• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / خطب رمضان والصيام


علامة باركود

من دروس رمضان

من دروس رمضان
حسام بن عبدالعزيز الجبرين


تاريخ الإضافة: 29/8/2010 ميلادي - 20/9/1431 هجري

الزيارات: 25093

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من دروس رمضان

 

الحمدُ لله الحليمِ الشكور، العزيز الغفور، أحْمَد ربِّي وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريك له، العليم بذات الصُّدور، وأشهد أنَّ نبيَّنا وسيِّدنا محمَّدًا عبده ورسوله الدَّاعي إلى كلِّ عملٍ مبرور، اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحديد: 28].

 

أيُّها المصلون، تخرج المسلمون في مدرسة الصيام بنسبٍ مُتفاوتة، ونتائج مُتباينة، وإن في ذهاب الأيام والليالي لعبرةً، عشية تمضي، وبكرة تأتي، ألاَ وإنَّ سُرعة مُضِيِّ الليل والنهار لتؤكِّد تقارُب الزمان الذي هو من أشراط الساعة التي أخبرنا بها المصطفى - عليه الصلاة والسلام - كما ثبت في الصحيحين، وفي محكم التنزيل: ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ﴾ [الفرقان: 62].

 

إخوة الإيمان، لقد ظل المسلمون شهرًا كاملاً ينالون من نفحات ربهم، متقلِّبين بين دعاء وصلاة، وذكر وصدقة وتلاوةٍ للقرآن.

وصدق الله إذ يقول: ﴿ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 184]، فسرعان ما انقضت.

 

حقًّا لقد كان رمضانُ مدرسةً تعلمنا منها دروسًا عديدة، فمن أبرز ذلك ما يلي:

أولاً: تحقيق العبودية لله - سبحانه - بفعل ما أمر، فالمسلم يُمسك في وقت محدد، ويأكل في وقت معلوم؛ امتثالاً لأمر الله، مراقبًا مولاه.

 

والثاني من دروس رمضان: زيادة الارتباط بالقرآن سماعًا وتلاوة، فكم من الأجر في قراءته! وكم من الأثر عند تدبره! فحَرِيٌّ بالمسلم بعد رمضان أنْ يكونَ له ورد منه يقرؤه يوميًّا، وفي "صحيح البخاري" قال - عليه الصلاة والسلام - لعبدالله بن عمرو: ((اقرأ القرآنَ في شهر))، قلت: إنِّي أجد قوة، حتى قال: ((فاقرأه في سبع، ولا تزد على ذلك))، إنك - رعاك الله - حين تقرأ ورقتين مع كل صلاة مفروضة تَختم القرآن كُلَّ شهر.

 

وإنَّ من دروس الصيام التربوية تربيةَ النفس على الصبر، ففي رمضان تَجتمع أنواعُ الصبر الثلاثة: صبر على الطاعة، وعن المعصية، وعلى أقدار الله.

ومن الآثار الطيبة التي تركها رمضان: إِلْف المُكث في المسجد والبقاء فيه، والمساجد بيوت الله، فكم من الخيرات يُحصِّلها من طال بقاؤه في المسجد.

ومن دروس رمضان المهمة: تعوُّد المسلم على صلاة الليل، وعلى المسلم أن يتدرج بنفسه، فيا مَن كان لا يُصلي الوتر، حافظ على ركعة، ويا من كان يوتر بواحدة قبل رمضان، حافظ الآن على ثلاث، ويا من كان يوتر بثلاث، حافظ الآن على خمس وهكذا، والمصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يوتر بإحدى عشرة ركعة.

 

وفي الصحيحين عن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: "كان الرجلُ في حياة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا رأى رؤيا، قصَّها على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فتمنيت أن أرى رؤيا أقصها على النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: وكنت غلامًا شابًّا عَزَبًا، وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فرأيتُ في النوم كأنَّ مَلكين أخذاني فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطَيِّ البئر، وإذا لها قرنان كقرني البئر، وإذا فيها ناس قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، قال: فلقيهما ملك، فقال لي: لَمْ تُرَعْ، فقصصتها على حفصة، فقصتها على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((نِعْمَ الرجل عبدالله، لو كان يصلي من الليل))، قال سالم: فكان عبدالله بعد ذلك لا ينام من الليل إلاَّ قليلاً.

 

إخوة الإسلام، حَقًّا لقد كان الصيامُ مدرسةً إيمانية تربوية، فانظر كيف يربِّي المسلمَ على تنزيه لسانه عن الفُحش والحرام من سبٍّ وغيبة وكذب وغير ذلك.

بل كم قَوَّى رمضان، وأظهر وحدة المسلمين في أصقاع المعمورة! فالناس تُمسك في وقت واحد، ثم تفطر في وقت واحد.

كم تعود المسلم في هذا الشهر على البذل والصدقة! وكم هو جميل أن يُخصص المسلم جزءًا من ماله يتصدق به كل شهر؛ ﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [سبأ: 39].

 

كم يرفع المسلم كفيه إلى السماء يتضرع إلى مولاه الكريم، ويَسأله العفو والصفح، ويطلب منه من خيري الدُّنيا والآخرة!

 

نعم أيُّها الفضلاء، هذه دروس يسيرة من آثار شهر الصيام الكبيرة الكثيرة، نفعني الله وإيَّاكم بالقرآن والسنة، وبما صرَّف فيهما من الآيات والحكمة، واستغفروا الله إنه كان غفارًا.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله وحدَه، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

أمَّا بعد:

عباد الله، فإنَّ من الجلي الواضح في رمضان زيادة الطاعات والخيرات وقلة المنكرات، وجماع ذلك كله ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].

 

أيُّها الفضلاء، إذا كان للصوم هذه الفوائد المتنوعة وغيرها، فحريٌّ بالمسلم أن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، كما وصى بذلك الحبيب - صلَّى الله عليه وسلَّم - أصحابه، فالصيام قوة في الإيمان، وعافية في الأبدان، فاستعنْ بالله واعقد العزم على ذلك.

 

إخوة الإسلام، إنَّ الشارع الحكيم قد سنَّ صيام الست من شوال، وجعل ذلك من مُتابعة الإحسان بالإحسان، فقد قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن صام رمضان وأتبعه بسِتٍّ من شوال كان كصيام الدهر كله))؛ رواه مسلم.

 

وقد قال بعض أهل العلم: إنَّ وجه كون صيام الست بعد رمضان كصيام الدهر، هو أنَّ الله - جلَّ وعلا - جعل الحسنة بعشر أمثالها، كما في قوله: ﴿ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ﴾ [الأنعام: 160]، فصيام رمضان يُعدُّ مُضاعفًا بعشرة شهور، وصيام الست بستين يومًا، فيتحصَّل من ذلك أجرُ صيام سنة كاملة، والله أعلم.

 

هذا، وصلوا وسلموا على خير البرية وأزكى البشرية.

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- أثابكم الله
...لامعة في الأفق... - المملكة العربية السعودية 30/08/2010 08:07 PM

عليه أفضل الصلاه والسلام ...جزاكم الله خير وبارك بكم, في كل يوم نقرأ به مواضيع تخص فضائل هذا الشهر ماهو الا لحض النفس لفعل الخير وزيادة همتها لتعلوا اكثر فأكثثر وموقعنا الحبيب الألوكة وجدنا به ماكنت أبحث عنه استمروا بارك الله بكم .

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة