• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / مقالات


علامة باركود

فرحة الصائم

فرحة الصائم
فاطمة الأمير


تاريخ الإضافة: 1/6/2019 ميلادي - 28/9/1440 هجري

الزيارات: 11568

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فرحة الصائم


كنتُ أَوَدُّ أن أُطيل بي وبكم في رحاب هذا الشهر المبارك، ولكنه أزمع على الرحيل، ومع رحيله بكيت وفرِحت معًا، شعور لا يعرِفه غير مَن ذاق السعادة الحقيقية في شهر رمضان، وعاش فيه أجمل ثلاثين يومًا.

 

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: "قلوب المتقين إلى هذا الشهر تَحِن ومن ألَمِ الفراق تئنُّ"، وإنما فرحتي كانت بما خرجت به من شهر العطايا متطيبة متعطرة بنفحاته، خرجت بقلب جديد نقي أبدلَته العبادة من حال إلى حال.

 

ها هو الشهر قد مضى بكل ما فيه من خير وعطايا، وها هي الفرحة أتتك لتتوِّج قلوب الطائعين، وتقر أعين الدامعين الذين صاموا وقاموا وركعوا، وعددوا الختمات، وأخرجوا الصدقات، واجتهدوا في التقرب من ربِّ البريات، فصاموا وتعبدوا ثلاثين يومًا، وكوفِئوا بفرحة الصائم.

 

إخوتي في الله، يا مَن صامت جميع جوارحهم قبل صيام البطون، ها هي الفرحة أتت لتعانق أرواحنا وتملأها سكينةً وتزيدها طهرًا ونقاءً، سنشعر بعد آخر إفطار لنا بفرحة وسعادة تروي أنفسنا، وسنشعر أن أجسادنا كريشة خفيفة تُحلق عاليًا تريد أن تلامس أبواب السماء.

 

ومن شدة هذه الفرحة سنجد أنفسنا تسجد شكرًا لله أن أعاننا على الانتصار على أنفسنا، وأنه أنعم علينا بحسن العبادة هذا العام.

 

سنتساءل جميعًا عن هذا الشعور الذي لا تستطيع الكلمات وصفه، أهذه فرحة الصائم التي حدثنا عنها رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه؟

 

صِدقًا إنها فرحة الصائم بفطره، فلم أتخيَّلها بهذه الصورة، ولم أعهدها بهذا الجمال.

 

روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه تبارك وتعالى فرح بصومه"؛ (رواه البخاري ومسلم).

 

قال ابن رجب رحمه الله: أما فرحة الصائم عند فطره، فإن النفوس مجبولة على الميل إلى ما يلائمها من مطعم ومشربٍ ومنكح، فإذا منعت من ذلك في وقت من الأوقات، ثم أُبيح لها في وقت آخر، فرِحت بإباحة ما منعت منه؛ فإن النفوس تفرح بذلك، وأما فرحه عند لقاء ربه، فيما يجده عند الله من ثواب الصيام مدخرًا، فيجده أحوج ما كان إليه؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ﴾ [المزمل: 20].

 

على عكس مَن فارقة رمضان وهو ما زال داخل غيبوبة جسدية وعقلية، ففي صبيحة يوم العيد سترى أناسًا وقد حفرت الغفلة والخزي خارطة طريق على وجوههم، معلنة عن شدة الندم، والأسف على ما فرطوا من أداء العبادات، فلقد مرَّ بهم الشهر بسرعة البرق، وكأن صبيحة يوم العيد هي أول أيام رمضان الذي كان بالأمس، فكان ما كان بينهما من تضييع العبادات.

 

أخي الصائم، أختي الصائمة، لن تنتهي العبادة بانتهاء شهر رمضان، ولن نودِّعه، بل سنجعل منه بداية حياة جديدة لنا.

انظروا إلى أحوال القلوب كيف تبدَّلت عند ابتداء شهر رمضان، وكيف استمرَّت على العبادة طيلة ثلاثين يومًا، أرأيتَ كيف كانت مجاهدة النفس فيها؟! وكم تركنا من أشياء كنا نفعلها، فجاء شهر رمضان؛ ليبدِّد ظلام القلوب ويمحو الشهوات، ويجذبنا نحو خالقنا أكثر.

 

أيعقل أن يكون الجسد الذي عبد ربه، وانقلب حاله فيه من الأسوأ إلى الأفضل في ثلاثين يومًا لا يقدر على أن يستمر في التذلل والخشوع والقُرب مِن الله إلى ما بعد رمضان!

 

لنستمر في صلاتنا فرائض ونوافلَ، ولنحافظ على جميع صلواتنا في المسجد، ولنعدد من الختمات، فلا نجعل من أنفسنا هاجرين للقرآن، ونحذر من أن نجعل مصحفنا يزين جزءًا من المنزل بوضعه وكأنه كقطعة ديكور، بل لنزين به قلوبنا وأرواحنا، ونجعله دائمًا من أولويات بداية يومنا، فخير ما نستفتح به يومنا هو وِردنا من القرآن، ولنحافظ على قيام الليل، فكلما افتقدنا وقوفنا لصلاة التراويح والتهجد، وكم كنا نطيل في السجدات - أسرعنا للوقوف بين يدي الله في قيام الليل، ولنكثر من إخراج الصدقات؛ فنحن أشد احتياجًا في إخراجها من آخذها، ولنجعل اللسان لا يتكلم إلا بالذكر، والتسبيح، والاستغفار، ولنصم آذاننا، ونُغلق أعيُننا، ولنُلجم ألسنتنا عن القيل والقال، ولنترك التجمعات التي تكثُر بها الغيبة والنميمة، فكلما سحبتنا رياح الفتن، ركبنا سفينة رمضان، واسترجعنا نفحاته الربانية، وكيف كنا فيه صائمين قولًا وفعلًا، ولنذكر أنفسنا أننا كنا من المجاهدين في شهر العطايا، فلا ننصاع لهواجس النفس والشيطان.

 

هيَّا نجعل رمضان هذا العام هو بداية حياة، وسبيلًا لتغيير أنفسنا، وتطهيرها من الأحقاد، والشهوات والأهواء.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
4- نفع الله بك
كريم نصر - مصر 28/09/2019 02:23 PM

جزاك الله خيرا

3- نفع الله بك
زائرة 02/06/2019 03:59 AM

جزاك الله خيرا

2- أحسنتِ
ديمو - مصر 01/06/2019 07:31 PM

بارك الله فيكِ فاطمة ربنا يتقبل منا صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا ويثبتنا على دينه وطاعته ويجعلنا من أهل القرآن

1- شكر
فتحية السيد - مصر 01/06/2019 04:58 PM

ما شاء الله على جمال الكلمات التي تغلغلت في الأعماق سلمت يمناكِ غاليتي وجعله في ميزان حسناتك اللهـم آمين.... اللهم بلغنا رمضان أعوام وأعوام.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة