• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / العيد سنن وآداب


علامة باركود

خطبة عيد الفطر 1440هـ

الشيخ سليمان السلامة


تاريخ الإضافة: 13/6/2019 ميلادي - 10/10/1440 هجري

الزيارات: 9614

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة عيد الفطر 1440هـ

 

الحمد لله الكريم الوهاب، الغفور التواب، الله أكبر (تسع مرات)، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العزيز الرحيم البر الكريم، الذي أحسَن كلَّ شيءٍ خلَقه، ربنا الذي أعطى كل شيء خلقَه ثم هدى، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله وحبيبه وخليله، الهادي إلى صراط مستقيم، والداعي إلى دينٍ قويم، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وعلى سائر النبيين وسائر الصالحين.


أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله، فالتقوى شرف في الدنيا وفوز في الاخرة، من لزم التقوى حسنت خاتمته، وكانت الجنة مستقَرَّه؛ قال الله تعالى: ﴿ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 31، 32]، الله أكبر الله أكبر، الله أكبر كبيرًا.

 

أيها المؤمنون، احمدوا الله على نعمته العظيمة بتيسير الصيام والقيام، وبلوغ هذا اليوم العظيم يوم عيد الفطر، يوم الفرح بإكمال عدة رمضان، فاحمدوا الله كثيرًا واشكروه بكرةً وأصيلًا، وليكن فرحنا منضبطًا بحدود شرعنا، مبتعدين عن فرح لا يرضي الله؛ كسماع الموسيقا والغناء، فذلك محرم بإجماع العلماء، أظهروا فرحكم وجمِّلوا عيدكم بابتسامة وأسارير براقة، وسلام وهدية وصلة، وتوسعة على الأهل والأقارب، وإظهار لأثر نعمة الله على عبده، أسال الله أن يسعد عيدكم وأيامكم.

 

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.

يا سعادة من كان له شهر رمضان شاهدًا متخمًا بالحسنات ومليئًا بالقربات، ويا سعادة من أتبع شهر رمضان بصيام ست من شوال، فذلك صيام الدهر، وإن الحياة لا تطيب ولا تزكو إلا بدوام الصلة مع الله والقرب من الله، في عبادة من العبادات حتى ولو كانت قليلة، نفوسنا لا تطمئن إلا بغذاء روحي يومي؛ قال الله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].

 

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.

أيها الناس، ربُّنا في القرآن أمرنا في أكثر من آية أن نستقيم؛ قال الله تعالى: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [هود: 112].

 

والأمر بالاستقامة هي وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم للصحابي سفيان الثقفي رضي الله عنه حينما قال: يَا رَسُولَ اللهِ، قُلْ لِي فِي الْإِسْلَامِ قَوْلًا لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ قَالَ: "قُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ، فَاسْتَقِمْ"؛ رواه مسلم.

 

الاستقامة يا مسلم كلمة جامعة للخير والسجايا الحميدة، تقييد بقيود الدين، وتسليم لأحكام شرع الله؛ قال الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 51].

 

الاستقامة مركب أمان، وحصن حصين من مضلات الفتن وطوق نجاة في بحر الشهوات والشبهات؛ قال الله تعالى: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾ [الأنعام: 153].

 

الاستقامة طريق وسط بين الغلاة المتشددين، والمفرطين المضيعين لدين الله، الاستقامة هي العجلة إلى ما يرضي الرب، وكراهية المعاصي وهجران أماكن المعاصي.

 

الاستقامة أحكام ثابتة، فليست الاستقامة في عهد النبي وصحابته قديمة ومنتهية الصلاحية، بل الاستقامة متأصلة متجذرة ثابتة، مهما مرَّ من أزمان ومهما تعاقبت من أجيال؛ قال الله تعالى: ﴿ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ﴾ [البقرة: 138].

 

الاستقامة ليست انتماءً لحزب ولا لجماعة ولا لشخص، إنما صلة بالله، ومتابعة لرسول الله: ﴿ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ [المائدة: 56].

 

الاستقامة لا تمنع الناس مما أباحه الله، لا تحرم الحلال، ولا تحلل الحرام، لا تمنع التمتع بالزينة والطيبات من الرزق، ليست الاستقامة تجهمًا ولا قتلًا للفرحة والابتسامة، لكن من سلك طريق الاستقامة لا يعني أنه معصوم ومثالي في كل أحواله، كلَّا، بل المستقيم يخطئ ويقصر، ولذا قال ربنا: ﴿ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ ﴾ [فصلت: 6]، فمن استقام ووقع منه خطأ، فليبادر للاستغفار.

 

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.

عباد الله، طريق الاستقامة بدايته في الدنيا ونهايته في الجنة، لكن على جنبات هذا الطريق صوارف ومشتتات ودعاة إلى الشهوات، تأملوا رعاكم الله هذا المثل الذي ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فعن النواس بن سمعان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا، وَعَلَى جَنْبَتَيْ الصِّرَاطِ سُورَانِ، فِيهِمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ، وَعَلَى الْأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ، وَعَلَى بَابِ الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ، ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعًا، وَلَا تَتَعَرَّجُوا، وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ فَوْقِ الصِّرَاطِ، فَإِذَا أَرَادَ يَفْتَحُ شَيْئًا مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ، قَالَ: وَيْحَكَ لَا تَفْتَحْهُ، فَإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ، وَالصِّرَاطُ الْإِسْلَامُ، وَالسُّورَانِ: حُدُودُ اللَّهِ، وَالْأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ: مَحَارِمُ اللَّهِ، وَذَلِكَ الدَّاعِي عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ: كِتَابُ اللَّهِ، وَالدَّاعِي مِنِ فَوْقَ الصِّرَاطِ: وَاعِظُ اللَّهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ)؛ رواه الإمام أحمد.

 

الله أكبر الله أكبر، الله أكبر كبيرًا.

يا مؤمنون، الاستقامة على دين الله ثمارها يانعة وعاقبتها حميدة؛ قال الله تعالى: ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴾ [النساء: 175]، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما رواه الإمام أحمد: (استقيموا ولن تحصوا)، ومن معاني ذلك: أي لن تحصوا مالكم عند الله من الأجر والثواب.

 

ثمرات الاستقامة عظيمة تستحق أن نلحق بركب المستقيمين، وأن نجاهد أنفسنا بالثبات على الاستقامة؛ قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ﴾ [فصلت: 30 - 32].

 

اللهم يا ربَّنا حبِّب إلينا الإيمان وزيِّنه في قلوبنا، وكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين.

 

عباد الله، قلت ما سمِعتموه وأستغفر الله فاستغفروه.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله لا عزَّ لنا إلا بطاعته، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد:

 

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

أيتها المؤمنات، خيار النساء مَن تبادر بالاستقامة على أمر ربها، تتعبد لله بحجابها وجلبابها وعِفَّتها، وسائر عباداتها، مع القيام بحق الزوج؛ قال صلى الله عليه وسلم: (المرأة إذا صلَّت خَمسها، وصامت شهرها، وأحصنت فرجَها، وأطاعت بعلها، فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت)؛ رواه أبو نعيم في الحلية.

 

أيتها المسلمات، على أيديكنَّ يصنع الرجال وتُعد الفتيات، من الصالحين والصالحات، والمستقيمين والمستقيمات، ليكن بيتك بيئة معينة على تنشئة مستقيمة، استقامة أهل بيتك سعادة في الدنيا وصدقة جارية، وأجور مضاعفة، وإن فرَّقكم الموت في لاحق الأيام، فإن الأسر المستقيمة ستجتمع في الجنة؛ قال الله تعالى: ﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ﴾ [الرعد: 23]، اللهم اجعَلنا منهم.

 

الله أكبر الله أكبر، الله أكبر كبيرًا.

أيها المسلمون، اعتزوا بإسلامكم، وتميَّزوا بالاستقامة على ما يريد الله، محافظةً على الصلوات وأداءً للزكاة، وصومًا لرمضان، وحجًّا لبيت الله، وأداءً لحقوق الوالدين وصلةً للأرحام، ونبذًا للفرقة، ومحافظةً على النعم بشُكرها واستعمالها فيما يرضي الله؛ يقول ربُّنا جل وعلا: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 71].

الله أكبر الله أكبر، الله أكبر كبيرًا.

عباد الله، صلُّوا وسلِّموا على رسول الله.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة