• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / ملف الحج / أعمال ومناسك الحج


علامة باركود

السعي بين الصفا والمروة

السعي بين الصفا والمروة
أ. د. محمد المختار المهدي


تاريخ الإضافة: 14/9/2015 ميلادي - 1/12/1436 هجري

الزيارات: 28694

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

السعي بين الصفا والمروة

 

هنا يتذكر الحاج، ويتذكر المسلم في أي مكانٍ، ما حدث من سيّدنا إبراهيم مع زوجته هاجر وابنه سيّدنا إسماعيل..

 

فقد أمر الله عز وجل سيدنا إبراهيم بعد أن رزقه إسماعيل على كبر استجابة لطلبه الذرية الطيّبة من ربّ العزّة حين كبرت سنه وكانت زوجته عاقرًا وهي السيدة سارة، ثُم رزقه الله عز وجل بالسيدة هاجر المصرية التي أفرغ الله في قلبها نور الإيمان وأصبحت زوجة صالحة لشيخ الانبياء، رزقه الله على الكبر سيّدنا إسماعيل من السيدة هاجر فكان فرحه به كبيرًا يجب أن يتمتّع ويأنس بالقرب منه.

 

غير أن الله اراد اختباره فأمره سبحانه وتعالى أن يأخذ زوجته وابنه الرضيع ويسكنهما في الجزيرة العربيّة وهي يومئذ صحراء قاحلة لا ماء فيها ولا طعام ولا شجر ولا سكن. جاء بهما سيدنا إبراهيم من الشام إلى مكان البيت الحرام ودعا ربّه ﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ ﴾ [إبراهيم: 37] لماذا فعلت هذا يا إبراهيم؟ ﴿ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ﴾ [إبراهيم: 37] تركهما سيّدنا إبراهيم في هذه الصحراء وبدأ ينصرف، فقالت له السيدة هاجر: لمن تتركنا يا إبراهيم؟ ثم استشعرت بأن إبراهيم الذي يعتز بأول ولد له في كبره ومحبته لزوجته لا يمكن أن يفعل ذلك إلّا بأمر أعلى، فَقَالتْ لَهُ: "آللّه أمَرَكَ بِهَذَا؟" قَالَ: " نَعَمْ" قَالَتْ: " إذن لَا يُضَيِّعَنَا".

 

وهذا هو الدرس الإيماني العظيم من أُمّنا هاجر، ما دام الإنسان في طاعة الله وفي تنفيذ أوامره فلن يضيعه الله أبدًا، سيتولى الله حفظهُ ﴿ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [يوسف: 64].

 

استقبلت هاجر إذن هذا الامتحان بقلب مفعم بالإيمان وأن الله سيرعاهم ولن يضيعهم، ونفذ الطعام والشراب، واستغاث الولد بأمه وهي لا تجد شيئاً - ومن طبيعة الامومة وحنانها أن تسعى وأن تبحث عن هذا الرّزق وعن الماء لوليدها -، فذهبت إلى جبل الصفا واتجهت إلى جبل المروة تبحث عن الماء فلا تجد، فتعود مرّة أخرى ومرّة ثالثة ومرّة رابعة إلى أن وصلت إلى سبعة أشواط وهي لا تجد ماء، بل إنّها في أعلى الجبل والحر شديد ترى المنخفض كأنه سراب وأنه ماء، فتسرع لعلّها تجد هذا الماء فلا تجد، وبعد انتهاء الأشواط السبعة إذا بها تلمح ماءً عند ولدها إسماعيل فإذا به ماء زمزم، وهذا درس كبير ليتنا نستوعبه، إن الإنسان عليه أن يسعى لطلب الرّزق، لكن سعيه هذا ليس الذي يؤدي إلى الرزق، فالرزق من عند الله وحده ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ﴾ [هود: 6]، لكن الإنسان يسعى، لأن الله طلب منه أن يسعى، وعليه أن يسعى وليس عليه إدراك النجاح.

 

وقد فرض الله السعي بين هذين الجبلين تذكيرًا للاُمّة بهذه الحقائق الإيمانيّة، فيبدأ الحاجّ أو المعتمر بالصفا كما بدأ الله عز وجل به وينتهي بالمروة، وقد أصبح هذا السعي شعيرة من شعائر الله كما قال الله عز وجل، بعد أن كان على جبل الصفا صنم لنائلة، وعلى جبل المروة صنم لإساف، وكان الجاهليون يسعون بينهما تعظيمًا لهذين الصنمين، لذلك بعد أن جاء الإسلام، ونوّر الله قلوب المسلمين بهذا الوحي، تحرج الصحابة من أن يسعوا بين الصفا والمروة لأنه يُذكّرهم بصنمي إساف ونائلة، فأنزل الله عز وجل هذه الآية الكريمة ﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 158].

 

فرفع الحرج والجناح عن السعي والطواف بين الصفا والمروة، ومما ينبغي التنبيه إليه أن سير الحاج أو المعتمر من الصفا إلى المروة يحتسب شوطًا ومن المروة إلى الصفا شوط آخر، ويستمر على ذلك سبعة أشواط، ويستحب له في هذا المسعى أن يذكر الله عز وجل، وأن يدعو، وأن يتلو القرآن، وأن يكبّر، وأن يسبّح، ليشغل نفسه بطاعة الله في هذا المنسك ذهابًا وعودة، حتّى إذا ما انتهى من الأشواط كان مكانه في المروة، وهناك إن كان معتمرًا عليه أن يحلق أو يقصر والحلق أفضل وبذلك يتحلل من مناسك العمرة حيث انتهى من الإحرام وأدّى الطواف، ثم سعى بين الصفا والمروة، وجاء موعد الحلق أو التقصير.

 

وبعدها يخلع المعتمر ملابس الإحرام ويصير حرًّا متمتعًا بملابسه وبطيبه وبكل ما يريد، ويكون بذلك قد انتهى من العمرة، ويستمر متمتعًا إلى يوم الثامن من ذي الحجة، أمّا إذا كان محرمًا بالحج فإن بسعيه بين الصفا والمروة بعد طواف القدوم قد أدّى الركن الأوّل من أركان الحجّ، وعليه بعد السعي أن ينتظر بملابسة إلى أن يذهب إلى (منى) و(عرفات).

 

وبناءً على ذلك يجب على المتمتع هدي، بأن يذبح شاه شكرًا لله على أن جمع له بين الحجّ والعمرة، وعلى أنه تمتع فيما بين العمرة والحجّ، ولكن اذا كان مفردًا - أي ناويًا بالحج - فإن الطواف الأوّل يسمى طواف القدوم، وليس طواف الركن، لكن السعي يعبر ركن من أركان الحجّ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة