• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / مقالات


علامة باركود

من حكم الصوم

عبدالموجود عبدالحافظ


تاريخ الإضافة: 14/8/2012 ميلادي - 27/9/1433 هجري

الزيارات: 5980

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من حكم الصوم


من المسلَّم به أن الإنسان لا بد له منَ التغذِّي؛ لكي يعيشَ ويُقاومَ الأمراض، ويستطيع القيام بما تفرضه عليه الحياة مِن تبعات، ولكنَّ كثيرًا من الناس فسَّر هذه الضرورة تفسيرًا عكسيًّا، فانقلبت الآيةُ، وأصبح التغذِّي عاملاً مِن عوامل المرَض، وسببًا من أسباب الضرر التي تلحق الإنسان، فتناوَلوهعن جهلٍ بقواعده الصحيَّة التي يجب مراعاتها، وقد رسخ في أذهانهم أنه ما دام التغذِّي من عوامل استدامة الحياة، ولبنة مِن لبنات بناء الجسم، وسببًا من أسباب حِفظ القوى وتجديدها، فالإكثارُ من تناوُله استكثار من أسباب الحياة، والازدياد منه ازديادٌ في القوة؛ وبذلك أطلقوا لأنفسهم العنان يتناولون من الأطعمة ما شاءتْ لهم شهواتُهم، وما أرادتْ لهم نفوسُهم، وقد فاتهم أنَّ الإفراط في الأكل كثيرًا ما يكون مِن أسباب المرض، والقضاء على الحياة.

 

وإني أُبيِّن هنا الحكمة الربانيَّة من فرْض الصيام على المسلمين من النواحي الصحيَّة والعقليَّة والروحيَّة:

1– الإنسان كما قلتُ لا بد له لكي يعيش مِن مقادير معينة من الأغذية المختلفة، وهذه المقادير تنقسم إلى قسمين:

 

قسم مولد للحرارة: كالدهنيات والنشويات والسكريات، وهذا القسم ضروريٌّ للحياة؛ لأنه العامل الرئيسي في استدامتها.

 

وقسم بانٍ معوِّض لما يستهلك من أنسجة الجسم وخلاياه: كالأعصاب والعضلات، وتكوين الدم؛ مثل: القمح، والخضر، والفواكه، والبقول، وغذاء الإنسان يكون في الغالب خليطًا من هذين القسمين؛ حتى يستفيدَ منه الجسم، ويأخذ كل جزء حاجته منه، وينال قسطه المحتاج إليه، وهذه الأطعمةُ لا يقدر الجسم على استيعابها والاستفادة منها، ولا تستطيع الخلايا الجثمانية أن تأخذَ منها حاجتها، إلا إذا كانتْ بمقادير محدودة، وكميات لا تزيد على قدرة أعضاء الهضم؛ أي: بقدر حاجة الجسم، أما إذا أفرط الإنسانُ في تناولها، واندفع وراء شهوات نفسه، واتَّبع هواها - تحوَّلتْ هذه المواد النافعة الضرورية للجسم إلى موادَّ ضارة به، وإلى سمومٍ قاتلة تترك به أخطر الأدواء.

 

2– وإذا تركنا الناحية الجسمية، وما يحيق بها من الأضرار التي تأتي بسبب الإفراط في الطعام، ونظرنا إلى الناحية النفسية والعقلية - وجَدناها لم تسلمْ من الأضرار التي تنتج عن الإسراف في المأكل والمشرب، وأنها كثيرًا ما تُصاب باضطراب وخللٍ من أثر ذلك، يكون فيه فسادها؛ لأن المعدة إذا اكتظَّت بالطعام، احتاجتْ إلى قوة عصبية كبيرة؛ حتى تستطيع هضْم ما بها، فتنصرف قوى الإنسان العصبية إلى معدته؛ لتساعدها على التخلص من المواد المتزاحمة فيها، ولَما كانت عمليَّة الهضم تحتاج إلى ثلاث ساعات أو أكثر بعد كل وجبةٍ من وجبات الطعام، فإن الإنسان لا يستطيع أن يقوم بعمل عقلي على الوجه الأكمل أثناء عملية الهضم؛ لانصراف قواه إلى الهضم، فيتوقف حبل التفكير عنده عن العمل، فيضيع أكثر يومه بغير فائدة، وقد قيل: "إن البطنة تذهب الفطنة".

 

والنوم قد جُعِل لتجديد ما اضمحلَّ من قُوى البدن، وتعويض ما فُقِد أثناء النهار في الكدِّ والعمل، ولكن البطنة تجعل المصاب بها لا يتمتع بالهدوء الذي يبغيه، والراحة التي يطلبها من النوم، ولا يستفيد من نومه؛ لأنه يشعر أثناء النوم كأن هناك مَن يجثم على صدره، أو يقبض على عنقه، أو يسد أنفاسه، وليس ذلك من (الكابوس) الذي يقولون عنه، ولكنه نتيجة من نتائج الإفراط في الطعام.

 

فمن رحمة الله بعباده أن فرَض عليهم الصيام شهرًا كلَّ سنة، وجعله ركنًا من أركان الإسلام الخمسة التي بُني عليها، وقد جعل - سبحانه وتعالى - لكل ركن حِكمته الدنيوية والأخروية.

 

وقد شرَع تعالى الصيام؛ لتنقية النفس من شوائب المادة، وتصفيتها من كدرها.

 

3– إن الصوم دليل على القوى الروحية، والقدرة على التجرد من عالم الماديات؛ لأنه يَكسِر الكِبْر، ويُعلِّم الرضا والصبر، ويبعث في قلب الصائم الشفَقة على أولئك المساكين، ويحرِّك في نفسه عاطفة الرحمة للمحرومين؛ لأنه يذوق الجوع كما يذوقونه، ويستشعر الحرمان كما يشعرون به؛ لأن مَن حُرِم أسباب المُتع عرَف الحرمان كيف يقع، وألَم الجوع إذا لذَع.

 

وإن هذا الحرمان الذي يأتيه الإنسان طائعًا مختارًا، هو الواسطة بين العبد وربه؛ إذ به تتفتَّح آفاقُ الإنسان للنفحات الإلهية، والإلهامات العلوية، فيرتفع عن شوائب الحياة وأوضارها، ويسمو بروحه إلى الدرجات العلى.

 

وكيف يتأتَّى لمن أسرفوا على أنفسهم في التغذي، وشغلوا بطونهم وعقولهم بأمر الطعام والشراب - أن يذكروا الله ويتفرغوا لأداء فرائضه؟!

 

وكيف يدركون حالات مَن حرَمتهم الحياة نِعَمَ الدنيا من فقراء ويتامى؟!

 

فما يعرف الحرمان مَن توفَّرتْ له أسباب الحياة، ولا يحس ألم الجوع من لم تَلدغه آلامه، فإذا جاع عرَف ما يقاسيه أولئك اليتامى والمساكين، فرقَّ قلبه، ولانَت عواطفه شفقةً ورحمة.

 

من أجل هذه الحِكم السامية، ولتدارك الإنسان من الوقوع في الشرور والأسقام، وانتشاله من الحياة الحيوانية، شرع الله - سبحانه وتعالى - الصيام، الذي هو رياضة نفسية ورُوحية، بها يستطيع المرء أن يملك زمام نفسه، ويَكبح جماح ميولها الجسدية، ويُهذِّب من تطرُّفها، ويَكسِر من حِدتها، ويَقمع من تعسُّفها، ويوجهها إلى الخير، وإلى طريق مستقيم، فيحيا حياة طيبة، ويكتسب من القوى البدنية والعقلية والروحية ما يحلِّق به في ملكوت السموات، ويرتفع عن عالم الحيوانية؛ حتى يصل إلى أسمى غايات الإنسانية.

 

ولقد عرَف السابقون الأولون من رجالات الإسلام قيمة الصوم وحِكَمه الغالية، فعملوا بها، واتَّخذوها طريقًا للاتصال بالملأ الأعلى، فبلغوا السعادة الكاملة في الدارين؛ إذ أحياهم اللهُ حياةً طيبة في الدُّنيا، وجزاهم بما عملوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة