• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / دروس رمضانية


علامة باركود

الليلة التاسعة: قال تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم}

الليلة التاسعة: قال تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم}
عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي


تاريخ الإضافة: 10/3/2025 ميلادي - 11/9/1446 هجري

الزيارات: 1690

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الليلة التاسعة:

قال تعالى: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60]

 

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:

إن للدعاء منزلةً عظيمة في الإسلام، فهو من أعظم العبادات؛ لأنه يُظهر حاجة الإنسان لربه سبحانه وتعالى في جلب النفع ودفْع الضر، وعلى قدر معرفة الإنسان بربه، يذل ويفتقر إليه في جميع أموره، وأنه لا يملِك لنفسه حولاً ولا قوة، ولو تأمَّل المسلم في عباداته، لوجد أن الدعاء تشترك فيه غالب العبادات؛ لِما له من أهميه عند علام الغيوب، فقد قال تعالى: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر:60]؛قال السعدي رحمه الله: هذا من لُطفه بعباده، ونعمته العظيمة؛ حيث دعاهم إلى ما فيه صلاحُ دينهم ودنياهم، وأمرهم بدعائه، دعاء العبادة، ودعاء المسألة، ووعدهم أن يَستجيب لهم.


وتأمل يا أخي الحبيب مَن يغفر الذنوب؟ ومن يشفي المريض؟ ومن يكشف الضرَّ والبلاء؟ من ينزل المطر بعدما تَجدب الأرض؟ ومنَ يرزُق الذرية ويجعل البعض عقيمًا؟ من يدخل الناس الجنة والنار؟ مَن عنده خزائنُ السماوات والأرض؟ من الذي يقول للشيء: كن فيكون؟ مَن يُعز ويُذل؟ من يُسعد ويُشقي؟

 

إنه الله جل جلاله وتقدَّست أسماؤه هو الذي يُدعى وحدهُ لا شريك له، وهو على كل شيء قدير، فليتوجَّه إليه المرءُ بكل قلبه، وكل أحاسيسه ومشاعره وعواطفه، فهو الرب العظيم الرؤوف الرحيم، وأنت العبد الفقير الذي يَمرض ويموت، وينبغي للإنسان أن يُحضر قلبه وفكره أثناء الدعاء، ولا يدعو بلسانه وقلبه غير حاضر، ولا يتعدَّى في الدعاء؛ مثل أن يقول ألفاظًا شركية أو بدعية، ونحو ذلك....

 

ومن آداب الدعاء:

• تجنَّب السجع، فقد كان السلف الصالح يكرهون السجع في الدعاء؛ للحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما: فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ، فَإِنِّي عَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ لَا يَفْعَلُونَ إِلَّا ذَلِكَ؛ يَعْنِي لاَ يَفْعَلُونَ إِلَّا ذَلِكَ الِاجْتِنَاب؛ رواه البخاري رحمه الله 6337.

 

• ألا يقتصر في دعائه على طلب الدنيا فقط، بل يدعو خيري الدنيا والآخرة، وقد عاب الله عز وجل على ذلك بقوله: ﴿ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ﴾ [البقرة: 200]، فأخبَر سبحانه وتعالى أنه من لم يطلُب إلا الدنيا، لم يكن له في الآخرة من نصيب؛ (جامع البيان 2 /311)، واقتضاء الصراط المستقيم.

 

• عدم رفع الصوت بالدعاء والمبالغة في ذلك؛ قال تعالى: ﴿ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 110].

 

عَنْ عَائِشَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ:﴿ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا ﴾ [الإسراء: 110]، قَالَتْ: أُنْزِلَ هَذَا فِي الدُّعَاءِ؛ رواه مسلم 447.

 

عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكُنَّا إِذَا أَشْرَفْنَا عَلَى وَادٍ، هَلَّلْنَا وَكَبَّرْنَا ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّكُمْ لاَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلاَ غَائِبًا، إِنَّهُ مَعَكُمْ إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ، تَبَارَكَ اسْمُهُ وَتَعَالَى جَدُّهُ»؛ متفق عليه.

 

• ترك التغني والتلحين والتمطيط والمبالغة في ذلك، وقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة المجموعة الثانية 6/7 برقم (21263) بتاريخ 20/12/1420هــــ ما نصه:-

وعلى الداعي ألا يشبِّه الدعاء بالقرآن، فيلتزم قواعد التجويد والتغني بالقرآن، فإن ذلك لا يُعرَف مِن هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولا من هدي أصحابه رضي الله عنهم؛ ا.هــ.

 

• عدم الدعاء على النفس أو الولد أو المال، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: (لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لَا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ»؛ رواه مسلم رحمه الله 3009.

 

• عدم الدعاء بالموت لضُرٍّ أصابه، أو مصيبة حلَّت به؛ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ المَوْتَ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ، فَإِنْ كَانَ لاَ بُدَّ فَاعِلًا، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الوَفَاةُ خَيْرًا لِي"؛ متفق عليه.

 

الحرص على جوامع الدعاء الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم:

• عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَحِبُّ الْجَوَامِعَ مِنَ الدُّعَاءِ، وَيَدَعُ مَا سِوَى ذَلِكَ»؛ رواه أبو داود 1482، وصحَّحه الألباني رحمهم الله.

 

• عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ»؛ متفق عليه.

 

• عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاَتِي، قَالَ: "قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ"؛ رواه البخاري رحمه الله، 834.

 

• عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ»؛ رواه مسلم رحمه الله، 2739.

 

• كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ، وَالعَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ وَالبُخْلِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ»؛ رواه البخاري رحمه الله، 6369، ولا تنسَ أخي الحبيب الدعاء للوالدين والأقارب وجميع المسلمين الأحياء منهم والميِّتين.

 

من فضائل الدعاء:

• أنه من أعظم العبادة وأشرفها، وأحبها إلى الله عز وجل.

• أنه يوجِب محبةَ الله للعبد وقربه وإجابه دعائه.

• أنه يرفع العذاب حتى ولو كان نزوله متحققًا، وتركه سببٌ لتحقق نزوله.

• الاعتراف بالضَّعف والافتقار إلى الله عز وجل.

 

اللهم أعنَّا على ذِكرك وشكرك وحُسن عبادتك، وصلِّ الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة