• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / ملف الحج / استراحة الحج


علامة باركود

أذان إبراهيم لأمة محمد

أسامة أحمد خضر العروسي


تاريخ الإضافة: 2/10/2014 ميلادي - 8/12/1435 هجري

الزيارات: 35477

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أذان إبراهيم لأمة محمد


قال الله تعالى: ﴿ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾ [الحج:27].

 

أتت هذه الآية الكريمة بعد ذكر رب العالمين موقف المشركين من الصدّ عن المسجد الحرام، فأراد - سبحانه - تعظيم هذا البيت، وتكريمه بدعوة الناس من لدن أبي الأنبياء إبراهيم -عليه السلام- إلى قيام الساعة بالحج إليه ، وشريعة الحج قد فُرضت بعدما تملّك المسلمون مكة وارتفع العوائق عنها[1]، وفي هذه الآية دليل على وجوب الحج[2]، وأجمع العلماء على أنه واجب مرة واحدة في العمر.

 

﴿ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ ﴾: نادِ النداء الحق، للناس أجمعين بأنْ أوجب الله عليكم حج بيته الحرام، والمنادِي هو نبي الله إبراهيم عليه السلام.

 

﴿ يَأْتُوكَ رِجَالًا ﴾: يأتون هذا البيت مشاة على أرجلهم شوقـاً إليه، فقد دعا أبو الأنبياء إبراهيم - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام - لهذا البيت الحرام كما في قول الله تعالى: ﴿ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ﴾، فليس أحد من أهل الإسلام إلا وهو يحنّ إلى رؤية الكعبة والطواف حولها، فَهُم من الشوق يأتون إليها بأرجلهم [3].

 

وهنا نلاحظ أن الله جعل مجيء الحجاج إلى نبينا إبراهيم - عليه السلام - بكاف الخطاب رغم أن مجيئهم إلى الكعبة! وبيان هذا أنّ مَن أتى البيت الحرام حاجًّا كأنما أتى إبراهيم - عليه السلام -، لأنه أجاب نداءه[4]، وفيه تشريف لسيدنا إبراهيم - عليه السلام - [5].

 

﴿ وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ ﴾: يأتوك على كل بعير مهزول[6]، ووصفه بضامر من ضَمَرَ، بمعنى ضَعُفَ وهَزُلَ، أي أنّ هذا البعير قد أصابه الضعف والهزال من بُعد الطريق وطول السير[7]، فوصفها الله بالمآل الذي انتهت عليه إلى مكة.

 

﴿ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾، أي: تأتي هذه الدواب وهؤلاء المشاة من كل طريق ومكان بعيد، و(الفج): الطريق الواسع، و ﴿ عَمِيقٍ ﴾: بعيد.


ونرى هنا أنّ الله نسب الإتيان إلى الدواب - والمقصودون بالإتيان هم الحجاج الذين يركبونها - تكرمة لها لقصدها الحج مع أربابها، كما في قوله تعالى: ﴿ وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ﴾ [العاديات:1]، في خيل الجهاد تكرمةً لها حين سعت في سبيل الله[8].

 

وقد يُستدل بقوله: ﴿ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ ﴾ على أن الحج مشياً لمن قدر عليه أفضل من الحج راكباً، لأنه قدمهم في الذكر، لكن الذي عليه أكثر العلماء أن الحج راكباً أفضل، اقتداء برسول الله فإنه حج راكباً مع كمال قوته[9]، إلا أن هناك لمحات في تقديم الراجل على الراكب منها كما استنبطها المفسرون: الاهتمام بقوة هممهم وشدة عزمهم، وندب الاجتهاد في الطاعة، وتحقيق الله لنداء أنبيائه بمسارعة الناس في الامتثال بأي وسيلة.

 

وقال المفسرون موجزاً في النداء الإبراهيمي: إنه لما أمره ربه أن يؤذن في الناس بالحج قال: يا رب، وكيف أبلغ الناس وصوتي لا يصلهم: فقال: ناد وعلينا البلاغ، فقام على مقامه ونادى: فأجابه به كل شيء سمعه، ومَنْ كتب الله لهم أزلاً أن يحجوا إلى يوم القيامة: لبيك اللهم لبيك[10].

 

وهذه معجزة خارقة لنبيه إبراهيم - عليه السلام -[11]، والله سبحانه كما قدر على إيصال صوته الأمم والعصور المتعاقبة، قادر على نصر المسلمين عاجلاً غير آجل..

 

اللهم إنا نسألك أن ترأف بأمة محمد وترحمها، وتكتب لها النصر على أعدائها، وأن تتقبل من الحجاج حجهم، وأن تتقبل من الطائعين والعابدين قرباتهم، إنك سميع مجيب.



[1] أحكام القرآن لابن العربي (3/ 235).

[2] أضواء البيان (5/ 46).

[3] تفسير ابن كثير (5/ 2379).

[4] زاد المسير(3/ 233)، وفتح البيان (9/ 40)، وفتح القدير (3/ 548-549).

[5] التفسير المنير (17/ 195).

[6] تفسير أبي السعود. قال ابن عطية في تفسيره: وهو كل ما اتصف بذلك من جمل أو ناقة وغير ذلك، وهذا هو الأظهر لكنه يتضمن معنى الجماعات أو الرفاق، فيحسن لذلك قوله (يأتين)، (4/ 118)،

[7] لسان العرب (8/ 84-85).

[8] أحكام القرآن لابن العربي (3/ 235).

[9] تفسير ابن كثير (5/ 2379)، وأحكام القرآن (3/ 234). وقال النووي في شرح المهذب (المجموع): قد ذكرنا أن الصحيح في مذهبنا أن الركوب أفضل. قال العبدري: وبه أكثر الفقهاء، أضواء البيان (5/ 45)، وهو على المشهور من مذهب مالك، وبه قال أبو حنيفة والشافعي وأحمد وتبعه ابن تيمية وغيرهم.

[10] تفسير ابن كثير (5/ 2378)، وزاد المسير (3/ 232)، وفتح البيان (9/ 38-39)، وتفسير النسفي (3/ 150)، وأضواء البيان (5/ 43)، والمحرر الوجيز (4/ 117)،

[11] التفسير المنير (17/ 194).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة