• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / مقالات


علامة باركود

خصائص النبي المختلف عليها (4)

خصائص النبي المختلف عليها (4)
أ. صالح بن أحمد الشامي


تاريخ الإضافة: 1/8/2016 ميلادي - 27/10/1437 هجري

الزيارات: 6197

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خصائص النبي المختلف عليها (4)


إباحة المكث في المسجد جُنباً:

قال ابن القاص في التلخيص: كان يجوز له صلى الله عليه وسلم أن يدخل المسجد جنباً[1].


واستشهد لذلك بحديث أخرجه الترمذي عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: "يا علي، لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك".


قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسمع مني محمد بن إسماعيل - البخاري - هذا الحديث فاستغربه[2].


قال ابن الملقن: قلت وفي حسنه نظر، ففيه سالم بن أبي حفصة، وعطية العوفي، وهما ضعيفان جداً؛ شيعيان متهمان. ومقتضى الحديث اشتراك علي رضي الله عنه معه في ذلك، ولم يقل به أحد من العلماء.


وقال إمام الحرمين: هذا الذي قاله صاحب التلخيص هوس، لا ندري من أين قاله؟ ولا إلى أي أصل أسنده، فالوجه القول بتخطئته[3].


• تحريم مد العين إلى ما متع به الناس:

قالوا: كان يحرم عليه مد العين إلى ما متع به الناس. بدليل قوله تعالى:

﴿ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾[4].


وقوله تعالى:

﴿ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ * لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾[5].


قال ابن الملقن: "نقله الرافعي عن صاحب الإفصاح[6] وجزم به ابن القاص في التلخيص، ولذا جزم به النووي في أصل الروضة"[7].


ومعنى ﴿ لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ ﴾ - كما جاء في التفاسير -: أي لا تمدن نظر عينيك، ومد النظر تطويله، وأنه لا يكاد يرده استحساناً للمنظور إليه، وإعجاباً به، وتمنياً أن يكون له، كما فعل نظارة قارون حين قالوا: ﴿ يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾.


ولما كان النظر إلى الزخارف كالمركوز في الطباع، وأن من أبصر شيئاً أحب أن يمد نظره إليه، ويملأ منه عينيه، قال: ﴿ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ ﴾.

ومعنى ﴿ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ ﴾ أي أصنافاً من أصحاب النعيم والغنى.


والذين قالوا بالخصوصية لم يأتوا بدليل على ما ذهبوا إليه. ومن المقرر أن التخصيص لا يثبت إلا بنص.


وما من شك بأن هذا النص القرآني الكريم موجه إلى النبي وأمته، شأنه شأن كل النصوص القرآنية. وسواء أقلنا إن موجب النهي هنا التحريم أم قلنا بالكراهة فهو خطاب لهذه الأمة عن طريق رسولها صلى الله عليه وسلم.


ويؤكد عدم الخصوصية عشرات الأحاديث الصحيحة التي قالها صلى الله عليه وسلم موضحاً حقيقة الدنيا، وداعياً فيها إلى صرف الهمم إلى الآخرة، وما هذه الأحاديث إلا الشرح والبيان لهاتين الآيتين وغيرهما مما هو في معناهما، وكذلك هي بيان لعلة صرف النظر عن زهرة الحياة الدنيا.


ولو كان النهي خاصاً بالنبي صلى الله عليه وسلم لما كان بحاجة إلى هذا البيان العريض المتكرر.

 

• وجوب إتمام كل تطوع شرع به:

قالوا: يلزمه صلى الله عليه وسلم كل تطوع يبتدئ به. وليس كذلك أمته.

حكى هذا القول الإمام البغوي عن بعضهم، وذكره ابن الملقن نقلاً عن ابن القاص[8].

وما من شك بأن عدَّ هذه المسألة في قائمة الخصائص فيه نظر، لعدم الدليل المؤيد، بل قد قام الدليل على عكس ذلك.


فقد أخرج مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت:

"قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم: "يا عائشة هل عندكم شيء؟".

قالت: فقلت: يا رسول الله، ما عندنا شيء.

قال: "فإني صائم".

قالت: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأهديت لنا هدية، قالت: فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: يا رسول الله، أهديت لنا هدية، وقد خبأت لك شيئاً.

قال: "ما هو؟".

قلت: حيس.

قال: "هاتيه".

فجئت به فأكل، ثم قال: "قد كنت أصبحت صائماً".

قال طلحة بن يحيى: فحدثت مجاهداً بهذا الحديث فقال: ذاك بمنزلة الرجل يخرج الصدقة من ماله، فإن شاء أمضاها، وإن شاء أمسكها"[9].


فهذا الحديث الشريف ينفي أصل المسألة، فأين الخصوصية؟!.

 

• وجوب الدفع بالتي هي أحسن:

قال ابن القاص: من الواجبات التي خص بها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن يدفع بالتي هي أحسن[10].

واستدل بقوله تعالى: ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾[11].


وعدُّ هذه المسألة من الخصائص أمر غريب حقاً، فليس في الآية ما يدل على أن الخطاب فيها للرسول صلى الله عليه وسلم وحده. بل سياق الآيات دليل على أن الخطاب لجميع المسلمين.


والآيات واردة في ميدان الحض على الفضائل، والدعوة إليها، ولنستمع إلى بعض هذه الآيات الكريمة:

قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت: 33 - 35] إلى آخر الآيات[12].


فأين خصوصية الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم، حتى يقال بخصوصية الحكم؟!!.

 

نفقة زوجاته صلى الله عليه وسلم:

قال بعض الفقهاء: إن نفقة زوجاته صلى الله عليه وسلم لم تكن واجبة عليه، وهذه خصوصية له دون غيره من الناس[13].

قال النووي: وهل كان يلزم نفقة زوجاته، فيه وجهان بناءً على المهر. قلت: الصحيح الوجوب[14].

ولم يذكر أصحاب القول بالخصوصية دليلاً، وإنما بنوا ذلك على مسألة أخرى، وهي: هل كان يجب عليه للواهبة نفسها مهراً؟.

ومن المعلوم أنه لم يكن عنده امرأة من الواهبات أنفسهن.


وإذن فالأصل أن حكمه صلى الله عليه وسلم حكم غيره من الناس وهو الوجوب، يؤيد هذا حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقتسم ورثتي ديناراً، ما تركت بعد نفقة نسائي ومؤنة عاملي فهو صدقة"[15] فإذا كان يجب أن ينفق مما تركه على زوجاته بعد وفاته، كيف لا تجب النفقة لهن في حال حياته[16].


أخرج الترمذي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "إن أمركن مما يهمني بعدي، ولن يصبر عليكن إلا الصابرون" قال: ثم تقول عائشة: فسقى الله أباك من سلسبيل الجنة، تريد عبد الرحمن بن عوف. وكان قد وصل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بمال[17] بيعت بأربعين ألفاً[18].

 

• خصوصية تحريم الكتابة عليه:

قالوا: واختص صلى الله عليه وسلم بتحريم الكتابة عليه.

ثم قالوا: إنما يكون التحريم على من يحسنها وهو لا يحسنها.

قال الإمام النووي: المراد تحريم التوصل إليها[19].


والحقيقة أن هذه المسألة لا علاقة لها بالخصائص، وقد كان معظم الناس عندما بعث الرسول صلى الله عليه وسلم لا يحسنون الكتابة، والذين يقرؤون قلة قليلة فأين الخصوصية.


ثم لنرجع إلى الآيات الكريمة المتعلقة بالموضوع:

قال تعالى:

﴿ وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ * وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ﴾[20].


فالآية الكريمة إنما تصف الواقع القائم وهو أنه صلى الله عليه وسلم ما كان يحسن القراءة والكتابة.


قال ابن كثير:

﴿ فَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ﴾ كعبد الله بن سلام وسلمان الفارسي وأشباههما ﴿ وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ ﴾ يعني العرب من قريش وغيرهم.


﴿ وَمَا كُنْتَ تَتْلُو ﴾ أي قد لبثت في قومك يا محمد من قبل أن تأتي بهذا القرآن عمراً لا تقرأ كتاباً ولا تحسن الكتابة، بل كل أحد من قومك وغيرهم يعرف أنك رجل أمي لا تقرأ ولا تكتب. وهكذا صفته في الكتب المتقدمة. كما قال تعالى:

﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾[21].


وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائماً إلى يوم القيامة لا يحسن الكتابة، ولا يخط سطراً ولا حرفاً بيده، بل كان له كتاب يكتبون بين يديه الوحي والرسائل إلى الأقاليم. ا هـ ابن كثير.


فالآية الكريمة تبين وصف الرسول صلى الله عليه وسلم في واقع الحال، وهو عدم معرفته القراءة والكتابة، وأهل مكة يعرفون ذلك تماماً.


ثم إن هذا الوصف هو الموافق لما جاء في صفة النبي صلى الله عليه وسلم في الكتب السابقة كالتوراة والإنجيل، ولذلك سارع علماؤهم كعبد الله بن سلام وسلمان الفارسي إلى الإيمان به.


فقد جاءت آية سورة الأعراف بالأوصاف المذكورة للرسول صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل، ومنها: "النبي الأمي" أي الذي لا يحسن القراءة والكتابة.


وخلاصة القول: فإن أمر عدم معرفته الكتابة صلى الله عليه وسلم ليس من بحث الخصائص كما هو واضح.


وهذه الصفة هي من تقدير الله لبيان الإعجاز في هذا القرآن وأنه من عند الله تعالى، لم تشبهُ شائبة، ذلك أن النبي الذي أنزل عليه هذا القرآن لا يعرف القراءة ولا الكتابة.



[1] غاية السول ص 181.

[2] أخرجه الترمذي برقم (3727).

[3] غاية السول ص 181.

[4] سورة طه، الآية (131).

[5] سورة الحجر، الآية (87 - 88).

[6] هو الإمام الحسين بن القاسم الطبري، والإفصاح كتاب له في فروع الشافعية.

[7] غاية السول ص 140 - 141.

[8] مرشد المحتار ص 98.

[9] أخرجه مسلم برقم (1154).

[10] مرشد المحتار ص 99.

[11] سورة فصلت، الآية (34).

[12] سورة فصلت، الآيات (33 - 35).

[13] مرشد المحتار ص 313.

[14] روضة الطالبين 7/10.

[15] أخرجه البخاري برقم (6729).

[16] مرشد المحتار ص 313.

[17] المقصود بالمال: حديقة، كما جاء في الحديث الآخر.

[18] أخرجه الترمذي برقم (3749) وحسنه.

[19] روضة الطالبين 7/5.

[20] سورة العنكبوت، الآيتان (47 - 48).

[21] سورة الأعراف، الآية (157).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة