• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / كورونا وفقه الأوبئة


علامة باركود

كورونا المستجد ورحلة البحث عن العلاج الشافي

كورونا المستجد ورحلة البحث عن العلاج الشافي
د. نيروز بن زقوطة


تاريخ الإضافة: 11/10/2020 ميلادي - 24/2/1442 هجري

الزيارات: 4504

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كورونا المستجد ورحلة البحث عن العلاج الشافي[1]


بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، من كان يظن أن المساجد تغلق أمام المصلين، وتتوقف العمرة في الحرمين، وتخلوا الشوارع والمدن من الساكنين، ويخاف الناس الاحتكاك بالأقربين، وكل هذا بسبب فيروس لا يُرى بالعينين.

 

تتابعت سلسلة من الأوبئة العالمية في الأعوام القليلة الماضية، مثل السارس وأنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وهي أمراض لم تكن معروفة من قبل، وانتشرت حينها في مناطق محدودة من العالم. أما الآن فنحن نعيش وباءً، بل جائحة جديدة، لم تسلم منها أي بلاد في المعمورة، وهو مرض تسبب بظهوره فيروس جديد من عائلة الفيروسات التاجية أو كورونا فيروس (Coronavirus) المعروف بكوفيد - 19(Covid-19)، بدأ ظهوره أواخر 2019 وانتشر بقوة في 2020، نتج عنه مئات الآلاف من المصابين والموتى بالإضافة إلى اقتصاد عالمي مشلول.

 

وقد حذر أو تنبأ بعضهم من هذا النوع من الأوبئة، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم كان له السبق دائما في التحذير من هذا المرض وغيره قبل أربعة عشر قرنا في حديث الخصال الخمس، فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: (يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ) رواه ابن ماجة والحاكم.

 

وبالموازاة مع انتشار المرض وعدم توفر العلاج المناسب أصبحت الوقاية هي السبيل الوحيد لتفادي انتقال المرض، بإتباع الحجر الصحي المنزلي والنظافة المستمرة - والتي عُرِفت قبل قرون في السُّنة النبوية - وتفادي اتصال واقتراب الأشخاص من بعضهم، ووصل الأمر حتى إلى غلق دور العبادة وكل مكان يجتمع فيه الناس. ومع كل هذه التوصيات الوقائية لم يسلم آلاف البشر من هذا الفيروس.

 

إضافة إلى الوقاية اللازمة، يجتهد بعض العلماء في البحث عن لقاح فعال، والذي لن يكون متوفرًا إلَّا بعد عدة شهور، حسب بعضهم. وآخرون يجربون أدوية قديمة استعملت لأمراض أخرى علها تعطي نتيجة، مثل الكلوروكين وهيدروكسيكلوروكين (Chloroquine and Hydroxychloroquine) وهو عقار استعمل لعلاج الملاريا من قبل ولعلاج بعض أمراض المناعة الذاتية (Auto-immune disease)، والأزيتروميسين (Azithromycin) وهو مضاد حيوي من عائلة ماكروليد (Macrolides)، ودواء ريمديسيفير (Remdesivir) وهو مضاد فيروسي استُعمِل لعلاج مرضى إيبولا (Ebola)، وغيرها من الأدوية الكيميائية. كما أن علماء النباتات الطبية والطب الطبيعي التقليدي بدورهم يحاولون استخراج ما تركه القدامى من معارف وعلوم شتى قد تكون ذات فائدة لعلاج ضحايا هذا الفيروس.

 

لكن السؤال المحير فعلا هو: هل ستكون لهذه الأدوية فعالية لعلاج مرضى كورونا؟ وماذا إن جاءت أوبئة أخرى، ما عسانا أن نفعل؟ كيف للعلماء التنبؤ بظهور أمراض أخرى في السنوات القادمة وإيجاد علاج فعال في الوقت المناسب لتفادي خسائر جديدة للأرواح؟ لكن المستقبل بيد الله وحده ولا يعلم الغيب إلا الله الذي أعطانا الحلول لكل المشاكل في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، حيث روى الحاكم من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: (يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدًا، كتاب الله وسنة نبيه).

 

وكمسلمين تترتب علينا مجموعة من المسؤوليات في مثل هذه الأزمات:

♦ الرجوع إلى الله والاستغفار والتضرع حتى يكفينا ربنا شرَّ كل الآفات والأوبئة الحاضرة والمستقبلية، كما قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 42، 43]، وقال تعالى: ﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾ [الذاريات: 50].

 

♦ الرجوع والبحث في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، لأن فيهما العلاج والشفاء بإذن الله. فالله هو الشافي المعافي الذي قال في كتابه الكريم: ﴿ وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾ [الشعراء: 80]، وقال تعالى: ﴿ وَإن يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إلاَّ هُوَ ﴾ [الأنعام: 17]. لكنه أمرنا أيضا بالأخذ بالأسباب ولهذا ذُكرت أشفية مختلفة في الكتاب والسُّنة.

 

♦ التداوي، إتباعًا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في "صحيح مسلم" أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لِكلِّ داءٍ دواءٌ، فإذا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ، برأ بإذن اللهِ عَزَّ وجَلَّ)، وفي "المسند" من حديث ابن مسعود يرفعه: (إنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ لم يُنْزِلْ داءً إلا أنزَلَ لَهُ شِفاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ)، وقيل: يا رسول الله هل ينفع الطّبُّ؟ قال: (الذي أنْزَلَ الداء، أنزل الشِّفَاء، فِيمَا شاء). فالأشفية موجودة وعلينا معرفتها والبحث عليها.

 

ولأن العلاجات الكيميائية غير مؤكَّدة وقد تحدث أضرار جانبية، واللقاحات غير موجودة حاليًا، فهذا وقت مناسب لأن نتعرَّف أكثر على الأشفية الربانية والنبوية، التي لا تُعالِج وتُداوي فحسب بل تشفي حقًّا، فالعلاج والمداواة تعاطي الدواء ووصفه، أما الشفاء فهو البُرء من المرض وذهابه. ومن هذه الأشفية:

1- القرآن والعسل شفاءين، كما أخبرنا الله عزَّ وجلَّ في كتابه الحكيم: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَالْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الإسراء: 82]، وقال أيضا: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا في الصُّدُورِ ﴾ [يونس: 57]، وقال أيضا: ﴿ يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ ﴾ [النحل: 69]. وبين صلى الله عليه وسلم فضل القرآن والعسل في الشفاء فقال: (علَيْكُم بالشِّفَاءَيْنِ: العَسَلِ والقُرآنِ)، وجاء في "صحيح البخاري" قوله صلى الله عليه وسلم: (الشفاء في ثلاث: شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار، وأنا أنهى أمتي عن الكي). والعسل أيضا وقاية، كما جاء في "سنن ابن ماجه" مرفوعًا من حديث أبى هريرة: (مَنْ لَعِقَ العَسَل ثَلاثَ غدَوَاتٍ كُلَّ شَهْرٍ، لَمْ يُصِبْه عَظِيمٌ مِنَ البَلاءِ).


2- زيت الزيتون بركة، قال تعالى: ﴿ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ﴾ [النور: 35]. وفي الترمذي وابن ماجه من حديث أبى هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كُلُوا الزَّيتَ وادَّهِنُوا به، فإنَّه من شَجَرَةٍ مُبَارَكةٍ)، ورواه أبو نعيم في الطب عن أبي هريرة بلفظ: ( كلوا الزيت وادهنوا به ، فإن فيه شفاء من سبعين داء منها الجذام).

 

3- الحبة السوداء شفاء لكل داء، ثبت في "الصحيحين" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (عليكم بهذه الحبة السوداء، فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام) والسام هو الموت.

 

4- السنا والسنوت: جاء في "سنن ابن ماجه" قوله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بالسَّنا والسَّنُوت، فإنَّ فيهما شفاءً مِنْ كلِّ داءٍ إلا السَّامَ)، وقال أيضا: (لو كان شيءٌ يَشْفِى من الموتِ لكانَ السَّنا).


5- ماء زمزمَ لما شُرب له: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأبى ذَرٍّ وقد أقام بين الكعبة وأستارِهَا أربعينَ ما بين يومٍ وليلةٍ، ليس له طعامٌ غيرُه (إنها طَعَامُ طُعْمٍ). وزاد غيرُ مسلم بإسناده: (وشفاءُ سُقْمٍ).


6- الصبر والثفاء: روى أبو داود في "كِتاب المراسيل" أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: (ماذا في الأَمَرَّيْن من الشِّفَاءِ ؟ الصَّبِرُ والثُّفَّاءُ).


7- الحلبة: التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بشأنها: (استشفوا بالحلبة). [روي عن القاسم بن عبد الرحمن مرسلًا. "تنزيه الشريعة"].

 

8- القسط البحري أو العود الهندي: في "الصحيحين" من حديث أنس رضي الله عنه، عن النبيِ صلى الله عليه وسلم قال: (خيرُ ما تداوَيْتُم به الحِجامةُ والقُسْطُ البَحْريُّ). وفي "المسند" عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: (عليكم بهذا العُود الهنديِّ، فإنَّ فيه سَـبْعَةَ أشْــفِيةٍ منها ذاتُ الجَنْبِ).


وهذه فقط بعض الأمثلة من الأشفية الربانية والنبوية، والتي يحصل بها الشفاء بإذنه وقدرته تعالى القائل في كتابه العزيز: ﴿ قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾ [طه: 49، 50]، وبقوة إيمان المريض.

 

إنها أشفية مجانية وضعها الله نعمة للجميع تناقلتها الأجيال وحافظت عليها على مر العصور، ثم نُسِيت وأُهمِلت فترة طويلة، وهاهي الأزمات تعيدها للواجهة كي نستفيد من فوائدها الجمَّة، ويجب فقط التعرف على كيفية استعمالها دون إفراط أو تفريط.

 

مصادر:

♦ القرآن الكريم

♦ كتاب "الطب النبوي" لابن القيم الجوزية (نسخة الكترونية).



[1] الدكتورة نيروز بن زقوطة، معهد الكيمياء، كلية العلوم، جامعة المسيلة، الجزائر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة