• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / مواعظ وخواطر وآداب / خواطر صائم / مقالات


علامة باركود

رمضان... حان الرحيل

د. راشد عبدالرحمن العسيري


تاريخ الإضافة: 28/8/2011 ميلادي - 29/9/1432 هجري

الزيارات: 20158

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رمضان... حان الرحيل


رمضان، أيَّام مضَتْ، صفحاتٌ طُويتْ، حسَنات قُيِّدت، صحائِف رُفعت، وها قد حان وقتُ الرحيل.

 

ما أشبهَ الليلةَ بالبارحة، فقدْ كنَّا في شوق للقائِه، نتحرَّى رؤيةَ هلاله، ونتلقَّى التهاني بمقدمِه، وها نحن في آخِر ساعاته، نتهيَّأ لوداعه، وهذه سُنَّة الله في خَلْقه، أيَّام تنقضِي، وأعوام تَنتهي، إلى أن يرِثَ الله الأرض ومَن عليها، وهو خير الوارثين.

 

فمَن المقبولُ منَّا فنهنئَه، ومَن المحروم منا فنعزيَه، أيُّها المقبول هنيئًا لك، أيها المردود جبَر الله مصيبتَك.

 

كان حالُ الصالحين عندَ وداع رمضان في خوفٍ ودعاء: خوف مِن ردِّ العمل، ودعاء بالقَبول مِن ذي الجود والكرَم؛ يقول المولى - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ﴾ [المؤمنون: 60]؛ أي: يعملون الأعمالَ الصالحة وقلوبهم خائفةٌ ألا تُقبَل منهم.

 

تقول أمُّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -: سألتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن هذه الآية: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ﴾ [المؤمنون: 60]، قالت عائشةُ: أَهُمُ الذين يَشربون الخمر ويسرِقون؟ قال: ((لا يا بنتَ الصِّدِّيقِ، ولكنَّهم الذين يصومون ويصلُّون ويتصدَّقون وهم يخافون ألاَّ يُقبَل منهم، أولئك الذين يُسارعون في الخيراتِ وهُم لها سابقون)).

 

وكان سلَفُ هذه الأمَّة عندَ خروج رمضان يدْعون الله ستَّةَ أشهر أن يتقبَّل منهم رمضان؛ خوفًا من ردِّه.

 

رُوي عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قوله: "كونوا لقَبول العمل أشدَّ اهتمامًا منكم بالعمَل"، ألم تسمعوا الله - عزَّ وجلَّ - يقول: ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 27].

 

ويقول الحافظُ ابن رجب - رحمه الله - في ذلك: "السَّلَفُ الصالِح يجتهدون في إتْمام العمل وإكماله وإتْقانه، ثم يهتمُّون بعدَ ذلك بقَبوله، ويخافون مِن ردِّه، وهؤلاء الذين قال الله عنهم: ﴿ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ﴾ [المؤمنون: 60]".

 

وقال ابنُ دِينار: "الخوفُ على العمل ألاَّ يُتقبَّل أشدُّ مِن العمل".

 

وقال عبدالعزيز بن أبي رواد: "أدركتُهم يجتهدون في العملِ الصالح، فإذا فعلوه وقَع عليهم الهمُّ أيُقبل منهم أم لا؟".

 

فهذا حالُ سلفِنا في وداع هذا الشَّهر، ولنتفكَّر عندَ رَحيلِه سرعةَ مرور الأيَّام، وانقضاء الأعوام، ودُنوَّ الآجال؛ فإنَّ في مرورها وسرعتها عبرةً للمعتبرين، وعِظةً للمتَّعظين.

 

رُوي عن علي - رضي الله عنه - أنَّه كان يُنادي في آخِر ليلة من شهر رمضان: "يا ليتَ شِعري! مَن هذا المقبول فنهنيَه، ومَن هذا المحروم فنعزيَه".

 

وكان عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - يقول عندَ رحيل الشهر: "مَن هذا المقبولُ منَّا فنهنيَه، ومَن هذا المحروم منا فنعزيَه، أيُّها المقبول هنيئًا لك، أيها المردود جبَر الله مصيبتَك".

 

وقدْ ذكَر العلماء ُعلاماتٍ لقَبول العمل، مِن أبرزها إتْباع الحَسَنةِ بالحَسَنة، والثبات على الطاعات بعدَ رمضان، فرَبُّ رمضانَ هو ربُّ سائرِ شهور العام.

 

سُئل بِشْرٌ الحافي - رحمه الله تعالى - عن أناسٍ يتعبَّدون في رمضان ويجتهدون فيه، فإذا انسلَخ رمضان ترَكوا، قال: "بئس القومُ، لا يَعرفون الله إلا في رَمضان!".

 

ومِن أعظم ما يُتبَع به شهر رمضان صيامُ السِّتِّ مِن شوال؛ يقول المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن صامَ رَمضان وأتْبعَه ستًّا مِن شوَّال، كان كصيامِ الدَّهْر)).

 

فالحمدُ لله أن بلَّغَنا رمضان، ونَحمَده تعالى على نِعمة التَّمام، ونسأله تعالى أن يُحسِنَ لنا الختام.

 

اللهمَّ تقبَّل منا رمضان، وأعده علينا سنينَ عديدةً وأزمنةً مديدة، ونحن في صِحَّة وعافية وحياة رغيدة.

 

وتقبَّل الله منَّا ومنكم صالِح الأعمال، وكلَّ عام وأنتم بخير.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة