• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / منوعات رمضانية / أمجاد رمضانية


علامة باركود

موقعة الزلاقة

أ. إبراهيم عبدالفضيل


تاريخ الإضافة: 1/9/2008 ميلادي - 1/9/1429 هجري

الزيارات: 15573

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
موقعة الزَّلاَّقَة[1]
سنة تسع وسبعين وأربعمائة
وسبب الموقعة كما يذكر المقري في "نفح الطيب" نقلاً عن صاحب "الروض المعطار": أنه لما اشتغل المعتمدُ بغزو ابن صمادح صاحب المرية، حتى تأخر الوقت الذي كان يدفع فيه الضريبة للأذفونش، وأرسلها إليه بعد ذلك - استشاط الطاغية غضبًا، وتشطَّط وطلب بعضَ الحصون زيادةً على الضريبة، وأمعن في التجني وسأل في دخول امرأته إلى جامع قرطبة؛ لتلدَ فيه إذ كانت حاملاً، لما أشار عليه بذلك القسيسون والأساقفة؛ لمكان كنيسةٍ كانت في الجانب الغربي منه معظَّمة عندهم، عمل عليها المسلمون الجامعَ الأعظم، وسأل أن تنزل امرأته بالمدينة الزهراء غربي مدينة قرطبة؛ حتى تكون ولادتها بين طيب نسيم الزهراء، وفضيلة موضع الكنيسة من الجامع المذكور، وكان السفير في ذلك يهوديًّا.

فامتنع ابنُ عبَّاد مِن ذلك، فراجَعَه فأبَى وأيأسه من ذلك، فراجعه اليهودي في ذلك وأغلظ له في القول، وواجهه بما لم يحتمله ابنُ عباد؛ فأخذ ابن عباد محبرةً كانت بين يديه وضرب بها رأس اليهودي، وأمر به فصُلِبَ منكوسًا بقرطبة، واستفتى لما سكن غضبُه الفقهاءَ عن حُكم ما فعله، فبادره الفقيه محمد بن الطلاع بالرخصة في ذلك؛ لتعدي الرسول حدود الرسالة إلى ما استوجب به القتل؛ إذ ليس له ذلك، وقال للفقهاء: إنما بادرت بالفتوى؛ خوفًا أن يكسل الرجل عما عزم عليه من منابذة العدو، وعسى الله أن يجعل في عزيمته للمسلمين فرجًا. وبلغ الأذفونش ما صنعه ابن عباد فأقسم بآلهته ليغزونه بإشبيلية، ويحاصره في قصره.

وقال ابن الأثير في "الكامل في التاريخ" إنه لما: "سمع مشايخ قرطبة بما جرى، ورأوا قوة الفرنج، وضعف المسلمين، واستعانة بعض ملوكهم بالفرنج على بعض، اجتمعوا وقالوا: هذه بلاد الأندلس قد غَلَب عليها الفرنج، ولم يَبقَ منها إلا القليلُ، وإن استمرَّت الأحوالُ على ما نرى عادت نصرانية كما كانت!".

فاتفقوا على أن يكتبوا إلى أمير المسلمين يوسف بن تاشفين بالمغرب "وكان أمير المسلمين بمدينة سبتة، ففي الحال أمر بعبور العساكر إلى الأندلس، وأرسل إلى مراكش في طلب مَن بقي مِن عساكره، فأقبلتْ إليه تتلو بعضها بعضًا، فلما تكاملت عنده عَبَر البحر وسار، فاجتمع بالمعتمد بن عباد بإشبيلية، وكان قد جمع عساكره أيضًا، وخرج من أهل قرطبة عسكرٌ كثير، وقصده المتطوعة من سائر بلاد الأندلس".

قال الذهبي في "تاريخ الإسلام":
"وسار جيشُ الإسلام حتى أتَوُا الزَّلاَّقة من عمل بطليوس، وأقبلَتِ الفرنج، وتراءى الجمعان، فوقع الأدفونش[2] على ابن عبَّاد قبل أن يتواصل جيش ابن تاشفين، فثبت ابنُ عبَّاد وأبلى بلاءً حسنًا، وأشرف المسلمون على الهزيمة، فجاء ابن تاشفين عرضًا، فوقع على خيام الفرنج، فنهبها وقتل مَن بها، فلم تتمالك النَّصارى لمَّا رأتْ ذلك أنِ انهزمتْ، فركب ابن عبَّاد أقفيتَهم، ولقِيَهم ابن تاشفين مِن بين أيديهم، ووضع فيهم السيف، فلم يَنجُ منهم إلا القليلُ، ونجا الأدفونش في طائفة، وجمع المسلمون من رؤوس الفرنج كومًا كبيرًا، وأذَّنوا عليه، ثمَّ أحرقوها لما جيفت. وكانت الوقعة يوم الجمعة في أوائل رمضان، وأصاب المعتمدَ بن عبَّاد جراحاتٌ سليمة في وجهه، وكان العدو خمسين ألفًا، فيقال: لم يَصِلْ منهم إلى بلادهم ثلاثمائةُ نفس! وهذه ملحمةٌ لم يُعهَد مثلُها، وحاز المسلمون غنيمةً عظيمة".

وبعد المعركة عفَّ الأمير يوسف وجنوده عن الغنائم، وتركوها لملوك الطوائف، مع كونهم بذلوا مِن الدماء والنفوس فى تلك المعركة ما لا يعلمه إلا الله، فدلَّ فعلُهم ذلك على شجاعتهم وكرمهم.

وقال الشاعر يذكر خبر وقعة الزلاقة، ودور ابن تاشفين فيها:
فَجَاءَهُمْ كَالصُّبْحِ فِي إِثْرِ غَسَقْ        مُبْتَدِرًا  كَالمَاءِ  يَنْفِي  فِي   رَنَقْ
وَافَى  أَبُو   يَعْقُوبَ   كَالعُقَابِ        فَجَرَّدَ   السَّيْفَ   عَنِ   القِرَابِ
وَوَاصَلَ   السَّيْرَ   إِلَى   الزَّلاَّقَهْ        وَسَاقَهُ    لِيَوْمِهَا    مَا     سَاقَهْ
لِلَّهِ   دَرُّ    مَثْلِهَا    مِنْ    وَقْعَهْ        قَامَتْ بِنَصْرِ الدِّينِ  يَوْمَ  الجُمُعَهْ
وَثَلَّ   لِلشِّرْكِ   هُنَاكَ    عَرْشَهْ        لَمْ  يُغْنِ   عَنْهُ   يَوْمَهُ   إِذْفُونْشَهْ
فَوَجَبَ  الخَلْعُ  لِذِي   الجَمَاعَهْ        وَصَرَّحُوا    لِيُوسِفٍ    بِالطَّاعَهْ
فَاتَّصَلَ   الأَمْرُ   عَلَى    النِّظَامِ        وَامْتَدَّ    ظِلُّ    اللَّهِ    لِلإِسْلاَمِ
وقال بعضهم قصيدة يمدح بها المعتمد بن عباد وقد جُرحَت كفُّه، منها:
جَلَبْتَ إِلَى الأَعَادِي أُسْدَ غَابٍ        بَرَاثِنُهَا     الأَسِنَّةُ     وَالصِّفَاحُ
وَقَفْتَ وَمَوْقِفُ  الهَيْجَاءِ  ضَنْكٌ        وَفِيهِ  لِبَاعِكَ  الرَّحْبُ  انْفِسَاحُ
وَأَلْسِنَةُ      الأَسِنَّةِ      قَائِلاَتٌ        إِذَا   ظَهَرَ   المُؤَيَّدُ   لاَ    بَرَاحُ
ومنها:
وَقَالُوا  كَفُّهُ   جُرِحَتْ   فَقُلْنَا        أَعَادِيهِ     تُوَافِقُهَا      الجِرَاحُ
وَمَا  أَثَرُ  الجِرَاحَةِ   مَا   رَأَيْتُمْ        فَتُوهِنَهَا    المَنَاصِلُ    وَالرِّمَاحُ
وَلَكِنْ فَاضَ سَيْلُ  الجُودِ  فِيهَا        فَأَمْسَى  فِي  جَوَانِبِهَا  انْسِيَاحُ
وَقَدْ صَحَّتْ وَسَحَّتْ بِالأَمَانِي        وَفَاضَ الجُودُ  مِنْهَا  وَالسَّمَاحُ

و قال أحدهم يذكر انهزام ملك الروم تحت الظلام، وتخفُّفه ومَن بقي معه بإلقاء الدروع:
سَتَسْأَلُكَ   النِّسَاءُ   وَلاَ   رِجَالٌ        فَحَدِّثْ  مَا  وَرَاءَكَ   يَا   عِصَامُ
وَرَاقِبْهَا     بِأَرْضِكَ     طَالِعَاتٍ        كَمَا  يُهْدِي   صَوَاعِقَهَا   الغَمَامُ
جِيَادٌ    تَسْتَفِيدُ    الفَتْحَ     مِنْهَا        وَيَفْرَقُ   فِي   مَسَارِحِهِ    النَّعَامُ
أَقَمْتَ لَدَى الوَغَى سُوقًا فَخُذْهَا        مُنَاجَزَةً    وَهَوِّنْ     مَا     تُسَامُ
فَإِنْ  شِئْتَ  اللُّجَيْنَ   فَثَمَّ   سَامُ        وَإِنْ  شِئْتَ   النَّظَارَ   فَثَمَّ   حَامُ
سَيَعْبُدُ   بَعْدَهَا    الظَّلْمَاءَ    لَمَّا        أُبِيحَ     لُهُ     بِجَانِبِهَا     اكْتِتَامُ


[1] الزلاقة بفتح أوله وتشديد ثانيه وقاف مفتوحة، والزلاقة أرض بالأندلس بقرب قرطبة، انظر: "معجم البلدان".
[2] في "الكامل" و"نفح الطيب": الأذفونش.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة