• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / مواعظ وخواطر وآداب


علامة باركود

من آداب الصيام: عدم الإسراف في تناول الطعام والشراب

من آداب الصيام: عدم الإسراف في تناول الطعام والشراب
الشيخ ندا أبو أحمد


تاريخ الإضافة: 6/4/2023 ميلادي - 16/9/1444 هجري

الزيارات: 6171

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من آداب الصيام:

عدم الإسراف في تناول الطعام والشراب

 

الناس في رمضان يستكثرون من تناول ألوان الطعام والشراب، يردِّدون: "حيَّاك الله يا رمضان بالقرع والباذنجان"، فترى الناس في رمضان ينفقون الأوقات والأموال في إعداد أصناف الطعام، فإذا أكلوا فإنهم يأكلون أكل المنهومين، ويشربون شرب الهيم، فيكون رمضان شهر التخمة والسمنة وأمراض المعدة، وهؤلاء الذين قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم كما عند البيهقي: "شرارُ أمتي الذين غُذُّوا بالنعم، الذين يأكلون ألوان الطعام، ويلبسون ألوان الثياب، ويتشدقون في الكلام".

 

وأخرجه ابن ماجه والطبراني في الكبير عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ سَلْمَانَ، وَأُكْرِهَ عَلَى طَعَامٍ يَأكُلُهُ، فَقَالَ: حَسْبِي، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ شِبَعًا[1] فِي الدُّنْيَا، أَطْوَلُهُمْ جُوعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ"؛ (قال الألباني: حديث حسن).

 

وأخرج ابن ماجه عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ:" تَجَشَّأَ[2] رَجُلٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: "كُفَّ جُشَاءَكَ عَنَّا، فَإِنَّ أَطْوَلَكُمْ جُوعًا، يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَكْثَرُكُمْ شِبَعًا فِي دَارِ الدُّنْيَا".

 

وصدق القائل حين قال:

يا خادمَ الجسم كم تسعى لخدمته
أتطلُب الرِّبح فيما فيه خسرانُ
أقبل على النفس واستكمِل فضائلها
فأنت بالنفس لا بالجسم إنسانُ

 

فمن أراد أن يفوز برمضان، ويستشعر حلاوة الإيمان، ويتمتع بقراءة القرآن، ويتلذذ بطول القيام؛ فعليه ألا يُكثِر من الطعام والشراب، امتثالًا لقوله تعالى: ﴿ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف:31].

 

وقد نقل عن بعض السلف أنه قال: إن الله جمع الطب كله في هذه الآية، وقال ابن القيم رحمه الله في "زاد المعاد" تعليقًا على هذه الآية: "فمتى جاوز ذلك كان إسرافًا، وكلاهما مانع للصحة جالبٌ للمرض، أعني عدم الأكل والشرب أو الإسراف فيه، فحفظ الصحة كله في هاتين الكلمتين"؛ اهـ، وصدق النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: "كلْ واشربْ من غير إسرافٍ ولا مَخيلةٍ"؛ قال ابن بطال رحمه الله: قال الطبري: غير أن الشبع وإن كان مباحًا فإن له حدًّا ينتهى إليه، وما زاد على ذلك فهو سَرَفٌ، فالمطلق منه ما أعان الآكل على طاعة ربه، ولم يشغله ثقلُه عن أداء واجب عليه، وذلك دونما أثقل المعدة، وثبط آكله عن خدمة ربه، والأخذ بحظه من نوافل الخير، فالحق لله على عبده المؤمن ألا يتعدى في مطعمه ومشربه ما سدَّ الجوع وكسر الظمأ، فإن تعدى في ذلك إلى ما فوقه مما يَمنعه القيام بالواجب عليه لله، كان قد أسرف في مطعمه ومشربه، وبنحو هذا ورد الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم"؛ (شرح صحيح البخاري، ابن بطال: 9/ 465).

 

فالإفراط في المأكل والمشرب سببًا لكثير من الأمراض، ومدعاة للكسل والفتور عن الطاعة والعبادة، وقد ذكر البيهقي كما في "شعب الإيمان 5 /22" عن الحليمي رحمه الله أنه قال: "وكل طعام حلال، فلا ينبغي لأحد أن يأكل منه ما يُثقل بدنه، فيُحوجه إلى النوم، ويمنعه من العبادة، وليأكل بقدر ما يَسكُن جوعُه، وليكن غرضُه من الأكل أن يشتغل بالعبادة ويقوى عليها"؛ اهـ؛ يقول الشافعي رحمه الله: "البِطنة تذهب الفطنة"، وكان بعض العلماء يقول: "إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة، وخرست الحكمة، وقعدت الأعضاء عن العبادة"، وقال الجنيد -رحمه الله -: "يجعل أحدُكم بينه وبين صدره مخلاة من الطعام، ويريد أن يجد حلاوة المناجاة"، فعلى الإنسان أن يقتصد في مطعمه ومشربه وملبسه، وهذه من أخلاق النبوة، فقد أخرج الإمام أحمد وأبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الهدْيَ الصالح، والسَّمْتَ الصالح، والاقتصادَ جزءٌ من خمسةٍ وعشرين جزءًا من النبوة"؛ (صحيح الجامع: 1993)، فالعاقل من يأكل ليعيش، لا أن يعيش ليأكل.

 

ملاحظة:

الحديث الذي أخرجه ابن السُّني وأبو نعيم أن رسول الله صلى الله عليه وسلمقال: "صوموا تصحُّوا"؛ حديث ضعيف، ضعفه الألباني - رحمه الله - لكن معناه صحيح، ويؤيد هذا المعنى الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: "والصيام جُنَّة"؛ أي: وقاية من أدواء الروح والقلب والبدن، فالصوم له تأثيرٌ عجيب في حفظ الجوارح الطاهرة، والقوى الباطنة، فهو يحفظ على القلب والجوارح صحتها، ويعيد لها ما استلبتْه منها أيدي الشهوات، وهو من أكبر العون على التقوى، وعلى هذا ينبغي على الإنسان منا أن يقوم عن الطعام قبل الشِّبَع، فقد أخرج الإمام أحمد والترمذي عن الْمِقْدَامَ بنَ مَعْدِ يكَرِبَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ. بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ"؛ (صحيح الجامع:5674).

 

- أُكلات: أي لُقم، كما جاء في الرواية الأخرى: "... بحسب ابن آدم لُقيماتٌ[3] يقمنَ صلبه..."؛ يقول ابن القيم رحمه الله في "زاد المعاد: 4 /18" شارحًا لهذا الحديث: الأمراض نوعان: أمراض حادثة (مادية) تكون عن زيادة مادة أفرطت في البدن حتى أضرَّت بأفعاله الطبيعيَّة، وهي الأمراض الأكثرية، وسببها: إدخال الطعام على البدن قبل هضم الأول، والزيادة على القدر الذي يحتاج إليه البدن، وتناول الأغذية القليلة النفع، البطيئة الهضم، والإكثار من الأغذية المختلفة التراكيب المتنوعة، فإذا ملأ الآدمي بطنه من هذه الأغذية واعتاد ذلك، أورثته أمراضًا متنوعة، فإذا توسَّط في الغذاء، وتناول منه قدر الحاجة، وكان معتدلًا في كميته وكيفيته، كان انتفاع البدن به أكثر من انتفاعه بالغذاء الكثير، ومراتب الغذاء ثلاثة: أحدها: مرتبة الحاجة، والثانية: مرتبة الكفاية، والثالثة: مرتبة الفضلة، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلمأن يكفيه لقيمات يُقمن صلبه، ولا يَضعُفُ معها، فإن تجاوزها، فليأكل في ثلث بطنه، ويدع الثلث الآخر للماء، والثلث للنَّفَسِ، وهذا من أنفع ما للبدن والقلب، فإن البطن إذا امتلأ من الطعام ضاق عن الشراب، فإذا ورد عليه الشراب ضاق عن النفس، وعرض له الكرب والتعب بحمله بمنزلة حامِلِ الحِمْلِ الثقيل، هذا إلى ما يلزم ذلك من فساد القلب، وكسل الجوارح عن الطاعات، وتحركها في الشهوات التي يستلزمها الشبع، فامتلاءُ البطن من الطعام مُضرٌّ للقلب والبدن، هذا إذا كان دائمًا أو أكثرَ، أما إذا كان في الأحيان، فلا بأس به، فقد شرب أبو هريرة رضي الله عنه بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم من اللبن حتى قال: "والذي بعثك بالحقِّ، لا أجد له مسلكًا"؛ (أخرجه البخاري)، وأكل الصحابة بحضرته مرارًا حتى شبعوا، والشِّبَع المفرط يُضْعف القُوى والبدن، وإنما يَقْوَى البدن بحسب ما يَقْبلُ من الغذاء، لا بحسب كثرته، ولَما كان في الإنسان جزء أرضي، وجزء مائي، وجزء هوائي، قسَّم النبي صلى الله عليه وسلم طعامه وشرابه ونفسه على الأجزاء الثلاثة"؛ اهـ.

 

فالصيام أو الجوع له فضائل وفوائد كثيرة منها:

صفاء القلب ورقته، كسر الشهوة في النفس وحفظ الجوارح، صحة البدن، التفرغ للعبادة، قهر الشيطان، تذكُّر حال الفقراء والمساكين، شكر النعمة، وغير ذلك من الفوائد والفضائل والتي تضيق في هذا المقام حصرها.



[1] قال بن المنير -رحمه الله-: ذكر البخاري في "الأشربة" في "باب شرب اللبن للبركة" حديث أنس، وفيه قوله:" فجعلت لا آلو ما جعلت في بطني منه "، فيحتمل أن يكون الشبع المشار إليه في أحاديث الباب من ذلك؛ لأنه طعام بركة، قلت: وهو محتمل إلا في حديث عائشة ثالث أحاديث الباب فإن المراد به الشبع المعتاد لهم، والله أعلم. واختلف في حد الجوع على رأيين ذكرهما في الإحياء، أحدهما: أن يشتهي الخبز وحده فمتى طلب الأدم فليس بجائع، ثانيهما: أنه إذا وقع ريقه على الأرض لم يقع عليه الذباب. وذكر أن مراتب الشبع تنحصر في سبعة، الأول: ما تقوم به الحياة، الثاني: أن يزيد حتى يصوم ويصلي عن قيام وهذان واجبان، الثالث: أن يزيد حتى يقوى على أداء النوافل، الرابع: أن يزيد حتى يقدر على التكسب، وهذان مستحبان، الخامس: أن يملأ الثلث وهذا جائز، السادس: أن يزيد على ذلك وبه يثقل البدن ويكثر النوم وهذا مكروه، السابع: أن يزيد حتى يتضرر وهي البطنة المنهي عنها وهذا حرام اهـ. ويمكن دخول الثالث في الرابع والأول في الثاني والله أعلم"؛ (فتح الباري لابن حجر: 9/ 528)

[2] تجشأ: أي أخرج من فمه الجشاء، وهو ريح يخرج من الفم مع صوت عند الشبع.

[3] لقيمات: أي دون عشر لقيمات؛ لأن جمع القلة بالألف والتاء لما دون العشرة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة