• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / العيد سنن وآداب / خطب


علامة باركود

آداب العيـــد (خطبة)

آداب العيـــد (خطبة)
د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني


تاريخ الإضافة: 22/4/2023 ميلادي - 2/10/1444 هجري

الزيارات: 14721

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

آداب العيـــد


إن الحمدَ لله، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه.


﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].


﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].


﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]، أما بعد:


فإن أصدق الحديث كتاب الله عز وجل، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النارِ، أما بعدُ:


فحَدِيثُنَا معَ حضراتِكم في هذه الدقائقِ المعدوداتِ عنْ موضوع بعنوان:«آداب العيد».

واللهَ أسألُ أن يجعَلنا مِمَّنْ يستمعونَ القولَ، فَيتبعونَ أَحسنَهُ، أُولئك الذينَ هداهمُ اللهُ، وأولئك هم أُولو الألبابِ.


ينبغي للمسلم أيها الإخوة المؤمنون أن يتأدب بهذه الآداب في العيدين: عيد الفطر، وعيد الأضحى:

الأدب الأول: إخراج صدقة الفطرِ قبل الخروج إلى المُصلى:

رَوَى البُخَارِيُّ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِزَكَاةِ الْفِطْرِ قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلَاةِ[1].


وَزكاة الفطر: مقدارُها صاع من طعام عن كل مسلم ذكرًا كان أو أنثى، حرًّا كان أو عبدًا، صغيرًا كان أو كبيرًا.

والصاع: يساوي أربعة أمداد.

وأمداد: جمع مُدٍّ، وهو يساوي مِلء كفَّي الرجل المُعتَدل الخِلْقَة.


الأدب الثاني: الاغتسال للعيد:

روى الشافعي بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ زَاذَانَ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ عَلِيًّا رضي الله عنه عَنِ الْغُسْلِ، قَالَ: «اغْتَسِلْ كُلَّ يَوْمٍ إِنْ شِئْتَ»، فَقَالَ: لَا، الْغُسْلُ الَّذِي هُوَ الْغُسْلُ، قَالَ: «يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَيَوْمَ عَرَفَةَ، وَيَوْمَ النَّحْرِ، وَيَوْمَ الْفِطْرِ»[2].


الأدب الثالث: لُبسُ أحسنِ الثياب:

روى الطبراني بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَلْبَسُ يَوْمَ الْعِيدِ بُرْدَةً[3] حَمْرَاءَ[4].


الأدب الرابع: أكل تمرات قبل الخروج إلى المصلى في عيد الفطر:

رَوَى البُخَارِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لا يَغْدُو[5] يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ»[6].


وفي رواية: «وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا[7]»[8].


وروى ابنُ حِبَّان بِسندٍ صحيحٍ عَنْ أَنسٍ رضي الله عنه قَالَ: «مَا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فِطْرٍ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ ثَلَاثًا، أَوْ خَمْسًا، أَوْ سَبْعًا»[9].


الأدب الخامس: تأخير الفطر في عيد الأضحى حتى يرجع من المصلى فيأكل من أضحيته:

رَوَى التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنِ بُرَيْدَةَ رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلملَا يَخْرُجُ يَوْمَ اَلْفِطْرِ حَتَّى يَطْعَمَ، وَلَا يَطْعَمُ يَوْمَ اَلْأَضْحَى حَتَّى يُصَلِّيَ»[10]

 

وفي رواية للإمام أحمد بِسَنَدٍ حَسَنٍ «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ، وَلَا يَأْكُلُ يَوْمَ الْأَضْحَى حَتَّى يَرْجِعَ فَيَأْكُلَ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ»[11].


الأدب السادس: استحباب الإكثار من الصدقة يوم العيد:

رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَخْرُجُ يَوْمَ الْأَضْحَى، وَيَوْمَ الْفِطْرِ فَيَبْدَأُ بِالصَّلَاةِ، فَإِذَا صَلَّى صَلَاتَهُ وَسَلَّمَ قَامَ فَأَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ وَهُمْ جُلُوسٌ فِي مُصَلَّاهُمْ، فَإِنْ كَانَ لَهُ حَاجَةٌ بِبَعْثٍ[12] ذَكَرَهُ لِلنَّاسِ، أَوْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ بِغَيْرِ ذَلِكَ أَمَرَهُمْ بِهَا، وَكَانَ يَقُولُ: «تَصَدَّقُوا، تَصَدَّقُوا، تَصَدَّقُوا»، وَكَانَ أَكْثَرَ مَنْ يَتَصَدَّقُ النِّسَاءُ[13].

 

وروى ابن مَاجَهْ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْرُجُ يَوْمَ الْعِيدِ فَيُصَلِّي بِالنَّاسِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يُسَلِّمُ فَيَقِفُ عَلَى رِجْلَيْهِ فَيَسْتَقْبِلُ النَّاسَ وَهُمْ جُلُوسٌ، فَيَقُولُ: «تَصَدَّقُوا، تَصَدَّقُوا» فَأَكْثَرُ مَنْ يَتَصَدَّقُ النِّسَاءُ بِالْقُرْطِ[14]، وَالخَاتَمِ، وَالشَّيْءِ[15].


ورَوَى البُخَارِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قال: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَضْحًى، أَوْ فِطْرٍ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى المُصَلَّى، فَوَعَظَ النَّاسَ وَأَمَرَهُمْ بِالصَّدَقَةِ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ تَصَدَّقُوا»، فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ» فَقُلْنَ: وَبِمَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ[16] الْعَشِيرَ[17]، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ[18] الرَّجُلِ الحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ، يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ»، ثُمَّ انْصَرَفَ فَلَمَّا صَارَ إِلَى مَنْزِلِهِ جَاءَتْ زَيْنَبُ امْرَأَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ إِنَّكَ أَمَرْتَ الْيَوْمَ بِالصَّدَقَةِ، وَكَانَ عِنْدِي حُلِيٌّ لِي، فَأَرَدْتُ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِهِ، فَزَعَمَ ابْنُ مَسْعُودٍ أَنَّهُ وَوَلَدَهُ أَحَقُّ مَنْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «صَدَقَ ابْنُ مَسْعُودٍ، زَوْجُكِ وَوَلَدُكِ أَحَقُّ مَنْ تَصَدَّقْتِ بِهِ عَلَيْهِمْ»[19].


الأدب السابع: الذهاب إلى مصلى العيد من طريق، والرجوع من آخر:

رَوَى البُخَارِيُّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ»[20].


ورَوَى التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا خَرَجَ يَوْمَ الْعِيدِ فِي طَرِيقٍ رَجَعَ فِي غَيْرِهِ»[21].


الأدب الثامن: الذَّهاب إلى مصلى العيد ماشيًا:

رَوَى التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ: «مِنَ السُّنَّةِ أَنْ تَخْرُجَ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا، وَأَنْ تَأْكُلَ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ»[22].


الأدب التاسع: استحباب خروج النساء لصلاة العيد بلا تَزَيُّنٍ، أو تبرج، أو تَطَيُّبٍ:

رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «أُمِرْنَا أَنْ نُخْرِجَ الحُيَّضَ يَوْمَ الْعِيدَيْنِ، وَذَوَاتِ الْخُدُورِ[23] فَيَشْهَدْنَ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ وَدَعْوَتَهُمْ، وَيَعْتَزِلُ الحُيَّضُ عَنْ مُصَلَّاهُنَّ»، قَالَتِ امْرَأَةٌ: يَا رَسُولَ اللهِ إِحْدَانَا لَيْسَ لَهَا جِلْبَابٌ؟ قَالَ: «لِتُلْبِسْهَا صَاحِبَتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا»[24].


أقول قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ لي، ولكم.

 

الخطبة الثانية

الحمدُ لله وكفى، وصلاةً وَسَلامًا على عبدِه الذي اصطفى، وآلهِ المستكملين الشُّرفا، وبعد..

الأدب العاشر: التكبير أيام العيدين:

قال تعالى عن عيد الفطر: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185].


وروى ابن أبي شيبة بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ فَيُكَبِّرُ حَتَّى يَأْتِيَ المُصَلَّى وَحَتَّى يَقْضِيَ الصَّلَاةَ فَإِذَا قَضَى الصَّلَاةَ قَطَعَ التَّكْبِيرَ»[25].


وروى الدارقطنيبِسَنَدٍ صَحِيحٍ عن مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهماأَنَّهُ كَانَ يَغْدُو[26] يَوْمَ الْعِيدِ وَيُكَبِّرُ وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ حَتَّى يَبْلُغَ الْإِمَامُ[27].


ووقت التكبير في عيد الفطر: يبتدئ من ليلة العيد إلى أن يدخل الإمام لصلاة العيد.

وأما في الأضحى فالتكبير من فجر يوم عرفة إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر من ذِي الحجة.

وصفة التكبير: أن يقولَ: «اللهُ أكبرُ كبيرا، اللهُ أكبرُ كبيرًا، اللهُ أكبرُ وأجلُّ، اللهُ أكبرُ، ولله الحمدُ»[28].

أو يقول: «اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، وَللهِ الْحَمْدُ»[29].


الأدب الحَاديَ عَشَرَ: يستحب أن يقول كل مسلم لأخيه المسلم: تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا، وَمِنْك.

روى الحافظ ابن حجر العسقلانيُّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قَالَ: «كَانَ أَصْحَابُ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا الْتَقَوْا يَوْمَ الْعِيدِ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا، وَمِنْك»[30].


الأدب الثَّانيَ عَشَرَ: استحباب الأضحية لمن قدَرَ عليها:

رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: «ضَحَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِكَبْشَيْنِ[31] أَمْلَحَيْنِ[32]، فَرَأَيْتُهُ وَاضِعًا قَدَمَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا[33]يُسَمِّي، وَيُكَبِّرُ، فَذَبَحَهُمَا بِيَدِه»[34].


وروى البخاري ومسلم عَنِ البَرَاءِ رضي الله عنهقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ، فَقَالَ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ مِنْ يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ، فَنَنْحَرَ فَمَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا»[35].


ولا يجزئ في الأَضاحيِّ أربعة:

أحدها: العوراء الظاهر عورُها.

الثانية: المريضة الظاهر مرضُها.

الثالثة: العرجاء الظاهر عرجُها.

الرابعة: الضعيفةُ المهزولة لا تقوم من الهُزال؛ لأجل ضعفها.


روى أبو داود بسند صحيح عن الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنهقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَرْبَعٌ لَا تَجُوزُ فِي الْأَضَاحِيِّ: الْعَوْرَاءُ بَيِّنٌ عَوَرُهَا، وَالمَرِيضَةُ بَيِّنٌ مَرَضُهَا، وَالْعَرْجَاءُ بَيِّنٌ ظَلْعُهَا[36]، وَالْعَجْفاءُ[37] الَّتِي لَا تُنْقِي[38]»[39].


ولا يجزئ في الأَضاحيِّ إلا الثَّنيّ من الغنم، أو البقر، أو الإبل:

روى مُسلِمٌ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا تَذْبَحُوا إِلَّا مُسِنَّةً إِلَّا أَنْ يَعْسُرَ عَلَيْكُمْ، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ»[40].


والمُسِنَّة: هي الثَّنِيَّةُ من كلِّ شيءٍ من الإبل، والبقر، والغنم فما فوقها[41].

والثَّنيُّ من الغنم ما أكمل سنةً، ودخلَ في الثانية.

والثَّنِيُّ من البقر ما أكمل سنتين، ودخل في الثالثة.

والثَّنِيُّ من الإبل ما أكمل خمس سنوات، ودخل في السادسة.

والجَذَعَة من الضأن ما له ستة أشهر.


الأدب الثَّالثَ عَشَرَ: من أراد أن يضحِّي فلا يأخذ من شعره، ولا من أظفاره شيئًا من دخول هلال ذي الحجة حتى يضحي:

رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ»[42].


وفي رواية: «فَلَا يَأْخُذَنَّ شَعْرًا، وَلَا يَقْلِمَنَّ ظُفُرًا»[43].


ورَوَى النَّسَائِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عن أمِّ سَلمةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ فَلَا يَقْلِمْ مِنْ أَظْفَارِهِ، وَلَا يَحْلِقْ شَيْئًا مِنْ شَعْرِهِ فِي عَشْرِ الْأُوَلِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ[44]»[45].


الدعـاء...

اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لنا، وترحمنا، وإذا أردت فتنةَ قوم فتوفَّنا غير مَفتونين.


اللهم إنا نسألك حبَّك، وحبَّ من يحبك، وحب كل عمل يقرِّبنا إلى حبك.


اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمنا منه، وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم.


اللهم إنا نسألك من خيرٍ ما سألك عبدك ونبيك صلى الله عليه وسلم ونعوذ بك من شر ما استعاذ بك منه عبدك ونبيك صلى الله عليه وسلم.


اللهم إنا نسألك الجنة، وما قرَّب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرَّب إليها من قولٍ أو عمل، ونسألك أن تجعل كل قضاء قضيتَه لنا خيرًا.


أقول قولي هذا، وأقم الصلاة.



[1] صحيح: رواه البخاري (1509).

[2] صحيح: رواه الشافعي (1/ 40 ترتيب)، قال البوصيري في «إتحاف الخيرة» (2/ 265): رجاله ثقات، وصححه الألباني في «الإرواء» (1/ 177).

[3] البردة: ثوب مخطط يلتحف به.

[4] حسن: رواه الطبراني في «المعجم الأوسط» (7609)، وقال الهيثمي (2/ 189): «رجاله ثقات»، وكذلك قال الألباني في «الصحيحة» (1279).

[5] لا يَغْدُو: أي لا يخرج إلى المصلى لصلاة العيد.

[6] صحيح: رواه البخاري (953).

[7]وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا: أي فردا ثلاثًا، أو خمسًا، أو سبعًا، أو أقل من ذلك، أو أكثر.

[8] صحيح: هذه الرواية علقها البخاري بصيغة الجزم، ووصلها ابن خزيمة (1342) بسند حسن.

[9] صحيح: رواه ابن حبان (2861)، وصححه الألباني.

[10] حسن: رواه أحمد (5/ 352)، والترمذي (542)، وابن حبان (2812) واللفظ للترمذي، وقال الحاكم في «المستدرك» (1/ 294): «هذه سنة عزيزة من طريق الرواية، مستفيضة في بلاد المسلمين»، وصححه ووافقه الذهبي.

[11] حسن: في إسناد أحمد عقبة بن عبد الله الرفاعي وهو ضعيف ولكن تابعه ثواب بن عتبة عند ابن حبان (2812/ إحسان) وهو أقوى منه فقد وثقه ابن معين، وقال أبو داود: ليس به بأس، فالحديث حسن، ولذلك قال ابن عدي بعد ما ذكر المتابعة: ولا يلحقه بهذين ضعف.

[12] حَاجَةٌ بِبَعْثٍ: أي ببعث عسكر لموضع.

[13] صحيح: رواه مسلم (889).

[14]بِالْقُرْطِ: نوع من الحلي يوضع في الأذن.

[15] صحيح: رواه ابن ماجه (1288).

[16]وَتَكْفُرْنَ: كفرانها سترها بترك أداء شكرها.

[17]الْعَشِيرَ: أي المعاشر، وهو المخالط، وكفران العشير جحد نعمته، وإحسانه، واستقلال ما كان منه.

[18] للب: أي لعقل.

[19] صحيح: رواه البخاري (1462).

[20] صحيح: رواه البخاري (986).

[21] صحيح: رواه الترمذي (541)، وحسنه، وصححه الألباني.

[22] حسن: رواه الترمذي (530)، وحسنه، ووافقه الألباني.

[23] ذوات الخدور: أي البكر البالغة التي يجعل لها ستر في جانب البيت.

[24] متفق عليه: رواه البخاري (351)، ومسلم (890).

[25] صحيح مرسل: رواه ابن أبي شيبة (3/ 12)، وقال الألباني في «إرواء الغليل» (3/ 123): «هذا سند صحيح مرسلًا».

[26] يغدو: أي يذهب.

[27] صحيح: رواه الدارقطني (180)، وابن أبي شيبة (3/ 12)، وصححه الألباني في «الإرواء» (650).

[28]صحيح: رواه ابن أبي شيبة (3/ 17) بإسناد صحيح.

[29]صحيح: رواه ابن أبي شيبة (5633) عن ابن مسعود رضي الله عنه بإسناد صحيح كما في «إرواء الغليل» (3/ 125).

[30] انظر: «فتح الباري» (2/ 446).

[31]الكبش: هو ذكر الضأن في أي سن كان.

[32] أَمْلَحَيْنِ: تثنية أملح، وهو الذي فيه بياض وسواد، والبياض أكثر.

[33]عَلَى صِفَاحِهِمَا: أي صفحة العنق، وهي جانبه وإنما فعل هذا ليكون أثبت له، وأمكن؛ لئلا تضطرب الذبيحة برأسها، فتمنعه من إكمال الذبح، أو تؤذيه.

[34] متفق عليه: رواه البخاري (5558)، ومسلم (1966).

[35] متفق عليه: رواه البخاري (951)، ومسلم (1961).

[36] ظلعها: أي عوجها؛ [انظر: «النهاية في غريب الحديث» (3/ 158)].

[37] العجفاء: أي الضعيفة المهزولة.

[38] لا تنقي: أي لا دُهنَ لها في عظامها؛ [انظر: «معالم السنن»، للخطابي (2/ 230)، و«فتح الباري»، لابن حجر (1/ 198)].

[39] صحيح: رواه أبو داود (2802)، والترمذي (1497)، وقال: حسن صحيح، والنسائي (4371)، وابن ماجه (3144)، وأحمد (18675)، وصححه الألباني.

[40] صحيح: رواه مسلم (1963).

[41] انظر: «شرح صحيح مسلم» (13/ 117).

[42] صحيح: رواه مسلم (1977).

[43] صحيح: رواه مسلم (1977).

[44] فِي عَشْرِ الْأُوَلِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ: أي في أول تسعة أيام من ذي الحجة، واليوم العاشر دخل من باب التغليب.

[45] صحيح: رواه النسائي (4362).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة