• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / ملف الحج / مختارات الحج


علامة باركود

من ذكريات الحج (5) مقال نادر عن الحج

من ذكريات الحج (5) مقال نادر عن الحج
الشيخ طه محمد الساكت


تاريخ الإضافة: 22/9/2015 ميلادي - 9/12/1436 هجري

الزيارات: 10752

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من ذكريات الحج (5)


نشر هذا المقال في مجلة الرابطة العربية - السنة السادسة

العدد 267، 3 رمضان 1360هـ، 25 سبتمبر 1941م


من ذكريات الحجاز [*]

ما أجلَّ تِلك الذِّكريات وما أجملها، وما أحبَّها إلى النَّفس، وما أشهاها إلى الرُّوح والقلب! تِلك ذِكريات الحجاز التي تَملك على المحبِّ لبَّه ومشاعرَه، وتأسر منه فؤادَه وأحاسيسه.

 

ما أجمل أن يتجرَّد العبدُ - وقد أوفى على حَرم الله الأمين - من المحيط والمَخيط مناجيًا مَولاه: لبَّيك اللهمَّ لبَّيك، لبَّيك لا شريك لك لبَّيك، إنَّ الحمدَ والنِّعمة لكَ والمُلك، لا شريك لك.

 

هنالِك يرى صغرَ نَفسه وحقارته، وعظمةَ ربِّه وجلالته، وهنالِك يشعر بأنَّ ربَّه قد أحاط بِه ونظر إليه نظرةَ الإحسان والرِّضوان، وقال: مرحبًا بك عَبدي جِئتني أَشعثَ أَغبر، تَرجو مَغفرتي وتَطلب رحمتي، فاليوم أباهي بك مَلائكتي وأُشهدهم أنِّي غفرتُ لك، وهنالِك يَدخل العبدُ في عالَمٍ آخر غير عالَم هذه الدُّنيا وزَخارفها، عالَم تَسرَح فيه الرُّوحُ ويستمتع الفؤادُ، وتخلص النَّفسُ من شوائب المادَّة وعلائقها والشَّهواتِ وآثارها.

 

ثمَّ ما أبهى أن يؤدِّي العبدُ أركانَ الحجِّ وشعائرَه في أُلوفٍ مؤلَّفةٍ، جاؤوا من مُختلف الأقطار، وبعيدِ الأسفار، مختلِفة ألسنتُهم وألوانُهم، متَّحدة قلوبُهم وأرواحُهم، ملبِّين دعوةَ الخليل صلوات الله وسلامه عليه، إذ قال له ربُّه: ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ [1] يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا [2] تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾ [الحج: 27 - 29].

 

وأَحبِبْ إليهم ثمَّ أَحبب - بعد أن يتمُّوا الحجَّ والعمرةَ لله - أن يُوَلُّوا وجوهَهم شطرَ المدينة المنورة؛ بلد الإسلام وموئل الإسلام، فيشدُّوا الرِّحال إلى المسجد النَّبويِّ الشريف، ويَستمتعوا بزيارة الحبيب المصطفى صلواتُ الله وسلامُه عليه، ويصلُّوا ما شاء الله أن يصلُّوا في الرَّوضة الشَّريفة إحدى رِياض الجنَّة بشهادته صلى الله عليه وسلم، ما أجمل المسابَقة إليها، والتزاحُمَ عليها، وهنيئًا للسَّابقين!

 

وفي رِحاب المصطفى الأمين صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم يتذكَّرون جِهادَه وصبرَه، وعَطفَه وبِرَّه، وما لاقَى هو وأصحابُه الكِرام في شأن المسلمين والإسلام، وكيف أُوذوا في الله، وصَبروا ابتغاء وَجه الله، وبَاعوا أنفسَهم وأموالَهم لله، فاشتراها اللهُ منهم بأغلى الثَّمن وبشَّرهم بالفوز العظيم.

 

وتأخذ الوافِدينَ إلى الحجاز هزَّةٌ روحيَّة، وأريحيَّة دينيَّة، حينما يرون حدودَ الله تُقام وشعائرَه تُعظَّم، ويودُّون من صَميم أفئدتهم لو تمَّ هذا في بِلاد الإسلام وفي ظلال ملوكِ المسلمين، فعمَّت الأحكامُ الشرعيَّة مشارقَ الأرض ومغاربَها، وعادَت للإسلام سيرتُه الأولى.

 

وإنْ ننسَ لا ننسَ أُويقاتٍ كلُّها خيرٌ وبرَكة وعطف وبرٌّ، قضيناها في مَجلس فَخر العروبة والإسلام جلالة الملِك عبدالعزيز آل سعود حَفظه الله، قضينا هذه السُّويعات المبارَكة في شؤون الدَّولة الإسلاميَّة، وما يَنبغي أن يكون عليه المسلمون رعاةً ورعيَّة، حكَّامًا ومحكومين، ولقد كان لاتِّحاد شباب الجَامعتين - الأزهريَّة والمصرية - من هذه الجلسات نصيبٌ مَوفور[3].

 

ثمَّ لا ننسى - ما حَيينا - صنوفَ الترحِيب والتكريم، وألوانَ البَشاشة والحفاوة في مَدرسة البعثات، ومَلجأ الأيتام، وكافَّة المدارس هنالِك، منذ أن نزلنا بجدَّة، إلى أن ودَّعناها راجين اللقاءَ.

 

وممَّا أَخذ بلُبِّنا، واستدعى عجبَنا: مدرسةُ العلوم الشرعيَّة التي أسَّسها بالمدينة المنورة السيد أحمد الفيض آبادي رحمه الله، تِلك المدرسة التي ذكَّرتنا بمدرسة الإسلام الأولى التي أسَّسها محمدٌ صلى الله عليه وسلم، والتي كان من تلاميذها والمتخرِّجين فيها أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرُهم رضوان الله عليهم، مِن أولئك المعلِّمين الأوائل الذين خرَّجوا طبقاتٍ من الفُحول، ملؤوا الدُّنيا علمًا ونورًا، كانوا ملوك العهد وسادَة العالم، بعد أن فَتحوا البلادَ، ونشروا أَلويةَ العدلِ، وجاهدوا لتكون كلمةُ الله هي العليا.

 

وممَّا زادنا إعجابًا بهذه المدرسة ونظامها ما رَأينا من أَقسامها الصناعيَّة المختلِفة، والصِّناعة رُكنٌ من أركان بِناء الأمَم وسعادتها، ونِعم عمل اليد يَحول بين المرءِ وبين أن يكون عالَةً يتكفَّف الناسَ ما في أيديهم، وقديمًا قيل: "صِناعة في اليد أَمان من الفقر".

 

وفي الحديث: ((ما أكل أحدٌ قط خير مِن أن يَأكل من عمَل يده، وإنَّ نبيَّ الله داود عليه السلام كان يَأكل من عَمل يدِه))؛ رواه البخاري[4].

 

وممَّا تمتَّعنا بزيارته مكتبةُ الحرم المكِّي، ونرجو لها من وُلاة الأمور عنايةً واهتمامًا، ومكتبةُ شَيخ الإسلام بالمدينة، وبِها نفائس نادِرة، وتُحَف قيِّمة، ومكتبةُ الحرَم النَّبوي، وهي آخِذة في النموِّ والتقدُّم بفضل جلالة مَلك الحجاز وحكومتِه، وهِمَّة مديرِها الفاضِل، واهتمام أهل الغيرة والفَضل، ولا نزال نَأمل في رِجالات العِلم والأدَب أن يَعملوا على إِنهاض المكتبات هناك والانتفاعِ بها.

 

ولا ننسى آلَ السيد نصيف بجدة وبيتَهم الكريم، وما قاموا به نحونا من عطفٍ وتَكريم.

 

وأخيرًا لا ننسى الصَّحافة وترحيبَها وتتبُّعها لأخبارنا، واحتفالها بما يَعجِز البيانُ عن وَصفه، ويَكلُّ القلمُ دون تَحريره.

 

وفي الحقِّ أنَّنا لَمدينون للحَرمين الشَّريفين وأهلِ الحرمين الشَّريفين بما لَقينا من فضلٍ وتَكريم وعَطف وهِمم، ولا يَملك العاجزُ عن المكافأة إلاَّ الضَّراعة إلى الله تعالى أن يَجزيهم بما هو له أهلٌ، وأن ييسِّر لنا وللمسلمين حجَّ بَيته الحرام، وزيارةَ نبيِّه عليه الصلاة والسلام، إنَّه سَميع مجيب.



[*] راعينا صِلَة هذا المقال بما قبله، فألحقناه به، وإن تأخَّر تاريخُه عمَّا بعده؛ تفضيلاً لوحدة الموضوع ما أمكن على وحدة الزَّمن؛ (الساكت).

[1] بعير مَهزول من السَّفر.

[2] يزيلوا شعثَهم وأوساخهم.

[3] أَلقيتُ بين يدي جلالته خطبةً في الحدود وإقامتها، ودعوة ملوك الإسلام أن يأتسوا به.

[4] ارتجلتُ بحفلة أقامَتها المدرسةُ خطبةً مستفيضة في هذه المعاني السَّابقة، وقد لخَّصَتها جريدةُ المدينة المنورة الصادرة في 29 من ذي الحجة سنة 1359 - 27 يناير سنة 1941، كما أشارت هي وغيرها إلى خطب وكلمات أُلقيَت في مناسبات شتَّى ومحافلَ جامعة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة