• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / مواعظ وخواطر وآداب / مواعظ وآداب


علامة باركود

شهر الخير والتغيير، وداعًا

شهر الخير والتغيير، وداعًا
د. راشد عبدالرحمن العسيري


تاريخ الإضافة: 17/8/2012 ميلادي - 30/9/1433 هجري

الزيارات: 12399

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شهر الخير والتغيير، وداعًا


وداعًا رمضان، نقولها وقلوبُنا من ألم الفراق تتفطر، ودموعنا في المآقي تتحجر، فيا عجبًا لحال الدنيا، فما أسرعَ مرورَ الأيام وتعاقبها، وانقضاءَ السنين وتلاحقها! فقد كنا في لهفة ننتظر قدومه، نستبشر برؤية هلاله، وفي اشتياق للأنس به، وها نحن في آخر أيامه، يغادرنا بعد تصرُّم أيامه ولياليه، فقد مضى بنا سريعًا بخيراته وبركاته، حتى إننا في ذهول لمغادرته ومفارقته، وأفول هلاله وانقضائه.

 

وإن المتأمل لحال الصالحين عند وداعهم لرمضان، يجدهم في خوفٍ ودعاء؛ خوفٍ من رد العمل، ودعاءٍ بالقَبول من ذي الجُود والكرم؛ لذا كان سلف هذه الأمة عند خروج رمضان يدْعون الله ستة أشهر أن يتقبَّل منهم رمضان؛ خوفًا من ردِّه.

 

روي عن أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه - أنه كان ينادي في آخر ليلة من رمضان: "يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنِّيَه، ومن هذا المحروم فنعزيَه!".

 

وكان عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - يقول عند رحيل الشهر: "مَن هذا المقبول منا فنهنيه، ومن هذا المحروم منا فنعزيه، أيها المقبول، هنيئًا لك، أيها المردود، جبَر الله مصيبتك".

 

ورمضان هذا العزيز الذي يغادرنا، كان فرصة ثمينة لاحتْ لمن أحسن استغلاله، لإحداث تغيير إيجابي في حياته، ومع وداعنا له، وتلمُّسنا لحصول تغيير في بعض جوانب حياتنا، كان لزامًا أن يكون هذا التغيير مستمرًّا لا منقطعًا؛ لتكون نتيجته هي الباقيةَ حتى بعد رمضان، وهذا هو الجانب الأهم من مراحل التغيير، والذي يحتاج إلى بذْل الجهد للاستمرار في ثباته.

 

وهنالك أسبابٌ عديدة للثبات على التغيير بعد رمضان، من أبرزها:

أولاً: الاستعانة بالله - عز وجل - على الثبات.

ثانيًا: عزم النفس على البقاء على ذلك.

ثالثًا: البيئة الصالحة المعينة عليه.

 

فكما جاهَد المسلم نفسَه لإحداث تغيير إيجابي في شهر رمضان، يجب المحافظة على ما تم إنجازُه فيه؛ ليكون هو الأصلَ والأساس في حياته.

 

وليكن وداعنا لرمضان بدايةً لصفحة جديدة مع تغيير مستمر مع النفس، ولنسأل الله في ختام هذا الشهرِ الثباتَ على الأعمال الصالحة.

 

فالثبات على الطاعات والقربات بعد رمضان، من العلامات التي عدَّها العلماء لقبول العمل.

 

سُئل بشر الحافي - رحمه الله - عن أناس يتعبدون في رمضان ويجتهدون، فإذا انسلخ رمضان تركوا، قال: "بئس القوم؛ لا يعرفون الله إلا في رمضان".

 

ولا نكون مثل المرأة التي ذكر الله قصتها في كتابه العزيز في بيان النهي عن نقْض الأيمان بعد توكيدها، والوفاء بالعهود؛ حيث قال - سبحانه -: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ﴾ [النحل: 92]؛ حيث إنها كانت تغزل الصوف في أول النهار، حتى إذا أوشكت على إتمامه آخر النهار، نقضته وأفسدته، ثم عادت إلى الغزل والنقض مرة أخرى، وهذا كان دأبَها وشأنها أبدًا؛ لذا كان الرجوع إلى فساد بعد التلبس بصلاح، أمرًا منهيًّا عنه؛ كما قال ابن عاشور .

 

فقد كان من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه يتعوذ من الحور بعد الكور؛ أي: من فساد الأمور بعد صلاحها.

 

فلنحافظ على ما أنجزناه من تغيير لأنفسنا وعاداتنا وسلوكنا، ولنُتْبِع الحسنةَ بالحسنة.

 

ومن أعظم ما يُتبَع به شهر رمضان من الطاعات، صيامُ الست من شوال، يقول المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن صام رمضان وأتبعه ستًّا من شوال، كان كصيام الدهر)).

 

فالحمد لله أن مدَّ في آجالنا وبلَّغَنا شهر رمضان، ونحمده أن منَّ علينا بنعمة التمام، ونسأله القَبول لصالح الأعمال، وأن يحسن لنا الختام.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة