• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / ملف الحج / مقالات في الحج


علامة باركود

من وحي الحج

من وحي الحج
خميس النقيب


تاريخ الإضافة: 7/8/2019 ميلادي - 6/12/1440 هجري

الزيارات: 8522

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من وحي الحج

 

أفضل أيام العام، ذكر وشكر وسلام، عجٌّ وثجٌّ ووئام، إنها الأيام العشر من ذي الحجة، أقسم الله بها في القرآن، والعظيم لا يقسم إلا بعظيم، يتلو الناس هذا القسم إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها: ﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ [الفجر: 1، 2].

 

إنها ميدان للسباق مجال للتنافس ومضمار التقوى: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197].

 

من فضل الله تعالى على عباده أن جعل لهم مواسمَ للطاعات، ومجمعًا للحسنات، ومواطنَ تُرفَع فيها الدرجات، يَستكثر فيها العبد من العمل الصالح بشتى أنواعه، وهذا يستدعي المسلم أن يجتهد في عمله ويجاهد نفسه، ويعاند شيطانه، ويكثر من الأعمال الصالحة ويغتنم الأوقات، والقرآن الكريم وحي السماء إلى الأرض، وإنقاذ الخالق للمخلوق، كيف لا وهو الرشاد والهداية للعباد، وهو الحفظ والحماية للبشرية، يوجه سلوكهم في الدنيا وَفق شرعه، وينظم حركتهم بحسب هديه، ويدلهم على كل ما يأخذ بيدهم إلى طريق النجاح والفلاح والفوز في الدنيا والآخرة كيف؟!

 

قال تعالى: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ﴾ [البقرة: 197]، الحج: جاءت هذه الآية في سياق الحديث عن فريضة الحج، وأهم الأعمال التي ينبغي على المؤمن القيام بها، وجاء في سبب نزولها؛ روى البخاري في "صحيحه" عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: كان أهل اليمن يحجون، ولا يتزودون، ويقولون: نحن المتوكلون، فإذا قدموا مكة، سألوا الناس، فأنزل الله تعالى: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ﴾، وهذا أصح ما جاء في سبب نزول هذه الآية، وهي تفيد أن الآية نازلة في أهل اليمن، ولا بد من زاد لمتابعة أعمال الحج ولبلوغ يوم النحر وأيام التشريق، لكن الأهم هو زاد التقوى، ثمرة التقوى، سياج يحجب العبد في الدنيا عن المعاصي، ومن ثم يحجبه في الآخرة عن نار جهنم، والله عز وجل يريد من العبد أن يخلص له على الدوام، وبالأخص في هذه الرحلة، فلا أنساب ولا ألقاب، لا تفاخر ولا تناحر، فلا رفث ولا فسوق.

 

ورد أن قريشًا كانوا يقفون يوم عرفة عند البيت، ويذكرون مفاخر آبائهم، فأنزل الله: ﴿ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ﴾ [البقرة: 200]، وعندما كانوا يصلون المزدلفة، يقولون: نحن أهل بيت الله، ولا ينبغي لنا أن نخرج من الحرم؛ لأن عرفات خارج عن الحرم وعامة الناس يقفون بعرفات، فأمر الله النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين، أن يفيضوا من حيث أفاض الناس، وهو عرفات لا من المزدلفة كفعل قريش: ﴿ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 199].

 

فالمسلمون يعملون لغدهم كما يعملون ليومهم، ويعملون لمعادهم كما يعملون لمعاشهم، ويعملون لآخرتهم كما يعملون لدنياهم، وفي تفسير ابن كثير أن قومًا من الأعراب كانوا يَجيئون إلى الموقف، فيقولون: اللهم اجعَله عام غيث وعام خصبٍ، لا يذكرون من أمر الآخرة شيئًا، فأنزل الله: ﴿ فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [البقرة: 200 - 202]، وفي الآية أن يُسمي حسنة الدنيا؛ حتى تكون جامعة صحة وسعادة، وراحة بالٍ، مالًا، أولادًا، والله يعلم ما يصلح العبد، وكذلك حسنة الآخرة.

 

فعلى المسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامةً بالتوبة الصادقة والعزم الأكيد على الرجوع إلى الله، ففي التوبة فلاح للعبد في الدنيا والآخرة؛ يقول تعالى: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31].

 

ينبغي على العبد أن يخلص لله ويتفانى في العبادة: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ﴾ [العنكبوت: 69]، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام - يعني أيام العشر - قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء"؛ رواه البخاري.

 

أيام يتفوق فيها العمل الصالح على الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيءٍ، لِما للعمل الصالح فيها من قيمة عالية وجائزة وافية ومكانة عظيمة.

 

أيام معلومات يذكروا اسم الله فيها على ما رزقهم من بهيمة الأنعام، وجمهور العلماء على أن الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة، منهم ابن عمر وابن عباس، ولقد أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذه الأيام هي أفضل أيام الدنيا، فقال: "أفضل أيام الدنيا أيام العشر يعني عشر ذي الحجة، قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال: ولا مثلهنَّ في سبيل الله، إلا رجل على وجهه بالتراب"؛ رواه البزار وابن حبان، وصحَّحه الألباني؛ قال الحافظ ابن حجر: "والذي يظهر في السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يأتي ذلك في غيره".

 

رحلة الحج تذكِّر باليوم الآخر، فهناك يتوارى الجاه والمكانة، ويتذكر الناس إن نسوا، وينتبهون إن غفلوا، يلبون حُفاة عُراة، حاسري الرؤوس، لا فرق لعربي على عجمي، ولا لأبيض على أسود - إلا بالتقوى والعمل الصالح.

 

هنا تتَّضح قِيمة المؤمن وعظَمة الإيمان، وجمال الإحسانِ عند الله؛ في قرآنه، في وَحيه، في شريعته، وفي ميزانه؛ عن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل: أيُّ العمل أفضلُ؟ فقال: "يمانٌ بالله ورسوله، قيل: ثُمَّ ماذا؟ قال: الجهادُ في سبيل الله، قيل: ثُمَّ ماذا؟ قال: حجٌّ مبرُورٌ؛ صحيح البخاري.

 

الحج أخلاق تكتسب، كيف؟ ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197].

 

الحج شعائر تعظَّم، كيف؟ ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32]، ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ﴾ [الحج: 30].

 

الحج يغفر الذنوب وجزاؤه الجنة، كيف؟ في الحديث الصحيح أيضاً: " العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما من الذنوب والخطايا، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة " رواه أحمد، وصححه الألباني.

 

الحج يجلب الرزق وينفي الفقر كيف؟ قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تابعوا بين الحج والعمرة، فإن المتابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد". الترمذي عن ابن مسعود، وابن ماجه.

 

والحاج وافد على الله، ومن وفد على الله أكرمه الله.عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الغازي في سبيل الله، والحاج، والمعتمر، وفد الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم". ابن ماجه السلسلة الصحيحة.

 

اللهم ارزقنا حجًّا مبرورًا وذنبًا مغفورًا وسعيًا مشكورًا





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة