• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / العيد سنن وآداب / مقالات


علامة باركود

العيد في زمن الغفلة... رسالة للمسلمين

العيد في زمن الغفلة ... رسالة للمسلمين
محمد أبو عطية


تاريخ الإضافة: 8/6/2025 ميلادي - 12/12/1446 هجري

الزيارات: 475

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العيد في زمن الغفلة... رسالة للمسلمين

 

في زحمة الحياة وتسارُع الأيام، وفي عالمٍ طغت فيه الماديات، وغابت فيه الروحانيات، يأتي العيد، لا كمناسبة احتفالية فقط، بل كرسالة إلهية تُوقِظ القلوب، وتجدِّد الإيمان، وتذكِّرنا بما يجب ألَّا ننساه في غمرة الركض خلف الدنيا.

 

عيد الأضحى، أو الفِطر، ليسا مجرد إجازتين رسميتين، أو موسمين للملابس الجديدة والحلويات، بل هما وقفات إيمانية تُطل علينا كل عام، لتهتف فينا: "قف قليلًا... وارجع إلى الله".

 

لكن... في زمن الغفلة، كيف نُحسن استقبال العيد؟ وماذا يريد الله منا في هذه المواسم المباركة؟ وما الرسالة التي يجب أن نفهمها كمسلمين؟

 

العيد... لا لمن لبِس الجديد فقط:

كثيرون يظنون أن العيد لمن يلبَس الجديد، ويأكل ألذَّ الطعام، ويخرج للتنزُّه والمرح، لكن الحقيقة أن العيد - في ميزان السماء - هو لمن عاد إلى الله، وغسل قلبه بالتوبة، وعاش أيام الطاعة بإخلاص.

 

قال أحد السلف:

"ليس العيد لمن لبِس الجديد، إنما العيد لمن خاف يوم الوعيد."

 

فالفرح الحقيقيُّ لا يأتي من متجر أو مطعم أو حفلة، بل من شعورك أن الله تقبَّلك، ورضيَ عنك، وغفر لك، وأن العشر الأوائل من ذي الحجة - قبل عيد الأضحى - هي من أفضل أيام الدنيا.

 

الرسالة واضحة: العيد هو فرحة القرب من الله، لا فرحة المظاهر.


العيد … محطة تجديد العهد:

العيد يأتي بعد عبادة عظيمة:

• فـعيد الفطر بعد رمضان؛ شهر الصيام والقيام والقرآن.

 

• وعيد الأضحى بعد أعظم الأيام؛ العشر المباركة، ويوم عرفة، والحج.

 

أي: إن العيد هو تتويج للطاعة، وإعلان فرحٍ بأننا وُفِّقنا لما يحب الله، وتجديد عهدٍ على الاستمرار في الطريق.

 

لكن ما نراه اليوم، أن كثيرًا من الناس:

• يهجرون الطاعة بعد العيد مباشرة.

 

• يعودون لعاداتهم القديمة، بل أحيانًا يستغلون العيد في المعاصي والسهرات والاختلاط.

 

• وكأن الطاعة كانت "موسمًا مؤقتًا"، لا منهجًا مستمرًا.

 

ألم يحِنِ الوقت أن نفهم أن العيد ليس نهاية، بل بداية؟ بداية جديدة لقلب أكثر إخلاصًا، ولسانٍ أكثر ذكرًا، وعملٍ أقرب للنية الصافية.

 

العيد في زمن الغفلة: صور مؤلمة:

في واقعنا اليوم، نشهد الكثير من المظاهر التي تُحزن القلب في العيد؛ منها:

1) الترف والمبالغة في الإنفاق على الملابس والمظاهر، مع نسيان الفقراء الذين ينتظرون من يشاركهم بهجة العيد.

 

2) الغفلة عن الصلاة؛ حيث تمتلئ المساجد بصلاة العيد، ثم تُنسى في باقي اليوم.

 

3) الانشغال بالهواتف والمقاطع الترفيهية، بدلًا من الجلسات العائلية والذِّكر وصلة الرحم.

 

4) قلة زيارة الأقارب وصلة الرحم، وكأن العيد مناسبة فردية لا جماعية.

 

5) إهمال التكبير والذِّكر، مع أنه شعار العيد ولسانه.

 

كل هذه المظاهر تقول: نحن نعيش العيد جسديًّا، لكننا غائبون عنه روحيًّا.

 

رسالة العيد: تذكير لا ترفيه:

العيد رسالة من الله للمسلمين، مضمونها واضح:

• عودوا إلى ربكم بفرحٍ لا يشوبه ندم.

• اجعلوا العيد فرصةً لصلة الرحم، وطلب الصفح، وتطهير القلب.

• أظْهِروا الفرح، لا لأنكم اشتريتم جديدًا، بل لأنكم عبدتم الله بصدق.

 

إنه وقتٌ:

• لتجديد العهد مع الله.

• لتذكير الأطفال بحلاوة الدين.

• لزرع معاني البذل والتكافل.

 

فمن لا يشعر أن قلبه أقرب إلى الله في العيد، فليسأل نفسه:هل كنت ممن غفل عن المغزى الحقيقيِّ لهذا الموسم الرباني؟


العيد عبادة لا تُنسى:

من شعائر العيد التي يغفُل عنها البعض:

1) صلاة العيد، وهي سُنة مؤكدة تُظهر وحدة الأمة، وتُفرح القلب.

2) التكبير، شعار العيد ولسانه، وفيه بهجة روحية لا تُوصف.

3) التوسعة على الأهل، بالنفقة والابتسامة والفرح، من السنن المحبوبة.

4) الصدقة والعطف على الفقراء، ليكون العيد فرحةً للجميع.

5) صلة الرحم، وزيارة الأقارب والجيران، وتصفية القلوب.

 

ليكن يوم العيد فرصةً لعودة الروح إلى الجسد، لا لمزيد من الغفلة والبعد عن الله.

 

كيف نُعيد الروح للعيد؟

لنجعل عيدَنا مختلفًا هذا العام، بروح جديدة وأهداف سامية:

• اجعل فرحتك بالله وقربك منه أكبرَ من فرحتك باللِّباس والمال.


• شاركِ العيد مع من حُرم من الفرح: الأرامل، والأيتام، والفقراء.


• خصِّص وقتًا لذكر الله، وللحديث مع الأُسرة عن معاني العيد.


• علِّم أبناءك أن العيد عبادة وسلوك، لا مظهرٌ فقط.


• ابحث في قلبك: من يجب أن تصالحه؟ ومن تحتاج أن تصِل رحمه؟

 

اجعل العيدَ مناسبةً لتنظيف داخلك، كما تنظِّف بيتك...


ولتكن ضحكتك في العيد صادقةً، نابعةً من طمأنينة قلبك لا من زينة جسدك.

 

خاتمة:

العيد في زمن الغفلة ليس مناسبةً للهو فقط، بل دعوة للاستيقاظ؛ فالله لا يريد منا أن نحتفل ثم نغفُل، بل أن نفرح بطاعته، ونبتهج بقربه، ونعيش العيد كرسالة إيمانية متجددة.

 

فلنُحسن استقبال العيد، ولنُخرج من قلوبنا كل ما يُبعدنا عن الله، ولنجعل من هذه الأيام بدايةً جديدة لحياة أقربَ للحق، وأنقى في النية، وأصفى في القلب.

 

كل عام أنتم بخير، وكل عيد وأنتم أقرب إلى الله، وأبعد عن الغفلة، وأوفى بالعهد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- شكرا استاذنا الفاضل
مروان يوسف معروف الصبري - اليمن 10/06/2025 12:20 AM

نشكرك على لفت الانتباه لهذا الموضوع، نعم أصبحت الغفلة تسود المجتمعات للتطفل وترك مبادئ الدين الحنيف نسأل الله الصلاح والثبات.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة