• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / مكافحة التدخين والمخدرات


علامة باركود

النفس والتدخين

أديب قبلان


تاريخ الإضافة: 20/1/2010 ميلادي - 5/2/1431 هجري

الزيارات: 12677

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
استشارني منذ فترة أخٌ حبيبٌ قريب في أمرٍ عصيبٍ، فهو لا يستطيع الإقلاع عن التدخين، لم يستشرني لأنني عالم نفس، ولكنه استشارني أملاً في أن يجد شيئًا غيرَ الخُطبِ والدراساتِ العلميَّةِ حول ضررِ التدخين، والتي تحشو الرؤوس دونما فائدة، وما رأيت يومًا أحدًا أقلع عنه لأنه سمع أضراره ومضاعفاته إلا ما قلَّ وندر، ولكنني قطعت عليه الأمر وقدمت له الحل الشافي، فقلت له: أقلع عن التدخين أبدًا في يوم وليلة، وائتني فأنبئني بأخبارك، فهاج عليَّ وماج، كيف أقطعه في يوم وليلة؟! الناس يقولون: اقطعه بشكل مُتدرِّج؛ حتى لا تحس بفقده، وأنت تقول اقطعه في يوم وليلة، عجبي منك! وهنا تكْمن المشكلة، إن أنت بدأت تلاطف الطفل الصغير بعد أن تمرَّدَ، فإنك تحسِّسه بالأمان، فتراه عاد للتمرُّدِ بعد إصلاح الحال، هكذا هي النفس، كالطفل الصغير، إن غلظت عليه في صغره لخطأ أخطأه لا يعاود فعله، وإن أنت تركته يسرح ويمرح، وأخذت تربت على كتفه كلما أخطأ، تراه تحوَّل في كِبَره إلى إنسان كلُّه أخطاء، فلا يكاد يخلو عملٌ من أعماله من الأخطاء، فغلِّظ على نفسك بقطع سُبل الأهواء والشهوات عنها، وإن هي أبت إلا الإصرار، فاقطع عنها كلَّ احتياجاتها، فإن عادت إلى رُشْدها أنعمْ عليها وأجزلْ العطاء لها.

فأولُ شيءٍ يجب أن تنبهَ إليه نفسَك هو أنها ليست على هواها، وإنما أنت قائدُها ومعلمها، فالكثير من أصحاب العلل والأهواء لو أرادوا التخلص منها، لتخلصوا منها بتهشيم النفس؛ بأن يُمنع عنها ما كانت تطلبه، وهي لا تزال تطلبه وتزيد في طلبه، حتى تصاب بالإعياء، فتتحول إلى نفسٍ ذليلةٍ أمام إرادتك لا تستطيع لك إلا السمع والطاعة.

وقد قال الأوائل: إن العبد هو عبد النفس، فانظر إلى حكمتهم، وقد اختفت في أيامنا هذه.
الْعَبْدُ عَبْدُ النَّفْسِ فِي شَهَوَاتِهَا        وَالْحُرُّ  يَشْبَعُ  تَارَةً   وَيَجُوعُ
وأنت أخي الكريم، درِّب نفسك على الرضوخ لإرادتك، ولا تعوِّدها الانحراف؛ ففي مثل هذه المواقف، إن لم تكن إرادتك قويةًً، وعزيمتك جلدةً، فأنت لا شكَّ هاوٍ في أوحال الضياع؛ فإنه لا يوجد في الدنيا كمثل النفس في تمردها وخروجها عن الطاعة، فاحرص على تأديبها، تسلم من عصيانها، وحسبك ما خاطب به الشعراء نفوسهم، مما يدلك على أنها بالفعل شيءٌ آخر، هي النفس والهوى، وأنت العقل برجاحته واتزانه، فانظر كيف يحكي الإمام الغزالي - رحمه الله - عن نفسه:
لَدَيَّ  نَفْسٌ   أُحِبُّ   أَنْعَتُهَا        لِتَعْرِفُوا    نَعْتَهَا    وَأَسْمَاهَا
فَاسْمَعْ  صِفَاتِهَا  لَعَلَّكَِ  أَنْ        تَفْهَمَ ذَا  اللُّبِّ  سرَّ  مَعْنَاهَا
تَسْعَى إِلَى اللَّهْوِ وَهُوَ غَايَتُهَا        يَا  وَيْلَهَا  مَا  أَضَرَّ  مَسْعَاهَا
أَزْجُرُهَا  وَهِي  لِي  مُخَالِفَةٌ        كَأَنَّنِي  لَسْتُ  مَنْ   أَوْدَاهَا
فاجعل من نفسك  - أخي القارئ - نفسًا زاهدةً، لا تطلب إلا إذا احتاجت، وإذا احتاجت ترددت في الطلب، هكذا كان الأوائل من السلف الصالح - رضي الله عنهم -  كان الواحد منهم ربما أكرم نفسه، فإن أكرمها ورآها تتمادى، أراها العصا وأكثر عليها من التعوُّذ من الشيطان والذكر، فتعود سليمة صحيحة السريرة، واجعل في ذهنك أمرًا إن أنت اتبعته وصلت – بعون الله –لمرادك، ألا وهو أن الشيطان يدخل لابن آدمَ عن طريق نفسه، فيحضها على اقتراف الشهوة المحرمة، وهنا يظهر الهدي النبوي - على صاحبه أزكى الصلاة والسلام - في دفع الشيطان وهواه، ويَمِيزُ الله حينها الخبيثَ من الطيِّب، فمن كان لسانه أكثر لهجًا بذكر الله فاز ونجا، ومن توانى مع نفسه واستسلم لها كان تابعًا للشيطان، فيقع فى مصيدته، وربما لن تقوم له بعدها قائمة.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- العفو
أديب - مصر 02/02/2010 01:09 AM
أخي الكريم أبو الفدا ..
شكر الله لكم مروركم أخي الكريم

أخي العزيز محب العترة ..
جزاكم الله خيرًا ، وأسأل الله أن ينفع بي وبكم وأن يجعلنا مسخرين لخدمة دينه .
2- رائع
محب العترة - الكويت 02/02/2010 12:53 AM
كلام جميل وصحيح مئة بالمئة

وهذا الكلام قد يفيد أكثر من استشارة أفضل الأطباء والاخصائيين

بارك الله بك أخي الكريم وزادك علما ونفعا
1- شكر
أبو الفدا - السعودية 21/01/2010 04:13 PM
وخالف النفس والشيطان واعصهما وإن هما محضاك النصح فاتهم
بوركتم ولا فض فوكم مشكورين الله يصلح حال المدخنين
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة