• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / مقالات


علامة باركود

الأهلة مواقيت للناس

الأهلة مواقيت للناس
د. عبدالله محمد سعيد عبدالحليم


تاريخ الإضافة: 8/7/2014 ميلادي - 11/9/1435 هجري

الزيارات: 45681

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأهلة مواقيت للناس


أولاً: معنى الهلال وتعريفه:

يقول الله تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [البقرة: 189].

 

معنى الهلال:

يدور معنى الهلال في اللغة حول: التقوُّس والانحِناء والظهور والبيان.

فيُقال للإبل التي قد ضمُرتْ وتقوَّست: "مُهلَّلة" أي مشبَّهة بالهلال.

والهلال غرَّة القمر حين يهلُّه الناس في غرة الشهر.

 

يقال: أهلَّ الرجل: نظر إلى الهلال، وأهللْنا هلال شهر كذا واستهللْناه: رأيناه، وأهللنا الشهر واستهللناه: رأينا هلاله، وأهلَّ الشهر واستهلَّ: ظهر هلاله وتبيَّن، واختُلف في الوقت الذي يُسمى فيه القمر هلالاً؛ فقيل: يُسمى هلالاً في أول ليلتين من الشهر ثم قمرًا، وقيل: يُسمى هلالاً إلى أن يحجر: أي يستدار بخط دقيق من غير أن يغلظ، وكذلك إذا صارت حوله دائرة في الغَيم، وقيل يُسمى هلالاً إلى أن يبهر ضوءه سواد الليل، وهذا لا يكون إلا في الليلة السابعة، وقيل: يُسمَّى هلالاً في ليلتين من أول الشهر، وليلتين من آخره، ثم يُسمى ما بين ذلك قمرًا، وقيل: الهلال هو الشهر بعينه[1].

 

سبب نزول الآية ومعناها:

رُوي أن معاذ بن جبل وثعلبة بن غَنْمٍ قالا: "يا رسول الله، ما بال الهلال يبدو ويَطلع دقيقًا مثل الخيط ثم يزيد حتى يعظم ويستوي ويَستدير، ثم لا يزال ينقص ويدقُّ حتى يعود كما كان، لا يكون على حال واحد"؟ فنزلت.

 

وفي رواية أن معاذًا قال: "يا رسول الله، إن اليهود يُكثِرون مسألتنا عن الأهلة"، فأنزل الله تعالى هذه الآية[2].

 

والسؤال في الآية يَحتمل أن يكون عن الغاية والحكمة، وأن يكون عن السبب والعلَّة.

 

والآية والحديث الوارد في سبب النزول ليس فيهما نصٌّ على أحدِهما.

 

أما الملفوظ من الآية فظاهر، وأما المحذوف فيُحتمل أن يقدَّر: ما سبب اختلافها، وأن يقدَّر: ما حكمته؟ وهي وإن كانت في الظاهر سؤالاً عن التعدُّد إلا أنها في الحقيقة متضمنة للسؤال عن اختلاف التشكلات النورية؛ لأن التعدُّد يتبع اختلافها؛ إذ لو كان الهلال على شكل واحد لا يحصل التعدد، وأما الحديث المروي في سبب النزول فلأن (ما) في قوله: "ما بال الهلال" يسأل بها عن الجنس وحقيقته، فالمسؤول عنه حينئذ حقيقة أمر الهلال، وشأنه حال اختلاف تشكلاته النورية ثم عوده إلى ما كان عليه، وذلك الأمر المسؤول عن حقيقته يحتمل هذَين الأمرَين، فإذا كان السؤال عن الغاية والحكمة يكون الجواب بقوله تعالى: ﴿ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ﴾ مطابقًا ومُبيِّنًا للحِكمة الظاهرة اللائقة بشأن التبليغ العام، المذكِّرة لنعمة الله تعالى ومزيد رأفته سبحانه، وهي إخباره سبحانه بأنها مواقيت للناس، وهذا عام في جميع أمورهم، وخصَّ الحج بالذكر تمييزًا له، ولأن الحج تشهده الملائكة وغيرهم، ولأنه يكون في آخر الشهور من الحول، فيكون علمًا على الحول، كما أن الهلال علم على الشهر، ولهذا يُسمُّون الحول حجَّة.

 

فجعل الله تعالى الأهلَّة مواقيت للناس عن الأحكام الثابتة بالشرع ابتداءً أو سببًا من العبادة، وللأحكام التي تثبت بشروط العبد، فما ثبت من المؤقتات بشرع أو شرط فالهلال ميقات له، وهذا يدخل فيه الصيام والحج ومدة الإيلاء والعدَّة وصوم الكفَّارة، وهذه الخمسة مذكورة في القرآن؛ فالصيام في قوله تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ ﴾ [البقرة: 185]، والحج في قوله تعالى: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ ﴾ [البقرة: 197]، والإيلاء في قوله تعالى: ﴿ لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ ﴾ [البقرة: 226]، والعدَّة في قوله تعالى: ﴿ وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ﴾ [البقرة: 228]، وفي قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ﴾ [البقرة: 234]، والكفَّارة في مثل قوله تعالى: ﴿ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ ﴾ [النساء: 92].

 

ومن الأحكام التي تَثبت بشروط العبد الشروط المتعلِّقة بالثمن، ودَين السلَم، والزكاة، والجزية، والعقل، والخيار، والأيمان، وأجَل الصَّداق، ونجوم الكتابة، والصلح عن القصاص، وسائر ما يؤجَّل من دَين وعقْد وغيرهما.

 

وقد ذكر الله تعالى هذا المعنى من التوقيت بالأهلة في آيات أخرى مثل قوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ ﴾ [يونس: 5].

 

وقوله تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ﴾ [الإسراء: 12].

 

وقوله تعالى: ﴿ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ﴾ [يس: 39].

 

هذا، والإحصاء بالأهلة أيسر من الإحصاء بالأيام؛ لأن الأهلة اثنا عشر شهرًا، والأيام كثيرة، ومن المعلوم أن تقسيم جملة الزمان إلى السِّنين، ثم تقسيم كل سنة إلى الشهور، ثم تقسيم الشهور إلى الأيام، ثم تقسيم كل يوم إلى الساعات، ثم تقسيم كل ساعة إلى الأنفاس، أقرب إلى الضبط وأبعد عن الخبط، ولهذا قال سبحانه: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا ﴾ [التوبة: 36].

 

وهذا كالمصنِّف الذي يُراعي حسن الترتيب، يقسِّم تصنيفه إلى الكتب، ثم كل كتاب إلى الأبواب، ثم كل باب إلى الفصول، ثم كل فصل إلى مسائل.

 

كما أن الهلال أمر مشهود مرئي بالأبصار، ومِن أصحِّ المعلومات ما شوهد بالأبصار، ولهذا سموه هلالاً؛ لأن هذه المادة تدل على الظهور والبيان إما سمعًا وإما بصرًا كما سبق في تعريفه لغة.

 

فالمقصود: إن المواقيت حُدِّدت بأمر ظاهر بيِّن يَشترِك فيه الناس، وأما ربط الأحكام بغير ذلك مما يتطلب الحساب من كون الشمس حاذت البرج الفلاني، فهذا لا يُدرَك بالأبصار، ويَحتاج إلى الحساب الخفيِّ الخاص المُشكل الذي قد يُغلَط فيه، وإنما يعلم ذلك بالإحساس تقريبًا، فإنه إذا انصرم الشتاء ودخل الفصل الذي تُسمِّيه العرب الصيف، ويُسمِّيه الناس الربيع كان وقت حصول الشمس في نقطة الاعتدال الذي هو أول الحمل، وكذلك مثله الخريف، فالذي يدرك بالإحساس والصيف، وما بينهما من الاعتدالين تقريبًا، فأما حصولهما في برْج بعد بُرج فلا يعرف إلا بحساب فيه كُلفة وشغل عن غيره من قلَّة جدواه، فظهر بذلك أنه ليس للمواقيت حدٌّ ظاهرُ المعرفة إلا الهلال[3].

 

هذا كله فيما إذا كان السؤال عن الغاية والحكمة، وأما إذا كان السؤال عن السبب والعلَّة يكون قوله تعالى: ﴿ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ﴾ من الأسلوب الحكيم، وهو ما يُسمَّى بالقول الموجب عند البلاغيِّين، وهو تلقي السائل بغير ما يتطلب تنزيل سؤاله منزلة غيره تنبيهًا على أنه الأولى بحاله، فيكون في هذا الجواب إشارة إلى أن الأولى على تقدير وقوع السؤال أن يسألوا عن الحكمة لا عن السبب؛ لأنه لا يتعلَّق به صلاح معاشهم ومعادهم، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما بُعث لبيان ذلك؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم ليسوا ممن يطَّلع على دقائق علم الهيئة الموقوفة على الأرصاد والأدلة الفلسفية كما وهم؛ لأن ذلك - على فرض تسليمه في حق أولئك المشَّائين في ركاب النبوة وإن لم يكن نقصًا من قَدرهم - لا يدلُّ على أن سبب الاختلاف ما بين علم الهيئة من بُعدِ القمر عن الشمس وقربه منها وهو باطل عند أهل الشريعة، فإنه مبنيٌّ على أمور لم يَثبت جزمًا شيء منها، وغاية الأمر أن الفلاسفة الأُوَل تخيَّلوها مُوافِقةً لما أبدعه الحكيم المُطلَق[4].



[1] يراجع: أساس البلاغة للزمخشري 2/ 155، ط: الهيئة المصرية العامة للكتاب، المصباح المنير 2/ 879، القاموس المحيط 4/ 69، لسان العرب 11/ 702 وما بعدها بتصرف، ط: دار صادر بيروت، تاج العروس من جواهر القاموس للزبيدي 8/ 170، ط: منشورات دار مكتبة الحياة بيروت، المعجم الوسيط 2/ 1003 إخراج مجمع اللغة العربية، مطبعة مصر سنة 1381 هــ / 1961م.

[2] التفسير الكبير للفخري الرازي 5/ 120، ط: ونشر دار الكتب العلمية بطهران، ط: ثانية، أسباب النزول للواحدي (ص: 35) عالم الكتب، توزيع مكتبة المتنبي، تفسير روح المعاني للألوسي 2/ 71، ط: دار الفكر بيروت، تفسير القرطبي 2/ 341، ط: دار إحياء التراث العربي بيروت، أحكام القرآن لابن العربي 1/ 98 تحقيق: محمد البجاوي، ط: عيسى الحلبي، ط: ثانية.

[3] يراجع: تفسير الفخر الرازي 5/ 120، 123، 124، روح المعاني 2/ 71، تفسير القرطبي 2/ 342، أحكام القرآن لابن العربي 1/ 99، مجموع الفتاوى لابن تيمية: (ص: 25، 133، 134، 135، 136، 137).

[4] روح المعاني للألوسي 2/ 71.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة