• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / ملف الحج / مقالات في الحج


علامة باركود

مفهوم الحج

عبدالهادي الإسماعيل


تاريخ الإضافة: 24/11/2009 ميلادي - 7/12/1430 هجري

الزيارات: 12693

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
قال - تعالى -: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 96، 97].

وقال أيضًا: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} [الحج: 27].

وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((من حج فلم يرفث، ولم يفسق، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه)).

أيها الإخوة الأفاضل:

إن شعلة الحب إذا اتَّقَدَتْ في الفؤاد، أحرقت ما سواه؛ لأن الحب الخالد لله هو تراث أبينا آدم، والدهاء بضاعة الشيطان، فهذا الحب هو سفينة نوح لا خوف على راكبها من الغرق.
 


أحبَّتي الأعزاء: 
اعلموا جيدًا أننا نقف جميعًا على شاطئ رمليّ، نرقب وبلهف قُدُوم سفينة الحج، فالكلُّ قد هيَّأ نفسه للدخول داخل السفينة والركوب فيها؛ لأنها لا تغرق، ولكي لا نغرق - يا أحبتي - علينا أن نتمثل فعل الرعيل الأول، الذي انتصر محمد - صلى الله عليه وسلم - يوم صنعهم، صورٌ حية من الإيمان، يوم صاغ من كل واحد منهم قُرآنًا حيًّا يدب على الأرض، ونموذجًا مجسمًا للإسلام، يراه الناس فيرون الإسلام، فالمصحف وحده لا يعمل حتى يكون رجلاً، والمبادئ لا تعيش حتى تكون سلوكًا يتبع، والحج لا يُرفع له شراع، ولا يقدر على شق عباب الفضاء إلى رافع السماء، إلا إذا كان خالصًا لرَبِّ العالَمين، سليمًا من آية شائبة، كما قال القائل:
إِذَا حَجَجْتَ بِمَالٍ أَصْلُهُ  سُحُتٌ        فَمَا حَجَجْتَ وَلَكِنْ حَجَّتِ العِيرُ
لاَ  يَقْبَلُ  اللهُ  إِلاَّ   كُلَّ   خَالِصَةٍ        مَا كُلُّ مَنْ حَجَّ  بَيْتَ  اللهِ  مَبْرُورُ
فإذا عزمت الحج فأقلع عن الذنوب والآثام، واندم على ما مضى منها، واستغنِ عما في أيدي الناس، وليكن قصدك وجْه الله، والتقرُّب إلى الله بأقوال وأعمال في تلك المواطن الشريفة، واحذر الرِّياء والسُّمعة؛ فقد قال - تعالى -: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [هود: 15، 16]. 

أيها الأحبة:
لنعلم أن الحج وحدة من وحدات الإسلام، وصورة ناصعة من صور الاتحاد، توحي بأن ديننا جزء لا يتجزأ، ولا يقبل التجزؤ؛ فهو ينادي أحبته بأن يجتمعوا ولا يتفرَّقوا، ويتفقوا ولا يختلفوا، وليحذروا أي طريق يسلك بهم إلى التنازُع؛ فإن عدوهم لهم بالمرصاد، يهزأ بهم، ويسخر من صنعهم حينما يراهم شيَعًا وأحزابًا.

أحبتي:
لتكن قلوبنا كما هي في يوم الموقف في عرفات، وليكن قولنا واحدًا كما هو شعارنا في حجنا: لبيك اللهم لبيك.

وليكن هدفنا واحدًا كما هو في حجنا؛ ابتغاء لوجه الله والدار الآخرة، فلا نشتغل بطرْد الذباب، والعدو قد انطلق من عرينه وله زئير يهز القلوب هزًّا.

أيها المسلمون شرقًا وغربًا، والقاصي والداني، اسمعوا:
لنحافظ على مقررات المؤتمر السنوي الذي يُعقد في مكان واحد كل عام من عرفات الله.

أيها الأحبة:
أما آن لنا أن نتعقل؟! أما آن لنا أن نَتَبَصَّر؟!
 

نعم - أيها الأحبة - أقول - وفي النفس لوعة وحسرة -: تعالوا معي لنتعرف على معاني الحج.

من معاني الحج:
الحج هو: القصد، فليس القصد الضيق المعاين فحسب، لا بل هو أن نربط الأفئدة، وندرب الألسنة على كلمة الحق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل هو إبعاد شبَح الخلافات بيننا؛ حتى لا يتحول جدال الألسن إلى قرقعة السنان بيننا.

في كل عام يدعونا ربنا لتزكية نفوسنا، ونبذ ما في نفوسنا من شحناء وبغضاء، والإقبال على الحياة من جديد، وبروح ملؤُها المحبة والعطف والتسامُح والإنسانية، وقبل ذلك شرع لنا حدودًا نقف عندها، لا لنغسل الأدران المادية فقط، بل والمعنوية أيضًا، فمن تلك الحدود: لا رفث، ولا فسوق، ولا جدال.

نعم، مرحلة تأهيلية يخوضها الحاج خلال أشهر الحج ليست لتلك الفترة فقط؛ بل ليعمل بها إذا عاد إلى بلده ومع إخوته والناس أجمعين.

تعلم - أيها الحاج - كيف يشيد البناء؟ لا يشيد للحفظ، بل ليبني المجتمع الإسلامي في مكان وُجد فيه، إنها أركان الحج وواجباته.

فالوقوف بعرفات ركن، لماذا؟ لمعانٍ الله أعلم بها، وما كلامي عن ذلك إلا غيض من فيض.

في عرفات:
أيها الأحبة:
يتعارَف الناسُ مع بعضهم البعض، ويشكو بعضهم همومه وأحزانه، ويعلِّم البعضُ البعض إرشادات وتوجيهات، ثم هو رسالة إلى الباري - جل في علاه - مكتوب على ظرفها: اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، وتذكر بيوم العرض الأكبر يوم يقوم الناس فيه للحساب، إنها عِبَر وعظات يستشعرها الحاج في عرفات وغيره من شعائر الحج ونسكه.

أيها الأحبة:
إن كان من هدف للحج، فالهدف - والله أعلم - أن يعودَ الناس إلى بلادهم وأوطانهم، وقد ملئت قلوبهم بالإيمان، لا رياء ولا سُمعة.

فالحج هو بناء وإعادة ترميم لهذا البناء الذي تصدع ويتصدع، هو تحويل تلك الفكرة المجرَّدة عن الحج إلى واقع تلمسه الأيدي وتراه العيون. 

تقبل الله حجكم، وغفر ذنوبكم وأعادكم إلى أوطانكم سالمين غانمين.

والحمد لله رب العالمين.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة