• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / ملف الحج / مقالات في الحج


علامة باركود

من أسرار الحج

مصطفى أحمد


تاريخ الإضافة: 5/11/2011 ميلادي - 9/12/1432 هجري

الزيارات: 19237

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فرض الله الحجَّ على أمة الإسلام منذ أن رفعَ إبراهيمُ وابنُه - عليهما السلام - قواعدَ البيت العتيق في أطهرِ بقعة على وجهِ المعمورة، فقد أمره المولى - عزَّ وجلَّ - أن ينادي في النَّاسِ بالحج، فنادي - عليه وعلى نبينا الصَّلاةُ والسلام -: ((أيها النَّاسُ، إنَّ الله قد فرضَ عليكم الحجَّ فحجوا))، فلبى النَّاس، حتى الذين ما زالوا في أصلابِ آبائهم.

 

منافع دنيوية وأخروية:

وإذا كان النداءُ عامًّا لجميعِ النَّاسِ في كلِّ زمان ومكان، فإنَّ هذا يعد أحد مؤشراتِ الوحدة ضدَّ العدوِّ الأكبر (إبليس اللعين).

 

وإذا كان المولى - عزَّ وجلَّ - قد ضمنَ لزوَّارِه مغفرةَ ذنوبهم: ((الحجَّاجُ والعمار وفدُ الله إن دعَوْه أجابهم، وإن استغفروه غفرَ لهم))، فإنَّ للحجِّ منافع دنيوية أخرى؛ اقرأ - إن شئتَ - قولَ المولى - سبحانه -: ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ﴾ [الحج : 27 ، 28].

 

وقِفْ وتأمَّلْ قولَ الله: ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ﴾، تجد أنَّ كلمةَ ﴿ مَنَافِعَ ﴾ جاءت جمعًا ونِكرة؛ وقد علَّل المفسرون وأهلُ البيان هذا المظهرَ الجمالي في اللفظةِ الكريمة، بأنها تفيدُ العمومَ والشمول، وكذلك التعظيم[1].

 

فهناك منافعُ كثيرة - قد لا يدركها القارئ - يجنيها الحاجُّ وكلُّ المسلمين من هذه الفريضة، وهي لا شكَّ منافعُ عظيمة دنيوية وأخروية.

 

ونظرًا لأهميةِ النواحي الاقتصادية والسياسية، فما الذي يمكنُ أن يخدمَ الناحيةَ الاقتصادية والسياسية من الحج؟ أو بعبارةٍ أخرى: ما المنافعُ والمقاصد الاقتصادية والسياسية في الحج؟

 

المضمون السياسي:

يأتي الحجَّاجُ من بقاعٍ مختلفة، بوسائلَ متعددة، يتحدثون لغاتٍ ولهجات متباينة، وقد تركوا الدنيا خلفهم؛ المال، الأهل، المنصب، الحسب، النسب، والزي، لكنَّهم توحَّدوا في الهدفِ والغاية، وهي طاعة الله ورسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم.

 

ومن أجلِ هذا الهدفِ العظيم، نراهم قد لبسوا زيًّا واحدًا، وتكلَّموا لغةً واحدة، واتجهوا نحو قبلةٍ واحدة، فهذه وحدةٌ أقوى من كلِّ وحدة، ورابطةٌ من أوثقِ الرَّوابط، تتعدى الحدودَ والفواصل مهما تعدَّدت.

 

فما أحوجَ المسلمين، وقد تباينت أوطانُهم، وتغايرت أوضاعُهم السياسية ونظمهم القيادية والدستورية أن يتحدوا معًا في هذه البقاعِ الطاهرة، ويدرسوا أوضاعَهم؛ ينبذون الفُرْقة، ويجمعون الشَّمل، ويصفون الأجواء، ينظرون أوضاعَ الأقلياتِ الإسلامية في جميعِ أنحاء العالم، يمدون لهم يدَ العونِ والمساعدة، يقفون صفًّا واحدًا ضدَّ أيِّ عدوٍّ لأي بلدٍ إسلامي، يكوِّنون اتحاداتٍ ومنظماتٍ إسلامية على غرارِ المنظمات الأخرى، ينشطون المنظماتِ الحالية.

 

يفعلون كلَّ ذلك وغيره، وقد خلصت نواياهم، وصفت قلوبُهم من كلِّ المظاهرِ التي يمكن أن تشكِّلَ عائقًا في هذا الميدانِ الحيوي.

 

والقرآنُ الكريم يناديهم وهم يقرؤون ذلك ويسمعونه: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ ﴾ [آل عمران : 103]، فهلاَّ ذكرنا نعمةَ الله علينا، الذي ألف بيننا بعد تفرق، واعتصمنا بحبل متين، وقاومنا العداوة والنزاع؟


المضمون الاقتصادي:

من المعلومِ يقينًا أنَّ الناحيةَ الاقتصادية تؤثرُ في الناحيةِ السياسية، وتتأثر بها، فالاستقرارُ الاقتصادي - في أيِّ مجتمع - دليلٌ على الاستقرارِ السياسي، واستقرار الأحوال السياسية كذلك يؤثر في الجانبِ الاقتصادي.

 

ولما كانت الوحدةُ والتعاون من المظاهرِ السياسية في الحج، فإنَّ الأوضاعَ السياسية، وكذلك الاقتصادية، تتأثران بهذا المظهر؛ ففي الحجِّ فرصةٌ للتعاونِ الاقتصادي، والتكامُلِ التجاري، فيمكن من خلالِه الاطلاعُ على نتاجِ الآخرين، ومصنوعاتِهم، ومزروعاتِهم، مما يجعلُ الفرصةَ مؤاتية لهذا التعاون[2].

 

ويمكن أن يمتدَّ هذا التعاونُ ليشملَ قاعدةً أكبر؛ وذلك لتكوينِ التكتل الاقتصادي الذي يحلمُ به الجميع (سوق إسلامية مشتركة)، على غرارِ ما تفعلُه المجتمعاتُ الأخرى.

 

إنَّ لدينا - والحمد لله - الكثير من مقوماتِ هذا السُّوق، أكثر من أي مجتمعٍ آخر، وأقوى هذه المقوماتِ الإسلامُ نفسُه.

 

كما أنَّ دراسةَ الأوضاعِ الاقتصادية للدول الإسلامية، ومد يد العون والمساعدة للدولِ الفقيرة من القضايا التي يمكنُ أن تشكِّلَ نقاط بحثٍ ودراسة بين المسؤولين عن هذا الجانبِ في عالمنا الإسلامي مترامي الأطراف، وإذا كانت الشُّعوبُ الإسلامية ذات مصيرٍ واحد، وهدف واحد، فإنَّ جسورَ التعاونِ الاقتصادي لن تجد - بإذن الله - ما يعوقها، كذلك فإنَّ تشابهَ الظُّروفِ التي يمرُّ بها العالم الإسلامي من ظروفٍ سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية، تحتِّمُ هذا التعاون، الذي يخرج بها من حدودِ الإقليمية التي صنعها الاستعمارُ لتحقيقِ مآرب لنفسِه، والإضرار - في المقابل - بهذه الشعوب، وجعلها تابعة اقتصاديًّا له، بعد أن فشلَ في السَّيطرةِ السياسية عليها، متحكمًا في اقتصادياتها، وقوت شعبها.

 

فمتى أدرك المسلمون هذا التصور، باتوا يعتصمونَ بحبلِ الله جميعًا، وينبذون الفُرقة، ومن خلالِ هذا التصور - أيضًا - يمكن تنشيطُ حركةِ الاستثمارِ في البلاد الإسلامية، في كلِّ بلدٍ على حدة، ثم بين بلدانِ العالم الإسلامي، والقضاء على معوقات هذا النَّشاطِ الحيوي[3].

 

ومن خلالِ رحلةِ الحجِّ المباركة، يمكن التعرفُ على التجارِبِ الاقتصادية للدولِ الإسلامية، والاستفادة منها، بعد تكييفِ هذه التجارب مع ظروفِ كلِّ مجتمعٍ على حدة.

 

ومن هذه التجارِب - التي هي أَوْلى بالتطبيق - تجاربُ بعضِ الدول الإسلاميةِ في النِّظام المصرفي، والقضاء على النظام الرِّبوي في التعاملاتِ المالية، وإخضاعها للشريعةِ الإسلامية الغرَّاء، ومما يؤسَفُ له انتشار البنوكِ الربوية في بلدان كثيرةٍ من العالَمِ الإسلامي، وما دامت القاعدةُ المالية (ربوية)، فإنَّ أيَّ نشاطٍ اقتصادي مهدَّدٌ بالكسادِ والتوقف.

 

وبعد، فالحجُّ بمقاصدِه السياسية المتمثلة في الوحدةِ والتضامن، لا يمكن فصلُه عن المقاصدِ الاقتصادية، التي تعد مؤشرًا على النجاحِ السياسي، فهلاَّ استفاد المسلمون بهذه المضامين فسعدوا في الدُّنيا والآخرةِ؟


نسأل الله ذلك.



[1]- صفوة التفسير؛ محمد علي الصابوني، نقلاً عن الفخرِ الرازي، ص (228).

[2]- مجلة المنهل، جدة، ع 505، ذو الحجة 1413 هـ، ص (12).

[3]- راجع دراسة للكاتب نشرت في العدد رقم (1381)، بعنوان (رؤية إسلامية لمعوقات الاستثمار في الوطن العربي)، وذلك في جريدة (العالم الإسلامي)، مكة المكرمة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة