• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / مواعظ وخواطر وآداب / مواعظ وآداب


علامة باركود

رمضان بازار البركة

رمضان بازار البركة
د. حسام الدين السامرائي


تاريخ الإضافة: 4/8/2012 ميلادي - 17/9/1433 هجري

الزيارات: 8443

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رمضان بازار البركة


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:

 

فقد أخرج الترمذي بسند صحيح من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: " أتيت النبي -صلى الله عليه و سلم- بتمراتٍ فقلت: يا رسول الله، ادعُ اللهَ فيهن بالبركة، فضَمهنَّ، ثم دعا لي فيهن بالبركة، فقال: ((خذهن واجعلهنَّ في مِزْودك هذا -أو في هذا المِزْود- كلما أردتَ أن تأخذ منها شيئًا، فأدخل فيه يدك فخذه ولا تنثره نثرًا))، فقد حملت من ذلك التمر كذا وكذا من وسق في سبيل الله، فكنا نأكل منه ونطعم، وكان لا يفارق حِقْوي حتى كان يوم قتل عثمان، فإنه انقطع".

 

توفي النبي -صلى الله عليه وسلم- في عام 11 للهجرة، وقُتل عثمان -رضي الله عنه- في عام 35 للهجرة، وما بين هذا العام وذاك 24 عامًا، وأبو هريرة -رضي الله عنه- يأكل ببركة دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- على تمراته، فالبركةُ إذا نزلت فإنها تنفع صاحبَها، وتُغدق بالخير عليه إلى أن يشاءَ الله - جل وعلا.

 

وفي رمضان يقوم سوق وبازار البركة، وتروج بضاعة البركة، وتتنوع عناوين البركة، ولو شبَّهنا رمضانَ بسوق البركة، فإننا لم نبتعد كثيرًا عن هذا الوصف، وكأني بالباب الأول من السوق وهو يضع علامة عنوانها "القرآن"، قال - جل وعلا -: ﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الأنعام: 155]؛ فالقرآن مبارَك، ورمضان شهر القرآن المبارك، فبضاعة البركة سنجدها عند هذا الباب، وإذا مررت بالباب الثاني فإنك ستقرأ علامة عنوانها: "الإيمان والتقوى"، قال - جل وعلا -: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأعراف: 96]، تأمل أن البركة متعلقة بعبارة: "آمَنوا واتقَوا"، ورمضان يحمل هذه العبارة، قال - جل وعلا -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ فجاء بلفظ الإيمان، ثم قال: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، ليختم بالتقوى، فجمع بين الإيمان والتقوى؛ لتجدَ بضاعة البركة في هذا الباب أيضًا، ثم ننتقل إلى الباب الثالث في سوق رمضان لنقرأ عنوانه: "ليلة القدر"، قال - جل وعلا -: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ﴾ [الدخان: 3]، ومن بركتها أن هذه الليلةَ خيرٌ من ألف شهر، قال - سبحانه -: ﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ [القدر: 3]، فبضاعة البركة رائجة في هذا الباب، ثم نمر سريعًا على الباب الرابع في سوق رمضان، وعنوان علامته "السحور"، وهنا نتأمل في أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيحين من حديث أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تسحَّروا؛ فإن في السحور بركةً))، وعند أبي داود والنسائي عن العرباض بن سارية - رضي الله عنه -: قال : دعاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى السَّحُورِ في رمضان، فقال : ((هلُمَّ إلى الغَدَاءِ المُبَارَك))، فنرى بضاعة البركة في هذا الباب كبيرة وعظيمة، ثم نختم جولتنا في سوق رمضان بالباب الخامس، والذي عنوان علامته: "العيد"؛ فقد أخرج البخاري من حديث أم عطية قالت: "كنا نؤمَرُ أن نَخرجَ يوم العيد حتى نُخرج البكرَ من خِدرها، حتى نُخرجَ الحُيَّض، فيكنَّ خلف الناس، فيكبِّرن بتكبيرهم، ويدْعون بدعائهم؛ يرجون بركة ذلك اليوم وطُهرتَه"؛ فالبركة في هذا الباب لا تقل رواجًا عن غيره من أبواب سوق رمضان.

 

ثم لنتأمل في بضاعة البركة في سوق رمضان، فبركة في العمرة، فالعمرة تعدل حجة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - والبركة في دعاء الصائم، فله دعوة لا تُرَد، والبركة في خُلُوف فم الصائم، فهي أطيب عند الله من ريح المسك، والبركة في الفرح، فلا يفرح مرة واحدة فقط؛ بل يفرح مرتين: مرة عند فطره، وأخرى عند لقاء ربه، أضف إليها بركة في البدن يوم أن يتطهر من مخلفات الأطعمة التي ملأت الجوف عامًا كاملاً، وهذا أمر مسلَّم به عند علماء الصحة والطب، والبركة في الأوقات، فترى المسلمَ في رمضان ربما ختم القرآن أكثرَ من مرة، وهذا يصعب تحقيقُه عند الكثيرين في غير رمضان، وكذا بركة النفس وطمأنينتُها وراحتها، حتى يذكر علماء النفس اليوم أن معدل الجريمة ينخفض خلال شهر رمضان في الدول الإسلامية.

 

كل هذا لأن سوق البركة يقام في رمضان، وعودًا على بدء فإن أبا هريرة - رضي الله عنه - تمتع بتمرات دعا فيهن النبي -صلى الله عليه وسلم- 24 عامًا، فهلا تمتعنا ببركة سوق رمضان!

 

اللهم بارك لنا في أعمالنا، اللهم بارك لنا في أعمارنا، اللهم بارك لنا في أزواجنا، اللهم بارك لنا في ذرياتنا، اللهم بارك لنا في أموالنا، اللهم بارك لنا في أوقاتنا، اللهم بارك لنا في عافيتنا، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة