• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / ملف الحج / مقالات في الحج


علامة باركود

من خصائص البلد الأمين

أ. د. محمد رفعت زنجير


تاريخ الإضافة: 24/9/2015 ميلادي - 11/12/1436 هجري

الزيارات: 8058

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من خصائص البلد الأمين


مكة أحب بقاع الأرض إلى الله تعالى، وإلى رسوله محمد عليه الصلاة والسلام، وقد أدرك العرب حرمتها في الجاهلية فعظموها، ولم يكونوا يأخذون بثأرهم في رحابها، وجاء الإسلام فعزز مكانتها، وأزال ما فيها من مظاهر الشرك وبقايا الوثنية، وجعلها قبلة التوحيد لله عز وجل، وبدأ الناس حول العالم يتوجهون إليها خمس مرات في اليوم لأداء صلواتهم، ففيها كعبتهم ومناسكهم، ومقام أبيهم إبراهيم، ومولد نبيهم محمد، وإليها حجهم من كل فج عميق.

 

وقد اختار الله لمكة موقعاً مميزاً، فجعلها في قلب الجزيرة، بعيدة عن جيوش الروم والفرس، حتى تبقى آمنة من الغزو والسلب، فلما أراد طاغية من الحبشة أن يهدم كعبتها، ولم يكن لأهلها طاقة في دفعه تدخلت السماء للذود عنها، وقد تعهد الله بحمايتها بنفسه، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [الحج:25].

 

وقد سماها الله بأسماء كثيرة، فهي مكة وبكة والبلد الحرام والبلد الأمين وأم القرى، ولكل من هذه الأسماء دلالته، والواجب على زائرها أن يحترم قدسيتها ولا يفرط بأمنها، ولا يعضد شجرها، ولا يقتل صيدها، فكل ما في الحرم فهو آمن.

 

ولموقعها الذي اختاره الله تعالى خصائص متعددة، منها ما يلي:

أولاً: وجودها بين الجبال جعلها في مأمن من الزلازل ونحوها، لأن الجبال أوتاد الأرض، وجعلها مهيبة تتناسب وجلال النبوة والوحي، وحماها من الرمال الجارفة التي قد تطمرها في ما لو كانت مكشوفة في الصحراء، فتمحى آثارها، ولا يعرف الناس سبيلاً إليها.

 

ثانياً: إن مكة قريبة من البحر، فلا تبعد عن جدة أكثر من ثمانين كيلو متراً، وهذا يسهل الوصول إليها عبر البر والبحر، قال تعالى: ﴿ أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [المائدة:96]. ولو كانت مكة في أي موقع آخر بعيد عن البحر لتعذر الوصول إليها إلا عن طريق الإبل، وهذا فيه مشقة على الناس وتعريضهم للخطر نظراً لندرة المياه في الجزيرة، وعدم توفر أسباب الأمن فيها قبل الإسلام.

 

ثالثاً: جو مكة حار في نصف العام ومعتدل في نصفه الآخر، وهذا الجو يتناسب مع ملابس الإحرام، ولو كانت بلداً بارداً لتعذر ذلك.

 

رابعاً: جعلها الله في واد غير ذي زرع، حتى يقصدها الحاج مخلصاً لله تعالى، ولو كانت ذات حدائق لاختلط القصد عند بعضهم بالسياحة، وقد أراد الله من الحاج أن يتجرد له، فأمره بخلع ملابسه ولبس الإحرام، وحرمه من أطيب اللذات، وهما: الطيب والنساء، فكيف يريده متجرداً له، ثم يقيم له الحدائق الغناء، والأنهار العذبة، والطبيعة الفاتنة التي ستلهيه عن ذكر الله، ولذلك ساعد الله عباده بأن جعلها بواد غير ذي زرع لكي لا يشغل أنظارهم وأفئدتهم سحر الطبيعة الغناء، فيكون القصد خالصاً لوجهه الكريم.

 

خامساً: ومكة بعيدة عن مراكز الحضارة في بلاد فارس والروم، وأهلها أميون، وكان بعض العرب يدفعون الضرائب للأمم الأخرى اتقاء لشرها، فكيف يعقل أن تخرج شريعة ذات قوانين تعلم الناس قواعد الحضارة والتعايش السلمي من قلب الصحراء؟ إنها النبوة ولا احتمال غير هذا، وخروج الشيء من غير موضعه المعتاد أظهر لقدرة الله تعالى، ودليل على أن معجزة ما قد حصلت، وقد أقر بهذا هرقل عظيم الروم في حديثه مع أبي سفيان، وذكر بأن محمداً هو نبي آخر الزمان، وهذا من فضل الله على أهلها والعرب، قال تعالى يتحدث عن النقلة النوعية للعرب بفضل الإسلام: ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ﴾ [الجمعة:2].

 

سادساً: وإذا كانت مكة في بلد غير ذي زرع، فهذا قد يقتضي جوع أهلها، ولكن أنى يجوعوا وقد دعا لهم إبراهيم عليه السلام بالرزق، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ [البقرة:126]، وهذا الدعاء معجزة باقية متحققة إلى يوم القيامة، والبلد الفقير لا تكاد تجد فيه ما يسد الرمق، ولكن الله هيأ لأهلها أسباب الرزق والتجارة، فلا تعدم شيئاً إلا وجدته بمكة، أليس هذا دليلا على فضل الله ورعايته لأهلها؟

 

سابعاً: وأما ماء زمزم فهو الشفاء لكل داء بإذن الله تعالى، وهو أمر مجرب، قال الشاعر:

يا منْ يعاني... همه الأسقامُ
وتذيقه مرَّ الأسى الأيامُ
اهرعْ لزمزم فارتشفْ من بيرها
تلقى المنى.. وكأنكَ الضرغامُ
والله قدْ جعلَ الشفاءَ بمائِها
فتحققتْ من فضلهِ الأحلامُ

 

وبقاؤه حتى يومنا هذا دليل على الكرم الإلهي الذي لا ينفد، ويندر أن تجد بئراً في الصحراء لا تنضب عبر آلاف السنين مع شرب الألوف منها.

 

ثامناً: وأثبت العلم الحديث أن مكة مركز للأرض، ولما كانت مركزاً استحقت أن تكون قبلة لأهلها أيضاً، وقد نشرت مجلة العلم والإيمان الليبية مقالات عدة بهذا الخصوص.

 

فطوبى لأمة هذه بعض مزايا قبلتها، وطوبى لمن سكن بلدة هذه بعض خصائصها، وطوبى لمن زارها حاجاً أو معتمراً يطلب عفو الله وغفرانه إلى يوم الدين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة