاهم الله عنه هو نهيه عن قتل النساء والذراري. قالوا: والنهي عن قتلهم ثابت حكمه اليوم. قالوا: فلا شيء نسخ من حكم هذه الآية. ثم ساق خمسة آثار في ذلك. ثم قال: وأولى هذين القولين بالصواب ما قاله عمر بن عبد العزيز، لأن دعوى المدعي نسخ آية يحتمل أن تكون غير منسوخة بغير دلالة على صحة دعواه تحكم، لا يعجز عنه أحد. ثم أشار إلى معنى النسخ بما سنذكره. ثم قال: فتأويل الآية إذا كان الأمر على ما وصفنا، وقاتلوا أيها المؤمنون في سبيل الله، وسبيله: طريقه الذي أوضحه، ودينه الذي شرعه لعباده، يقول لهم تعالى ذكره: قاتلوا في طاعتي وعلى ما شرعت لكم من ديني، وادعوا إليه من ولى عنه واستكبر بالأيدي والألسن حتى ينيبوا إلى طاعتي أو يعطوكم الجزية صغارًا إن كانوا أهل الكتاب، وأمرهم تعالى ذكره بقتال من كان منه قتال من مقاتلة أهل الكفر دون من لم يكن منه قتال من نسائهم وذراريهم، فإنهم أموال وخول لهم غلب المقاتلون منهم فقهروا، فذلك معنى قوله: ﴿ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [البقرة: 190] إلى أن قال: فمعنى قوله: ﴿ وَلَا تَعْتَدُوا ﴾ [البقرة: 190].


لا تقتلوا وليدًا ولا امرأة ولا من أعطاكم الجزية من أهل الكتاب والمجوس ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [البقرة: 190] الذين يجاوزون حدوده فيستحلون ما حرمه الله عليهم من قتل هؤلاء الذين حرم قتلهم من نساء المشركين وذراريهم. اهـ

 

وقال صاحب العمدة: قال أبو العالية في قوله تعالى: ﴿ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ ﴾ [البقرة: 190]: هذه أول آية نزلت في القتال بالمدينة، فلما نزلت كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقاتل من قاتله، ويكف عمن كف عنه حتى نزلت براءة، وفي هذا نظر، لأن قوله: ﴿ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ ﴾ إنما هو تهييج وإغراء بالأعداء الذين همتهم قتال الإسلام وأهله، أي: كما يقاتلونكم فاقتلوهم أنتم، كما قال: ﴿ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [التوبة: 36]، ولهذا قال في هذه الآية: ﴿ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 191] أي: لتكن همتكم منبعثة على قتالهم، كما أن همتهم منبعثة على قتالكم وعلى إخراجهم من بلادهم التي أخرجوكم منها قصاصًا وقوله: ﴿ وَلَا تَعْتَدُوا ﴾ [البقرة: 190] أي: قاتلوا في سبيل الله ولا تعتدوا في ذلك، ويدخل في ذلك ارتكاب المناهي كما قال الحسن البصري من المثلة والغلول وقتل النساء والصبيان والشيوخ الذين لا رأي لهم ولا قتال فيهم، والرهبان وأصحاب الصوامع، وتحريق الأشجار لغير مصلحة، كما قال ابن عباس وعمر بن عبد العزيز ومقاتل بن حيان وغيرهم. ولهذا جاء في صحيح مسلم عن بريدة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: ((اغزوا في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا، ولا تقتلوا وليدًا))[2].


وعن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا بعث جيوشه قال: ((اخرجوا باسم الله، قاتلوا في سبيل الله من كفر بالله، لا تعتدوا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا الولدان ولا أصحاب الصوامع))[3]. رواه الإمام أحمد. انتهى ما أردت نقله للاختصار.


وقوله تعالى: ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 193] في تكرار الله سبحانه الأمر بالقتال مصحوبًا بتكرار الفتنة تأكيدًا لعبادة المؤمنين بحسم مادة الفتنة التي لا تنحسم إلا بالقتال - هذا من ناحية - ومن ناحية أخرى فيه تهوين لهول القتال ومشقته على النفوس بجانب الفتنة التي تحصل بتركه، فإنه لما كان الجهاد فيه إزهاق للنفوس وقتل للرجال وهول عظيم في شدة النزال، نبههم الله سبحانه على أن ما اشتمل عليه أعداؤهم من الكفر والشرك بالله والصد عن سبيله بالوسائل الحسية من الحرب والتعذيب، وبالوسائل المعنوية من تخبيط الأذهان وإفساد القلوب والأفكار، هو (فتنة) أشد وأطم وأبلغ وأعظم وأفظع من القتل والهول في القتال، كما قال قبل هذه الآية: ﴿ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ﴾ [البقرة: 191] ففتنة المسلم عن دينه أشد من القتل، ومشاهدته لظهور الشرك والكفر أشد عليه من القتل، إن كان قلبه حيًّا.


وقد ذكرت فيما مضى طبيعة الكفار في قوله تعالى: ﴿ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ﴾ [النساء: 89].


وقوله: ﴿ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ﴾ [البقرة: 217].


وكل صاحب نحلة لا بد له من تحبيبها والدعوة إليها واستعمال ما يقدر عليه من وسائل الفتنة الحسية والمعنوية لانتشارها وإخفاق ما سواها، هذه سنة طبيعية من سنن الله في الحياة ليبلو بعض الناس ببعض، فتعطيل الجهاد يفضي إلى تفاقم شرور ذلك، بل يفضي إلى استعلاء الأراذل وبروز الأسافل والأقزام، ونطق (الرويبضة) التي ورد بها الحديث بحصوله في آخر الزمان، وما سبب ذلك إلا تعطيل الجهاد لحصول الشح والوهن فيحصل ما قال الشاعر:

تسطو الكلاب على أسد الشرى سفهًا والباز الأشهب يخشى صولة الحجـلِ

والقـرد يضحك من نمـر على هزء والكلب يوعد ليث الـغيل بالـغيل

 

إذا تقاعس المسلمون عن الجهاد خانوا أمانة الله في نصرة دينه، ونقضوا بيعة الله التي بايعهم فيها على النفس والمال، فصار أمرهم إلى هذه الحال، ويصير أسوأ منها، لتفضيلهم العيش الرخيص واللذة الحيوانية، عيش الذل وفرض الإرادة عليهم من اليهودية العالمية على حياة العز واستلام القيادة العالمية التي أوجب الله عليهم انتزاعها من اليهود، ولم تصبح اليهودية عالمية تسير الغرب والشرق إلا بسبب تفريط الأمة المحمدية ورفض استجابتها لنداءات الله التي تحقق لها الحياة الطيبة وانعكاس أمرها باستجابتها لمخططات أعدائها المفسدة لعقولها وأجسامها والقالبة رأسًا على عقب.


وقد أسلفت بعض الكلام على قوله تعالى: ﴿ قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 14، 15].


هذه الفوائد الستة في الجهاد تكلمت على بعض معانيها في الدعامة الثالثة عشرة من دعائم الرشد عند الكلام على قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186] في آيات الصيام.


وقوله تعالى: ﴿ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 193] معناه: إن انتهوا عن الشرك بجميع أنواعه الإلحادية المختلفة الشرور، و انتهوا عن فتنة المسلمين وجذبهم إليه بطرق الغزو الحربي أو الفكري، فقد تخلصوا من الظلم الذي يوجب عليهم العدوان، ولا عدوان إلا على الظالمين.


قال عكرمة وقتادة: الظالم هو الذي أبى أن يقول (لا إله إلا الله). وقد قدمت في تفسيري لجواب الله لإبراهيم: ﴿ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 124] أن الظالم هو المشرك، وروى البخاري في (23) باب ظلم دون ظلم، حديث رقم (32) حدثنا أبو الوليد قال: حدثنا شعبة (ح) قال: وحدثني بشر قال: حدثنا محمد عن شعبة عن سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله - هو ابن مسعود - قال: لما نزلت ﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82] قال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أينا لم يظلم؟ فأنزل الله: ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13] فمن لبس - أي: خلط إيمانه بظلم - لا يكون آمنًا ولا مهتديًا، ومن لم يوجد منه الظلم هو الشرك فهو آمن ومهتد. فالتنوين في قوله ﴿ بِظُلْمٍ ﴾  للتعظيم - أي: بشرك - وذلك لأن الشرك ليس مقصورًا على عبادة صنم كما أسلفنا ذلك، وإنما هو يتمثل بانصراف القلب عن الله إلى غيره من أي محبوب أو مرغوب، ولذا قال تعالى: ﴿ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ﴾ [يوسف: 106].


فكم من معترف بالله ومطيع لبعض أوامره ولكن فيه من الشرك ما يوجب قتاله، فلا يستحق الأمن في الدنيا من القتال، ولا في الآخرة من العذاب ولو صلى وصام وهو منتهج مسلكًا من المبادئ والمذاهب العصرية المستقاة من الكفر، لأنه يحصل منه بسلوكها الاشراك في الإرادات والمشيئات والأعمال وسائر الاتجاهات التي لا يقصد بها وجه الله، لا في بذل ولا في عمل ولا في تضحية وفداء، فهي أعظم من شرك عباد الأصنام، وصاحبها يجب جهاده بجميع أنواع الجهاد المستطاعة.



[1] [صحيح] أخرجه البخاري، كتاب الديات، باب: من طلب دم امرئ بغير حق، [6882]، وغيره.

[2] [صحيح] أخرجه مسلم [6731]، وغيره.

[3] [ضعيف] أخرجه الإمام أحمد: [1/300]، وأبو يعلى بمسنده: [2549]، والطبراني بالكبير: [11/224]، [11562]، وابن عدي بالكامل: [1/234]، والبيهقي بالكبرى: [9/90].

وذكره ابن حجر بالتلخيص، وقال: وفي إسناده إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، وهو ضعيف، وروى البيهقي من حديث علي رضي الله عنه بنحوه، وفي إسناده ضعف، وإرسال، ورواه من وجه آخر منقطعًا، وفيه: ((ولا تقتلوا امرأة، ولا صغيرًا))، ورواه ابن أبي حاتم في العلل من حديث جرير بلفظ ((ولا تقتلوا الولدان)) وقال هذا حديث منكر: انظر التلخيص: [4/103].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير سورة البقرة .. الآية (187) (3)
  • تفسير سورة البقرة .. الآية (187) (4)
  • تفسير سورة البقرة .. الآية (188)
  • تفسير سورة البقرة .. الآية (189)
  • تفسير سورة البقرة .. الآيات (190 : 192)
  • تفسير سورة البقرة .. الآية (194)
  • تفسير سورة البقرة .. الآية (195)
  • تفسير سورة البقرة .. الآية (196)
  • تفسير سورة البقرة .. الآية (197)

مختارات من الشبكة

  • مخطوطة تفسير بعض من سورة البقرة ثم تفسير سورة يس(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (135 - 152) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (102 - 134) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (65 - 101) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (1 - 40) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (40 - 64) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الفتوحات الربانية في تفسير الآيات القرآنية: تفسير الآيتين (6-7) من سورة البقرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الفتوحات الربانية في تفسير الآيات القرآنية: سورة البقرة الآيات (1-5)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مناسبة سورة الأنفال لسورتي البقرة وآل عمران(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مقدمة بين يدي تفسير سورة البقرة(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب