• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / ملف الحج / مقالات في الحج


علامة باركود

التذكرة الإيمانية في موسم الحج

عبادات الجوارح وعبادات القلب في موسم الحج
د. عبدالله بن يوسف الأحمد


تاريخ الإضافة: 19/6/2024 ميلادي - 13/12/1445 هجري

الزيارات: 1415

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التذكرة الإيمانية في موسم الحج

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴾ [الحج: 1].

 

استفتحت سورة الحج بذكر الساعة إذ كانت الرحلة الحج رحلة مصغرة إلى الآخرة ابتداء من التجرد من الملابس عند الإحرام كما يُجَرَّد العبد بعد موته، ثم الاغتسال كما يُغسَّل الميت، والتطيب كما يطيب، ولبس الإزار والرداء أبيضين كما يكفن الميت بثوبين أبيضين أو ثلاثة.

 

فإذا أهلّ بالحج كَفَّ عن التنعم بالطيب والنكاح والمخيط من اللباس والصيد وسائر محظورات الإحرام كما يحال بين الميت وبين ما يشتهي.

 

وبعدئذ يقف الحجاج بعرفة ليس على رؤوسهم شيء كما يقف الناس يوم العرض الأكبر ليس عليهم شيء، ثم يفيضون إلى مزدلفة كما يُحشر المتقون بعد العرض إلى الرحمن وفدا.

 

ومن عادة الناس تقديم الهدية عند القدوم إلى الملك، والحاج يسوق الهدي ويذبحه ببكة قربانا لله جل وعلا، وأما طواف الإفاضة فهو مناجاة الكريم في بيته ولقاء الحبيب بمحبوبه، والطواف بالبيت صلاة كما في الحديث، ويوم الحشر يُكرم الله المؤمنين بالنظر إلى وجهه الكريم سبحانه: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [سُورَةُ القِيَامَةِ: 22-23].

 

فإن أردت المشهد المهيب والموقف العجيب؛ فهو صعود الساعي على الصفا، ودعاؤه بالمأثور:

لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده...، ففيه ثلاث عبر:

1- أن الله جل وعلا ناصرٌ دينه وممكنٌ أولياءه، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم يوم كان بمكة صعد الصفا لما نزلت عليه: ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء: 214]  يدعو قومه إلى ربه، فسبه أبو لهب، ثم مكنه الله واستخلفه، وهذا نصره لعبده صلى الله عليه وسلم.

 

2- أن المسلمين لما حبسوا عن العمرة في الحديبية أنزل الله عليهم: ﴿ لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا ﴾ [الفتح: 27] فوفى الله بوعده، ومن أوفى بعهده من الله.

 

3- أن الله موفٍ لعباده ما وعدهم في الآخرة، كما قال جل وعلا: ﴿ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [الزمر: 74].

 

ثم يستضيف الرحمن حجاج بيته وزائري حرمه في منى أيام الضيافة الثلاثة، وهي أيام التشريق، أيام أكل وشرب وذكر لمن هم في ضيافته، فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه.

 

ولما كان الحج بهذا المقام ختمت آيات الحج في سورة البقرة بذكر الحشر إلى الله سبحانه: ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [البقرة: 203].

 

فالحج تذكرة إيمانية ومدرجة من مدارج العبودية ومرقاة العبد إلى أن يعبد الله كأنه يراه، وتلك منزلة الإحسان في العبادة، ولذا لما ذكر الله في كتابه العزيز محبته للمحسنين شرع يبين أحكام الحج إلى بيته، فقال: ﴿ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ* وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ ﴾ [البقرة: 195، 196].

 

وهذا من عجائب أسرار السياق في كتاب الله.

 

وإذ صار الحج بهذه المنزلة الجليلة والمقام الشريف من عبادة القلب وسيره إلى الله عز وجل فقد سهل النبي صلى الله عليه وسلم فيه أعمال الجوارح بحيث إنه ما سئل يوم النحر عن شيء قدم ولا أخر إلا قال: "افعل ولا حرج" مع ما في التقديم والتأخير من مخالفته صلى الله عليه وسلم والحديث في الصحيح، لكن المقصود أجل وأكبر، ووقوف الناس اليوم عند أفعال الحج الفرعية وإثارة الخلاف وإطالة النقاش في المسائل الفقهية حيلة شيطانية ودلالة الحرمان من هذا الأصل الأعظم والفقه الأكبر.

 

كما اشتملت أعمال الحج على مقدمات ممهدة لعبادات فاضلة؛ حيث يخرج الحاج من أهله وبلده وتجارته مهاجرا إلى الله، ويتجلد ويتقشف حتى يبلغ الميقات فينخلع في الميقات من لباسه وهندامه، ثم يقصد مكة متبذلا ملبيا رافعا صوته جاهرا به، وإذا طاف بالبيت رمل في الأشواط الثلاثة الأولى هرولة، ثم بعد الهرولة الركض الشديد في المسعى، مع شرب الماء المبارك لقوة البدن، ثم الحلق ونزع زينة الرأس والذبح وإكرام أهل بيت الملك باللحم، والرمي إظهارا لمناجزة عدو الملك والبراءة منه؛ حتى يتهيأ العبد بعد موادعة البيت ويعرف طريق الدلالة على صاحب البيت جل جلاله ثم يستعد للمشي في مناكب الأرض ناشرا نور الرسالة ومبينا شواهد الخالق وآياته في الكون كله.

 

الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان لله بكرة وأصيلا، وصلى الله وسلم على رسول الله تسليما كثيرا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة