إتحاف أهل الإسلام بخصوصيات الصيام لابن حجر الهيتمي

من مصنفات الصيام

إتحاف أهل الإسلام بخصوصيات الصيام

لابن حجر الهيتمي

من مصنَّفات الصيام التي تناولَت الصيام، بشكلٍ مفصلٍ واسع، في القرن العاشر الهجري، كتاب "إتحاف أهل الإسلام بخصوصيات الصيام"؛ والكتاب تصنيف شيخ الإسلام شهاب الدين أحمد بن محمد بن حجر الهيتمي، المتوفى سنة 973 هـ.

وهذا الكتاب يعدُّ من أشمل وأحسن ما صنِّف في موضوعه.

وقد ألَّف ابن حجر الكتاب في مستهل شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين وتسعمائة؛ حيث قال في سبب تأليفه في مقدمة كتابه: "قد سنح لي أن أؤلِّف كتابًا في الصوم إن شاء الله تعالى نافعًا، وأجمع مجموعًا لغرر فضائله وأحكامه جامعًا؛ ليكون وسيلة لي إلى النجاة من سوء ما اقترفت، وقبيح ما قدَّمت وأخرت...".

أصل الكتاب:

توجد أكثر من مخطوطة لهذا الكتاب، من أشهرها:

1- نسخة بدار الكتب المصرية تحت رقم وفن (فقه 150)، وتقع في 295 ورقة من القطع الكبير، خطها نَسخي واضح.

2- نسخة بدار الكتب المصرية تحت رقم وفن (حديث 213)، وتقع في 350 ورقة، وخطها واضح.

3- نسخة بدار الكتب المصرية تحت رقم وفن (3198 فقه حنبلي)، وتقع في 400 ورقة، خطها يمكن قراءته.

وأغلب نسخ تلك المخطوطات مليئة بالأخطاء والسقطات من النسَّاخ.

المؤلف:

مفتي الحجاز ابن حجر الهيتمي، شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي السعدي الأنصاري الشافعي، (909 هـ - 973 هـ).

سمِّي بالهيتمي نسبة لمحلة أبي الهيتم من أقاليم مصر الغربية، ولد بها، والهيتمي بالتاء المثناة من فوق، مات أبوه وهو صَغير، فكفله الإمامان شمس الدين بن أبي الحمايل وشمس الدين الشناوي.

أذِن له مشايخه بالإفتاء والتدريس وعمره دون العشرين، وبرع في علوم كثيرة من التفسير والحديث، والكلام والفقه أصولًا وفروعًا، والفرائض والحساب، والنحو والصرف، والمعاني والبيان، والمنطق والتصوف، ومن محفوظاته كتاب "المنهاج"، ومقروءاته لا يمكن حَصرها، وأما إجازات المشايخ له، فكثيرة جدًّا استوعبها في معجم مشايخه.

قدِم إلى مكَّة في آخر سنة 933 هـ، فحجَّ وجاور بها، ثمَّ عاد إلى مصر، ثم حجَّ بعياله في آخر سنة 937 هـ، ثم حجَّ سنة 940 هـ، وجاور من ذلك الوقت بمكة وأقام بها يدرس ويفتي ويؤلِّف.

ومن جملة مؤلَّفاته: "شرح المشكاة"، "شرح المنهاج" المسمَّى (تحفة المحتاج بشرح المنهاج)، "الصواعق المحرقة على أهل الرَّفض والضلال والزندقة"، "كف الرعاع عن محرَّمات اللهو والسماع"، "الزواجر عن اقتراف الكبائر"، "المنهج القويم في مسائل التعليم والأحكام في قواطع الإسلام"؛ وهو شرح للمقدِّمة الحضرمية في الفقه الشافعي، "شرح العباب" المسمَّى الإيعاب و(تحذير الثقات عن أكل الكفتة والقات)، "الإيضاح والبيان لما جاء في ليلتي الرغائب والنصف من شعبان"، "إتحاف ذوي المروءة والإنافة، بما جاء في الصدقة والضيافة"، "تطهير الجنان واللسان عن الخوض والتفوه بثلب معاوية بن أبي سفيان"، "الإفصاح عن أحاديث النكاح"، "الإعلام بقواطع الإسلام"... وغيرها.

الكتاب:

يعدُّ الكتاب من الكتب الجامعة التي تناولَت موضوع الصيام، فقد عرض المؤلِّف كتابه بطريقة علميَّة ممتعة، فكان يورد في كل موضوع يبحث فيه ما ورَد فيه من أحاديث مع ذكر مخرجيها ودرجة الحديث من حيث الصحَّة والضعف في أغلب الأحيان.

كما يقوم بشرح غريب الحديث، والتبويب الفِقهي على الحديث، وذكر أهم ما يستنبط منه من أحكام بإسهاب وتفصيل غير مملٍّ.

وبذلك فقد استوعب كلَّ ما يتصل بموضوع الصيام.

وجاء الكتاب في أربعة أبواب:

الباب الأول: في فضائل الصوم.

الباب الثاني: في أحكام الصيام ومتعلقاته.

الباب الثالث: في القضاء والفدية.

الباب الرابع: في حكم صوم غير رمضان.

خاتمة في أحاديث تتعلَّق بزكاة الفطر والعيدين.

تحقيقات الكتاب:

حقَّق الكتاب الأستاذ مصطفى عبدالقادر عطا، وذلك بدار نشر "طيبة" بالمدينة المنورة، طبعة مؤسسة الكتب الثقافية؛ وذلك عام 1410 هـ - 1990 م.

وجاء تحقيقه موسعًا؛ حيث قدَّم لكتابه بمقدمة عن الصيام وبناء الدَّولة الإسلامية، كما تلاها ببيان جهده في الكتاب والنسخ التي قام بالمقابلة والتحقيق عليها، كما ترجم لابن حجر الهيتمي ترجمةً وافية، مع تنقيح أصل الكتاب، وتصويب ما في مخطوطاته من سقط وأخطاء، وتخريج أحاديث المتن وبيان درجتها وعزوها لمصنَّفات الحديث.