• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / مقالات


علامة باركود

لذة الطاعة بعد الصبر

لذة الطاعة بعد الصبر
فاطمة الأمير


تاريخ الإضافة: 17/3/2025 ميلادي - 18/9/1446 هجري

الزيارات: 886

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لذة الطاعة بعد الصبر

 

يعلمني رمضانُ أن البداياتِ الشاقة هي المدخل للنهايات المضيئة، وأن النفس قد تتثاقل عن الطاعة، لكنها إن صبرت اعتادت، وإن اعتادت استلذَّت.

 

أول يوم من الصيام قد يكون مرهقًا، وأول ركعة من القيام قد تكون ثقيلة، وأول صفحة من القرآن قد تحتاج إلى جهاد للنفس، لكن مع كل خطوة نبذُلها تزول المشقة شيئًا فشيئًا، ويُولد الحب، ونتذوق حلاوة الطاعة التي لا يعادلها شيء.

 

فما أجمل أن تصل إلى اللحظة التي يصبح فيها السجود ملاذًا آمنًا، واستراحةً تأنس بها النفس، والقرآن أنيسًا لا يُستغنى عنه، والقيام لذةً لا تكتمل الليالي بدونه!

 

حينها تدرك أن الطاعة لم تكن عبئًا، بل كانت الطريق إلى السعادة الحقيقية، لكنها تحتاج إلى صبرٍ حتى ينكشف لك نورها.

 

يقول الله عز وجل: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69]؛ فاجتهد، واصبر، وداوِم، حتى تصل إلى مقام من يجد في القرب حياةً، وفي الطاعة نعيمًا، فلا يُطيق أن يبتعد عن الله لحظةً واحدة.

 

هذه الآية الكريمة وعدٌ إلهيٌّ صادق بأن من جاهد نفسه وسعى في سبيل الله، فإن الله سيفتح له أبواب الهداية، ويُمسك بيده حتى يصل، ويُذيقه من لذة القرب ما يجعله لا يلتفت إلى الوراء أبدًا.

 

﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا ﴾ [العنكبوت: 69]، الجهاد هنا لا يعني فقط القتال، بل يشمل كل صورة من صور الجهاد: جهاد النفس ضد الهوى، جهاد الشهوات، جهاد العادات التي تُبعد عن الله، جهاد الكسل عن الطاعات، جهاد الصبر على البلاء، وجهاد الثبات وسط الفتن؛ فالمجاهدة هي بذل الجهد في الطاعة، على رغم مشقة البداية وثقلها على النفس.

 

﴿ لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ﴾ [العنكبوت: 69]، كم من شخص بدأ في طاعة وهو يشعر بثقلها، لكنه عندما صبر وجاهد، تحولت الطاعة من عادة إلى عبادة، وأصبح لا يستطيع الاستغناء عنها!

 

هذه هي الهداية؛ أن تجد للطاعة حلاوةً تملأ قلبك، وللقرب من الله أنسًا لا يوازيه شيء، وأن ترى في سجودك راحةً، وفي تلاوتك حياة.

 

قد تتساءل: متى أشعر بلذة الطاعة؟ متى يصبح القرآن أنيسي، والصلاة راحتي، والذكر غذاءً لروحي؟

 

الجواب في الصبر والمجاهدة، الطاعات مثل البذور لا تُثمر في يوم وليلة، لكنها تنمو مع كل يوم تجاهد فيه نفسك، حتى تصل إلى لحظة تدرك فيها أنك لو تركت الطاعة، شعرت بأن شيئًا كبيرًا ينقصك.

 

فالطريق إلى الله ليس دائمًا مفروشًا بالورود، لكنه مفتوح لمن يطرُقه، وميسَّر لمن يسعى إليه، وكلما اجتهدت في التقرب إلى الله، أعانك وقربك إليه، حتى تصبح الطاعة جزءًا منك، فتسير إليه بقلب مطمئنٍّ، وروح مشتعلة بالحب، ولسانٍ يلهج بالشكر على لذةٍ لم تكن تعرفها من قبل.

 

فإن شعرت بثقل الطاعة يومًا، فلا تيأس، لا تستسلم، لا تتوقف، بل قاوِم، واصبر، وتقدَّم خطوةً بعد خطوة، فما هي إلا لحظات حتى تجد نفسك قد بلغت مقام القرب، وحينها ستدرك أن كل جهاد كان يستحق؛ لأن نهايته كانت هدايةً وسعادةً لا تنتهي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة