• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / وصف النبي


علامة باركود

صور من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم

صور من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم
د. حسام العيسوي سنيد


تاريخ الإضافة: 17/9/2025 ميلادي - 25/3/1447 هجري

الزيارات: 1223

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

صور من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم

 

المقدمة:

يصف الله نبيَّه محمدًا صلى الله عليه وسلم بقوله: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]، وقال تعالى: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ [آل عمران: 159]، وقال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ﴾ [الأعراف: 157]، والمعنى: يخفف عنهم ما كلفوه من التكاليف الشاقة التي تشبه الأغلال؛ كقتل النفس في التوبة، وقطع موضع النجاسة من الثوب، والقصاص من القاتل - عمدًا كان القتل أو خطأً - وشبه ذلك[1].

 

وتتعدد صور رحمة النبي صلى الله عليه وسلم، وتظهر أهمها في الآتي:

1- رحمته صلى الله عليه وسلم بأهل بيته وأقاربه:

فقد كان صلى الله عليه وسلم رحيمًا بأهل بيته وأقاربه:

في الحديث الذي رواه أحمد في مسنده عن الأسود قال: ((قلت لعائشة: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع في أهله؟ قالت: كان في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة)).

 

وروى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك، قال: ((دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سيف القين[2]، وكان ظِئرًا[3] لإبراهيم، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم فقبَّله وشمَّه، ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه[4]، فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان، فقال له عبدالرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله؟ قال: يا بن عوف، إنها رحمة، ثم أتْبَعَها – والله - بأخرى فقال: إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون)).

 

وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((جاء أعرابيٌّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أتقبِّلون الصبيان فما نقبِّلهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو أملِك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك؟)).

 

والرحمة بالأهل تعني – أيضًا - الخوف عليهم من الهلاك، والأخذ بأيديهم إلى طريق النجاة:

قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].

 

وقال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ [الزمر: 15].

 

وفي الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنهقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أُنزل عليه: ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء: 214]: يا معشر قريش، اشتروا أنفسكم من الله، لا أُغني عنكم من الله شيئًا، يا بني عبدالمطلب، لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا عباس بن عبدالمطلب، لا أغني عنك من الله شيئًا، يا صفيةُ عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا أغني عنكِ من الله شيئًا، يا فاطمةُ بنت محمد، سليني ما شئتِ، لا أغني عنكِ من الله شيئًا)).

 

وليس من معنى الرحمة: التهاون في حقوق الله:

قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴾ [النساء: 135].

 

جاء في سنن ابن ماجه عن عائشة: ((أن قريشًا أهمَّهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت، فقالوا: من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد؛ حِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فكلمه أسامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتشفع في حدٍّ من حدود الله؟ ثم قام فاختطب فقال: يا أيها الناس، إنما هلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت، لَقطعت يدها)).

 

وفي مسند أحمد عن النعمان بن بشير: قال: ((سألت أمي أبي بعضَ الموهبة لي، فوهبها لي، فقالت: لا أرضى حتى تُشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأخذ أبي بيدي وأنا غلام، وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إن أمَّ هذا؛ ابنةَ رواحة زاولتني على بعض الموهبة له، وإني قد وهبتها له، وقد أعجبها أن أُشهدك، قال: يا بشيرُ، ألك ابنٌ غير هذا؟ قال: نعم، قال: فوهبت له مثل الذي وهبت لهذا؟ قال: لا، قال: فلا تشهدني إذًا؛ فإني لا أشهد على جَورٍ)).

 

2- رحمته صلى الله عليه وسلم بأصحابه وأتباعه:

ومن صور الرحمة عند رسولنا الكريم: رحمته صلى الله عليه وسلم بأصحابه:

في شعب الإيمان للبيهقي،عن عبدالله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تبلغوني عن أحد من أصحابي شيئًا؛ فإني أحب أن أخرج عليكم وأنا سليم الصدر)).

 

وروى أحمد في مسنده عن عبدالله بن مسعود قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوَّلنا بالموعظة في الأيام؛ مخافةَ السآمة علينا)).

 

وفي المسند أيضًا: عن أنس بن مالك قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي مع أمه وهو في الصلاة، فيقرأ بالسورة الخفيفة)).

 

كان صلى الله عليه وسلم يعلِّم أصحابه خُلق الرحمة:

جاء في صحيح ابن حبان عن أبي هريرة: قال: ((قام أعرابي في المسجد فبال، فتناوله الناس، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوه، وأهريقوا على بوله دلوًا من ماء، فإنما بُعثتم ميسِّرين، ولم تُبعثوا معسِّرين)).

 

وروى المروزي في تعظيم قدر الصلاة، عن أبي هريرة رضي الله عنه: ((ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم حين أعطى الأعرابي ثم قال له: أحسنت، قال: ولا أجملت، فغضب أصحابه رضي الله عنهم حتى همُّوا بقتله، فأشار إليهم النبي صلى الله عليه وسلم بالكفِّ، وقال للأعرابي: تأتينا، فجاءه في بيته، فأعطاه وزاده، ثم قال له: أحسنت قال: أي والله، وأجملت، فجزاك الله من أهل وعشيرة خيرًا، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: إن مَثَلي ومَثَل هذا ومثلكم، كمثل رجل كانت له ناقة فشردت عليه، فأتبعها الناس فلم يزيدوها إلا نفورًا، فقال صاحب الناقة: خلُّوا بيني وبين ناقتي، فأنا أعلم بها وأرفقُ، فأخذ من ثمام الأرض شيئًا، ثم جاءها من بين يديها، فجعل يقول لها: هوى هوى، فجاءت فاستناخت بين يديه، فشد عليها رحلها واستوى عليها، وإني لو أطعتكم حين قال هذا ما قال، فقتلتُه، دخل النار)).

 

وفي سنن أبي داود عن جابر رضي الله عنه، قال: ((خرجنا في سفر، فأصاب رجلًا معنا حجرٌ فشجَّه في رأسه، ثم احتلم، فسأل أصحابه فقال: هل تجدون لي رخصةً في التيمم؟ قالوا: ما نجد لك رخصةً وأنت تقدر على الماء، فاغتسل فمات، فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم أُخبر بذلك، فقال: قتلوه قتلهم الله، ألَا سألوا إذ لم يعلموا، فإنما شفاء العيِّ السؤالُ، إنما كان يكفيه أن يتيمم ويعصر - أو يعصب - على جرحه خِرقةً، ثم يمسح عليها ويغسل سائر جسده)).

 

هذه بعض صور الرحمة في حياته صلى الله عليه وسلم، نتعلم منها أن نقتدي برسولنا صلى الله عليه وسلم، ونسير على نهجه، ونعمل مثل ما عمل؛ فهذا هو الطريق الحق، وهذا هو النهج السليم.

 


[1] الصابوني، صفوة التفاسير، (1/ 476).

[2] القين: صفة لأبي سيف، ومعناه: الحداد.

[3] الظِّئر: زوج المرضعة.

[4] يجود بنفسه: يموت.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة