• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / العيد سنن وآداب / خطب


علامة باركود

خطبة عيد الفطر المبارك للعام 1440هـ

خطبة عيد الفطر المبارك للعام 1440هـ
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد


تاريخ الإضافة: 2/7/2019 ميلادي - 29/10/1440 هجري

الزيارات: 16612

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة عيد الفطر المبارك للعام 1440هـ

 

[الحمد لله، الله أكبر (تسعاً نَسَقاً): الله أكبرُ عددَ ما صام صائم وأفطر، اللهُ أكبر عددَ ما هَلَّل مهلِّل وكبَّر...

 

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

 

الحمد لله الذي سهَّل للعباد طريق العبادة ويسَّر، وأفاضَ عليهم من خزائن جوده التي لا تُحصَر، وجعل لهم عيداً يعود في كل عام ويتكرر، نقَّاهم به من درَن الذنوب والخطايا وطهَّر، فما مضى شهرُ الصيام؛ إلا وأعقبه أشهرُ الحج إلى بيته المطهَّر، أحمده سبحانه وتعالى على نعمه التي لا تُحصَر، وأشكره وهو المستحق لأنْ يُحْمدَ ويشكر.

 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خلَق فقدَّر، ودبَّر فيسَّر، وأشهد أن محمداً عبده ورسولُه صاحبَ اللواءِ والكوثر، نبيٌّ نُصِر بالرعب مسيرة شهر، حتى إنه ليخافه ملك بَني الأصفر؛ نبيٌّ غُفِر له ما تقدم من ذنبه وما تأخّر، ومع ذلك قام على قدمِه الشريف حتى تفطَّر.

 

اللهمّ صلِّ على محمد وعلى آله وصحبه ما لاحَ هلالٌ وأنور، وسلِّم تسليمًا كثيراً.

 

أما بعد:

فيا عباد الله، اتقوا الله تعالى، واعلموا أنه ليس السعيد من أدرك العيد ولبس الجديد، إنما السعيد من اتقى اللهَ فيما يبدي ويعيد، وفازَ بجنة نعيمها لا يفنى ولا يبيد، ونجَا من نار حرُّها شديد، وقعرها بعيد، وطعامُ أهلها الزقُّوم وشرابهم الصديد، ولباسهم القطران والحديد].

 

لله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله.

 

أيها المسلمون، حافظوا على طاعَاتكم وعبادتكم لله جلًّ جلاله دائمًا وأبدًا؛ في رمضان وفي غير رمضان، ﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴾ [البقرة: 238].

 

فلو تَرَكْتَ صلاةً واحدةً فكأنما فَقَدتَ أهلَك وخسرت مالك، فقدْ ثبت أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: («الَّذِي تَفُوتُهُ صَلاَةُ العَصْرِ، كَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ»). (خ) (552)، (م) 200- (626)، فتَرْكُ صَلَاةٍ -واحدة- مِنَ الصَّلَوَاتِ الْمَفْرُوضَةِ مُتَعَمِّدًا مِنَ الْكَبَائِر، عَنْ مُعَاذٍ رضي الله عنه قَالَ: أَوْصَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: ("لَا تُشْرِكْ بِاللهِ شَيْئًا؛ وَإِنْ قُتِلْتَ وَحُرِّقْتَ، وَلَا تَعُقَّنَّ وَالِدَيْكَ؛ وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ، وَلَا تَتْرُكَنَّ صَلَاةً مَكْتُوبَةً مُتَعَمِّدًا؛ فَإِنَّ مَنْ تَرَكَ صَلَاةً مَكْتُوبَةً مُتَعَمِّدًا؛ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللهِ"). (حم) (22128).

 

وكتب عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -رضي الله عنه- إِلَى عُمَّالِهِ: (إِنَّ أَهَمَّ أَمْرِكُمْ عِنْدِي الصَّلاَةُ، فَمَنْ حَفِظَهَا وَحَافَظَ عَلَيْهَا؛ حَفِظَ دِينَهُ، وَمَنْ ضَيَّعَهَا فَهُوَ لِمَا سِوَاهَا أَضْيَعُ). (ط) (6).

 

الله أكبر الله أكبر كبيراً.

 

وأدُّوا زكاة أموالكم، فالزكاة قرينةُ الصلاة، ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ﴾ [البقرة: 43]، فمن بخل ولم يخرج زكاة ماله؛ فلن يبارك له في ماله، ولينتظر ما ورد في هذه الآية من وعيد: ﴿ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ﴾ [التوبة: 35].

 

وصوموا شهركم، فمن لم يصم رمضان عمداً دون عذر؛ فقد هدم ركناً من أركان الإسلام، ففي حديث الرؤيا الطويل، قال صلى الله عليه وسلم: ("فَإِذَا أَنَا بِقَوْمٍ مُعَلَّقِينَ بِعَرَاقِيبِهِمْ، مُشَقَّقَةٍ أَشْدَاقُهُمْ، تَسِيلُ أَشْدَاقُهُمْ دَمًا، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟! قَالَا: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُفْطِرُونَ قَبْلَ تَحِلَّةِ صَوْمِهِمْ..."). (خز) (1986)، (حب) (7491).

 

[أيها الناس، حجُّوا البيت الحرام، فإنّ حجَّه أحدُ أركان الإسلام، يكفِّر الله به جميع الذنوب -والخطايا- والآثام، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 97].

 

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد].

 

[واعلموا أن الله تعالى أمركم ببرِّ الوالدين وصلة الأرحام، والصبرِ على فجائع الأيام، والإحسان إلى الضعفاء والأيتام].

 

الله أكبر الله أكبر كبيراً.

 

واحذروا عباد الله، من أن تشركوا بِاللهِ شيئًا، أو تحلفوا بِغَيْرِ اللَّهِ فإنه مِنَ الْكَبَائِر، فقد ثبت أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ("مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ")... (ت) (1535).

 

وإياكم أن تستهزئوا بالله ورسله وملائكته، أو بكتاب من كتب الله أو بآية من القرآن، أو بسنة من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو بأي شيء من دين الله جلّ جلاله.

 

الله أكبر الله أكبر كبيراً.

 

وإياك أخي المسلم أن تذبح لِغَيْرِ اللهِ، أو ترجوَ غيرَ الله، أو تستغيثَ بغير الله، أو تستعيذَ بغير الله، أو تخافَ من غير الله، أو تخشعَ أو تذلَّ لغير الله.

 

إخواني؛ وإياكم والْجِدَالَ فِي الْقُرْآنِ فإنه مِنَ الْكَبَائِر، قَالَ سبحانه وتَعَالَى: ﴿ مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ ﴾ [غافر: 4]، وقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("الْمِرَاءُ")، وفي رواية: ("الْجِدَالٌ فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ، فَمَا عَرَفْتُمْ مِنْهُ فَاعْمَلُوا، وَمَا جَهِلْتُمْ مِنْهُ؛ فَرُدُّوهُ إِلَى عَالِمِهِ"). (حم) (6702)، (9479).

 

الله أكبر الله أكبر كبيراً.

 

وحذار أخي في دين الله، من السحرِ والكهانةِ، وإتْيَانِ الْكُهَّانِ والْعَرَّافِينَ والدجالين، واحذر من عُقُوقِ الوَالِدَيْنِ، وَقَوْلِ الزُّورِ، وَشَهَادَةِ الزُّورِ، والْإخْلَافِ بِالْوَعْدِ، والغدر بالعهد، والْقُنُوطِ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ فإنه مِنَ الْكَبَائِر، قَالَ سبحانه وتَعَالَى: ﴿ لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ ﴾ [فصلت: 49].

 

وإياكم من معاداة وبغضِ آلِ بَيْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خصوصًا، وسائر الصحابةِ عموماً، فإنه مِنَ الْكَبَائِر، فقد قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ لَا يَبْغَضُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ أَحَدٌ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ النَّارَ"). (ك) (4717)، (حب) (6978)، انظر الصَّحِيحَة: (2488).

 

وإياكم والتَّشَبُّهَ بِالمشركين والْكُفَّارِ، وأكلِ أموال اليتامى، والرياءِ، وقتلِ النفسِ التي حرم الله، والانتحارِ، وإياكم واتهامِ المؤمنين الأبرياء، والمؤمناتِ البريئات، وقطيعةِ الأرحام، وهجرانِ الأصحاب، عافانا الله وإياكم من الانقسام، وإياكم من الإساءةِ إلى المسلمين عمومًا، والجيرانِ خصوصًا.

 

الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله.

 

واحذر أخي في الدين؛ من الابتداع في دين الله عزَّ وجلَّ، وتَكْفِيرِ الْمُسْلِمِين، أو تبديعِهم أو تفسيقِهم، دون وجه حقٍّ؛ لئلاَّ يرجع عليك حكمُك عليهم، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ("أَيُّمَا امْرِئٍ قَالَ لِأَخِيهِ: يَا كَافِرُ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا؛ إِنْ كَانَ كَمَا قَالَ؛ وَإِلَّا رَجَعَتْ عَلَيْهِ"). (م) (60).

 

وإياكم أن تتبادلوا الشتائم والسباب، أو تحدثوا المنازعة والشجار، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: («سِبَابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ»). (خ) (7076).

 

والحذر الحذر من إِتْيَانِ الرَّجُلِ زَوْجَتَهُ الْحَائِضَ فقد قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("مَنْ أَتَى حَائِضًا، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم"). (ت) (135)، (جة) (639)، (الإرواء: 2006)، و(المشكاة:551). ولتحذر الزوجات من عَدَمِ تَمْكِينِ أزواجهنَّ مِنْ أنفسِهنّ دون عذر، فإنه مِنَ الْكَبَائِر، لقول رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ("... فَإِنِّي لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِغَيْرِ اللَّه؛ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ؛ لَا تُؤَدِّي الْمَرْأَةُ حَقَّ رَبِّهَا؛ حَتَّى تُؤَدِّيَ حَقَّ زَوْجِهَا، وَلَوْ سَأَلَهَا نَفْسَهَا وَهِيَ عَلَى قَتَبٍ لَمْ تَمْنَعْهُ"). (جة) (1853)، (حم) (19403)، ويا من عددتم الزوجات! وإياكم وعَدَمَ الْعَدْلِ بَيْنَ الزَّوْجَات.

 

[واجتنبوا الربا في المبايعات؛ فإنه من أكبر السيئات، ومن السبع الموبقات، قال سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ* فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 278، 279]].

 

وقال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("دِرْهَمُ رِبًا يَأكُلُهُ الرَّجُلُ وَهُوَ يَعْلَمُ؛ أَشَدُّ مِنْ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ زَنْيَةً"). (حم) (21957)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (3375)، الصَّحِيحَة: (1033).

 

الله أكبر الله أكبر كبيراً.

 

أيها المسلمون، أيها الشباب، احذروا جريمة اللِّوَاط فإنها مِنَ الْكَبَائِر، فقد دمّر الله قرية قوم لوط عليه السلام؛ لابتداعها هذه الجريمة، قال سبحانه: ﴿ فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ ﴾ [الحجر: 74]، واحذروا الزنا، فقد قَالَ سبحانه وتَعَالَى: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 32].

 

واجتنبوا شُرْبَ الْخَمْرِ، وكلّ المسكرات والمخدّرات، قَالَ تَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [المائدة: 90]، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("اجْتَنِبُوا الْخَمْرَ، فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ"). (ك) (7231)، صَحِيح وَالتَّرْهِيب: (2368).

 

واحذروا -إخواني- الِاسْتِمَاعَ لِلْمَعَازِفِ الْمُحَرَّمَةِ، وآلاتِ اللّهوِ المطربة، قَالَ سبحانه وتَعَالَى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [لقمان: 6]، وقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ") -أي: أمة محمد صلى الله عليه وسلم سيكون فيها- ("خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ")، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ: (وَمَتَى ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟) قَالَ: ("إِذَا شَرِبُوا الْخُمُورَ، وَاتَّخَذُوا الْقَيْنَاتِ")، -أي: المغنيات- ("وَضَرَبُوا بِالْمَعَازِفِ")، وفي رواية: ("إِذَا ظَهَرَتِ الْمَعَازِفُ وَالْقَيْنَاتُ، وَاسْتُحِلَّتِ الْخَمْرُ"). (طب) (5810)، (ت) (2212)، الصَّحِيحَة: (2203).

 

عباد الله، ﴿ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾ [هود: 85].

الله أكبر الله أكبر كبيراً.

 

الخطبة الآخرة

الحمد لله [الله أكبر (سبعاً نسقاً).

الحمد لله الذي خلق آدم من طين، وجعل نسله من سلالة من ماء مهين، قسّمهم بعلمه إلى أصحاب شمالٍ وأصحاب يمين...، غير أن للسعادة والشقاوة عنواناً يستبين، أحمَده سبحانه حمْدَ أوليائه المتقين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، المـَلِك الحقُّ المبين، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله الصادق -الوعد- الأمين، اللهم صلّ على محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين؛ أمّا بعد:

 

فيا عباد الله! اتقوا الله تعالى وأطيعوه، وعظِّموا أمره ولا تعصوه، وعليكم بغضّ البصر؛ فإن النظرةَ سهمٌ من سهام إبليس، قال تعالى: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا... ﴾ [النور: 30، 31].

 

واعلموا أن الله تعالى أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، اللهمَّ صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمَّدٍ النبيِّ الهاشميِّ العربيِّ الأوفَى، وارْضَ اللهم عن الأربعة الخلفا، والسادة الحنفا؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أهل الصدق والوفا، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان ولطريقتهم اقتفى، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا خير من تجاوز وعفا.

 

اللهم أعزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، واحم حوزة الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناًّ وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين. اللهم اقمع أهل الشرك والريب والفساد، وانشر رحمتك على هؤلاء العباد، يا من له الدنيا والآخرة وإليه المعاد. الله أكبر الله أكبر كبيراً.

 

عباد الله:

﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [النحل: 90، 91]، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون]. [1]

 

وتقبل الله مني ومنكم ومن سائر المسلمين صالح الأعمال، وتجاوز عن سيئها، اللهم آمين.



[1] ما بين المعكوفتين من (الخطب المنبرية) بتصرف.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة