• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / مواعظ وخواطر وآداب / خواطر صائم


علامة باركود

خطرات صائم

خطرات صائم
الشيخ عبدالظاهر أبي السمح


تاريخ الإضافة: 5/1/2014 ميلادي - 4/3/1435 هجري

الزيارات: 8349

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطرات صائم


يظهر لي في كل عام بالتجربة من صيام شهر رمضان أن الصوم يرقق القلب، ويكسر حدة النفس الشهوية، ويجعلها إلى الخشوع أقرب، ويحد الإحساس الباطني، ويرقق الحجب الكثيفة التي تتراكم على عين البصيرة من إدمان الطعام والشراب؛ ويظهر لي أن الروح تخف أثقالها الجثمانية وأحمالها الحيوانية، وتقوى وتصح في أيام الصيام، حتى أنها لتكون نافذة الإرادة في الأعمال الصالحة نفوذ السهم من الرمية.

 

ولا عجب أن نرى ذلك، فإن الطعام والشراب كثيراً ما كانا سبب التقاعد، وضعف الإرادة، وطمس البصيرة، والأمراض الكثيرة الجثمانية والروحية، وثقل الحركة والسعي، فضلا عن الجري والسبق.

 

وأنه لا تكون النفوس كباراً إلا إذا تعبت في مرادها الأجسام. أما من أعطى جسمه كل ما يشتهى من مأكل ومشرب وشهوة، فهو إلى البهيمية أقرب، وقلّ هذا أن يلحق السبق. ألا ترى مروضي الخيل إذا أرادوا أن تحوز قصب السبق ضمروها ومنعوها كثيراً من العلف و ربما قصروها على شرب اللبن الحليب؛ فإذا جاءت يوم الرهان كانت كالريح المرسلة. وقد قال الشاعر:

تركت فضول العيش حتى رددتها
إلى دون ما يرضى به المتعفف
وأملت أن أجرى سريعًا إلى العلا
إذا شئتمو أن تلحقوا فتخففوا

 

حقا من أراد اللحاق بسرعة تخفف من الفضول.

 

ولذلك نرى الصوفية يوصون مريديهم وتلاميذهم بالصيام، إذ لم يجدوا مثله في تأديب النفس وتربيتها و تنظيفها من أدران الشهوات ودسائس الشيطان.

 

وأنك لو قرأت سير السلف المتقدمين؛ من مشاهير العلماء الزاهدين، والحفاظ المحدثين، ووقفت على ما كان لهم من قوة إرادة وشجاعة، وجراءة في مخاطبة الملوك؛ وصدعهم بالحق وأمرهم بالمعروف ونهيم عن المنكر؛ وعمارة أوقاتهم بالعبادة الكبيرة، مع تأليف الكتب والرسائل، وما بارك الله لهم فيه من وقت، لعلمت أن سبب ذلك كله الصيام.

 

هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم على ما كانوا فيه من فقر مدقع: فتحوا الفتوح، ومصروا الأمصار؛ وأتوا بما لم تأت به أمم الحديد والنار والغازات السامة والخانقة في ربع قرن؛ لماذا؟ لأنهم كانوا يكثرون من الصيام أغلب الأيام، وكان جوعهم أكثر من شبعهم. وهؤلاء البدو لا يزالون أزكى الناس، ولا سبب لذلك إلا الجوع، وخلو الجوف من الفضلات التي يعمي غازها ودخانها عين البصيرة.

 

ربما يقول قائل: ما لنا نشعر في الصوم بفتور، وركود ذهن؛ وميل إلى النوم؛ وحب للكسل، ولكن ذلك إنما يكون أول الأمر ثم يذهب، ولاسيما إذا لم يظلم الصائم نفسه بملء معدته من المأكولات المختلفة عند الإفطار، كأنه جاع ليشبع، وفرغ معدته ليملأها. فمثل هذا لا بد أن يصاب بأمراض غليظة وأسقام كثيرة، وأشدها قسوة القلب وجمود العين.

 

وأنى لامرئٍ مملوء بطنه بالعذرة أن يستنير قلبه ويفهم عن الله ورسوله؟ اللهم عفواً وغفراً يا أرحم الراحمين.

 

المجلة

السنة

العدد

التاريخ

الهدي النبوي

الأولى

السابع

شوال سنة 1356 هـ





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة