• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / العيد سنن وآداب / خطب


علامة باركود

خطبة عيد النحر 1437 هـ

الشيخ عبدالله بن محمد البصري


تاريخ الإضافة: 11/9/2016 ميلادي - 9/12/1437 هجري

الزيارات: 18491

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة عيد النحر 1437 هـ


اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ.

﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ * هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ * وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ ﴾ [الأنعام: 1 - 3]. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى المَبعُوثِ رَحمَةً لِلعَالَمِينَ، وَحُجَّةً عَلَى الخَلقِ أَجمَعِينَ، نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ الأَمِينِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحبِهِ وَالتَّابِعِينَ، وَمَن تَبِعَهُم بِإِحسَانٍ وَسَارَ عَلَى نَهجِهِم إِلى يَومِ الدِّينِ.


أَمَّا بَعدُ، فَيَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي أَنتُم بِهِ مُؤمِنُونَ ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281].


أَيُّهَا المُسلِمُونَ، إِنَّكُمُ في يَومٍ عَظِيمٍ مِن أَيَّامِ اللهِ، خُتِمَت بِهِ أَيَّامٌ مَعلُومَاتٌ، وَتَتلُوهُ أَيَّامٌ مَعدُودَاتٌ، وَكُلُّهَا أَيَّامٌ شَرِيفَةٌ مُنِيفَةٌ، شُرِعَت لِلمُسلِمِينَ فِيهَا أَعمَالٌ هِيَ مِن أَجَلِّ العِبَادَاتِ وَأَعظَمِ الطَّاعَاتِ وَأَزكَاهَا عِندَ اللهِ، مِن حَجِّ بَيتِ اللهِ الحَرَامِ، وَالوُقُوفِ بِالمَشَاعِرِ العِظَامِ، وَصَلاةِ العِيدِ وَذَبحِ الهَديِ وَالأَضَاحِي، وَذِكرِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَالتَّلبِيَةِ، في أَقوَالٍ وَأَعمَالٍ وَأَنسَاكٍ يَتَجَلَّى فِيهَا تَوحِيدُ اللهِ وَإِفرَادُهُ بِالعِبَادَةِ، وَالانقِيَادُ لَهُ بِالطَّاعَةِ وَالخُلُوصُ مِنَ الشِّركِ، قَالَ - سُبحَانَهُ -: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163] وَقَالَ - تَعَالى -: ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانحَرْ ﴾" وَعَنِ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ - رَضِيَ اللهُ عَنهُ - قَالَ: خَطَبَنَا النَّبيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - يَومَ النَّحرِ قَالَ: " إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبدَأُ بِهِ في يَومِنَا هَذَا أَن نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرجِعَ فَنَنحَرَ، فَمَن فَعَلَ ذَلِكَ فَقَد أَصَابَ سُنَّتَنَا، وَمَن ذَبَحَ قَبلَ أَن يُصَلِّيَ فَإِنَّمَا هُوَ لَحمٌ عَجَّلَهُ لأَهلِهِ لَيسَ مِنَ النُّسُكِ في شَيءٍ " مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. وَقَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَعظَمَ الأَيَّامِ عِندَ اللهِ يَومُ النَّحرِ ثم يَومُ القَرِّ " رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. وَقَالَ - عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ -: " يَومُ عَرَفَةَ وَيَومُ النَّحرِ وَأَيَّامُ التَّشرِيقِ عِيدُنَا أَهلَ الإِسلامِ، وَهِيَ أَيَّامُ أَكلٍ وَشُربٍ " أَخرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.

 

وَقَالَ - تَعَالى -: ﴿ وَاذكُرُوا اللهَ في أَيَّامٍ مَعدُودَاتٍ ﴾ وَقَالَ - عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ -: " أَيَّامُ التَّشرِيقِ أَيَّامُ أَكلٍ وَشُربٍ " رَوَاهُ مُسلِمٌ وَزَادَ غَيرُهُ: " وَذِكرٍ للهِ " مَا أَجمَلَ المُسلِمِينَ في هَذِهِ الأَيَّامِ العَظِيمَةِ وَهُم يَتَقَرَّبُونَ إِلى اللهِ بِأَعمَالٍ جَلِيلَةٍ يَظهَرُ فِيهَا تَوحِيدُهُم لِرَبِّهِم، وَتَعظِيمُهُم لأَيَّامِهِ وَأَوَامِرِهِ وَشَعَائِرِهِ وَحُرُمَاتِهِ "ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ فَهُوَ خَيرٌ لَهُ عِندَ رَبِّهِ"، ﴿ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِن تَقوَى القُلُوبِ ﴾.


اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ.


أَيُّهَا المُسلِمُونَ، إِنَّنا عَلَى دِينٍ عَظِيمٍ، هُوَ مِلَّةُ أَبِينَا إِبرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ المُشرِكِينَ، إِنَّهُ الدِّينُ الَّذِي ارتَضَاهُ اللهُ لَنَا وَأَتَمَّ بِهِ عَلَينَا النِّعمَةَ، وَلا يَقبَلُ مِن أَحَدٍ دِينًا سِوَاهُ، قَالَ - تَعَالى -: ﴿ اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3] وَقَالَ - تَعَالى -: ﴿ وَمَن يَبتَغِ غَيرَ الإِسلامِ دِينًا فَلَن يُقبَلَ مِنهُ وَهُوَ في الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ ﴾ وَإِنَّ مِن تَمَامِ نِعمَةِ اللهِ عَلَينَا في بِلادِنَا أَن وَفَّقَنَا لِسُلُوكِ طَرِيقَةِ أَهلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ، طَرِيقَةِ القُرُونِ المُفَضَّلَةِ وَالسَّلَفِ الصَّالِحِ، مِن أَهلِ الاقتِدَاءِ وَاتِّبَاعِ الأَثَرِ، وَهِيَ الطَّرِيقَةُ الَّتي انحَرَفَت عَنهَا الفِرَقُ الضَّالَّةُ الَّتي أَخبَرَ بها نَبِيُّنَا - عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ - حَيثُ قَالَ: " افتَرَقَتِ اليَهُودُ عَلَى إِحدَى وَسَبعِينَ فِرقَةً، فَوَاحِدَةٌ في الجَنَّةِ وَسَبعُونَ في النَّارِ، وَافتَرَقَتِ النَّصَارَى عَلَى ثِنتَينِ وَسَبعِينَ فِرقَةً، فَإِحدَى وَسَبعُونَ في النَّارِ وَوَاحِدَةٌ في الجَنَّةِ، وَالَّذِي نَفسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَتَفتَرِقَنَّ أُمَّتي عَلَى ثَلاثٍ وَسَبعِينَ فِرقَةً، وَاحِدَةٌ في الجَنَّةِ وَثِنتَانِ وَسَبعُونَ في النَّارِ " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَن هُم ؟ قَالَ: " الجَمَاعَةُ " رَوَاهُ ابنُ مَاجَه وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ، وَفي رِوَايَةٍ عِندَ التِّرمِذِيِّ قَالَ: " مَا أَنَا عَلَيهِ وَأَصحَابي " نَعَم - أَيُّهَا المُسلِمُونَ - لَقَد وَفَّقَ اللهُ أَهلَ السُّنَّةِ في هَذِهِ البِلادِ فَثَبَتُوا عَلَى مِثلِ مَا كَانَ عَلَيهِ مُحَمَّدٌ وَأَصحَابُهُ في العِلمِ وَالعَمَلِ وَالاعتِقَادِ، وَاقتَفَوهُم في الهَديِ وَالسُّلُوكِ وَالأَخلاقِ، وَمَشَوا عَلَى طَرِيقِ التَّابِعِينَ لهم بِإِحسَانٍ مِن أَئِمَّةِ الدِّينِ المَهدِيِّينَ وَالعُلَمَاءِ الرَّبَّانِيِّينَ، فَكَانُوا أَحرَصَ النَّاسِ عَلَى اتِّبَاعِ الدَّلِيلِ وَأَكثَرَهُم مُوَافَقَةً لِلسُّنَنِ، بِخِلافِ الفِرَقِ الَّتي انحَرَفَت وَضَلَّت، فَقَدَّمَتِ العَقلَ عَلَى النَّقلِ، أَو حَاكَمَتِ الدَّلِيلَ الشَّرعِيَّ بِآرَاءِ الفَلاسِفَةِ، أَوِ اعتَمَدَت عَلَى الذَّوقِ وَالرُّؤَى المَنَامِيَّةِ، فَجَعَلَت تَتَخَبَّطُ في الظُّلُمَاتِ قُرُونًا عَدِيدَةً، قَابِعَةً في الزَّوَايَا، مُتَأَخِّرَةً عَن مَنَابِرِ القِيَادَةِ وَمَوَاقِعِ الرِّيَادَةِ، في الحِينِ الَّذِي ظَلَّ فِيهِ مَنهَجُ الحَقِّ مَحفُوظًا عَلَى مَرِّ السِّنِينَ، تَحقِيقًا لِوَعدِ اللهِ الَّذِي أَخبَرَ بِهِ نَبِيُّهُ - عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ - حَيثُ قَالَ: " لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِن أُمَّتي ظَاهِرِينَ عَلَى الحَقِّ، لا يَضُرُّهُم مَن خَذَلَهُم، حَتَّى يَأتيَ أَمرُ اللهِ وَهُم كَذَلِكَ " رَوَاهُ مُسلِمٌ.

 

اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ.


أَيُّهَا المُسلِمُونَ، إِنَّ مَنهَجَ الحَقِّ الَّذِي عَلَيهِ أَهلُ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ، بَاقٍ مَحفُوظٌ بِحِفظِ اللهِ لَهُ، وَلَن يَضُرَّهُ أَن أَصبَحَت فِرَقٌ ضَالَّةٌ في زَمَانِنَا تَدَّعِي أَنَّهَا عَلَيهِ، أَو تَزعُمُ أَنَّهَا حَمَلَت لِوَاءَهُ فِيمَا مَضَى، وَأَنَّ اسمَهُ اختُطِفَ مِنهَا مُنذُ قُرُونٍ، وَتُطَالِبُ في مُؤتَمَرَاتٍ مَشبُوهَةٍ بِاستِردَادِ لَقبِ أَهلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ، وَتَسعَى لإِخرَاجِ أَهلِ هَذِهِ البِلادِ المُبَارَكَةِ مِنهُ، غَيرَ أَنَّ هَذِهِ الادِّعَاءَاتِ وَالمُؤَامَرَاتِ وَإِن كَانَت لا تَضُرُّ بِفَضلِ اللهِ، فَإِنَّهَا تُوجِبُ عَلَينَا تَذَكُّرَ أَبرَزِ مَعَالِمِ أَهلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ، وَالتَّذكِيرَ بِأَهَمِّ سِمَاتِهِم وَصِفَاتِهِم، لِلحَثِّ عَلَى التَّمَسُّكِ بِمَنهَجِهِم وَالسَّيرِ عَلَى طَرِيقَتِهِم، اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ.


إِنَّ أَهَمَّ مَا يُمَيِّزُ أَهلَ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ - أَيُّهَا المُسلِمُونَ - أَنَّهُم يَتَلَقَّونَ عَقِيدَتَهُم مِن كِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ، عَلَى مَا كَانَ عَلَيهِ السَّلَفُ الصَّالِحُ وَمَا فَهِمُوهُ مِن نُصُوصِ الوَحيَينِ الشَّرِيفَينِ ؛ لا يُقَدِّمُونَ عَلَى ذَلِكَ عَقلاً ولا كَشفًا وَلا ذَوقًا، وَلا رُؤيَا مَنَامٍ وَلا كَلامَ شَيخٍ أَو وَليٍّ، وَمِن ثَمَّ فَهُم لا يَنتَسِبُونَ في عَقِيدَتِهِم إِلى شَخصٍ بِعَينِهِ وَلا إِلى فِرقَةٍ بِخُصُوصِهَا، بَل نِسبَتُهُم إِلى السُّنَّةِ وَالسَّلَفِ، كَمَا قَالَ إِمَامُهُم وَقَائِدُهُم - عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ حِينَ وَصَفَهُم فَقَالَ: " مَا أَنَا عَلَيهِ وَأَصحَابي " وَكَمَا أَنَّهُم لا يَتَمَيَّزُونَ في أُصُولِ الدِّينِ بِاسمٍ سِوَى السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ، فَهُم كَذَلِكَ في السُّلُوكِ وَتَزكِيَةِ النَّفسِ، لا يَنتَسِبُونَ إِلى شَخصٍ وَلا إِلى طَرِيقَةٍ، بَل سُلُوكُهُم وَتَزكِيَتُهُم وَأَخلاقُهُم، مَصدَرُهَا إِمَامُهُمُ الَّذِي كَانَ خُلُقُهُ القُرآنَ، وَالقَائِلُ - عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ -: " إنَّما بُعِثتُ لأُتَمِّمَ صَالِحَ الأَخلاقِ " وَلَمَّا كَانَ أَهلُ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ كَذَلِكَ فَإِنَّهُم لا يَعبُدُونَ إِلاَّ اللهَ وَحدَهُ مُخلِصِينَ لَهُ الدِّينَ، مُقتَدِينَ بِنَبِيِّهِم وَإِمَامِهِم، لا يَصرِفُونَ شَيئًا مِنَ العِبَادَةِ لِغَيرِ اللهِ، وَلا يَبتَدِعُونَ عِبَادَاتٍ مِن عِندِ أَنفُسِهِم بِحَسَبِ الأَذوَاقِ وَلا مِن عِندِ غَيرِهِم تَبَعًا لِلأَهوَاءِ، وَمِن ثَمَّ فَإِنَّهُم لا يَدعُونَ إِلاَّ اللهَ، وَلا يَستَغِيثُونَ بِأَحَدٍ سِوَاهُ، وَلا يَذبَحُونَ إِلاَّ عَلَى اسمِهِ، وَلا يَنذُرُونَ لِغَيرِهِ، وَلا يَقصِدُونَ القُبُورَ لِلتَّبرُّكِ بها أَوِ التَّمَسُّحِ بها أَوِ الطَّوَافِ حَولَهَا، أَوِ الذَّبحِ عِندَهَا أَو دُعَاءِ أَصحَابِهَا أَوِ الاستِغَاثَةِ بِهِم مِن دُونِ اللهِ، كَمَا أَنَّهُم لا يَتعبُّدُونَ بِلَطمِ خُدُودٍ أَو شَقِّ نُحُورٍ أَو ظُهُورٍ، وَلا بِرَقصٍ أَو تَمَايُلٍ أَو غِنَاءٍ وَضَربِ طُبُولٍ. وَمِن تَعظِيمِ أَهلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ لِرَبِّهِم وَخَالِقِهِم - عزَّ وجلَّ - أَنَّهُم يُثبِتُونَ جَمِيعَ صِفَاتِهِ الَّتي أَثبَتَهَا لِنَفسِهِ أَو أَثبَتَهَا لَهُ رَسُولُهُ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - مِن غَيرِ تَحرِيفٍ وَلا تَعطِيلٍ وَلا تَكيِيفٍ وَلا تَمثِيلٍ، وَأَمَّا غَيرُهُم فَيَنفُونَ عَنهُ صِفَاتِهِ، أَو يُثبِتُونَ بَعضًا وَيُؤَوِّلُونَ بَعضًا، أَو يَزعُمُونَ أَنَّهُ لا دَاخِلَ العَالَمِ وَلا خَارِجَهُ، أَو أَنَّهُ حَالٌّ في كُلِّ شَيءٍ، تَعَالى اللهُ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا.


أَهلُ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ - يَا عِبَادَ اللهِ - يَعتَقِدُونَ أَنَّ الإِيمَانَ قَولٌ وَعَمَلٌ، يَزِيدُ بِالطَّاعَةِ وَيَنقُصُ بِالمَعصِيَةِ، لا يُخرِجُونَ عَمَلَ الجَوَارِحِ مِنَ الإِيمَانِ كَالمُرجِئَةِ، وَلا يُكَفِّرُونَ أَهلَ القِبلَةِ بِمُطلَقِ المَعَاصِي وَالكَبَائِرِ كَالخَوَارِجِ، كَمَا لا يُكَفِّرُونَ مَن خَالَفَهُم مِنَ الفِرَقِ الأُخرَى لِمُجَرَّدِ مُخَالَفَتِهِم لَهُم، مَا عَدَا الفِرَقَ الَّتي اجتَمَعَت عَلَى أُصُولٍ كُفرِيَّةٍ، كَالإِسمَاعِيلِيَّةِ وَالنُّصَيرِيَّةِ، وَمَعَ هَذَا فَهُم يَتَبَرَّؤُونَ مِنَ الكُفَّارِ وَالمُلحِدِينَ وَالمُشرِكِينَ وَالمُرتَدِّينَ، وَيُعَادُونَهُم وَيُبغِضُونَهُم، وَمَعَ كُرهِهِمُ المَعَاصِيَ وَبُغضِهِمُ البِدَعَ إِلاَّ أَنَّهُم يَرفُقُونَ بِأَصحَابِهَا ويُشفِقُونَ عَلَى أَهلِهَا، وَأَمَّا المُؤمِنُونَ فَإِنَّهُم يُحِبُّونَهُم وَيُوَالُونَهُم وَيَنصُرُونَهُم بِحَسَبِ مَا عِندَهُم مِنَ الإِيمَانِ وَالعَمَلِ الصَّالِحِ، وَلِذَلِكَ فَهُم يُحِبُّونَ أَصحَابَ رَسُولِ اللهِ وَيَتَرَضَّونَ عَنهُم، ويَرَونَ أَنَّهُم عُدُولٌ كُلُّهُم، وَيَتَقَرَّبُونَ إِلى اللهِ بِحُبِّهِم وَحُبِّ آلِ البَيتِ وَأُمَّهَاتِ المُؤمِنِينَ، وَيَتَبَرَّؤُونَ مِمَّن يَسُبُّهُم وَيُعَادِيهِم، أَو يُغَالِي فِيهِم وَيَرفَعُهُم فَوقَ مَنزِلَةِ البَشَرِ أَو يَقُولُ بِعِصمَتِهِم. وَلأَنَّهُم أَهلُ تَوَسُّطٍ وَاعتِدَالٍ في كُلِّ شَيءٍ، فَإِنَّهُم يَأخُذُونَ في الفِقهِ بِالإِجمَاعِ وَمَا دَلَّ عَلَيهِ الكِتَابُ وَالسُّنَّةُ الصَّحِيحَةُ، وَيَعتَبِرُونَ أَقوَالَ الصَّحابَةِ والتَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِم، وَيَتَّبِعُونَ أَكَابِرَ عُلَمَاءِ الأُمَّةِ وَفُقَهَاءَ السُّنَّةِ، وَهُم أَحرَصُ النَّاسِ عَلَى جَمعِ الكَلِمَةِ وَوَحدَةِ الصَّفِّ، لا يُمَيِّزُونَ بَينَ طَبَقَاتِ المُجتَمَعِ، أَو يَجعَلُونَ السِّيَادَةَ لِقَومٍ دُونَ آخَرِينَ، بَل يَعتَقِدُونَ الأَفضَلِيَّةَ فِيمَن فَضَّلَهُ اللهُ بِقَولِهِ: " ﴿ إِنَّ أَكرَمَكُم عِندَ اللهِ أَتقَاكُم ﴾ وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى حُبِّهِم لِلاتِّفَاقِ وَبُغضِهِم لِلافتِرَاقِ أَنَّهُم يَرَونَ إِقَامَةَ الجِهَادِ وَالجُمَعِ وَالجَمَاعَاتِ خَلفَ كُلِّ وَليِّ أَمرٍ بَرٍّ أَو فَاجِرٍ، وَصِحَّةَ الصَّلاةِ خَلفَ أَصحَابِ المَعَاصِي مَا لم تَكُنْ بِدَعًا مُكفِّرَةً. هَؤُلاءِ هُم أَهلُ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ، وَهَذِهِ بَعضُ سِمَاتِهِم وَخَصَائِصِهِم، وَلأَنَّهُم يَقِفُونَ بِالحَقِّ في نُحُورِ الأَعدَاءِ، وَيَفضَحُونَ بِالعِلمِ أَهلَ الأَهوَاءِ، فَإِنَّهُم يُوَاجَهُونَ في العَالَمِ اليَومَ عُمُومًا وَفي بِلادِنَا خُصُوصًا بِحَربٍ شَعوَاءَ هَوجَاءَ، خَطَّطَتهَا عُقُولٌ صِهيَونِيَّةٌ وَصَلِيبِيَّةٌ، وَتُنَفِّذُهَا أَيدٍ رَافِضِيَّةٌ مَجُوسِيَّةٌ، وَأُخرَى صُوفِيَّةٌ خُرَافِيَّةٌ بِدعِيَّةٌ، وَقَد بَدَأَت تِلكُمُ الحَربُ بِتَجفِيفِ المَنَابِعِ السُّنِّيَّةِ وَمُحَاصَرَةِ الدَّعوَةِ وَوَقفِ تَمَدُّدِهَا وَانتِشَارِهَا، وَرَكُوبِ مَوجَةِ الحُرِّيَّةِ الفِكرِيَّةِ وَالدَّعوَةِ إِلى التَّنوِيرِ المَزعُومِ، وَالَّذِي تَوَلاَّهُ عَدَدٌ مِنَ المَحسُوبِينَ عَلَى العِلمِ وَطَائِفَةٌ مِنَ الإِعلامِيِّينَ المُنهَزِمِينَ وَالمُثَقَّفِينَ التَّائِهِينَ، ثم تَلا ذَلِكَ اتِّفَاقُ الصَّلِيبِيِّينَ مَعَ الرَّافِضَةِ المَجُوسِ عَلَى خَنقِ بِلادِ التَّوحِيدِ سِيَاسِيًّا وَعَسكَرِيًّا، فَأُثِيرَتِ الحُرُوبُ وَالفِتَنُ في العَرَاقِ وَالشَّامِ وَاليَمَنِ، وَهَا هُمُ اليَومَ يُنَفِّذُونَ مَرحَلَةً أُخرَى مِن مَكرِهِم، حَيثُ قَصَدُوا عَزلَ بِلادِ التَّوحِيدِ عَنِ العَالَمِ الإِسلامِيِّ، لَيسَ بِسَحبِ زِمَامِ قِيَادَتِهِ مِن يَدِهَا وَسَلبِهَا مَرجِعِيَّتَهَا الدِّينِيَّةَ وَالعِلمِيَّةَ فَحَسبُ، وَلَكِنْ بِتَجرِيدِهَا مِن وَصفِ أَهلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ وَإِخرَاجِهَا مِنهُ، وَمُحَاصَرَتِهَا بِتَسمِيَتِهَا بِالوَهَّابِيَّةِ، وَجَعلِ هَذَا الاسمِ مُرَادِفًا لِلتَّشَدُّدِ وَالغُلُوِّ، وَزَعمِ أَنَّ الغُلُوَّ مَقصُورٌ عَلَيهَا وَلا يُوجَدُ إِلاَّ فِيهَا، وَادِّعَاءِ أَنَّهَا بِذَلِكَ مَصدَرُ الإِرهَابِ، وَمِنهَا خَرَجَ مَا يُسَمَّى بِالقَاعِدَةِ وَدَاعِشَ وَالخَوَارِجِ التَّكفِيرِيِّينَ. وَمَهمَا يَكُنْ مِن حَربٍ ظَاهِرَةٍ عَلَى أَهلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ أَو مَكرٍ بَاطِنٍ بِهِم، فَإِنَّ مِمَّا يَبعَثُ التَّفَاؤُلَ وَيُطَمئِنُ النُّفُوسَ، أَنَّ مَنهَجَ السَّلَفِ قَد حُورِبَ قَبلُ مِن قِبَلِ الخَوَارِجِ وَالبَاطِنِيِّينَ، وَالمُعتَزِلَةِ وَالمُتَكَلِّمِينَ، وَالتَّتَارِ وَالصَّلِيبِيِّينَ، وَأَصَابَهُ ضَعفٌ في بَعضِ الأَزمِنَةِ وَالأَمكِنَةِ، وَلَكِنَّهُ بَقِيَ حَيًّا نَقِيًّا، وَسَيَبقَى كَذَلِكَ بِأَمرِ اللهِ، خَاصَّةً في هَذِهِ الأَرضِ الَّتي احتَضَنَت أَطهَرَ البِقَاعِ وَأَشرَفَ المُقَدَّسَاتِ، وَمِنهَا شَعَّ نُورُ الإِسلامِ وَانطَلَقَت كَتَائِبُ الإِيمَانِ. أَلا فَلْنَتَّقِ اللهَ وَلْنَكُنْ مَعَهُ بِطَاعَتِهِ وَامتِثَالِ أَمرِهِ، يَكُنْ مَعَنَا بِتَأيِيدِهِ وَنَصرِهِ، وَلْنَتَوَكَّلْ عَلَيهِ وَلْنَعتَصِمْ بِهِ، مُستَحضِرِينَ قَولَهُ:﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ﴾ [آل عمران: 173- 174]

 

اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ.

•    •    •


الحَمدُ للهِ ذِي الفَضلِ وَالإِنعَامِ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى خَيرِ الأَنَامِ، نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحبِهِ الكِرَامِ. اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ.

أَمَّا بَعدُ، فَاتَّقُوا اللهَ - أَيُّهَا المُسلِمُونَ - ﴿ وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجعَلْ لَهُ مَخرَجًا ﴾.


أَيُّهَا المُسلِمُونَ، اِفرَحُوا بِعِيدِكُم، وَكُلُوا وَاشرَبُوا وَلا تُسرِفُوا، وَتُوبُوا إِلى رَبِّكُم وَأَنِيبُوا إِلَيهِ وَاعتَصِمُوا بِحَبلِهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا، كُونُوا إِخوَانًا كَمَا أَمَرَكُمُ اللهُ، تَعَانَقُوا وَتَصَافَحُوا، وَتَوَاصَلُوا وَتَسَامَحُوا، تَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقوَى، وَكُونُوا عَلَى حَذَرٍ مِمَّا يُحَاكُ ضِدَّكُم وَيُرَادُ بِهِ تَفرِيقُ صَفِّكُم وَإِيقَاعُ الفِتنَةِ بَينَكُم. لَقَد خَلَقَ اللهُ الذَّكَرَ وَالأُنثَى لِيُكمِلَ أَحَدُهُمَا الآخَرَ، وَجَعَلَ لِكُلٍّ مِنهُمَا وَظِيفَتَهُ وَمُهِمَّتَهُ، ثم نَهَى عَن أَن يَتَمَنَّى كُلٌّ مِنهُمَا مَا فُضِّلَ بِهِ على الآخَرِ فَقَالَ: ﴿ وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾ [النساء: 32] وَإِنَّهُ لَعَجِيبٌ أَن يَنسَاقَ مُسلِمُونَ وَمُسلِمَاتٌ لِدَعَوَاتٍ خَبِيثَةٍ لِمُسَاوَاةِ الرَّجُلِ بِالمَرأَةِ، أَو إِلغَاءِ وِلايَةِ الرَّجُلِ عَلَيهَا، كَيفَ وَالخَلاَّقُ العَلِيمُ يَقُولُ: ﴿ وَلَيسَ الذَّكَرُ كَالأُنثى ﴾ وَيَقُولُ: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ﴾ [النساء: 34].

 

فَاتَّقُوا اللهَ رِجَالاً وَنِسَاءً، وَتَمَسَّكُوا بِفِطرَةِ اللهِ وَارضَوا بما قَسَمَهُ اللهُ، لِيَبقَ كُلٌّ في ثَغرِهِ، وَلْيُؤَدِّ عَمَلَهُ الَّذِي كُلِّفَ بِهِ وَهَيَّأَهُ اللهُ لَهُ، وَاحرِصُوا عَلَى تَكوِينِ أُسَرٍ مُتَمَاسِكَةٍ مُتَعَاوِنَةٍ، تَعمَلُ بِأَمرِ اللهِ وَتَنتَهِي عَمَّا نَهَاهَا عَنهُ، رَبُّوا أَبنَاءَكُم وَبَنَاتِكُم عَلَى إِقَامَةِ الصَّلاةِ وَحُبِّ الفَضِيلَةِ، وَجَنِّبُوهُمُ الشَّهَوَاتِ وَمَسَالِكَ الرَّذِيلَةِ، وَمُرُوا بِالمَعرُوفِ وَتَنَاهَوا عَنِ المُنكَرِ، فَبِذَلِكَ تُنَالُ رَحمَةُ اللهِ، قَالَ - سُبحَانَهُ -: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 71، 72] وَقَالَ - تَعَالى -: ﴿ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ﴾ [آل عمران: 195].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة