• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / مواعظ وخواطر وآداب / خواطر صائم / مقالات


علامة باركود

اجعل من شهر رمضان فرصة للابتهاج النفسي والأسري

أ. سلمان الجدوع


تاريخ الإضافة: 7/9/2009 ميلادي - 18/9/1430 هجري

الزيارات: 11403

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام الأتَمَّانِ الأكملان على سيِّد المرسلين، محمد بن عبدالله، خير خَلْق الله أجمعين.
أما بعد:
تعرف البهجة قي "القاموس" بأنَّها شعور ينمُّ عن الرِّضا الداخلي، "ففي حين أنَّ مصدر السعادة خارجي، فإنَّ البهجة منبعُها من داخل النفس، فليس أكثر الناس بهجة أكثرَهم مالاً، بل أكثرهم تعبيرًا عن الامتنان، فالمبتهِجون ممتنُّون لكونِهم أحياء.
ولَمَّا قُدِّمت الدِّراسات في خصائص الشخص الحكيم، وُجِد أنَّه يتمتَّع بشعور عميق بالبهجة، فالبهجةُ تابعةٌ للحِكمة في الحياة، وكذلك لها رفيقٌ آخر غير الحكمة وهي الطِّيبة، وبسهولة نكون مبتهجين إذا كنَّا طيِّبِي المعشر مع الأخيار، فإذا عِشْنا حياتَنا بصدق ونزاهة، وكنَّا رحماء عطوفين، مادِّين يدَ العون، وأسهمْنا في مجتمعنا، أو في قضاياه التي تستحق، وعندما نَصْفح عن الغَيْر، ونعبد الله، ونحيا حياة طيِّبة، فإنَّنا نحسُّ بالبهجة مع بزوغ فجر كلِّ يوم جديد.
فلماذا يحرص المسلِم على الابتهاج بالحياة والاستمتاع بها؟ لأنَّ المبتهجين من داخل نفوسهم، المبتسمين للحياة هم أسعدُ الناس حالاً، وأقدرُهم على العمل والإبداع، وأكثرُهم احتمالاً للمسؤولية.
ولأنَّ كلَّ شيء أوجده الله في الطبيعة جميلٌ، باسمٍ منسجم، فالزهر باسم، والغابات باسمة، والبحار والأنهار، والسماء والنجوم، والطيور كلُّها باسمة مبتهجة، كذلك الإنسان بطبعه باسم ومنسجم، لولا ما يعتريه في حياته من الشُّرور والطمع.
ومن أجل الاستمتاع والابتهاج بالحياة، أُمِر الإنسانُ بتطهير قلبِه من الأدناس، وترْكِ الانغماس في ظُلمة المعصية، فإذا كان عملُ المسلم طيِّبًا، وفكره نظيفًا، والباعث طاهرًا، كان منظارُه الذي يرى به الدنيا نقيًّا، فرأى الدنيا جميلة كما خلقت، وابتهج بها واستمتع، فما أكثر الذين لا يفتحون أعينهم لمباهج الحياة، وإنَّما يفتحونها للدِّرْهم والدينار، فتبهج له نفوسُهم، وتُسرُّ به أعينهم، قد رُكِّبت فينا العيون لنظر الجمال، فعودناها ألاَّ تنظر إلاَّ إلى الدِّينار؛ يقول المولى سبحانه: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الكهف: 46].
وهل جُعِل المال والبنون إلاَّ للزينة والابتهاج، والأنس والإسعاد، فمِن أين يبتهج مَن جعلهما مصدرًا للشقاء، بِجَهله وبُخله.
فلماذا لا نجعلُ رمضان فرصةً للابتهاج والسُّرور الأُسريِّ؟

فكلُّ أسرة غالبًا لها في رمضان أوقاتٌ رحبة تقضيه في البيت مجتمعة، وهذا الوقت عند الأمَّة المسلِمة من أسعد الأوقات تقضية - بعدَ أن تناولت فطورَها، بعد نهار الصيام - إمَّا في حديث ممتع، أو استماع خير، أو نوادر طريفة، فتنتعشُ بذلك النفس، وتبتهج بالحياة، ويَنسى كلُّ فرد ما لقيه من متاعب ومصاعب عمله خارج البيت.
فماذا نصنع نحن في مِثْل هذا الوقت معشرَ الآباء؟
فلماذا لا يُفكِّر الرجل منَّا كيف يُسعِد أهلَه؟
ولماذا لا تُفكِّر المرأةُ كيف تُسعِد أسرتها؟
أولادنا مِن أين يفرحون؟ وبأيِّ شيء يبتهجون؟
يقول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما نَحَل والدٌ ولدَه خيرًا من أدب حسن))، أو كما قال - صلَّى الله عليه وسلَّم.
معشرَ الآباء:
ليس يُوفَّق ابنُك في كلِّ شيء كما يُوفَّق إلى مربٍّ فاضل، وأب مبتهج سعيد، يعوِّدُه السماحةَ وسَعةَ الصدر، ويُعلِّمه أنَّ خير غَرَض يسعى إليه أن يكون مَصْدَرَ خيرٍ للناس بقدر ما يستطيع، وأن تكون نفسُه شمسًا مُشعَّةً للضوء، والحب والخير، وأن يكون قلبُه مملوءًا عطفًا وبرًّا، وإنسانية وحبًّا؛ لإيصال الخير لكلِّ من اتصل به.
وقد رُوي عن أبي الدرداء أنَّه قال: "إني لأستجمُّ قلبي بالشيء من اللهوِ؛ ليكونَ أقوى لي على الحق"، وروي عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عند أبي داود: أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال له: ((يا ذا الأذنين))؛ يعني: يمازحه، فهذا سيِّد المبتهجين - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُمازِح أصحابَه، ويداعب أهلَه، ويلعب مع أطفال صحابته - رضي الله عنهم - لم تمنعْه النبوَّة من ذلك، فالسُّرور يعتمد على النفسِ أكثرَ ممَّا يعتمد على الظروف، ومِن الناس مَن لا يستطيع أن يشتريَ ساعةً سعيدة ضاحكة مستبشرة بأغلى الأثمان، ومنهم مَن يستطيع أن يشتريها بأتْفِه الأثمان؛ وذلك لاختلافهم في الطَّبْع والمزاج.
فعلى الأسرة المسلمةِ أن تجعل رمضانَ منطلقًا للسرور والابتهاج، والإقبال على الحياة، وأن تقضيَها على أحسن وجه، مبتهجة مسرورة، محتفية بهذا الضيف الكريم، وأن يكونَ ربُّ الأسرة مقتديًا بسيِّد المتفائلين والمبتهجين محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيكون فعَّالاً للخير، يَشعُر بالفرحِ لفرحِ الناس، وبالخير يَصِل إليهم، ويبتهج بجمال الطبيعة، وجمال ما فيها.
تصوَّر أسرةً ساد فيها الابتهاجُ والسُّرور، وساد فيها كذلك الذَّوْقُ السليم، نرى كلَّ فرد فيها يتجنَّب جرْحَ إحساس غيره بأيِّ لفظ أو أي عمل يأباه الذوق، بل إنَّ ذوقه يرفعُه إلى حدِّ أنَّه يتخيَّر الكلمةَ اللطيفة، والعملَ الظريف الذي يُدخِل السرور على أفراد أسرته.
ختامًا:
أقول لكل مسلم في هذا الشهر المبارك: استمتعْ بحياتك استمتاعًا معتدلاً، لا إفراطَ فيه ولا تفريط، استمتاعًا يُقوِّيك على الجِدِّ في الحياة، ويجعلك أقدرَ على إسعاد نَفْسك، وإسعاد مَن حولك.

وأقول له كذلك: ابتسم للطفل في مَهْده، وللصانع في عملِه، وابتسم لأولادك وأنت تُربِّيهم، وابتسمْ للتاجر وأنت تعامله، وابتسم للصعوبةِ تعترضك، وابتسم إذا نجحت، وابتسم إذا فشلت، وانثرِ البسمات يمينًا وشمالاً على طول الطريق، فإنَّك لن تعودَ للسَّيْر فيه.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة