• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / العيد سنن وآداب / مقالات


علامة باركود

عيد الأضحى: فرحة الطاعة وبهجة القربى

عيد الأضحى: فرحة الطاعة وبهجة القربى
محمد أبو عطية


تاريخ الإضافة: 6/6/2025 ميلادي - 10/12/1446 هجري

الزيارات: 885

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عيد الأضحى

فرحة الطاعة وبهجة القربى

 

عيد الأضحى ليس مجرد مناسبة دينية نحتفل بها بالملابس الجديدة، أو موائد الطعام العامرة، أو لقاءات العائلة والأصدقاء، بل هو تجسيد حيٌّ لمعاني الطاعة، والتضحية، والقرب من الله، يأتي هذا العيد العظيم في العاشر من شهر ذي الحجة، متوَّجًا بأيام العشر المباركة، متزامنًا مع أعظم شعائر الإسلام: الحج، ومُلهمًا دروسًا خالدة من قصة نبيِّين كريمين؛ إبراهيمَ وابنه إسماعيل عليهما السلام.

 

فرحة العيد ... تتويج للطاعة:

منذ فجر الإسلام، كان الفرح بالطاعة من علامات الإيمان؛ ولهذا قال الله تعالى: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58].

 

ويأتي عيد الأضحى تتويجًا لمسيرة من العبادات والطاعات في العشر الأوائل من ذي الحجة؛ من ذكر، وقيام، وصيام، وصدقة، وتكبير، في يوم عرفة، الذي يُعتق فيه العباد من النار، وتُغفر فيه الذنوب، وتُرفع فيه الدعوات.

 

فمن ذاق لذةَ القرب في هذه الأيام، كانت فرحته بالعيد فرحةَ عبدٍ رضي الله عنه، ورفع درجته، وأكرمه بالقبول، لا مجرد فرحة ظاهرية تنتهي بانتهاء يوم العيد.

 

الأضحِيَة: رمز القُربى والتسليم:

تُعَدُّ الأضحية الركنَ الأبرز في هذا العيد، وهي سُنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، تغرس في النفس معانيَ الفداء، والبذل، والتقرب إلى الله، فالأضاحيُّ لا تُقدم لذاتها، وإنما لما ترمز إليه: ﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الحج: 37].

 

هي عبادة نُحيي بها ذكرى قصة الفداء العظيمة، حين سلَّم إبراهيم عليه السلام أمره لله، ولبَّى أمر الذبح دون تردد، ولبى إسماعيل عليه السلام دون اعتراض، فجاء الفداء من السماء؛ جزاءً للطاعة الخالصة.

 

في عصر يمجِّد الأنانية والمصلحة، تأتي الأضحية لتذكرنا أن القُرب من الله يتطلب بذلًا وتضحية، وأن الرضا بأقدار الله والانقياد لأمره هو طريق السعادة الحقيقية.

 

العيد ... اجتماع للقلوب قبل الأجساد:

في عيد الأضحى، تجتمع الأُسَرُ، وتتصافى القلوب، وتُنسى الخلافات؛ فالعيد ليس للملابس الجديدة ولا للحلويات وحدها، بل هو فرصة لصلة الأرحام، وزيارة الجيران، وإدخال السرور على الكبير والصغير.

 

وقد حرَص النبي صلى الله عليه وسلم على إظهار الفرح في العيد؛ حتى قال: ((يا أبا بكر، إن لكل قوم عيدًا، وهذا عيدنا))؛ [رواه البخاري].

 

وكان من هديِه صلى الله عليه وسلم أن يلبَس أحسن الثياب، ويُظهر البِشر والسرور، ويأمر بالتوسعة على الأهل، ويخرج لأداء صلاة العيد في المصلَّى، ويأمر الجميع بالخروج حتى النساء والأطفال؛ ليكون العيد مناسبةً جماعية تذكِّر الأمة بوحدتها، وتكسِر رتابة الأيام.

 

التكبير: أنفاس العيد المبهجة:

من شعائر هذا العيد المميَّزة التكبيرُ، الذي يصدَح به المسلمون في المساجد والبيوت والأسواق: "الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد".

 

هذا التكبير يخلق جوًّا روحانيًّا فريدًا، تنشرح له الصدور، وتهتز له الأرواح، وتنتعش به القلوب، ليبقى العيد متصلًا بالله في كل تفاصيله، فلا يغيب ذكره حتى في لحظات الفرح والبهجة.

 

العيد في زمن الغفلة ... رسالة للمسلمين:

في وقت طغت فيه الماديات، وأصبح العيد عند كثير من الناس مناسبة استهلاكية لا أكثر، يأتي عيد الأضحى ليذكرنا أن:

• الفرح الحقيقي هو في الطاعة والقُرب من الله.

• التضحية لا تُقاس بثمن الأضحية، بل بصدق النية.

• العيد ليس لمن لبِس الجديد، بل لمن غُفرت له الذنوب.

 

فلنجعل من عيد الأضحى نقطةَ انطلاقةٍ روحية جديدة، نجدد فيها العهد مع الله، ونُعيد ترتيب أولوياتنا، ونسعى لنكون من الذين يُقال لهم: عن أنس بن مالك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله، لا يريدون بذلك إلا وجهه، إلا ناداهم منادٍ من السماء: أن قوموا مغفورًا لكم، قد بدلت سيئاتكم حسناتٍ))؛ [سلسلة الأحاديث الصحيحة].

 

رسالة عالمية من عيد الأضحى:

عيد الأضحى لا يرتبط بفرد أو شعب أو قوم، بل هو مناسبة أممية يعيشها أكثر من مليار مسلم، يتجهون إلى قِبلة واحدة، ويرددون التكبير نفسه، ويؤدُّون شعيرة الأضحية في أيام معدوداتٍ.

 

هذه الوحدة الرمزية تذكرنا بأننا أمة واحدة، رغم اختلاف الألسنة والألوان، يجمعنا التوحيد، وتوحِّدنا الطاعة.

 

خاتمة: فليكن عيدُنا مختلفًا:

في كل عام، يعود عيد الأضحى، لكنه ليس نسخة مكررة، بل هو فرصة جديدة للارتقاء، والتأمل، والتقرب، والفرح بما وفقنا الله إليه من طاعة.

 

فلنُحسن استقباله، ولنغتنم ساعاته، ولنفرح حقًّا بأننا مسلمون نحب الله، ونفرح بقربه، ونضحي لأجله.

 

كلَّ عام أنتم إلى الله أقرب، وعلى طاعته أحرص، وبعيده أشد فرحًا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة