• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / مقالات


علامة باركود

انتصف رمضان يا عبدالله

انتصف رمضان يا عبدالله
د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر


تاريخ الإضافة: 16/3/2025 ميلادي - 17/9/1446 هجري

الزيارات: 916

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

انتصف رمضان يا عبدالله

 

الحمد لله، أخرج البخاري (6421) ومسلم (1047) في «صحيحيهما» واللفظ للبخاري، قال: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يَكْبَرُ ابْنُ آدَمَ وَيَكْبَرُ مَعَهُ اثْنَانِ: حُبُّ الْمَالِ، وَطُولُ الْعُمُرِ»؛ رَوَاهُ شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ.

 

عمر الإنسان له أجل محدد عند الله تعالى، ولا يعلمه غيره سبحانه، ومن سعادة الإنسان طول العمر وحسن العمل، ومن أمارات الشقاء أن يطول العمر، ويزداد أمل الإنسان ونهَمه للشهوات مع انغماسه في المعاصي.


وفي هذا الحديث يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الإنسان يكبر ويطعن في السن، ويكبر ويعظم معه خصلتان، وهما: الحرص على المال، وكراهية الموت ونسيانه.

 

وهذا تنبيه من النبي صلى الله عليه وسلم على ما فُطر عليه الناس من حب طول العمر وطول الأمل فيها؛ حتى لا يغتروا ولا يلهيهم ذلك عن مجاهدة النفس؛ ليمتثلوا ما أمروا به من الطاعة، وينزجروا عما نهوا عنه من المعصية.


طول الأمل من حبائل الشيطان التي يخدع بها كثير من بني آدم، فيظل الإنسان يُسَوِّف؛ سوف أتوب، سوف أصلي، سوف أتصدَّق، سوف أفعل، وينقضي الأجل ولم يفعل.

 

انتصف شهر رمضان الذي كنا نستقبله بالأمس القريب، وحال الواحد منا إحدى ثلاثة:

الحال الأولى:

إما مفرِّط: فهذا آن له أن يعود، لا سبيل إلا أن يبادر ويعود إلى الله عز وجل.

يُؤمِّل دنيا لتبقى له
فمات المؤمِّل دون الأمل
حثيثًا يُرَوِّي أصول الفسيل
فعاش الفسيل ومات الرجل
تؤمِّل أنك يومًا تتوب
وتشكو الذنوب وأنت الذَّنوب
وفي كل يوم تبوء بذنب
وعيب يُضاف لباقي العيوب
تؤمِّل أنك تحيا طويلًا
وشمسُك مالت وحان المغيب
أتُخفي السنين مع الأربعين
فكيف ستخفي اشتعال المشيب

 

يقول الله عز وجل في محكم التنزيل: ﴿ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ ﴾ [فاطر: 37].

 

قال شيخ المفسرين ابن جرير الطبري في «تفسيره، ط دار هجر» (19/ 384): حدثنا ابن عبدالأعلى، قال: ثنا بشر بن المفضل، قال: ثنا عبدالله بن عثمان بن خثيم، عن مجاهد، قال: سمعت ابن عباس يقول: العمر الذي أعذر الله إلى ابن آدم ﴿ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ ﴾ أربعون سنة. حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، أنه كان يقول: إذا بلغ أحدكم أربعين سنة، فليأخذ حذره من الله. وقال آخرون: بل ذلك ستون سنة؛ ا هـ.

 

أخرج البخاري في «صحيحه» (6419) قال: حَدَّثَنِي عَبْدُالسَّلَامِ بْنُ مُطَهَّرٍ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ مَعْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْغِفَارِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «أَعْذَرَ اللهُ إِلَى امْرِئٍ أَخَّرَ أَجَلَهُ حَتَّى بَلَّغَهُ سِتِّينَ سَنَةً» تَابَعَهُ أَبُو حَازِمٍ وَابْنُ عَجْلَانَ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ.

 

قال ابن الأثير في «النهاية في غريب الحديث والأثر» (3/ 197): لقد أعذر الله من بلغ من العمر ستين سنة؛ أي: لم يُبْقِ فيه موضِعًا للاعتذار؛ حيث أمهله طول هذه المدة ولم يعتذر. يقال: أعذر الرجل إذا بلغ أقصى الغاية من العذر؛ ا هـ.

 

في هذا الحديث يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل أعذر إلى امرئٍ؛ أي: قطع عذره في ارتكاب المعاصي، وعلامة هذا الإعذار أن أطال الله عمر هذا الإنسان، فمن طال عمره حتى بلغ ستين عامًا، لم يبق له عذر في اقتراف الخطايا؛ لأنه يجب عليه أن يستعد للقاء الله عز وجل؛ لأنه بلغ سن الإنابة والرجوع، وترقب الموت، وهي مظنَّة انقضاء الأجل؛ فلا ينبغي له حينئذٍ إلا الاستغفار ولزوم الطاعات، والإقبال على الآخرة. والعاقل هو الذي يجدُّ ويجتهد في عمره ليرضي الله سبحانه، ويزرع الخير لنفسه في الدنيا، ولا يلهيه الأمل عن العمل حتى يباغته الموت.

 

أخرج الطبري في «تفسيره، ط دار هجر» (19/ 387) قال: حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: ﴿ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ﴾ [فاطر: 37]، قال: النذير: النبي صلى الله عليه وسلم. وقرأ: ﴿ هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى ﴾ [النجم: 56]، وقيل: عنى به الشيب. فتأويل الكلام إذًا: أولم نعمركم يا معشر المشركين بالله من قريش من السنين، ما يتذكر فيه من تذكر، من ذوي الألباب والعقول، واتَّعظ منهم مَنِ اتَّعَظ، وتاب من تاب، وجاءكم من الله منذر ينذركم ما أنتم فيه اليوم من عذاب الله، فلم تتذكروا مواعظ الله، ولم تقبلوا من نذير الله الذي جاءكم، ما أتاكم به من عند ربكم؛ ا هـ.

 

والحال الثانية:

محسن ومسيء كما قال الله عز وجل: ﴿ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا ﴾ [التوبة: 102]، فمن كانت هذه حاله فليتذكَّر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه مسلم في «صحيحه» (38) قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، (ح) وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ جَمِيعًا، عَنْ جَرِيرٍ، (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ كُلُّهُمْ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِاللهِ الثَّقَفِيِّ قَالَ: «قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قُلْ لِي فِي الْإِسْلَامِ قَوْلًا لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ - وَفِي حَدِيثِ أَبِي أُسَامَةَ: غَيْرَكَ - قَالَ: قُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ فَاسْتَقِمْ».

 

في هذا الحديث يسأل الصحابي سفيان بن عبدالله الثقفي رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم عن عمل ينجيه ويكفيه عن الأعمال الأخرى، وأن يعلمه بقول جامع وشامل في مبادئ الإسلام وغاياته، فيكون كلامًا جامعًا لأمر الإسلام، يكمل به دينه ويرشده إلى الحق، ويكفيه عن غيره من الأعمال، ويكون سببًا في نجاته من النار يوم القيامة. وقوله: «في الإسلام»؛ أي: فيما يكمل به الإسلام، ويراعى به حقوقه، ويستدل به على توابعه، أو المعنى: علمني قولًا جامعًا لمعاني الإسلام.


فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «قل: آمنت بالله، ثم استقم»، أي: قل وأنت موقن بقلبك: آمنت بالله، ثم داوم على هذا الإيمان وأنت مستقيم على هديه ومقتضاه، والاستقامة جامعة للإتيان بجميع الأوامر، والانتهاء عن جميع المناهي، فالمعوَّل عليه هو الثبات على الإيمان مع الاستمرار على العمل الصالح الذي يهدي صاحبه إلى الطريق المستقيم، ومن بشريات الاستقامة ما جاء في قول الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ * وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 30 - 33]، وقال عز وجل: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأحقاف: 13، 14].

 

قال ابن المبارك في «الزهد والرقائق ت الأعظمي» رقم (325): أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ﴾ [الأحقاف: 13]، قَالَ: «اسْتَقَامُوا وَاللَّهِ لِلَّهِ بِطَاعَتِهِ، وَلَمْ يَرُوغُوا ‌رَوَغَانَ ‌الثَّعَالِبِ»؛ ا هـ.

 

وخطورة المراوغة أن العبد لا يدري على أي حال يُختم له، فإن الموت لا يمهل أحدًا ليغير حاله أو يتوب. ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ [الأعراف: 34].

 

الحال الثالثة:

﴿ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴾ [فاطر: 32]، فمن كانت هذه حاله فليحمد الله عز وجل حمدًا كثيرًا، وليسأل الله عز وجل الثبات والقبول، وليتعوَّذ بالله عز وجل من الحَور بعد الكَور كما عند الترمذي في «جامعه» (3439)، فالنبي صلى الله عليه وسلم استعاذ من الحَور بعد الكَور، يعني: من النقصان بعد الزيادة، وتغيُّر الحال من الطاعة إلى المعصية.

 

وليجتهد في الزيادة، إما في العدد، وإما في تحسين العمل، فقد ورد عن الإمام أحمد رحمه الله أنه كان يحب أن يكون للرجل ركعات في اليوم لا يدعهن، فإن وجد في نفسه نشاطًا أطال فيهن، وإن وجد غير ذلك أدَّاهنَّ.

 

نسأل الله العظيم أن يرحمنا برحمته، وأن يغفر لنا ضعفنا وتقصيرنا، وأن يتجاوز عنا بكرمه، وأن يجعلنا ممن صام وقام رمضان إيمانًا واحتسابًا، وأن يرزقنا ليلة القدر بكرمه وجوده، وأن يرحم والدينا ويغفر لهم ويتجاوز عنهم، وأن يبارك في أزواجنا وذريتنا، والحمد لله رب العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة