• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / ملف الحج / عشر ذي الحجة


علامة باركود

فضل العشر الأوائل من ذي الحجة

فضل العشر الأوائل من ذي الحجة
الدخلاوي علال


تاريخ الإضافة: 5/8/2019 ميلادي - 4/12/1440 هجري

الزيارات: 42078

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فضل العشر الأوائل من ذي الحجة

 

نعيش هذه الأيام نفحات العشر الأوائل من ذي الحجة، وهي أيام شريفة مباركة، عظيمة القدر عند الله تعالى، فضَّلها الله وخصَّها بخصائص تفرَّدت بها عن سائر الأيام، فأقسم بها سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، فقال: ﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ [الفجر: 1، 2]، والذي عليه جمهور المفسرين من السلف والخلف أن الليالي العشر المقسم بها هنا هي عشر ذي الحجة[1]، وإنما أقسم الله بها ليبين للناس عظيم قدرها وشرفها، وقيل: إنها العشـر التي أتمها الله لموسى عليه السلام، قال تعالى: ﴿ وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ﴾ [الأعراف: 142] [2]، قال ابن عباس: هي ذو القعدة وعشر من ذي الحجة[3].

 

وهي الأيام المعلومات التي أمر الله فيها بالإكثار من ذكـره؛ قال تعالى: ﴿ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾ [الحج: 28]، قال ابن عباس: الأيام المعلومات: أيام العشر[4].

 

ومما تميَّزت به هذه الأيام كذلك أن فيهـا موسم الحج الذي هو الركن الأعظم في الدين، والذي يهدم ما كان قبله من المعاصي والآثام، فعـنعمرو بن العاصرضي الله عنه أنه قال: لَمَّا جَعَلَ اللَّهُ الْإِسْلَامَ فِي قَلْبِي أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: ابْسُطْ يَمِينَكَ فَلْأُبَايِعْكَ، فَبَسَطَ يَمِينَهُ قَالَ فَقَبَضْتُ يَدِي: قَالَ: مَا لَكَ يَاعَمْرُو؟قَالَ: قُلْتُ: أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ، قَالَ تَشْتَرِطُ بِمَاذَا؟ قُلْتُ: أَنْ يُغْفَرَ لِي، قَالَ: أَمَا عَلِمْتَأَنَّ الْإِسْلَامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ، وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلِهَا،وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ[5].

 

ومما تميَّزت به هذه الأيام أيضًا: أن العمل الصالح فيها يضاعـف أجره وثوابه؛ لأنها من الأشهر الحرم التي عظمها الله عز وجـل؛ قال الله تعالى: ﴿ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ﴾ [التوبة: 36]؛ أي: لا تظلموا فيهن أنفسكم بارتكاب الذنوب؛ لأن الله سبحانه إذا عظَّم شيئًا من جهة واحدة، صارت له حُرمة واحدة، وإذا عظَّمه من جهتين، أو جهات، صارت حرمته متعددة[6]؛ قال سهيل بن أبي صالح: اختار الله الزمان، وأحب الزمان إلى الله الأشهر الحرم، وأحب الأشهر الحرم إلى الله ذو الحجة، وأحب ذي الحجة إلى الله العشر الأول[7].

 

ومما خُصَّت به هذه الأيام كذلك: أن العمل الصالح فيها أحب إلى الله من العمل في سائر الأيام، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ[8].

 

وفيها يوم عرفة الذي هو أعظم الأيام، فعن عَائِشَةُ قالت: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ[9].

 

وفيها يوم النحر الذي هو أجلُّ الأيام، فعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ يَوْمَ النَّحْرِ عَمَلًا أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هِرَاقَةِ دَمٍ، وَإِنَّهُ لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَظْلَافِهَا وَأَشْعَارِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَكَانٍ، قَبْلَ أَنْ يَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا"[10].

 

وإذا كانت لهذه الأيام هذه القيمة وهذه المكانة، فإنه يستحب لمن أدركهــا أن يعمرها بطاعة الله تعالى، وبالإكثار من الأعمال الصالحة الطيبـة، وعلى رأس هذه الأعمال الإكثار من ذكر الله تعالى، فإنه إن كانت هذه الأيام أفضلَ الأيام، فإن ذكر الله هو من أفضل الأعمال؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الأحزاب: 41، 42].


وفي الحديث عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ، فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ، قَالُوا: بَلَى، قَالَ ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى[11].

 

وهذا فضل لا يوازيه أي فضل، ولذلكم فإنه على العاقل أن يعرف قدر هذه العبادة، ويعلم أن شرف الذكر شرف للذاكر؛ قال تعالى: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 152]، فذكر سبحانه وتعالى أن الجزاء من جنس العمل.

 

وفي الحديث القدسي يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأ خَيْرٍ مِنْهُ[12].

 

وقد كان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبِّر الناس بتكبيرهما[13]، حرصًا منهما على الإكثار من ذكر الله في هـذه الأيام الشريفة.

 

فاللهم اجعَلنا من الذاكرين لك المذكورين عندك يا رب العالمين.



[1] تفسير ابن كثير،ج3، ص89.

[2] تفسير القرطبي،ج7، ص274.

[3] تفسير القرطبي،ج7، ص274.

[4] تفسير ابن كثير،ج5، ص415.

[5] صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب كون الإسلام يهدم ما قبله، وكذا الهجرة والحج.

[6] تفسير القرطبي،ج8، ص134.

[7] لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف،ص267.

[8] مسند أبي داود الطيالسي، برقم 2753.

[9] صحيح مسلم، باب في فضل الحج والعمرة، برقم 1348.

[10] سنن ابن ماجه، باب ثواب الأضحية برقم 3126.

[11] سنن الترمذي،كتاب الدعوات،باب منه.

[12] صحيح مسلم، كتاب الذكر والدعاء والاستغفار، باب فضل الذكر والدعاء.

[13] شرح صحيح البخاري لابن بطال،ج2، ص561.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة