• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / ملف الحج / مقالات في الحج


علامة باركود

شعار العشر التكبير

شعار العشر التكبير
عبدالوهاب شهاب علي المقطري


تاريخ الإضافة: 12/5/2012 ميلادي - 21/6/1433 هجري

الزيارات: 18211

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شعار العشر التكبير

(مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية)


يعيش المسلم مُبارَكًا في العمل وفي الزمن، فأعَظَم البركة في العمل بطاعة الله، وأعظم الزمن بركة عشر ذي الحجة؛ لما لها من مكانة عظيمة عند الله سبحانه؛ فهي عشرٌ مُبارَكاتٍ، تَتنوَّع فيها الطاعات، وتُضاعَف فيها الحسنات؛ إذ تتميَّز هذه الأيام باجتماع أمَّهات العبادات فيها؛ من الصلاة، والصِّيام، والصَّدقة، والذِّكر، والحج، ولا تَجتمع في غيرها.

 

ومن العبادات العظيمة المستحقة للاهتمام والإرشاد إليها في هذه الأيام المباركة: ذكْر الله تعالى، ومنه الذِّكْر باللسان بالتهليل والتحميد والتكبير، ويَعظُم الفضل حين يَصحَب الذكرَ استشعارُ المعاني الجليلة التي تَحمِلها تلك الألفاظُ الطيِّبة التي يُثنِي فيها العبدُ على الله - جلَّ وعزَّ وتَقدَّس - فتَصعَد إليه كما قال - سبحانه -: ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ﴾ [فاطر: 10]، عن قتادة قال: "إليه يَصعد الكَلِم الطيِّب" أي: يَقبَل الله الكَلِم الطيِّب[1]، قال ابن عباس: "الكَلِم الطيِّب: ذكر الله تعالى يُصعد به إليه - عز وجل"[2].

 

وقال تعالى: ﴿ وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ ﴾ [الحج: 24]، قال ابنُ زيدٍ: "هُدوا إلى الكلام الطَّيِّب: لا إله إلا الله، والله أكبر، والحمد لله"[3].

 

ولذِكر الله فوائدُ عظيمة كما قال ابن القيِّم - رحمه الله تعالى - : "وفي الذكر نحو من مائة فائدة: أنَّه يَطرُد الشيطان ويَقمَعه ويَكسره، وأنَّه يُرضِي الرحمن - عز وجل - وأنَّه يُزيلُ الهمَّ والغمَّ عن القلب، وأنَّه يَجلِب للقلبِ الفرحَ والسرور والبَسْط، وأنَّه يُقوِّي القلب والبَدَن، وأنَّه يُنوِّر الوجه والقلب، وأنَّه يَجلِب الرِّزق، وأنَّه يكسو الذاكِرَ المهابةَ والحلاوة والنُّضرة، وأنَّه يُورِث المحبَّة، التي هي روح الإسلام وقُطب رحى الدين، ومدار السعادة والنَّجاة، فمن أراد أن يَنال محبَّة الله - عز وجل - فليَلهج بذكره، وأنَّه يُورِث حياة القلب، وسَمِعت شيخ الإسلام ابن تيميَّة - قدّس الله روحه - يقول: الذِّكر للقلب مِثل الماء للسَمك، فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء؟ وأنَّه قوت القلب والروح، فإذا فقَده العبد، صار بمنزلة الجسم إذا حِيل بينه وبين قُوتِه"[4].

 

وليس المقام مقام تفصيل حول فضْل الذكر بعمومه، وإنَّما هي تَوطِئَة في بيان فضْل الذِّكر؛ لأَشرَع في التنبيه إلى ذكْر مخصوص يُستحبُّ هذه الأيام العشر وأيَّامَ التشريق الثلاثة التي تلي العشر، دلَّ الكتاب والسُّنة على مشروعيَّته فيها، وهو تكبير الله - تعالى - حيث قال الله - تعالى - في سورة الحج في ثنايا الحديث عن القَرابين التي تُذبح استجابة لأمره - سبحانه -: ﴿ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ﴾ [الحج: 37]؛ أي: على ذبْحها في تلك الأيام، كما حثَّ على شعيرة التكبير عند اكتمال شهر الصيام، فقال: ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ﴾ [البقرة: 185].

 

وقال تعالى: ﴿ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ﴾ [الحج: 28]، وقال: ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 203]، فالأيَّام المعلومات عشرُ ذي الحجة، والأيَّام المَعدودات أيام التَّشرِيق: الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من ذي الحجة.

 

وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: ((ما مِن أيَّام أعظم عند الله، ولا العمل فيهنَّ أحبُّ إلى الله من هذه الأيام، فأكثِروا فيها من التهليل، والتحميد))[5].

 

أقسام التكبير:

ينقسم التكبير إلى قسمين:

التكبير المطلق:

وهو الذي لم يُقيَّد بأدبار الصلوات، ويُسنُّ الجهر به في كلِّ حال؛ في البيوت، وفي الطُّرقات، والأسواق والمساجد أيام العشر، لا سيَّما ليلة العيد، وعند الخروج لصلاة العيد؛ اقتداء بما أُثِر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه البَررة الكِرام ومن بعدهم من التابعين، وقد ذكَر البخاري في صحيحه تَعليقًا عن ابن عمر وأبي هريرة - رضي الله عنهما - أنَّهما كانا يَخرُجان إلى السوق أيام العشر، فيُكبِّران ويُكبِّر الناس بتكبيرهما، وكان عمر بن الخطاب وابنه عبدالله - رضي الله عنهما - يُكبِّران في أيام مِنًى في المسجد وفي الخيمة، ويَرفعان أصواتَهما بذلك، حتى ترتجَّ منًى تَكبيرًا.

 

التكبير المقيد:

ويختَصُّ بأدبار الصلوات المكتوبة، ووقته من دُبِر صلاة فجر اليوم التاسع يوم عرفة، إلى صلاة عصر اليوم الثالث عشر آخر أيام التَّشرِيق، وهذا الحُكْم يَشمل عامَّة الأمة في جميع البُلدان، أمَّا الحاج فيبدأ تكبيره من ظُهر يوم النَّحر؛ لأنَّه قبل ذلك كان مشغولاً بالتلبية إلى أنْ يَرمي جمرةَ العقبة ضُحى يوم النَّحر، وإذا جَمَع الحاجُّ بين التلبية والتكبير، فلا بأس بذلك.

 

صيغة التكبير:

قال ابن تيميَّة - رحمه الله - : "صفة التكبير المنقول عن أكثر الصحابة رُويَ مرفوعًا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - : "الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد"، وإنْ قال: الله أكبر ثلاثًا، جاز، ومِن الفقهاء من يُكبِّر ثلاثًا فقط، ومنهم من يُكبِّر ثلاثًا ويقول: لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، له المُلكُ وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"[6]، وقال الشافعيُّ: "إنْ زاد فقال: الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، لا إله إلا الله، ولا نَعبُد إلا إيَّاه، مُخلِصين له الدين ولو كَرِه الكافرون، لا إله إلا الله وحدَه، صدَق وعْده، ونَصَر عبْده، وهزَم الأحزاب وحدَه، لا إله إلا الله، والله أكبر، كان حسنًا"[7].

 

إحياء سنة مهجورة:

لئن كانت سنَّة التكبير - لا سيَّما التكبير المُطلَق - قد هُجرِت هجرانًا واسعًا منذ زمن طويل، فهذا تذكير لإحيائها في البيوت والطرقات، والأسواق والمساجد والساحات، لا سيَّما تلك الساحات التي تَعِج بمئات الآلاف من البشر في هذا الزمن؛ حيث يتجمَّع الناس يُنادون بتغيير الأحوال إلى الأفضل، ولئن كانت من مُشاركة ولا بدَّ في هذه الساحات، فها هي الفرصة سانِحة للدعوة أنْ يَرفع الناس أصواتهم مدوِّية في هذه المناسبة المُبارَكة، بهذه الجُمَل الناصِعة القويَّة، التي تهزُّ الأركان، وتَذوبُ من دويها الجبال، جُمَلٌ لا تَمتُّ لشخص ولا حزب ولا جماعة بعينها بصِلة، بل هي تكبيرات يَشترِك فيها الجميع، والجميع مَدعوُّون لإحيائها بعد طول هِجران؛ فبإحيائها يَنالون الثوابَ الجزيل، والآخِذون بها تتحوَّل نداءاتُهم من دعوة البشر لتغيير أحوالهم إلى الالتجاء والاعتصام بالله الأكبر العالِم بأحوالهم وما يُصلِحها، فلترتجَّ ساحات التغيير والحُريَّة والتحرير وغيرها من المسميات التي وسِمت بها تلك الساحات، كما ارتجَّت مِنًى بإحياء الصحابة لهذه السُّنَّة فيها، بعيدًا عن الشِّعارات الحزبيَّة والتوجهية والمناطقية، فالله أكبر شعار كلِّ مسلم، وإلى الله الأكبر يَلجأ كلُّ مهموم، وباستشعار عظَمةِ الله الأكبر يَصغُر كلُّ مُتكبِّر، وتَرتفع معنوياتُ كلِّ مُنهار، وباللجوء إلى الربِّ العظيم الأكبر تَهون كلُّ مُصيبة، ويُغلب - بإذن الله - كلُّ ظالِم ومُتغطرِس مُتعاظِم، وبالاستنصار بالله يَنتصِر المظلوم، فالله برحمته يُفرِّج الكروب، وهو وحدَه يُزيل الخطوب، وبفضله وكرَمه يُعطي صاحب الحاجة حاجتَه ويُعين المنكوب، ويتأتَّى مع تكبير الله وذكْره الصدقُ في اللَّجَأ إليه - سبحانه - وطلَب المدد منه وحدَه، ﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ﴾ [الشعراء: 227]، وليَعلم القاصي والداني أنَّه لن يُخرِج الأمَّةَ مما تَعيشه من ذلٍّ وهوان، وظلْمٍ وفتن وبلاء، إلا الله، فلا منجى ولا ملجأ إلا إليه، و ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11].

 

فلتَلهج ألسنتُنا بذكْر الله، لا سيَّما تكبيره في زمن هُجِرتْ فيه هذه السُّنةُ العظيمة، ونَستعين بذكره سبحانه؛ فبذكره تَطمئنُّ القلوب: ﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28] وبكثرة ذكْره يُفلِح المؤمنون: ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الأنفال: 45]، وبإحياء سُنة نبيه ننال الفضل والثواب الجزيل؛ فقد قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من سنَّ في الإسلام سنَّة حسنة فعُمِل بها بعده، كُتِب له مِثل أجرِ من عَمِل بها، ولا يَنقصُ من أجورهم شيء))[8]، وليكن الله أكبر في قلوبنا وشعاراتنا، وليَظهر ذلك جليًّا في أقوالنا وأفعالنا مدى الأزمان، وفي جميع الأحوال.

 

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، لا إله إلا الله وحدَه، صدَق وعْده، ونصَر عبده، وأعزَّ جنده، وهزَم الأحزاب وحدَه.


[1] - تفسير البغوي ج (6)، ص (415).

[2] - تفسير ابن كثير ج (6)، ص (537).

[3] - تفسير الطبري ج (16)، ص (500).

[4] - الوابل الصيب ص (61) وما بعدها.

[5] - رواه أحمد، وصحَّحه الأرناؤوط.

[6] - مجموع الفتاوى ج (24)، ص (220).

[7] - زاد المعاد ج (2)، ص (360).

[8] - رواه مسلم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- مقال رائع
أبو عبد الرحمن الهادي - اليمن 14/05/2012 12:26 PM

ما شاء الله يا ابن شهاب دمت كاتباً متألقاً في هذه الموقع الرائع

2- إبداع
بندر - KSA 14/05/2012 09:59 AM

ماشاء الله تبارك الله مقالة جميلة وإنجاز طيب ..
أخي عبدالوهاب .. سلمت يمناك ..وفقك الله وسدد خطاك ..

1- ما شاء الله
الذريبي - اليمن 13/05/2012 10:25 AM

مقالة رائعة نسأل الله أن يكتب أجر الجميع، وأن يبارك في الجهود..

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة