• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / مقالات


علامة باركود

رمضان .. أشواق وأشواك

محمد فايع عسيري


تاريخ الإضافة: 11/7/2013 ميلادي - 4/9/1434 هجري

الزيارات: 8263

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رمضان.. أشواق وأشواك


سينبثق النور على موعد مع مَلك يأخذ مفاتيح الجنة فيفتحها باباً باباً، ويرسل من ذلك المكان الأنقى نباريس التقوى وفوانيس السلام. سيقدم شهر رمضان بماءٍ من الفردوس لتتوضأ منه الطبيعة الساحرة وتغتسل به الإنسانية المتسخة بالظلم والاستبداد والاستعباد. ولتسمو بذلك الماء الطاهر الأرواحُ البشرية التي طالما رتعت في الأوحال حتى نسيت المرعى. سيشهد فجر رمضان ملائكة ينزلون من السماء وملائكة يمشون على الأرض وطيور تغرد بالتسبيح وجبال تتهادى من الخضوع ونفوس تترنم بالخشوع ونسيم يسمو بالنفوس و ورد كرائحة الفردوس. والقلوب مع هذه الطلائع بين مسترشد وضائع، وشوق وشوك، وأمل وألم، وانفتاح وانقباض وجزر ومد.

 

فهو شهر شوق وتوق، وإرادة وعبادة، ورحلة في صيانة وصياغة النفس الشرود. فكم من قلوب تهفو إلى أن تكتحل عينها برؤية الأحرف والكلمات الربانية، وكم من نفوس تصفوا وتحلوا، وأخلاق راقية تجلوا حينما تتعطر السماء بريح الجنة. ولكم انتظرته البشرية ليخلصها من أدرانها التي أفسدت معانيها ومبانيها وجعلت المعروف منكراً والمنكر معروفاً. وهو اشتياق إلى الارتواء من الدمع النقي الخالص من شوائب التكلف والتزلف والتطرف. ويقود هذا الشوقُ الأقدامَ إلى الإقدام على أعمال لم تعهدها النفس أيام عامه ولياليه كالبر والإحسان والصدقة وترميم جسور المودة، وإرسال خيوط المحبة وغرس الإخاء للجيران والأقرباء. إنه شهر الشوق إلى التغيير والتطوير والتبديل، والمنافسة والمسابقة في دروب المعروف وساحات الخير والحق والجمال.

 

وهو قادم أيضاً على أجساد معتلة بوباء الخطايا، ومحترقة من لهيب الرزايا. يقدم على جموع لا تريد أن ترى الضوء في النهار ولا النور في المساء. نفوس تموء مواء القطط حين ترغب في الطعام بلا جدوى فتقضي يومها نؤومة كالبومة. ترفرف أيديهم قبيل الغروب على المائدة بلا فائدة، ويتمثلون السكون والاحتشام كالخفاش إذا احتضن نفسه. لا يجدون وقتاً للجد، فإذا كانت الإيجابية هي أن تنظر للنصف الممتليء من الكأس، فكؤوسهم فارغة مثل رؤوسهم. مكبلون بعاداتهم العادية وطقوسهم الشكلية وأعرافهم البالية التي أكل الدهر عليها وشرب ورمى بالسفرة في سلة المهملات. قوم قد شيكت أقدامهم على الطريق فقعدوا وأقعدوا معهم كل سائر، لاهم انتقشوها ولا تركوا العابرين يمرون بسلام. وجودهم في العالم الرمضاني كالطلح، شوك وقرْح، يزينونه بالمصابيح الصغيرة الملونة فيغدوا في الليل فاتناً أنيقاً جاذباً رقيقاً، حتى إذا جاءه المرء لم يجد إلا الشوك والألم.

 

ومع هذا وذاك، تبقى النكهة الرمضانية مشعة كالشمس، وسماء تظل كل نفس، لا تطرد المُعرض، بل تتمد كأنها سحابة أمرت أن تمطر على الأرض الجرز فتخرج منه حُباً متراكبا، وكأن هلاله إذا هلَّ ابتسامة السماء للأرض، ونجومه مرآة لأناس من الأرض. فهو شهر لا تتغير النفوس الصغيرة فيه فحسب، بل تتغير مجريات في الكون والدنيا والآخرة، فهو ليس زمن تفاهة حتى تُحشر كل التفاهات فيه، بل هو زمن عظيم للعظماء ووقت شريف للشرفاء.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة