بحث مخاطر المهدئات وسوء استخدامها في ضوء الطب النفسي والشريعة الإسلامية

بحث مخاطر المهدئات وسوء استخدامها في ضوء الطب النفسي والشريعة الإسلامية

عُقِدت في مكتبة غازي خسرو بك بمدينة "سراييفو" في "البوسنة والهرسك" - ندوةٌ نقاشية تناوَلت موضوع: "المهدئات في ضوء الطب النفسي الحديث والشريعة الإسلامية"، وذلك ضمن فعاليات مشروع "مكتبة المستقبل"، بدعم من مؤسسة مكتبة سراييفو.

شارَك في الندوة الدكتور "فيدران بشيرفيتش" من معهد الطب المهني بكانتون سراييفو، والدكتور "طارق هودجيتش" من معهد الإدمان، والأستاذ الدكتور "سيناد تشيمان" من كلية العلوم الإسلامية؛ حيث قدَّموا عروضًا أكَّدت ضرورة اعتماد نهج متوازن يجمع بين العلاج الطبي والقيم الإيمانية للوقاية من سوء الاستخدام، وتقليل مخاطر الإدمان، والحفاظ على الصحة النفسية.

طرَح النقاش عدةَ تساؤلات مِحورية عن الحد الفاصل بين الحاجة العلاجية، وسوء الاستخدام، وكيفية تقييم خطر الإدمان، ورؤية التشريعات الإسلامية لاستخدام المواد المؤثرة في العقل.

أوضح الدكتور "فيدران بشيرفيتش" في عرضه أن اضطرابات القلق تتجاوز مجرَّد العصبية، وتُمثل حالة خوف وتوتُّر مُستمر دون سبب حقيقي، مشيرًا إلى أن المصابين يَصفونها بأنها تُشبه حملَ كيس إسمنت على الظهر طول اليوم.

حذَّر من سرعة تأثير المهدئات، وخاصة البنزوديازيبينات (BZO)، التي تعمل خلال 15 إلى 30 دقيقة فقط، موضحًا أن هذه السرعة تؤدي إلى "التأثير الارتدادي"، وعودة القلق بشكل أقوى؛ ما يفتح الباب أمام الإدمان.

واستعرض الدكتور "طارق هودجيتش" مقارنة بين البنزوديازيبينات والكحول، مبينًا أن كلاهما يعمل على نفس مستقبلات الجهاز العصبي (GABA-A)، ويؤديان إلى انخفاض الإثارة والشعور الزائف بالراحة، وخلَص إلى أن الاستخدام غير المنضبط للمهدئات، قد يكون نفسَ خطورة تعاطي الكحول بسبب تأثيراتهما الإدمانية المتشابهة.

تناول الأستاذ الدكتور "سيناد تشيمان" الموضوعَ من منظور الشريعة الإسلامية، مؤكدًا أن حكم استخدام المهدئات ليس واحدًا، بل يتوقف على النية والظروف، وأوضح أن الدواء يصبح جائزًا بل مطلوبًا عندما يَصفه طبيب مختص بالجرعة والمدة اللازمة للحفاظ على الصحة والعقل، بينما يُعد الاستخدام دون حاجة طبية، أو بدافع الهروب من المشكلات - أمرًا محرمًا؛ لِما يُسببه من أضرار نفسية واجتماعية، خاصة عند الوصول إلى الإدمان.

شهِدت الندوة إجراءَ استطلاع رأي حول استخدام المهدئات، وطرَح المشاركون العديد من الأسئلة على الْخُبراء، ما عكس اهتمامًا كبيرًا بموضوع الندوة وضرورته للمجتمع.

أدار النقاش السيد "شاهسينا دولوفيتش" الذي اختتم الجلسة بتأكيد أن الاعتدال والتثقيف والتوعية، يُمثل الأساس في التعامل مع المهدئات؛ ما بين الحاجة العلاجية، وخطر الإدمان.

واختُتمت الندوة بتأكيد المتحدثين أن المهدئات قد تكون وسيلة ضرورية في بعض الحالات، لكنها ليست حلولًا دائمة، وأن التوازن بين الصحة النفسية والوعي والمسؤولية الفردية، هو الضمان الحقيقي للوقاية؛ المصدر: شبكة الألوكة.

يُرجَى الإشارة إلى المصدر عند نقل الخبر؛ شبكة الألوكة.