• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / دروس رمضانية


علامة باركود

الليلة الخامسة: فضائل الصدقة وآثارها

فضائل الصدقة وآثارها
عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي


تاريخ الإضافة: 5/3/2025 ميلادي - 6/9/1446 هجري

الزيارات: 2082

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الليلة الخامسة:

فضائل الصدقة وآثارها

 

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:

فقال ابن القيم رحمه الله: للصدقة وفعل المعروف والإحسان شيءٌ عجيب في شرح الصدر وراحة القلب؛ فالكريم والمحسن أشرحُ الناس صدرًا وأطيبهم نفسًا، وأنعمهم قلبًا، والبخيل الذي ليس منه إحسان أضيقُ الناس صدرًا، وأنكدهم عيشًا، وأعظمهم هَمًّا، ولهذا فقد كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في ذِروة الكمال من شرح الصدر، ورفع الذكر، ورفع الوزر؛ (زاد المعاد 2/ 20).

 

وقال أيضًا: (فإن للصدقة تأثيرًا عجيبًا في دفع أنواع البلاء، ولو كانت من فاجرٍ أو من ظالم، بل من كافر، فإن الله تعالى يدفع بها عنه من البلاء، وهذا أمرٌ معلوم عند الناس، خاصتهم وعامتهم، وأهل الأرض كلهم مقرُّون به لأنهم جرَّبوه؛ (الوابل الصيب 69).

 

فضل صدقة السر على العلانية؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (قَالَ: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إلا ظله.. وذكر منهم، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ")؛ متفق عليه.

 

بالصدقة يندفع عذاب الله تعالى، فقد ورد في الحديث عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاس.... الحديث، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لاَ يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ، فَادْعُوا اللَّهَ، وَكَبِّرُوا وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا»؛ متفق عليه.


بالصدقة يُتقى عذاب الله عز وجل: عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَسَيُكَلِّمُهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، لَيْسَ بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، ثُمَّ يَنْظُرُ فَلاَ يَرَى شَيْئًا قُدَّامَهُ، ثُمَّ يَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَتَسْتَقْبِلُهُ النَّارُ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَّقِيَ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ»؛ متفق عليه.


الصدقة من أعظم الأسباب بعد عون الله عز وجل للعبد على الطاعة وتيسيرها له؛ قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴾ [الليل: 5 - 10].


واحذَر أخي الحبيب من المن في العطية؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ﴾ [المدثر: 6]؛ أي: لا تَمنُن على الناس بما أسديت إليهم من النعم الدينية والدنيوية، فتتكثَّر بتلك المنة، وترى لك الفضلَ عليهم بإحسانك المنة، بل أحسن إلى الناس مهما أمكَنك، وانسَ عندهم إحسانك، ولا تطلُب أجرَه إلا من الله تعالى، واجعَل من أحسَنت إليه وغيره على حدٍّ سواء؛(تفسير السعدي رحمه الله)، ومما يجب أن يَحرِص عليه المسلم أن يوقِف له وقفًا بعد مماته يجري خيرُه ونفعه بعد مماته، والوقف مجالاته متنوعه؛ كرعاية الفقراء والأيتام، والأرامل، والأسرى والمرضى، وإعانة الراغبين في الزواج، وتكفين الموتى، وعمارة المساجد والمستشفيات، وتوفير الأجهزة الخاصة للمرضى، والأدوية، وغيرها.

 

وفي الختام: تذكَّر أن الفقير محتاج والمسكين يتلهف لطارق يَطرُق عليه بابَه، ويناوله ما تيسَّر في يده، ونحن بحاجة ماسة إلى ثواب الصدقة، وأجر البر والإحسان إلى يوم تشخَص فيه الأبصار، فحاجته دنيوية، وحاجتنا دنيوية وأُخروية، ونحن الآن - ولله الحمد والمنة منه سبحانه وتعالى - نعيش في رغدٍ عيش، ونِعمٍ عظيمة لا تُعد ولا تُحصى؛ وعلى المرء أن يستغلَّ حياته قبل مماته؛ (انتهى من كتاب: تحفة المودود بفضل الصدقة والجود: ش: عبدالرحمن الدهامي).

 

وينبغي علينا تعليمُ أولادنا النفقة والبذل والإحسان، وتشجيعهم على ذلك؛ كأن توضَع (حصالة نقود) يُجمع فيها النقود، ومن ثم تُفتح بعد فترة من الزمن، ويُبذَل جزء منها للفقراء والمساكين، وكذلك وقت إخراج زكاة الفطر، ونحو ذلك.

 

وبالله التوفيق، نسأل الله العظيم ربَّ العرش الكريم أن يَقيَنا شحَّ أنفسنا، ويوفِّقنا لفعل الخيرات وترك المنكرات، وحب المساكين، ويَجعلنا من عباده الشاكرين والذاكرين...

 

وصلِّ الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة