• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / العيد سنن وآداب / خطب


علامة باركود

خطبة عيد الأضحى 1446

خطبة عيد الأضحى 1446
د. عطية بن عبدالله الباحوث


تاريخ الإضافة: 4/6/2025 ميلادي - 8/12/1446 هجري

الزيارات: 115685

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة عيد الأضحى 1446هـ


الخطبة الأولى

الحمد لله العظيم الحليم، والحمد لله حمدًا كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا، والله أكبر كبيرًا.

 

الله أكبر كلما صلى مؤمن وأناب... الله أكبر كلما عاد العيد وآب.

 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة حق، قام بها القلب صدقًا، وأفصح بها اللسان نطقًا، واستقامت لها الجوارح، وخضعت لها الأركان.

 

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، النبي الكريم، أرسله الله للناس أجمعين، ورحمةً للعالمين، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:

العيد فرحة المؤمن بإكمال عبادة:

يوم أشرقت به الدنيا، يفرح له المؤمن الحاجُّ في مِنًى، فيذرف العَبرات عند الجمرات فرحًا بعد الوقوف بعرفة، ويفرح أخوه المقيم بإقامة الصلوات، وذبح الأضاحي والتكبيرات، ويزداد فرحًا لموافقة قصده مرادَ الله توحيدًا؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163].


ويفرح بسُنَّة النبي صلى الله عليه وسلم اتباعًا؛ ففي حديث أنس رضي الله عنه قال: ((قدِم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر))[1].


فعيد المؤمن وفرحته، وانشراح صدره، وكمال سعادته في طاعة الله، يظهرها في عيدَي الأضحى والفطر عبادةً وتسبيحًا وتهليلًا، وصلاةً وشكرًا.


العيد موافقة واتباع للأنبياء:

في مشهد لا تكاد تصدقه الأبصار، ولا تؤمن به إلا قلوب الأبرار: أبٌ طاعن في السن يلتقي ابنه الوحيد بعد فراق السنين، ظهر نفعه، وقوِيَ جسده، وبلغ معه السعي، فيأتي الحكم الإلهي إلى خليل الرحمن بالذبح، في أحداث يختصرها القرآن بأقوى العبارات وأعمقها، ليُخرج لنا تجسيدًا لمعنى القدوات؛ قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى ﴾ [الصافات: 102].


رأى إبراهيم الرؤيا وهي حق ووحيٌ، ليس فيها تلاعب الشيطان، وبكل كلمات الملاطفة يقول: ﴿ يَا بُنَيَّ ﴾، وبكل صراحة القول: ﴿ فَانْظُرْ ﴾، وعلِم إسماعيل أن النظر ليس نظرَ تشهٍّ ولا اختيار، وإنما نظر طاعة وامتثال.


أتى الجواب: ﴿ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الصافات: 102]، يأمر أباه أن يفعل ليُشعره أن الأمر انتقل من مرحلة العلم إلى مرحلة التنفيذ، ثم طَمْأَنَ أباه أنه قد وطَّن نفسه بمعونة الله على الصبر واليقين.


واعتصمت القلوب بعلَّام الغيوب، ووصلت إلى مرحلة: ﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ﴾ [الصافات: 103]، استسلم إبراهيم لأمر ربه، وإسماعيل لأمر ذبحه، فأتى النداء الرباني: ﴿ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ ﴾ [الصافات: 104 - 106]؛ نداءُ الرحمة لأهل الإحسان، ونداء المغفرة لأهل الصبر والسلوان، ونداء الشفقة لأهل النكبة والبلاء، ثم يكون نداء التشريف والاقتداء: ﴿ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ﴾ [الصافات: 107].


الاقتداء بسيد الأنبياء:

ويقيم النبي صلى الله عليه وسلم هذه الشعيرة العظيمة؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحِّي بكبشَين أقرنَين أملحين، وكان يسمِّي ويكبِّر، ولقد رأيته يذبحهما بيده، واضعًا على صِفاحهما قدمَه))[2]، فكان الذبح يوم العيد من أعظم القربات إلى الله؛ لأنها علامة تقوى القلوب وإحسان العمل؛ قال تعالى: ﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الحج: 37].


وأخذت الشفقة والرحمة بقلب سيد المرسلين بضعَفة أُمته، الذين ليس لهم طَول ولا حول في اكتساب أضحِيَة، فضحَّى عن الأمة أجمع؛ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى بكبش أقرنَ، ثم قال: اللهم هذا عني وعمن لم يضحِّ من أمتي))، وفي رواية جابر: ((صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عيد الأضحى، فلما انصرف، أتى بكبش فذبحه، فقال: بسم الله والله أكبر، اللهم هذا عني وعمن لم يضحِّ من أمتي))[3].

ضحوا فإن لحومها ودماءها
سينالها التقوى بغير نقصانِ
العيد أضحى فالدماء رخيصة
مهراقة للواحد الديانِ
هي سُنة بعد الذبيح وإنها
من خير ما يُهدى من القربانِ


أقول ما سمعتم، واستغفروا الله؛ إن الله غفور رحيم.


الخطبة الثانية

الحمد لله الذي جعل في التكبير عبادةً، فالله أكبر ما حجَّ حاجٌّ، وضحى مُضحٍّ، وسمَّى وكبَّر، والله أكبر عدد ما خلق وما لم يخلق، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، وعلينا معهم بعفوك وكرمك يا أكرم الأكرمين.


أيها المؤمن الكريم، يا صاحب القلب الرحيم، هذا العيد قد أتى ليذكِّرنا جميعًا بأجمل ما فيه مع الله بالحجِّ والأضحية والتكبير، وأعظم ما فيه للخلق بصلة الأرحام ووصل الإخوة والجيران؛ عن عبدالله بن عمرو قال: ((قيل: يا رسول الله، أي الناس أفضل؟ قال: كل مخموم القلب، صدوق اللسان، قالوا: فما مخموم القلب؟ قال: هو التقيُّ النقيُّ، لا إثم فيه ولا بغيَ، ولا غلَّ ولا حسد))[4].


أخي الكريم المعطي، لا تنسَ إخوانك وجيرانك، ومعارفك وأرحامك من إحسانك، فكُلْ من أضحيتك، طيَّب الله طعامك، وأهدِ لأحبابك، وتصدق منها على إخوانك؛ قال تعالى: ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ﴾ [الحج: 28].


أيها المبارك، إن أعظم ما تملكه في هذه الدنيا دينك، وأعظم نعمة أن وُفِّقتَ لطاعة ربك، وهذا أمر لو بقيت حياتك كلها في عبادته لَما وفيت شيئًا من فضله ورحمته، فتمسك بدينك، وخُذ بالعزم، وزِد من إيمانك، ولا تركن إلى الدنيا؛ فقد ورد لها في الحديث شَبَهٌ عجيب، عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن مطعم ابن آدم جُعل مثلًا للدنيا، وإن قزَّحه وملَّحه، فانظر إلى ما يصير))[5].


الدعاء:

اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، ونسألك شكر نعمتك، ونسألك حسن عبادتك، ونسألك قلبًا سليمًا، ولسانًا صادقًا، ونسألك من خير ما تعلم، ونعوذ بك من شر ما تعلم، ونستغفرك لما تعلم، إنك أنت علَّام الغيوب.


ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، واغفر لنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.


اللهم ادفع وارفع عنا الغلاء والوباء، والربا والزنا، والمنكرات، يا ذا الجلال والإكرام.


ربنا آمنا في دورنا، وأصلح ولاة أمورنا، ووفقهم لكل خير وصالح للبلاد والعباد.


ضحوا تقبل الله ضحاياكم، واذكروا الله على ما رزقكم، وكبروه على ما هداكم، واشكروه على فضله ومزيد عطائه.


﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201]، ﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182].

 


[1] رواه أبو داود والنسائي، صححه ابن حجر في (بلوغ المرام)، والعيني في (عمدة القاري)، والألباني (هداية الرواة)، وشعيب الأرنؤوط (تخريج شرح السنة).
[2] أخرجه البخاري (5558)، ومسلم (1966).
[3] وقال الألباني (شرح الطحاوية): صحيح بشواهده، صححه شعيب الأرنؤوط (تخريج سنن الدارقطني).
[4] رواه ابن ماجه بإسناد صحيح والبيهقي.
[5] قال الألباني في السلسلة الصحيحة: صحيح، وقال شعيب الأرنؤوط (تخريج صحيح ابن حبان): صحيح.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة