• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / خطب رمضان والصيام


علامة باركود

في آخر شعبان، عند دخول شهر رمضان

الشيخ عبدالعزيز بن محمد العقيل


تاريخ الإضافة: 21/7/2011 ميلادي - 20/8/1432 هجري

الزيارات: 237834

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

في آخر شعبان، عند دخول شهر رمضان

 

الحمدُ لله الذي جعَل صِيام شَهر رمضان أحدَ أركان الإسلام، وخصَّه من بين سائر الشُّهور بالتشريف والتكريم، وأنزَل فيه القُرآن العظيم والذِّكر الحكيم، أحمَدُه - سبحانه - على فَضله العميم، وأشكُره والشكر له من نِعَمِه، وأسأله النَّعيم المقيم، وأشهَد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، الإله الكريم، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله، الداعي لما فيه الفوز بجنَّات النعيم، صلَّى الله عليه وعلى آله وصَحابته، الداعين بدعوته والمتَّبعين لسنَّته، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

 

أمَّا بعدُ:

فيا عباد الله، اتَّقوا الله - تعالى - واعلَمُوا أنَّه قد أظلَّكم شهر كريم وموسم عظيم، فرَض الله عليكم صِيامه، وسنَّ لكم نبيُّكم - صلَّى الله عليه وسلَّم - قيامَه، فادْعوا الله أنْ يُبلِّغكم هذا الشهر العظيم، واستَقبِلوه بالتوبة النَّصوح والتباشر والتأهُّب للعمل الصالح والتشمير؛ فقد رُوِي أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يدعو ببُلوغ رمضان؛ فكان إذا دخَل رجب يقول: ((اللهم بارِك لنا في رجب وشعبان، وبَلِّغنا رمضان))[1].

 

وكان يُبشِّر أصحابَه بقُدوم شهر رمضان؛ فعن أبي هُرَيرة - رضِي الله عنه - قال: كان النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُبشِّر أصحابه فيقول: ((قد جاءَكم شهر رمضان، شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه، فيه تُفتح أبواب الجنان، وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغلُّ في الشياطين، فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، مَن حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ))[2].

 

وعن سلمان الفارسي - رضِي الله عنه - قال: خطَبَنا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في آخِر يومٍ من شعبان فقال: ((يا أيها الناس، قد أظلَّكم شهرٌ عظيم مُبارَك، شهرٌ فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، جعَل الله صِيامه فريضة، وقيامَ ليله تطوُّعًا، مَن تقرَّب فيه بخَصلةٍ من الخير كان كمَن أدَّى فريضةً فيما سِواه، ومَن أدَّى فريضةً فيه كان كمَن أدَّى سبعين فريضةً فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابُه الجنَّة، وشهر المواساة، وشهرٌ يُزاد فيه في رِزق المؤمن، مَن فطَّر فيه صائمًا كان مغفرةً لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثلُ أجره من غير أنْ ينقص من أجره شيء))، قالوا: يا رسول الله، ليس كلنا يجد ما يُفطِّر الصائم، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يُعطِي الله هذا الثواب مَن فطَّر صائمًا على تمرة، أو شربة ماء، أو مذقة لبن، وهو شهرٌ أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، مَن خفَّف عن مملوكه فيه غفَر الله له وأعتقه من النار، فاستكثِروا فيه من أربع خِصال: خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غني بكم عنهما؛ فأمَّا الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: فشهادة أن لا إله إلا الله، وتستغفرونه، وأمَّا الخصلتان اللتان لا غنى بكم عنهما: تسألون الله الجنَّة وتعوذون به من النار، ومَن سقَى صائمًا سَقاه الله من حوضي شربةً لا يَظمَأ بعدَها حتى يدخُل الجنَّة))[3].

 

وقال المعلى بن الفضل: كان السَّلَف يدعون الله ستَّة أشهر أنْ يُبلِّغهم رمضان، ثم يَدعونه ستَّة أشهر أنْ يتقبَّله منهم، وبُلوغ هذا الشهر وصِيامه نعمةٌ عظيمة على مَن قدره الله عليه، ويدلُّ على ذلك حديثُ الثلاثة الذين استَشهَد اثنان منهم ثم مات الثالث على فِراشه بعدهما، فرُؤي في المنام سابقًا لهما فقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أليس صلَّى بعدهما كذا وكذا صلاة، وأدرك رمضان فصامَه، فوالذي نفسي بيده إنَّ بينهما لأبعَد ممَّا بين السماء والأرض))[4].

 

فيا عباد الله:

استقبِلوا هذه الشهر بالتوبة النَّصُوح والإقلاع عن الذُّنوب والمعاصي، والشكر لله على نِعمة الإسلام، وتخصيصه لكم بمواسم الفضل ونبي الرَّحمة سيد الأنام.

وعن أنس بن مالك - رضِي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ماذا يستقبلكم وتستقبلونه)) ثلاث مرات، فقال عمر: يا رسول الله، وحيٌ نزل؟ قال: ((لا))، قال: عدو حضر؟ قال: ((لا))، قال: فماذا؟ قال: ((إنَّ الله يغفر في أول ليلة من شهر رمضان لكلِّ أهل هذه القبلة)) وأشار بيده إليها فجعل رجل بين يديه يهز رأسه ويقول: بخ بخ، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يا فلان، ضاقَ به صدرك؟)). قال: لا، ولكن ذكرت المنافق، فقال: ((إنَّ المنافقين هم الكافرون، وليس للكافرين في ذلك شيء))[5].

فاشكُروا المولى - جلَّ وعلا - أنْ جعَلَكم من أهل هذه القبلة، واسألوه الثبات على دِينه والتوفيق للعمل بما يُرضِيه، فالسعيد مَن وفَّقه مولاه للعمل بما يَرضاه، والشقيُّ مَن اتَّبع هَواه وحُرِمَ طاعة مولاه، فخسر دُنياه وأُخراه.

 

فانتَبِهوا - رحمكم الله - واستَقبِلوا هذا الشهر بالفرح والسرور والاستبشار، والعزم على العمل فيه بما يكون سببًا للفوز بدار القرار، والنجاة من النار، ولا يكن همُّ أحدكم الاستعداد لتنويع المآكل والمشارب وإعداد أصناف الأطعمة، كما هو حال أكثر الناس في هذه الأزمان؛ يتنافَسون في شِراء أصناف الطعام والشراب، ويبذلون الأموال الطائلة في ذلك، وقد تكون سببًا في التُّخمة وأنواع الأمراض، ولا يتنافسون في الأعمال الصالحة التي تكون سببًا للفوز بدار القرار، والتنعُّم بالمآكل والمشارب اللذيذة النافعة بجوار الملك العلام في الدار الباقية، التي فيها ما لا عين رأتْ، ولا أذن سمعتْ، ولا خطَر على قلب بشر.

 

فانتَبِهوا يا عباد الله لأنفُسكم، وهبُّوا من رَقدتكم، واستَقبِلوا شَهركم بالتوبة النَّصوح والعزم على الأعمال الصالحة، واربَؤُوا بأنفُسكم عن الانغماس في الملذَّات الضارَّة والغفلة واللهو، فالسعيد مَن حاسَب نفسَه قبل أن يُحاسَب، وسعى في خَلاصها وفكاكها ما دام في إمكانه ذلك.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185].

بارَك الله لي ولكم في القُرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذِّكر الحكيم، وتابَ عليَّ وعليكم إنَّه هو التوَّاب الرحيم.

أقول قولي هذا وأستغفِر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنب، فاستغفِروه إنَّه هو الغفورُ الرحيمُ.



[1] أخرجه الإمام أحمد: 1/ 259، بلفظ: ((وبارك لنا في رمضان)).

[2] أخرجه الإمام أحمد: 2/ 385.

[3] انظر: الترغيب والترهيب؛ للمنذري (2/ 95)، مشكاة المصابيح (1965)، كنز العمال (24276).

[4] انظر: الترغيب والترهيب: 4/ 255، وصححه الألباني، انظر: صحيح الجامع الصغير.

[5] انظر: الترغيب والترهيب: (2/ 105)، كنز العمال (23717)، جمع الجوامع؛ للسيوطي (5281).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- شكر
نور الدين مصطفاي - الجزائر 01/04/2022 09:45 AM

شكرا جزيلا..

1- فضل صيام رمضان
ChChiekhsidyawaly kanoute - Mouritania 14/04/2021 07:43 AM

إنه شهر كريم مبارك فيه تفتح أبواب الجنة الثمانية وتغلق أبواب النار السبعة وفي كل ليلة من رمضان فيه عتقاء من النار من خفف على مملوك غفر الله له وأعتقه من النار ومن أفطر فيه كان له من الأجر مثل أجور من أطعمه لا ينقص من أجورهم شيئا فيه يغفر لكل أهل القبلة في أول ليلة منه وفيه تصفد الشياطين ومردة الجآن ومن صامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وفيه الليلة خير من ألف شهر من حرم خيره فقد حرم خيرا كثيرا ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه ومن تطوع نافلة كان كمن فريضة فيما سواه فأكثروا فيه من الشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له والاستغفار ترضون به ربكم واسألوه الجنة واستعيذوه من النار وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه وصل اللهم وبارك على محمد وآل محمد وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة