• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم   الدر الثمين   سلسلة 10 أحكام مختصرة   فوائد شرح الأربعين   كتب   صوتيات   مواد مترجمة  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في: شهر الله المحرم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في الأضحية (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في 10 ذي الحجة (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    الدعاء لمن أتى بصدقة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: صدقة لم يأكل منها
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: هو لها صدقة، ولنا هدية
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (ترك استعمال آل النبي على الصدقة)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: «كخ كخ، ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    شرح حديث: سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    التعريف بالخوارج وصفاتهم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: ألا تأمنوني؟ وأنا أمين من في السماء
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم من الزكاة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (إعطاء من سأل بفحش وغلظة) (2)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (إعطاء من سأل بفحش وغلظة) (1)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل / خطب منبرية
علامة باركود

احتساب أبي بكر رضي الله عنه (1)

احتساب أبي بكر رضي الله عنه (1)
الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/2/2016 ميلادي - 9/5/1437 هجري

الزيارات: 27084

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحسبة والمحتسبون (9)

احتساب أبي بكر رضي الله عنه (1)


الحمد لله رب العالمين؛ أنزل الكتاب المبين، وأوضح شرائع الدين، وأنار الطريق للسالكين، وأقام حجته على الخلق أجمعين، نحمده ونشكره؛ فقد هدانا الصراط المستقيم، ودلنا على الدين القويم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ جعل خيرية الأمة في بيانها للحق، واحتسابها على الخلق ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ ﴾ [آل عمران: 110]؛ فهي أمة لا تتواطأ على الباطل، ولا تتفق على الشر، وتتواصى بالحق وبالصبر، وتبقى خيريتها ما بقيت الحسبة فيها، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ بعثه الله تعالى ليزيل حرية الجاهلية العبثية، ويضبطها بالقيود الربانية؛ فشرع الشرائع، وأمر بالواجبات، ونهى عن المحرمات، وفرض الحدود والعقوبات؛ لتتربى أمته على أتم العقائد والعبادات، وأزكى الأخلاق والمعاملات، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واجتمعوا على أمره ولا تعصوه؛ فإن أعظم ما يفرق القلوب ويباعدها تفرقة الدين، والتنائي عن بعض أحكامه ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: 159] ولا ينشأ ذلك إلا من كراهية بعض شعائره وشرائعه؛ وذلك محبط للأعمال ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴾ [محمد: 9].

 

أيها الناس:

من طالع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة خلفائه الراشدين رضي الله عنهم هاله ما فيها من أخبار الاحتساب على الناس، بالتقرير الشرعي، والتنفيذ العملي؛ فحياة النبي صلى الله عليه وسلم كلها احتساب، منذ بعثته إلى وفاته، وكذلك حياة خلفائه من بعده كانت كلها احتسابا على الناس في أمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، والأخذ على أيديهم؛ تطبيقا لهذه الشعيرة العظيمة التي لا قيام للإسلام إلا بها، فمن دعا إلى تركها فهو يسعى إلى اضمحلال الإسلام وإطفاء نوره.

 

وهذا حديث عن شيء من احتساب الصديق الأول في هذه الأمة أبي بكر رضي الله عنه، الذي قال فيه الفاروق عُمَرُ رضي الله عنه: "لَوْ وُزِنَ إِيمَانُ أَبِي بَكْرٍ بِإِيمَانِ أَهْلِ الْأَرْضِ لَرَجَحَ بِهِمْ".

 

وما كان أبو بكر رضي الله عنه في احتسابه إلا متأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي علمهم الاحتساب، وحثهم عليهم، وحذرهم من عقوبات تركه. وقد بين الصديق رضي الله عنه منهجه في حياته حين قال: "لَسْتُ تَارِكًا شَيْئًا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْمَلُ بِهِ إِلَّا عَمِلْتُ بِهِ، فَإِنِّي أَخْشَى إِنْ تَرَكْتُ شَيْئًا مِنْ أَمْرِهِ أَنْ أَزِيغَ" رواه الشيخان.

 

هذا الصديق المتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في شؤونه كلها خشي على الأمة من ترك الاحتساب اعتمادا على فهم خطأ لآية قرآنية، فما هنئت نفسه حتى بين للناس أن شعيرة الحسبة لا تسقط، وأن تعطيلها سبب للعذاب، فقام أَبُو بَكْرٍ في الناس خطيبا فقال بَعْدَ أَنْ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ تَقْرَؤونَ هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ﴾ [المائدة: 105] وَإِنَّكُمْ تَضَعُونَهَا عَلَى غَيْرِ مَوْضِعِهَا، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: "إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الْمُنْكَرَ لا يُغَيِّرُوهُ أَوْشَكَ اللهُ أَنْ يَعُمَّهُمْ بِعِقَابِهِ" رواه أحمد.

 

فإذا كان أبو بكر رضي الله عنه يخاف على الأمة أن تترك الاحتساب لخطأ في فهم آية، ويبين للناس أن ترك إنكار المنكر سبب للعقوبة؛ فلا عجب أن يمارس أبو بكر وظيفة الاحتساب بنفسه، وقد نقلت عنه حوادث كثيرة في ذلك سواء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، أو بعد وفاته. ومما عرف عن أبي بكر رضي الله عنه أنه كان رقيق القلب، غزير الدمع، لين الجانب، ولكنه إذا رأى منكرا اشتد غضبه لله تعالى فلا يقف في وجهه شيء، ومن ذلك ما رواه ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَيْتَ الْمُدَارَسِ -وهو مكان تتلى فيه التوراة- فَوَجَدَ مِنْ يَهُودَ نَاسًا كَثِيرًا قَدِ اجْتَمَعُوا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ فِنْحَاصٌ، كَانَ مِنْ عُلَمَائِهِمْ وَأَحْبَارِهِمْ، وَمَعَهُ حَبْرٌ يُقَالُ لَهُ أشيعُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِفِنْحَاصٍ: وَيْحَكَ يَا فِنْحَاصُ، اتَّقِ اللَّهَ وَأَسْلِمْ، فَوَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، قَدْ جَاءَكُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، تَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَكُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ، قَالَ فِنْحَاصٌ: وَاللَّهِ يَا أَبَا بَكْرٍ مَا بِنَا إِلَى اللَّهِ مِنْ فَقْرٍ، وَإِنَّهُ إِلَيْنَا لَفَقِيرٌ، وَمَا نَتَضَرَّعُ إِلَيْهِ كَمَا يَتَضَرَّعُ إِلَيْنَا، وَإِنَّا عَنْهُ لَأَغْنِيَاءُ، وَلَوْ كَانَ عَنَّا غَنِيًّا مَا اسْتَقْرَضَ مِنَّا كَمَا يَزْعُمُ صَاحِبُكُمْ، يَنْهَاكُمْ عَنِ الرِّبَا وَيُعْطِينَاهُ، وَلَوْ كَانَ غَنِيًّا عَنَّا مَا أَعْطَانَا الرِّبَا، فَغَضِبَ أَبُو بَكْرٍ، فَضَرَبَ وَجْهَ فِنْحَاصٍ ضَرْبَةً شَدِيدَةً، وَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْلَا الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ لَضَرَبْتُ عُنُقَكَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ، فَأَكْذِبُونَا مَا اسْتَطَعْتُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ، فَذَهَبَ فِنْحَاصٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، انْظُرْ مَا صَنَعَ بِي صَاحِبُكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي بَكْرٍ: "وَمَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟" فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّه،ِ إِنَّ عَدُوَّ اللَّهِ قَالَ قَوْلًا عَظِيمًا، زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ، وَأَنَّهُمْ عَنْهُ أَغْنِيَاءُ، فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ غَضِبْتُ لِلَّهِ مِمَّا قَالَ، فَضَرَبْتُ وَجْهَهُ، فَجَحَدَ ذَلِكَ فِنْحَاصٌ، وَقَالَ: مَا قُلْتُ ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِيمَا قَالَ فِنْحَاصٌ رَدًّا عَلَيْهِ وَتَصْدِيقًا لِأَبِي بَكْرٍ: ﴿ لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾ [آل عمران: 181]رواه الطبري وابن أبي حاتم وحسنه ابن حجر.

 

غضب أبو بكر رضي الله عنه لما شتم اليهودي ربه عز وجل، وما كان غضبه إلا غيرة لله تعالى. فأين من أبي بكر من يحضر مجالس يُسخر فيها بدين الله تعالى وبشريعته الغراء، فلا يغضب لله تعالى، ولا ينكر على الخائضين حديثهم، ولا يفارق تلك المجالس. وأين من أبي بكر من يقتني قنوات أو صحف أو مجلات تطعن في أحكام الله تعالى، وترفض شريعته، ولا يحرك ذلك في قلبه شيئا يدفعه للخوف من نقمة الله تعالى وعذابه أن تنتهك شريعته، ويُعترض على أحكامه وهو يشاهد ويقرأ، فما أشد برودة الدين في القلوب!!

 

وكما احتسب أبو بكر رضي الله عنه على اليهودي فإنه كان يحتسب على المؤمنين إذا وقع منهم خطأ كما روى قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى امْرَأَةٍ مِنْ أَحْمَسَ يُقَالُ لَهَا زَيْنَبُ، فَرَآهَا لاَ تَكَلَّمُ، فَقَالَ: "مَا لَهَا لاَ تَكَلَّمُ؟" قَالُوا: حَجَّتْ مُصْمِتَةً، قَالَ لَهَا: "تَكَلَّمِي، فَإِنَّ هَذَا لاَ يَحِلُّ، هَذَا مِنْ عَمَلِ الجَاهِلِيَّةِ، فَتَكَلَّمَتْ..." رواه البخاري.

 

وكان أبو بكر رضي الله عنه كثير الاحتساب على ولده وأهل بيته، فما كان ليحتسب على الناس ويترك الأقربين منه؛ لأن الهدف من الاحتساب إنقاذ المحتسَب عليهم من موجبات غضب الله تعالى، وحياطة الدين من أن يتلعب به السفهاء، أو يسخر منه المنافقون، أو يرد أحكامه السفلة الشهوانيون.

 

ومن احتساب أبي بكر على ولده ما رواه ابن المبارك في الزهد: "أَنَّ أَبَا بَكْرٍ مرَّ بابْنِهِ عَبْدِ الرَّحْمنِ وَهُوَ يُمَاظُّ جَاراً لَهُ – أي ينازعه ويخاصمه - فقالَ: لَا تُمَاظِّ جارَكَ، فإِنَّهُ يَبْقَى ويَذْهَبُ النّاسُ".

 

واحتسب أيضا على ابنته عائشة رضي الله عنها، كما في حديث النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنهما، قَالَ: اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعَ صَوْتَ عَائِشَةَ عَالِيًا، فَلَمَّا دَخَلَ تَنَاوَلَهَا لِيَلْطِمَهَا، وَقَالَ: أَلَا أَرَاكِ تَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْجِزُهُ، وَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُغْضَبًا..."رواه أبو داود.

 

رضي الله عن أبي بكر فما كان أقواه في الحق رغم لينه ورحمته ورقته، ورضي عن الصحابة أجمعين، وجمعنا بهم في دار النعيم.

 

وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم....

 

الخطبة الثانية

الحمد لله حمداً طيباً كثيراً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، ومروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر؛ فإن الفلاح العاجل والآجل في إقامة شعيرة الحسبة، ونصرة المحتسبين ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران:104].

 

أيها المسلمون:

من يعارض شعيرة الحسبة، ويطالب بحل جهازها، بزعم أنها تتدخل في الخصوصيات، وتضيق الحريات على الناس، وينادي بعدم الوصاية على الدين والأخلاق والأعراض فهو يدعو إلى دين المشركين؛ لأن المشركين كانوا في جاهليتهم أحرارا من أية قيود دينية؛ فالواحد منهم يعبد ما يشاء، ويقول ما يشاء، ويفعل ما يشاء بلا حسيب ولا رقيب. فأرسل الله تعالى الرسل لتضبط فوضى الناس في الأقوال والأفعال بضوابط الشرع، وما كان اعتراض المشركين على الرسل عليهم السلام إلا لأجل تقييد حرياتهم التي كانوا يتمتعون بها؛ ولذا قالوا لشعيب عليه السلام ﴿ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ ﴾ [هود:87] والمشركون في مكة إنما رفضوا كلمة التوحيد لعلمهم أنها ستقيدهم بأوامر ونواه لا يريدون الالتزام بها.

 

إن الاحتساب على الناس هو حقيقة دعوة الرسل عليهم السلام، وإن رفض شعيرة الحسبة هو عين دين المشركين الذين يرون أنهم ما خلقوا إلا عبثا ﴿ وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ ﴾[الأنعام:29] ولذا فهم يريدون التمتع بملذات الدنيا دون محرمات يُمنعون منها، أو واجبات لله تعالى يؤدونها، ويريدونها حرية مطلقة من أية قيود دينية إلا قيود أهوائهم.

 

وأعظم مأمور به وهو التوحيد فإنما يقوم بالاحتساب، وأعظم منهي عنه وهو الشرك فإنما يُحمى الناس منه بالاحتساب، فإذا عطلت الحسبة، وقضي على الأمر والنهي الشرعيين اضمحل الدين، ووهت أركانه، وذهبت شعائره. فمن مارس الحسبة، وأيَّد المحتسبين فإنما يقوم بوظيفة الرسل عليهم السلام، وينحاز إلى صفهم. ومن حارب الحسبة والمحتسبين فهو من حيث -يشعر أو لا يشعر- يقوم بوظيفة المشركين الذين عارضوا الرسل عليهم السلام، ولو كان في عداد المصلين. فكم من مسلم يقع في ذلك وهو لا يدرك مغبة فعله، إما تقليدا لغيره، أو عصبية لمعارفه، أو كراهية لرجال الحسبة. ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ ﴾ [آل عمران:8].

 

وصلوا وسلموا على نبيكم...





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • احتساب النبي صلى الله عليه وسلم (1)
  • احتساب النبي صلى الله عليه وسلم (2)
  • الاحتساب .. قلب واسع!!
  • احتساب أبي بكر رضي الله عنه (2)

مختارات من الشبكة

  • لماذا اختار أبو بكر الصديق رضي الله عنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه أميرا للمؤمنين؟(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مخطوطة مجلسان الأول من أمالي أبي بكر الشيرازي والثاني من أحاديث أبي بكر إسماعيل النيسابوري(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • من كرامات أبي بكر الصديق رضي الله عنه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أعمال الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • الأربعون الصديقية في مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه ومواقفه العلية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • جوانب العظمة في حياة أبي بكر الصديق رضى الله عنه قبل الإسلام وبعده(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مناقب أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • حسن تدبر أبي بكر الصديق رضي الله عنه للقرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أوليات أبي بكر الصديق رضي الله عنه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أبو بكر المروزي ومسند أبي بكر الصديق(محاضرة - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 24/11/1446هـ - الساعة: 12:14
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب