• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / العيد سنن وآداب / مقالات


علامة باركود

عيد الأضحى المبارك

بكر محمد إبراهيم


تاريخ الإضافة: 2/10/2014 ميلادي - 8/12/1435 هجري

الزيارات: 13557

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عيد الأضحى المبارك


الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله العظيم وبحمده بكرة وأصيلاً، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، محمد رسول الله، أما بعد.

 

فقد أمر الله تعالى إبراهيم الخليل، عليه السلام، أن يؤذن في الناس بالحج فأتوه من كل فج عميق رجالاً وركبانًا، ودعا الخليل لأرض الحرم بالبركة والخير، فاستجاب له ربه وتحولت من قفر إلى عمران، ومن فقر إلى غنى، إشارة منه سبحانه إلى أن الغني الأكبر إنما هو حج بيت الله الحرام وزيارته في بيته المقدس المطهر للطائفين والعاكفين في هذا الشهر الحرام شهر ذي الحجة يحتشد المسلمون في مكة البلد الحرام، وطافوا بالبيت داعين ملبين منكسرين، فرفعهم الله قدرًا، ونالهم برضاه وحبه وغفرانه، فنعم الجزاء.

 

أحرم الحجاج وهجروا كل زينة الدنيا، مقبلين على ربهم، معظمين لشعائره، مطيعين لأمره، ذاكرين لفضله، مفوضين أمورهم إليه، متبرئين من حولهم وقوتهم إلى حول الله وقوته، ضجوا بالدعاء على عرفات، وباهى الله تعالى بهم ملائكته، وأعطاهم ما أرادوا، وغفر لمسيئهم إكرامًا لمحسنهم، وذل الشيطان واندحر لما رأى سحائب الغفران والرحمة، ويقول: يا ويلتي، أُمر ابن آدم بالسجود فسجد، فله الجنة، وأُمرت بالسجود فأبيت فلي النار.

 

اليوم يوم من أيام الله، هو يوم عيد الأضحى المبارك، أعاده الله علينا وعليكم وعلى أمة الإسلام باليمن والبركات، فيوم الأضحى مليء بالعبر والعظات والخيرات، فهو تمام الليالي العشر التي أقسم الله تعالى بها في قوله تعالى في سورة الفجر: ﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ [الفجر: 1، 2]، وذلك لعظمتها ورفيع قدرها عنده، ومضاعفة ثواب الأعمال الصالحة فيها، وهي العشر الأوائل من ذي الحجة التي يقع فيها الحج إلى بيت الله الحرام، فمن أحيا الليالي العشر بصالح الأعمال فقد فاز.

 

فالحجاج قد خرجوا من ديارهم، وهجروا أوطانهم وأموالهم وأولادهم، وتجردوا من كل زينة، وتوحد مظهرهم أمام الله طائعين وساعين وملبين واقفين بعرفات.

 

ومن لم يحج فليتوجه إلى الله بقلبه وروحه عند مناسكه وحرماته في الأرض الطيبة الطاهرة، يدعو مع الداعين، ويرغب مع الراغبين، ويسأل الله من فيضه أن يجعله ضمن وفده في عام مقبل إن شاء الله بفضله وكرمه.

 

وهو يوم يذكرنا بأن العمر قصير، وقد خرج الحجاج في ملابس تشبه أكفان الموتى لتذكرنا بهذا المعنى، فتحث القادر على الحج بالتعجيل وعدم التراخي، خشية فوات العمر دون أداء ركن من أركان الإسلام، قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ﴾ [آل عمران: 97]، وهو يذكرنا بأن الحج عمل خالص لله تعالى، وليس مجرد رغبة في الحصول على مكاسب دنيوية زائلة، وإلا كان مردودًا على صاحبه، قال تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ ﴾ [الشورى: 20]، فهذا هو المحروم.

 

وهذا اليوم يذكرنا بأبينا إبراهيم، عليه السلام: ﴿ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ ﴾ [الحج: 78]، ولقد جعل الله تعالى أمة محمد صلى الله عليه وسلم أولى الناس بحماية دين إبراهيم، عليه السلام، من التحريف، فقال: ﴿ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيّ ﴾ [آل عمران: 68].

 

الأساس الأول لإبراهيم، عليه السلام: هو الطاعة المطلقة لله تعالى دون انتظار لحكمة الأمر ودليل ذلك أنه لما صدر الأمر إليه بالخروج من بلده لم يسأل الوحي: إلى أين؟ وكيف؟ بل حزم متاعه وصحب أهله وخرج قائلاً: ﴿ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِين ﴾ [الصافات: 99]، والأساس الثاني هو الإيمان بالله تعالى وبأمره ونهيه إيمانًا مطلقًا، دون شك، ولا حيرة، ولا قلق من تأخير الإجابة، وذلك يتمثل في قوله: ﴿ سَيَهْدِين ﴾.

 

لقد وضع إبراهيم الخليل، عليه السلام، ولده إسماعيل على أرض جرداء لا نبات فيها ولا ماء، ولم يسأل ربه: ماذا يأكل؟ ماذا يشرب؟ كيف ينام؟ وسألته زوجته هاجر المصرية المؤمنة: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذن لا يضيعنا، لقد ورثت إيمان الخليل، وورثه عنه إسماعيل، عليه السلام، لقد أصبح القفر اليابس عمرانًا هائلاً، وهوت أفئدة الناس إلى موطن إسماعيل، كما دعا أبوه: ﴿ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ﴾ [إبراهيم: 37].

 

فالأساس الثالث في دين إبراهيم الذي ورثناه عن رسولنا صلى الله عليه وسلم: العمل لوجه الله لمصلحة جموع المسلمين دون انتظار جزاء ولا شكور من مخلوق، فاعمل الخير ولو جحده الناس، لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يأخذ الخمس من الغنائم بأمر القرآن: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ ﴾ [الأنفال: 41]، ولكن هذا الخمس لم يكن أجرًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ضريبة على المقاتلين كما يتشدق بذلك أعداء الإسلام، وإنما كان صلى الله عليه وسلم يرده على الناس فيعطي ما لا يكفيه نصيبه، ويطعم أهل الصفة، ويواس الأرامل واليتامى، حتى طلبت منه ابنته الزهراء، رضي الله عنها، بعض الخمس يستعينان به على الحياة، فقال فيما أخرج الإمام أحمد: (والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم من الجوع)، وإنما علمها وزوجها، رضي الله عنها، أذكارًا يقولانها قبل النوم بدلاً من خادم.

 

فاتقوا الله عباد الله، وحجوا قبل ألا تحجوا، فقد وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجاج بالمغفرة الشاملة، فقال: (من حج فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه).

 

ويخطئ الكثير من أهل الغفلة عن الله فيعتقدون أن الحج يكفر الذنوب التي تتعلق بالعباد، وهذا الاعتقاد ليس على إطلاقه، فالحج يكفر الذنب الذي يكون بينك وبين ربك؛ أما الذنوب التي تكون بينك وبين العباد كالغش والظلم والغيبة والنميمة وغيرها، لا بد لغفرانها من استحلال أصحابها واسترضائهم ورد الحقوق إليهم.

 

أما إذا تعذر ذلك، وأصبح مستحيلاً، فإن الأمر يحتاج إلى جهد كبير هو الإخلاص لله تعالى في التوبة، والاستغفار لأصحاب الحقوق، والإكثار من العمل الصالح، والإيمان حق الإيمان، ودعاء الله تعالى في الأسحار والأوقات المباركة أن يرضى عنه خصومه يوم القيامة؛ وهنا يتولى الله برحمته إرضاء الخصوم لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ ءَامَنُوا ﴾ [الحج: 38].

 

والأمر الثاني ما اعتاده الناس من حبس الأضحية عن الفقراء، كما يجب أن تكون الأضحية من خير المال، وليست معيبة بهزال ولا عور ولا خرق.

 

اللهم اغفر لي وللمسلمين والمسلمات وأصلح أحوالنا ويسر لنا حج بيتك الحرام وارفع راية الإسلام، إنك سميع قريب.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة