• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / خطب رمضان والصيام


علامة باركود

ختام رمضان

د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم


تاريخ الإضافة: 3/8/2013 ميلادي - 27/9/1434 هجري

الزيارات: 30976

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ختام رمضان


الحمد لله الذي جعل لكل شيء أمداً، الذي برأ الخلق وأحصاهم عداً، وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً، وأشهد ألا إلا إله إلا الله الصمد الذي لم يتخذ ولداً، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أزكى البرية نفساً وأوفاهم عهداً، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أصدق الناس قولاً وجهداً.

 

أما بعد، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ.. ﴾ [النساء: 1] ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ.. ﴾ [آل عمران: 102] ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا.. ﴾ [الأحزاب: 70].

 

أيها المؤمنون!

ما بعد التمام إلا النقص، وما بعد البزوغ إلا الأفول، وما بعد الابتداء إلا الانتهاء. هذا قدر ربنا المحتوم في الدنيا وما درج عليها. خلا زمن نرقب فيه طلعة شهرنا البهي، وانطوت عجلة الزمن فما شعرنا إلا ونحن على شفير وداعه. أيام وليالٍ فيها صفدت الشياطين وفتحت أبواب الجنان وأوصدت أبواب النيران والمنادي ينادي كل ليلة: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار. أدركت فيه رحمة الله من اصطفاه فكان له رمضان مزادة بر وعجالة سير لرضى ربه، وشقي آخرون حين لم يقدروا للشهر حقه؛ إذ العزيز ضانّ بخيره لمن لم يرع قدره.

 

عباد الله!

قال كَعْبِ بْنِ عُجْرَة رضي الله عنهَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «أحْضَرُوا الْمِنْبَرَ»، فَحَضَرْنَا، فَلَمَّا ارْتَقَى دَرَجَةً قَالَ: «آمِينَ»، فَلَمَّا ارْتَقَى الدَّرَجَةَ الثَّانِيَةَ قَالَ: «آمِينَ» فَلَمَّا ارْتَقَى الدَّرَجَةَ الثَّالِثَةَ قَالَ: «آمِينَ»، فَلَمَّا نَزَلَ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ سَمِعْنَا مِنْكَ الْيَوْمَ شَيْئًا مَا كُنَّا نَسْمَعُهُ قَالَ: "إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَرَضَ لِي فَقَالَ: بُعْدًا لِمَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يَغْفَرْ لَهُ قُلْتُ: آمِينَ، فَلَمَّا رَقِيتُ الثَّانِيَةَ قَالَ: بُعْدًا لِمَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ قُلْتُ: آمِينَ، فَلَمَّا رَقِيتُ الثَّالِثَةَ قَالَ: بُعْدًا لِمَنْ أَدْرَكَ أَبَوَاهُ الْكِبَرَ عِنْدَهُ أَوْ أَحَدُهُمَا فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ قُلْتُ: آمِينَ. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي. دعاء الطرد والإبعاد من الروح الأمين وتأمين سيد المرسلين على ذلك الشقيّ الذي أدرك رمضان ولم تشمله مغفرة الغفور الواسعة؛ إذ لا موسم تفوق أسباب المغفرة فيه موسمَ رمضان. ومن فرص إدراك مغفرة هذا الشهر والازدياد منها إحسان ختامه؛ فهاهو قد عزم على الرحيل، ولم يبق منه إلا القليل، فمن منكم أحسن فيه فعليه التمام، ومن فرط فليختمه بالحسنى، والعمل بالختام؛ فاستغنموا منه ما بقي من الليالي اليسيرة والأيام، واستودعوه عملاً صالحاً يشهدُ لكم به عند الملك العلام، وودعوه عند فراقه بأزكى تحية وسلام. ومن صالح أعمال الختام -معشر الصائمين- كثرة الاستغفار، قال الحسن: "أكثروا من الاستغفار؛ فإنكم لا تدرون متى تنزل الرحمة"، وقال لقمان لابنه: "يا بني، عود لسانك الاستغفار؛ فإن لله ساعات لا يرد فيهن سائلاً ". وفي بعض الآثار: أن إبليس قال: " أهلكت الناس بالذنوب وأهلكوني بلا إله إلا الله والاستغفار". والاستغفار ختام الأعمال الصالحة كلها: فيختم به الصلاة والحج وقيام الليل، وتختم به المجالس: فإن كانت ذكراً كان كالطابع عليها، وإن كانت لغواً كان كفارة لها؛ فكذلك ينبغي أن يختم صيام رمضان بالاستغفار. كتب عمر بن عبد العزيز إلى الأمصار يأمرهم بختم رمضان بالاستغفار وصدقة الفطر؛ فإن الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، والاستغفار يرقع ما تخرق من الصيام باللغو والرفث. وقال في كتابه: " قولوا كما قال أبوكم آدم: ﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [لأعراف: 23]، وقولوا كما قال نوح عليه السلام: ﴿ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [هود: 47]، وقولوا كما قال موسى عليه السلام: ﴿ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ﴾ [القصص: 16]، وقولوا كما قال ذو النون عليه السلام: ﴿ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الانبياء: 87]. وأنفع الاستغفار ما قارنته التوبة، وهي حل عقدة الإصرار؛ فاختم شهرك بتوبة نصوح؛ فلعمر الله! إن ذلك خير ما تختم به شهرك.

 

معشر الصائمين!

ومن صالح الختام الضراعة إلى الله بسؤال القبول؛ هكذا كان ديدنَ سلفنا الصالح في طاعاتهم، كانوا يجتهدون في إتمام العمل وإكماله وإتقانه، ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله ويخافون من رده، وهؤلاء الذين: ﴿ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ﴾ [المؤمنون: 60]. روي عن علي رضي الله عنه قال: "كونوا لقبول العمل أشد اهتماما منكم بالعمل؛ ألم تسمعوا الله عز وجل يقول: ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 27]؟ وعن فضالة بن عبيد قال: "لأن أكون أعلم أن الله قد تقبل مني مثقال حبة من خردل أحب إلي من الدنيا وما فيها؛ لأن الله يقول: ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 27]، قال ابن دينار: "الخوف على العمل أن لا يتقبل أشد من العمل"، وقال عطاء السلمي: "الحذر: الاتقاء على العمل أن لا يكون لله "، وقال عبدالعزيز بن أبي رواد: "أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح، فإذا فعلوه وقع عليهم الهم: أيقبل منهم أم لا؟". قال بعض السلف: "كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان ثم يدعون الله ستة أشهر أن يتقبله منهم ". خرج عمر بن عبدالعزيز رحمه الله في يوم عيد فطر، فقال في خطبته: "أيها الناس إنكم صمتم لله ثلاثين يوما وقمتم ثلاثين ليلة وخرجتم اليوم تطلبون من الله أن يتقبل منكم".

 

ومن صالح الختام أداء فرائض العيد وسننه: إظهاراً للتكبير من غروب شمس ليلة العيد حتى شروع الإمام بالصلاة، واغتسالاً، ولبساً لأحسن الثياب، وأكلاً لتمرات وتراً، وشهوداً لصلاة العيد مع أهله، ومخالفةً للطريق، وإظهاراً للفرح، وتوسعةً للأهل.

 

الخطبة الثانية

أيها المؤمنون!

ومن صالح ما يختم به الشهر: إخراج صدقة الفطر؛ فيخرج المرء مما يطعمه الناس ويقتاتونه عن نفسه وعمن تلزمه نفقتهم صاعاً عن كل واحد بما يعادل ثلاثة كيلو تقريباً. ويدفعها للفقراء قبل صلاة العيد، ويجوز إخراجها قبل العيد بليلتين، ولا تجزئ بعد الصلاة إلا عن معذور بجهل أو عجز أو نسيان. ولا يجزئ إخراجها نقداً على الراجح من قولي العلماء. وتدفع لفقراء البلد الذي هو فيه، ويجوز دفعها لخارج بلده إن كان ثمّ مصلحة. ولا حرج في إعطاء الفقير الواحد فطرتين أو أكثر. ومن لم يكن لديه صاعٌ يوم العيد وليلته زائد عن قوته وقوت عياله لم تجب عليه زكاة الفطر. وإذا أخذ الفقير زكاة الفطر من غيره وفضل عنده منه صاع وجب عليه إخراجه عن نفسه، فإن فضل منها آصع أخرجها عمن يمون، وقدم الأقرب فالأقرب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة