• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / مقالات


علامة باركود

روضة الإنفاق

روضة الإنفاق
نبيل بن عبدالمجيد النشمي


تاريخ الإضافة: 26/7/2013 ميلادي - 19/9/1434 هجري

الزيارات: 7949

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

روضة الإنفاق


قال - تبارك وتعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [البقرة: 254].

 

وقال - تبارك وتعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ ﴾ [البقرة: 267].


وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيُدارِسه القرآن، فلَرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المُرسَلة"؛ متفق عليه[1].

 

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما تَصدَّق أحد بصدقة من طيب، ولا يقبل الله إلا الطيبَ، إلا أخذها الرحمن بيمينه، وإن كانت تمرةً، فتربو في كفِّ الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل، كما يُربي أحدكم فَلُوَّه أو فصيله))؛ رواه مسلم.

 

هنيئًا للصائم عظيم الدرجات ورفيع المقامات، وهنيئًا له أبواب الخير المفتَّحات في شهر الخير، وهنيئًا له مفاتيح الجِنان من مختلف الأبواب فهو بين قائم يُناجي، أو راكع يُعظِّم أو ساجد يُسبِّح أو قارئ يتلو أو ذاكر يتقرَّب أو متفكِّر يتأمَّل، وله من باب الصدقة والإنفاق الحظ الواسع والنصيب الوافر، فالصيام يجري به إلى أبواب الخير جريًا، ونحو الفوز سعيًا، فلا يفوته من الخير باب إلا وأراد فتْحه أو دخل منه، ومن أبرز ذلك الإنفاق والتصدق، فالإنفاق في رمضان روضة تَطهير للقلب والمال وتزكية للنفس والأرباح، وتتعلَّم فيها النفس السماحة وتُمارِس المحبة عمليًّا.

 

روضة الإنفاق تَنطلِق من الصائم وإليه، فهو يعيش شهر الكرم والجود متأسيًا بخير مولود - صلى الله عليه وسلم - فقد كان أجود ما يكون في مِثل رمضان فهو أجود من الريح المرسلة.

 

يُنفِق الصائم مما آتاه الله - تبارك وتعالى - قلَّ أو كَثُر؛ فـ ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ﴾ [الطلاق: 7]، فيطعم ويكسو ويتصدَّق ويُعطي وتطيب نفسه بنفقته، فيُبارِك الله - تبارك وتعالى - فيها وفي ماله كله إن صحَّت نيته.

 

هذه الروضة روضة تربية؛ فهي ترفع النفس من قائمة الشح إلى رتبة الجود والكرم، وتُطهِّر القلب من داء الطمع وتُحرِّر اليدَ من مرض القبض على الدنيا، وتمنع العيون من البكاء على الدينار والدرهم.

 

روضة الإنفاق درس تربية للنفس يُربِّيها على أخلاق الكِبار الذين يُحبون الخير للغير، ويبذُلون من أطيب مالهم لغيرهم، فهم يعيشون ليس لبطونهم وأنفسهم، بل ينظرون لمن حولهم ربما قبل أنفسهم، وهذه الروضة علامة بارزة على تكافُل المجتمع وتعاطُفه وتعاونه وتآزره، وهي إعلان للفقراء من الأغنياء بأنهم يهتمون بهم ويشعرون بهم ويُحسُّون بحالهم، وفوق ذلك هي اعتراف ضمني أن المال مال الله - تبارك وتعالى - والعبد مُستخلَف فيه.

 

وهذه الروضة درجات - وكل بحسبه - ومما يَملِك، غير أن صاحب القليل لا يستقلُّ قليله، فنصف تمرة تقي من النار، فكيف بما هو فوقها بأضعاف، وما عند الله خير وأبقى، ورب درهم سبَق ألف درهم.

 

فأنفق أيها الصائم من قليلك، فهو كثير إذا كان هو كل ما تَملِكه، وابدأ بمن تعول، فلا حاجة للمشاحاة وتضييق الخناق، فللمنفق الخلَف وللممسك التلَف، وأنفِقوا يا أهل الغنى والدثور، ومما أنعم عليكم الله فأنفِقوا على من تَعولون وعلى من يمكِّنكم من المسلمين، ففي كل كبد رطبة أجر، والموسم موسم أرباح، وحذاق التجار لا تفوتهم المواسم.

 

أنفق أيها الصائم مما أعطاك الله - تبارك وتعالى - وأطعم؛ فإنه مَن فطَّر صائمًا كان له مثل أجره، فكيف إذا أطعم وكسا وأدخل السرور على أسرة أو أسرٍ، فهنيئًا له جزيل الثواب فهو شهر الفضل.

 

جوعك أيها الصائم دافع للإنفاق، فهو إشعار بأن هناك مَن يجوع طوال العام من غير صيام، ولكن من عدم وفقر وقلة ذات اليد.

 

وبصراحة لمعرفة الحقيقة، فإن روضة الإنفاق اختبار للنفس ومدى استعدادها لتقديم ما تحب في سبيل الجماعة والمجتمع؛ ولذا تعيش بعض النفوس صراعًا داخليًّا حول الإنفاق وإن قل، وأما الصائم فغالبًا هو الغالب على وساوس الشيطان ونوازِع الشحِّ والحرمان.

 

وليحذر المنفق أن يُبطِل نفقته بأن يَمن بها، وللمن أساليب وفنون، فقد - وهو الغالب - لا يكون صريحًا؛ كأن يطلب ممن تصدَّق عليه خدمة والقيام بعمل ولو بأجر، ففيه ما فيه من حمله على بذْل فوق الطاقة، أو العمل بذل مثلاً، ولا يُبطِلها بإذلال أو حتى حديث وتحدُّث وطلب من الناس المنال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى ﴾ [البقرة: 264].

 

ولا بد ولزامًا أن تكون النفقة من كسب حلال فـ: ((الله طيب لا يقبل إلا طيبًا))، ﴿ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ ﴾ [البقرة: 267].

 

ادخلوا روضة الإنفاق قبل أن تُغلَق الأبواب، ويفوت الأوان، وتنالوا الحرمان، وتُحرموا المنال.

 

اللهم وفِّقنا للخير، وأَذهِب عنا البخل والشح، وطهِّر قلوبنا من الغرور بالدنيا، وارزقنا حب المساكين، والعطف على المحتاجين.



[1] البخاري (5) مسلم (2759).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة